شاءت الصدف أن أتعرف عليها ، هي دكتورة محجبة و متدينة، وأنا مهندس و متزوج وعندي ثلاثة أبناء، أكبرهم في العاشرة من عمره و أصغرهم في الخامسة. هي من جنسية عربية تقع في أقصى الوطن العربي و أنا كويتي كثير التردد على هذه الدولة بسبب طبيعة عملي حيث أني أمضي فيها إسبوعين كل ثلاثة شهور.
شاء القدر أن يجمع بيننا ونلتقي ببعض قبل عامين بالضبط، و من أول لقاء كان هناك استلطاف وتقارب. هي بهرتني بذكاءها الحاد وروحها المرحة و علمها الغزير، فلم أتوقع يوما أن هناك إمرأة تملك عقل يمكنه أن يفكر خارج إطار الموضة و الماركات و المولات والأسواق التجارية. هي تتحدث ستة لغات وتملك عيادتها الخاصة ومرتاحة ماديا ولا تحتاج لرجل يوفر "خط إئتماني" لهذه العلاقة.
أما زوجتي فقد انشغلت عني من سنوات في تربية الأبناء حتى وصل الفراق للفراش فكل من أصبح يفضل النوم بغرفة منفصلة. لا تلبي حقوقي الزوجية إلا بطلب مسبق وكثير ما تتحجج بالتعب و العمل وأشياء أخرى. هي مصابة بمرض وسواس النظافة القهري فكل من في البيت يجب عليه أن يتعامل بطريقة أو بأخرى حول فلك هذا المرض، حتى أطفالي الصغار.
حاولت معالجتها ولأكثر من 6 سنوات، و من دكتور لآخر ومن عيادة لمستشفى ولا يزال الوضع على ما هو عليه، حتى أصبحت تقطع عادة زيارة أهلها و إخوتها أو الخروج معي ومع أطفالي بسيارة واحدة، بسبب هذا الوسواس. أصبح كل شئ تملكه أو لا تملكه يلمس من أحد عرضه للرمي، وأصبح كل ريموت كنترول و مفتاح مكانه التنقيع تحت المغسلة حتى يتلف. وأصبح أي طفل يلهو مع آخر ويصاب ولو بخدش بسيط عرضه للحجر في غرفة منفصلة، حتى أصبح الأولا يحملون عقدة من هذا المرض ويتحملونه على مضض.
عرضت عليها الطلاق أكثر من مرة وهي ترفض خوفا على وضعها الاجتماعي ومكانتها بين أصدقاءها لا خوفا على أبناءها. عرضت عليها الانفصال وبأن أقوم بالانتقال في منزل منفصل وأتزوج من أخرى و تقوم هي بتربية الأبناء والعناية بهم، أيضا رفضت. عرضت عليها أن تغادر لبيت أهلها وننفصل بطريقة غير رسمية وأنا أتكفل بتربية الأبناء وأيضا رفضت.
أختي العزيزة ريما ماذا تتوقعين من شاب في هذه الحالة أن يفعل، هل يظل ربيطة لبرستيج الزوجة وأمراضها النفسية و يدوس على مشاعره وأحاسيسه ويتجه لإشباع حاجاته النفسية مع صديقة أو صاحبة بالحرام؟
إسمعيني، عندي قناعة تامة أن الحب يأتي مرة واحدة ولا يفرق بين أعزب أو متزوج، والإنسان أيا كان، يملك أن يتمسك بهذا الحب أو أنه يتركه ويعيش على أطلاله طول عمره. وأنا فكرت في الموضوع كثيرا، وشاورت رجال دين و الحكماء من الرجال المقربين مني، وشاورت زوجة المستقبل الثانية وهي مستعدة للتضحية و الزواج من شخص في رقبته 3 ابناء و زوجة. الآن عمري 35 سنة، وبأذن الله قررت أن أمضي بالزواج منها ومستعد أن أتحمل تبعات جميع المشاكل الاجتماعية و القانونية لهذا الزواج الثاني.
وأعتقد أن قصتي تعبر عن "أحد" الأسباب التي تجعل الرجل يتزوج من ثانية، مع العلم أني لا أنكر بأني أيضا فيني من العيوب الكثير لكنها جميعها وبحمد الله Under Control.