(( لا يطوفك رمضان في السوادن ! )) ... تجربة شخصية.../... اليوم الثاني



(( لا يطوفك رمضان في السوادن ! )) ... تجربة شخصية.../... اليوم الثاني












أهم مراسيم اليوم الثاني /


بعد أن تناولت البوفيه الشهي في فندق روتانا _ فرع السودان :(

وكان ذلك عوضا عن عزيمة الإخوة السودانيين الذين تكرموا علي بعزيمتهم لي على الإفطار الرمضاني
وكان الطعام لم يعجبني حتى جفلت منه



رجعت إلى فندقي أبو نجمة إلا ربع ، والذي هو مصنف عندهم بأنه ذو أربع نجوم

وجدت المصعد الكهربائي عطلان فاضطررت إلى أن أتسلق السلم حتى الدور الخامس حيث تقبع غرفتي :confused:


ومع أن الغرفة في الدور الخامس ويفترض أن ترى مناظر جميلة للخرطوم

إلا أنه للأسف لم أرى أي منظر جميل

ترى البيوت الصغيرة والشوارع الطينية فليس هناك أي منظر يدعوك لأن تنظر إليه لمدة خمس دقائق




خلدت إلى النوم بعد طول عناء السفر وبعد جهد جهيد في إيجاد الطعام المناسب


استيقظت في الصباح الباكر ،،،، اتصلت على الإخوة السودانيين

فأتوا بارك الله فيهم وأحسن إليهم بعد الموعد طبعا كما هي عادة السودانيين



ذهبنا إلى جامعة أم درمان الإسلامية وهي جامعة عريقة جدا أنشأت في عام 1901م

كانت مباني الجامعة أشبه ببيوت الصليبية

فهي بدائية جدا ومتناثرة ومترامية الاطراف


دخلنا على عميد كلية الشريعة وكان رجلا وقورا

أخبرته بأني أتيت للسلام وللتعرف عن أحوال الجامعة ، فرحب أيما ترحيب


وللأمانة ،،، أني عندما دخلت إلى مكتب العميد وجدت في طرف غرفة مكتبه سرير

فقلت : يمكن يريح إذا تعبوه الطلبة وهي عادة سودانية :D


ذهبت بعد ذلك إلى معهد الثقافة الإسلامية وهي معهد يحوي الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراة القيمة جدا

وتصفحت العديد من رسائل الدكتوراة والماجستير لكثير من الطلبة الخليجيين وخاصة السعوديين منهم


أهدونا جملة وافرة من اصدارات مجلة المعهد وهي مجلة محكمة



بعد ذلك سألت عن مكتبة الجامعة ؟

دلوني عليها ,,,, رأيتها وكأنها غرفة عزابية على سطح بيت في الحساوي


كانت المكتبة صغيرة جدا مقارنة بسمعة جامعة أم درمان الإسلامية

ألقيت نظرة سريعة على محتوياتها


وبعد ذلك ذهبت إلى فصول كلية الشريعة فإذا هي فصول بدائية صغيرة المساحة

ولم أجد أي طالب خليجي !


بعد ذلك صلينا الظهر في الجامعة وذهبت إلى فندقي للراحة

وقد شعرت وقتها بأني أصبحت أميل إلى راحة السودانيين ففي كل مشوار أريد بعدها أن أرتاح :D

مع أن من عادتي في السفر أن نومي يقل وخطواتي تكثر

إلا أن السودان وأجوائها أجبرتني فعلا على مشابهة السوادنيين في بعض مميزاتهم

ومنها كثرة الراحة والترييحة :cool:




بعد هذا المشوار رجعت إلى الفندق

ودخلت البهو ، وسلمت على العاملين في الإستقبال وكانوا من عرب السودان وليس من زنوجها


جلست في اللوبي وإذا بي أشاهد سودانيا يدخن سجائر ونحن في نهار رمضان

أقبلت عليه وكان قريبا مني .... الله يهداك تفطر في نهار رمضان وقدام الناس ؟

فقال لي السوادني بصوت متعالي ومتعجرف : أنا مو مسلم :mad:

سكت ،،،، واعتذرت له،،،،، بعد ذلك أتى أحد العاملين في الإستقبال وقد انتهى عمله

فقال لي هل من الممكن أن نتحدث ؟

قلت : على الرحب والسعة يا زول

قال لي : إن الذي رأيته قبل قليل يفطر في نهار رمضان هو نصراني من جنوب السوادن

وهؤلاء لا نستطيع أن نعارضهم أو نضايقهم لأن أمريكا والغرب يساندونهم ويطبطبون على ظهورهم

فهم يأتون إلى الخرطوم وكأنهم ملوك قياصرة !

ومن الملاحظ عليهم أن أغنياء جدا ويدفعون أي مبلغ يطلبه منهم الفندق

فجيوبهم مليئة بفضل نفط الجنوب الذي يسيطرون عليه بشكل كامل !


