الولاء لمن ؟!
لم يمّر على التأريخ دولة اسلاميّة حقيقيّة سوى الدولة المدنيّة التي أسسها النبي الاعظم صلى الله عليه وآله وسلّم ودولة الامام علي عليه السلام وغير ذلك كانت الدول الاسلاميّة - مجازا - مملكة لسلطان ظالم , ما لم يكن معصوما فهو ظالم ؟!
دولة الحق لا يمثلها سوى المعصوم فلا يوجد - الآن - دولة اسلاميّة بالمعنى الحقيقي , وهذه حقيقة نسلّم ونعتقد بها اعتقادا جازما من هذا المنطلق نناقش وضع الجمهورية الاسلاميّة في ايران والمملكة العربيّة السعوديّة وأثرهما على المجتمع الكويتي وأثرهما على مفهوم الدولة الاسلاميّة من حيث أنهما مصداقان للدولة الاسلاميّة - أيضا مجازا - .
ان المجتمع الكويتي عبارة عن خليط بين أجناس مختلفة كانت محصلّة لهجرات متتاليّة من مختلف المناطق المحيطة بالمنطقة , فالهجرات كانت من شبه الجزيرة العربيّة والعراق وبلاد فارس كذلك من بلاد الشام الى الكويت ولا ننسى بعض الأعاجم من هنا وهناك .
هذه الهجرات كوّنت مجتمعا تحكمه أعراف وتقاليد وتطغى عليه الصبغة الاسلاميّة البسيطة التي لو أردنا التعبير عنها لقلنا " شعب من أهل الله " فهو من جانب ملتزم دينيا ولو بشكل يسير ومن جانب يتأثر بما هو مخالف للالتزام الديني ولو من حيث لا يعلم , كما اتسم بالتقسيمة المعروفة " شيعة - سنة - حضر - بدو " وهذه التقسيمة أمر واقع لا مجال لتغييره .
بدأ الفرز بالمجتمع الكويتي لأغراض " ماليّة سياسيّة " وان كان بعضه حق والآخر باطل لكنّه يظل ( فرز ) غير صحيّ , قامت دولة بعنوان اسلامي في المملكة العربيّة السعوديّة بتحالف بين آل سعود والوهابيّة - ورأسهم محمد بن عبدالوهاب - تحت ذريعة تجديد الدين وتطهيره من البدع والخرافات فهي حصلت على أهم غطاء يمكن أن يتمثّل لها بتكوين دولة .
كما قامت دولة أخرى بعنوان اسلامي في الجمهوريّة الاسلاميّة الايرانيّة استنادا الى استنباطات فقهيّة بتحالف مع شعب ذاق الويل من نظامه الملكي الذي خلف نظام اسلامي - مجازا - وحاول طمسه , كذلك حصلت الدولة على أهم غطاء يمكن أن يتمثّل لها لتكوين دولة .
الفرق أن السعوديّة حاكمها غير عالم وايران يحكمها فقيه عالم , لكن هذا الاختلاف لا يذكر لأنّ الدولتين تحكمهما الشريعة الاسلاميّة كلّ حسب مذهب معيّن , فالسعوديّة على مذهب ابن تيمية الذي يدعي أنه على نهج السلفيّة وايران على مذهب الاماميّة الذي يدعيّ أنه على نهج أهل البيت عليهم السلام .
ان الارتباط الذي حصل في الكويت حسب الفرز السالف , كان عبارة عن ارتباط اجتماعي أولا ثم ارتباط ديني , فهناك من العوائل التي هاجرت من ايران الى الكويت وهناك من القبائل التي هاجرت من السعوديّة الى الكويت ثم وجود مرجعيّة دينيّة يحتذى بها لكلا العوائل والقبائل .
الارتباط العائلي أو القبلي واضح فهناك أصول ينحدر منها كل فرد والارتباط الديني تمثّل بأن ايران تمثّل الشيعة , والسعوديّة تمثّل السنّة , ولأنّ الاختلاف أمر واقع بين المذهبين أخذ كل طرف في المجتمع الكويتي ينحاز الى أصله ومذهبه فهذا أمر طبيعي جدا فكل انسان متى ما شعر أن ما يعتقده في خطر تراه يدافع بشراسة وهذا نابع من غريزة دفع الألم المودعة بالانسان , فالانسان يدفع الألم عن نفسه سواء كان جسماني أو نفساني ويحاول قدر المستطاع جلب اللذة التي تستقر بها النفس .
ان الخطأ الذي توهمه الكثيرين أن ايران تمثّل الشيعة وأن السعوديّة تمثّل السنة ؟!
نعم ففي قرارة نفس العلماء في كلا الدولتين يقول عكس ذلك جملة وتفصيلا بل تأتي المسألة على التصريح علنا , ان الأثر الرئيسي الذي ترتب على هذا الخطأ الفادح تفكك المجتمع الكويتي فلو التفت الانسان الى أن ليس هناك أمر يقول أن ايران تمثّل الشيعة والسعوديّة تمثّل السنة لعلم أن ( ليس هناك ألم يدفعه ) عن نفسه بل وينتفي الشعور بالألم ولا تتحرك الغريزة المودعة في الانسان فينتف أصل التفكك .
