وضاح العجمي
عضو فعال
يوقظني صوته كل صباح،
فلاداعي للمنبه ،
يمارس هوايته اليومية بإرهاب الجيران
وكل من يحاول الاقتراب من حدود حديقته التي ملأها بالنخيل.....
وصوته سر قوته ،
فمن بائعٍ ضعيفٍ متجول الي رجلٍ محترمٍ يتحاشى الإحتكاك
بهذا السفيه ، يستمد أبوخالد شعوره بالأمان...............
يكفي أن أتصل بأحد موظفي البلدية ليأتي ويحطم سوره المهترئ ويقتلع نخيله،
لكن أبي رحمه الله تركه قبلي ،
واوصاني ان لا اكلمه في تجاوزه لحدود بيتي ،
فتحمل الجار السيئ سيدخل أبي الجنة ان شاء الله ، وأنا كذلك سادخل الجنة
بسبب نخيل ابوخالد ؟!
لم يعد يوقظني صوته كل شروق شمس،
وبت اسمع صوت ابوخالد بعد الاستيقاظ!!!
بدأ صوته أهدا رغم صراخه على جماعة من الهنود وقفوا يرطنون بالقرب من سور حديقته...
وفي المرة الأخرى أوما بيده فقط دون الكلام ليبتعدوا !
نزلت بسرعة لأشهد التطور في حالة ابي خالد،
فمنذ سنين لم يعد لي شاغل إلا مراقبته.....
وتكحيل عيني بقوام نخيله كل صباح،........
صبحت عليه ولم يرد .....
وبدأ تركيز عيناه الشريرتان أقل شرا وحدة ،
ولم تستفزني نظراتهما كالعادة!.....
وكانما هما رطبتان من رطب نخيله داستهما أقدام المارة ..............
يجاهد ابوخالد ليحمي نخيله ، فوقت جنى رطب "البرحي" يبدا الآن ....
والحر هذا العام شديد ويساعد في إنضاجه مبكرا كما يزعم ابوخالد .....
كذلك محبي الرطب كثيرون ويجب ان يبذل جهدا مضاعفا لتأمين انتاجه
من المتطفلين ......
لكن جسده يخونه وصوته لايتعدى حدود ظله ......
ابوخالد هذا الأسد الكرتوني بدا يهترئ.....
سبحان من له البقاء ....
يحاول ان يصرخ ابو خالد وحنجرته القوية لاتسعفه.....
يجلس فقط في حديقته ويطرد المارة بعينيه الغائرتين......
وفمه المفتوح على مصراعيه............
تسمر كفزَاعة لطرد العصافير .....
يجاهد للقيام برسالته في الحياة لآخر رمق.....
تجرأ أحدهم وقطف من رطب ابي خالد وهو يشاهد ....
صرخت فيه وطردته ،
يبتسم لي هذا الشرير ابوخالد اخيرا !!!
مات ابوخالد ..........
تركني أصرخ فيهم كل صباح :
" ابتعدوا عن نخيل ابوخالد !!! "