قلت : كيف هو موقف حكومة البشير من قضية الجنوب ؟

قال : حكومة البشير هي من أضعف الحكومات ، وهي حكومة تعاند الجنوبيين على أتفه الأمور

ثم تجبرها أمريكا والغرب على الإذعان لمطالب الجنوبيين فيأخذوا أكثر من الذي طلبوه


قلت : يا عزيزي هذه هي حال حكوماتنا العربية لا تحسن في _الغالب_ التعامل مع القضايا الداخلية

فتدع لأهل الفتنة أن يستعينوا بأمريكا والغرب

فقال : هل تعلم أن هناك مخطط كبير يجري إعداده على قدم وساق من أجل تقسيم المزيد والمزيد من أراض السوادن ؟

قلت : كان الله في العون ، وأصلح الله الراعي والرعية



بعد ذلك أذن المؤذن لصلاة العصر فذهبنا إلى المسجد القريب منا



وبعد الصلاة بنصف ساعة حضر إلى الإخوة السوادنيين لأني مدعو على الإفطار عند أحد المشايخ

ذهبنا إلى منطقة لا أذكر اسمها بالضبط وكانت من ضواحي الخرطوم

دخلنا إلى البيت وكان متواضعا وإذا هو به لفيف من الشباب الملتزم الذي يظهر عليه سمات الصلاح

وكانوا كما لاحظت بأنهم من طلبة العلم الجيدين

وكان الإستقبال حارا وجميلا وصادقا وليس به أي مظاهر تكلف أو تصنع

وفي الحقيقة ارتاحت نفسي كثيرا لتلك الجلسة العامرة


ابتدؤا واحدا واحدا في التعريف بأنفسهم وكان من بينهم الشيخ إمام المسجد القريب من البيت

وكان رجلا بشوشا وخلوقا وطيبا


بعد السلام والتعرف سألتهم عن الدعوة في السوادن ؟ وعن طلب العلم وطلبته ؟

أخبروني بأن هذا المسجد القريب منا هو عبارة عن مركز السلفية ونشر التوحيد في أرجاء السودان

وقد حضر إليه العديد من المشايخ السعوديين وأقاموا دورات في العقيدة والفقه والحديث

وقد حضر إليه من جميع أرجاء السوادن في أعداد تقدر بثلاثة آلاف طالب وطالبة


وقال : إن من جهودنا أننا نحارب الصوفية بشكل علمي ومقنع

ونطبع العديد من المطويات ونصدر الكثير من المجلات التي تبين ضلال عبادة القبور والطواف حولها

وقال لي : انظر إلى آلة التصوير هذه التي سخرناها لطباعة الآلاف من المطويات لإرشاد الناس

والحمدلله قد أثمرت أغراسنا وأينعت ثمارنا ونحن الآن مجموعة من طلاب العلم ندعو إلى الله

قلت : بارك الله مسعاكم ، ووفق جهودكم ، وجمعكم على الخير والمحبة



وكان من الإخوة الذين شدوني في الجلسة رجل وقور مهيب يقال له عبدالحفيظ العدسي

وقد أخبروني عنه بأنه رجل فقير جدا تكفله جمعية خيرية كويتية كداعية اسلامي

ومن عجيب هذا الرجل أنه يحفظ العديد من كتب الإمام ابن القيم الجوزية

وله العديد من الدروس في الكثير من المساجد في شرح كتب ابن القيم وتهذيب القلوب بها

ففعلا رأيت آثار كلام ابن القيم على وجهه وهديه

وعندما يتكلم تشعر بأن كلامه يطرق باب قلبك ويدخل بلا استئذان



بعد ذلك أحضروا سفرة الطعام وكان طعاما شهيا راعوا فيه أطباع الخليجيين وذوقهم

أكلت بكل سرور وفرح :)

وكان من بين الطعام لحم لذيذ وطيب جدا


وكانوا في الحقيقة كرماء معي جدا ويتسابقون في وضع الطعام لي

وهذا ليس غريبا على كرم السودانيين



بعد ذلك صلينا في المسجد صلاة المغرب وكان مسجدا كبيرا جدا أظنه يسع لألفين أو ثلاثة مصلي



رجعنا إلى البيت لتناول القهوة والشاي والعصير والحلويات السودانية وكانت جميلة

وتكلم الإخوة السودانيين عن جهود الجمعيات الخيرية الكويتية في السوادن

وتكلموا أيضا عن بروز السلفية والتوحيد ونشرها في عموم أرجاء السودان

وأن الصوفية قد خابت العديد من نيرانها وتخلى عنها الكثير من مريدينها



وبعد ذهبنا لأداء صلاة العشاء والتراويح

وفور انتهائنا شكرت الإخوة الكرام على كرمهم وحسن استقبالهم وكرم ضيافتهم

ووعدتهم بزيارة أخرى

وبعد ذلك رجعت إلى فندقي وخلدت إلى النوم





هذا أهم ما حصل في مراسيم اليوم الثاني


وبقي موعدنا مع اليوم الثالث والأخير




شكرا لمتابعتكم :وردة:
 

king

عضو ذهبي
حمدلله على سلامتك

بس ما ذكرت لنا عن جولتك بالتفصيل و عن عاداتهم في رمضان ،،

ننتظرك ولكن لا تتاخر علينا وتعطينا بالقطاره كل اسبوع جزء :وردة:
 
أعلى