أما مفهوم الدولة الاسلاميّة فعند الاماميّة ومنهج أهل البيت عليهم السلام أن الدولة الاسلاميّة يحكمها المعصوم , ومهما بلغ الفقيه ما بلغ واجتهد بتصحيح المسار لن ( يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملأت ظلما وجورا ) , ومفهوم الدولة الاسلاميّة عند السلف فقد قرروا أن أفضل زمان مرّ عليها هي دولة الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم والخلفاء الراشدين كما سموها وبعدها أصبحت الدولة ملكا عضود ورووا في ذلك أحاديث وصححوها .
متى ما يتبيّن للانسان أن مفهوم الدولة الاسلاميّة ( الحقيقيّة ) منتف لكلا الدولتين سوف تتضح له الكثير من ممارسات النظام الايراني أو السعودي , فالمسألة ليست أنهما دولتان تمثلان الاسلام بل دولتان كأيّ دولة في هذا العالم تحاول بشتى الطرق أن تحفظ نظامها وتنمي اقتصادها وتفرض سيادتها .
فعندما نرى أن الفقر أو بما يعرف ( ما هو تحت خط الفقر ) منتشر في كلا الدولتين وأن الظلم والفساد المالي والاداري مستشري بل ومنقطع النظير لا نستغرب أبدا فنحن لسنا أمام دولة اسلاميّة حقيقيّة أبدا , نحن أمام دولة تريد الحفاظ على نظامها وأمنها واستقرارها .
بعد هذا أيضا يتضّح للشعب الكويتي أن مسألة ( الولاء لمن ) ؟! , ما هي الا فصل من فصول الأنظمة الحاكمة التي تريد أن تحمي نفسها وتثبّت أركانها , لا يهم ان كان على حساب الغير كما لا يهم أن تحترق الدنيا كلها ! , المهم أن يبقى النظام وتبقى الدولة ( نقطة انتهى ) !
فلا نستغرب أبدا وجود من يوزّع صكوك الولاءات هنا وهناك , كما لا نستغرب أبدا وجود نبرة التخوين والتمزيق والتفريق بين أبناء الشعب الواحد فنحن نعتبر أرضيّة خصبة فيها اتصال اجتماعي وديني مباشر لكلا الدولتين ومع عدم الالتفات الى الخطأ الذي بيّناه أعلاه - من أن الدولتين لا يمثلّان الدولة الاسلاميّة حقيقة - نكون نار تأكل كلّ شئ وأجدر بها أن تكون ذاتا محرقة .
لم يمّر على التأريخ دولة اسلاميّة حقيقيّة سوى الدولة المدنيّة التي أسسها النبي الاعظم صلى الله عليه وآله وسلّم ودولة الامام علي عليه السلام وغير ذلك كانت الدول الاسلاميّة - مجازا - مملكة لسلطان ظالم , ما لم يكن معصوما فهو ظالم ؟!
دولة الحق لا يمثلها سوى المعصوم فلا يوجد - الآن - دولة اسلاميّة بالمعنى الحقيقي , وهذه حقيقة نسلّم ونعتقد بها اعتقادا جازما من هذا المنطلق نناقش وضع الجمهورية الاسلاميّة في ايران والمملكة العربيّة السعوديّة وأثرهما على المجتمع الكويتي وأثرهما على مفهوم الدولة الاسلاميّة من حيث أنهما مصداقان للدولة الاسلاميّة - أيضا مجازا - .
ان المجتمع الكويتي عبارة عن خليط بين أجناس مختلفة كانت محصلّة لهجرات متتاليّة من مختلف المناطق المحيطة بالمنطقة , فالهجرات كانت من شبه الجزيرة العربيّة والعراق وبلاد فارس كذلك من بلاد الشام الى الكويت ولا ننسى بعض الأعاجم من هنا وهناك .
هذه الهجرات كوّنت مجتمعا تحكمه أعراف وتقاليد وتطغى عليه الصبغة الاسلاميّة البسيطة التي لو أردنا التعبير عنها لقلنا " شعب من أهل الله " فهو من جانب ملتزم دينيا ولو بشكل يسير ومن جانب يتأثر بما هو مخالف للالتزام الديني ولو من حيث لا يعلم , كما اتسم بالتقسيمة المعروفة " شيعة - سنة - حضر - بدو " وهذه التقسيمة أمر واقع لا مجال لتغييره .
بدأ الفرز بالمجتمع الكويتي لأغراض " ماليّة سياسيّة " وان كان بعضه حق والآخر باطل لكنّه يظل ( فرز ) غير صحيّ , قامت دولة بعنوان اسلامي في المملكة العربيّة السعوديّة بتحالف بين آل سعود والوهابيّة - ورأسهم محمد بن عبدالوهاب - تحت ذريعة تجديد الدين وتطهيره من البدع والخرافات فهي حصلت على أهم غطاء يمكن أن يتمثّل لها بتكوين دولة .
كما قامت دولة أخرى بعنوان اسلامي في الجمهوريّة الاسلاميّة الايرانيّة استنادا الى استنباطات فقهيّة بتحالف مع شعب ذاق الويل من نظامه الملكي الذي خلف نظام اسلامي - مجازا - وحاول طمسه , كذلك حصلت الدولة على أهم غطاء يمكن أن يتمثّل لها لتكوين دولة .
الفرق أن السعوديّة حاكمها غير عالم وايران يحكمها فقيه عالم , لكن هذا الاختلاف لا يذكر لأنّ الدولتين تحكمهما الشريعة الاسلاميّة كلّ حسب مذهب معيّن , فالسعوديّة على مذهب ابن تيمية الذي يدعي أنه على نهج السلفيّة وايران على مذهب الاماميّة الذي يدعيّ أنه على نهج أهل البيت عليهم السلام .
ان الارتباط الذي حصل في الكويت حسب الفرز السالف , كان عبارة عن ارتباط اجتماعي أولا ثم ارتباط ديني , فهناك من العوائل التي هاجرت من ايران الى الكويت وهناك من القبائل التي هاجرت من السعوديّة الى الكويت ثم وجود مرجعيّة دينيّة يحتذى بها لكلا العوائل والقبائل .
الارتباط العائلي أو القبلي واضح فهناك أصول ينحدر منها كل فرد والارتباط الديني تمثّل بأن ايران تمثّل الشيعة , والسعوديّة تمثّل السنّة , ولأنّ الاختلاف أمر واقع بين المذهبين أخذ كل طرف في المجتمع الكويتي ينحاز الى أصله ومذهبه فهذا أمر طبيعي جدا فكل انسان متى ما شعر أن ما يعتقده في خطر تراه يدافع بشراسة وهذا نابع من غريزة دفع الألم المودعة بالانسان , فالانسان يدفع الألم عن نفسه سواء كان جسماني أو نفساني ويحاول قدر المستطاع جلب اللذة التي تستقر بها النفس .
ان الخطأ الذي توهمه الكثيرين أن ايران تمثّل الشيعة وأن السعوديّة تمثّل السنة ؟!
نعم ففي قرارة نفس العلماء في كلا الدولتين يقول عكس ذلك جملة وتفصيلا بل تأتي المسألة على التصريح علنا , ان الأثر الرئيسي الذي ترتب على هذا الخطأ الفادح تفكك المجتمع الكويتي فلو التفت الانسان الى أن ليس هناك أمر يقول أن ايران تمثّل الشيعة والسعوديّة تمثّل السنة لعلم أن ( ليس هناك ألم يدفعه ) عن نفسه بل وينتفي الشعور بالألم ولا تتحرك الغريزة المودعة في الانسان فينتف أصل التفكك .
أما مفهوم الدولة الاسلاميّة فعند الاماميّة ومنهج أهل البيت عليهم السلام أن الدولة الاسلاميّة يحكمها المعصوم , ومهما بلغ الفقيه ما بلغ واجتهد بتصحيح المسار لن ( يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملأت ظلما وجورا ) , ومفهوم الدولة الاسلاميّة عند السلف فقد قرروا أن أفضل زمان مرّ عليها هي دولة الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم والخلفاء الراشدين كما سموها وبعدها أصبحت الدولة ملكا عضود ورووا في ذلك أحاديث وصححوها .
متى ما يتبيّن للانسان أن مفهوم الدولة الاسلاميّة ( الحقيقيّة ) منتف لكلا الدولتين سوف تتضح له الكثير من ممارسات النظام الايراني أو السعودي , فالمسألة ليست أنهما دولتان تمثلان الاسلام بل دولتان كأيّ دولة في هذا العالم تحاول بشتى الطرق أن تحفظ نظامها وتنمي اقتصادها وتفرض سيادتها .
فعندما نرى أن الفقر أو بما يعرف ( ما هو تحت خط الفقر ) منتشر في كلا الدولتين وأن الظلم والفساد المالي والاداري مستشري بل ومنقطع النظير لا نستغرب أبدا فنحن لسنا أمام دولة اسلاميّة حقيقيّة أبدا , نحن أمام دولة تريد الحفاظ على نظامها وأمنها واستقرارها .
بعد هذا أيضا يتضّح للشعب الكويتي أن مسألة ( الولاء لمن ) ؟! , ما هي الا فصل من فصول الأنظمة الحاكمة التي تريد أن تحمي نفسها وتثبّت أركانها , لا يهم ان كان على حساب الغير كما لا يهم أن تحترق الدنيا كلها ! , المهم أن يبقى النظام وتبقى الدولة ( نقطة انتهى ) !
فلا نستغرب أبدا وجود من يوزّع صكوك الولاءات هنا وهناك , كما لا نستغرب أبدا وجود نبرة التخوين والتمزيق والتفريق بين أبناء الشعب الواحد فنحن نعتبر أرضيّة خصبة فيها اتصال اجتماعي وديني مباشر لكلا الدولتين ومع عدم الالتفات الى الخطأ الذي بيّناه أعلاه - من أن الدولتين لا يمثلّان الدولة الاسلاميّة حقيقة - نكون نار تأكل كلّ شئ وأجدر بها أن تكون ذاتا محرقة .