أوجه الشبه بين الديموقراطية والشورى

صناعة الثقافة الريادية الحضارية
الاختلاف وأوجه الشبه بين الديموقراطية والشورى.

في المجتمعات والأمم غير الإسلامية ـ منذ العصر اليوناني ـ كانت إذا اختلفت في قضاياها العامة والرئيسة ـ سواء على المستوى القومي أو حتى على مستوى المجموعات الصغيرة منهم ـ ... كانت تلجا لاتخاذ القرار بشأن القضية المطروحة إلى الاقتراع . وحينئذ جميع المقترعين يلتزمون بنتيجة الاقتراع سواء وافق رأي وبُغْيَة البعض منهم أم لا. ومن هنا جاء المصطلح الإغريقي (اليوناني) .. مصطلح (الديموقراطية).

وأصل الديموقراطية من كلمة ذات مقطعَيْن: الأول Demo بمعنى (الشعب)، والثاني krate بمعنى حكم. بذلك أصبحت كلمة (الديموقراطية) تعني (حكم الشعب). فمما تقدم ندرك أن الديموقراطية ما هي إلا وسيلة (وليس نظاماً) للاقتراع بهدف الوصول إلى تتيجة تُـعبِّر عن حكم الأغلبية (مجازاً).

ولما كانت هذه الديموقراطية قد صارتْ ـ فيما بعد ـ هي وسيلة الاقتراع السائدة بالغرب؛ للوصول إلى الفصل في القرارات، التي تهم وتخص الشعوب، وتستخدمها في مجالسها الشعبية (البرلمانات) ... أُطْلِقَ عليها (حكم الشعب) منذئذ، على أنه بالإمكان أن تُستخدَم أيضاً في أي اجتماع يهم للمجتمعين أمر الوصول إلى قرار عام حاسم يلتزمون به جميعاً....

وأحيانا يطلق علي الديموقراطية (أسلوب للحكم .. وليس وسيلة للحكم)؛ بعد أن صار للاقتراع وسائل متنوعة ومتعددة لتطبيقه في مجال تداول الحكم، أو للوصول إلى قرار عام نهائي حاسم للقضايا الكبرى للأمة أو الشعب على مستوى الدولة ... بمعنى أن الديموقراطية هي: أسلوب مُتنوِّع ومتعدِّد الوسائل لتداول الحكم، وللوصول للقرارات المصيرية الشعبية.

فهل الديموقراطية هي الشورى الإسلامية ... ؟؟؟ وهل هناك وجْهُ شَـبَهِ بينهما ... ؟؟؟

لا شك أنَّ هناك اختلاف بين الديموقراطية والشورى الإسلامية، كما أن هناك وجه شـبه بينهما .

وجه الاختلاف:

1) أن الديموقراطية في طل النطام العََلْماني أو اللِّيبْرالي الذي يُعْنَى ويتبنّى التحرر المطلق من كل القيود بما فيها القيود والحقوق الدينية والفئؤية ـ بعكس نظام الدولة المدنية الإسلامية الذي يكفل الحقوق الفئوية بما فيها االحقوق الدينية ـ يُعَرِّض الحقوق الفئوية والدينية للأقليات الفئية والدينية للهدر والضياع، إذا طلبت الأغلبية طرح اقتراح بحظر حَقٍّ من الحقوق الفئوية الدينية لأقلية من الأقليات في الدولة، للاقتراع في البرلمان، كما حصل للأقلية المسلمة في فرنسا التي طرحت على البرمان الفرنسي اقتراح بقانون (حظر الحجاب والنقاب على المرأة المسلمة)، فحاز القانون بالأغلبية الليبرالية. وقامت الحكومة الفرنسية بتنفيذ هذا القانون الجديد، ابتداء من 12 أبريل 2011 م الموافق 8 أبريل 2011 م، فاعتقلت امرأتَين مسلمتَيْن فرنسيتَيْ على التحقيق، كما طالعتنا القنوات الفضائية والصحف اليومية في صبيحة ذلك اليوم.

2) لا يجوز في الإسلام الاقتراع في القضايا التي لا يصح فييها الاجتهاد ... أي ما له نص شرعي (قطعي الورود، وقطعي الدلالة) مثل: قضية حجاب المرأة المسلمة.


وجه الشَّـبَه:

1) تستوي الديموقراطية والشورى في اعتبار أيٍّ منهما وسيلة في الاقتراع للوصول إلى رأي الأغلبية في القضية المطروحة للنقاش ومعرفة رأي الأغلبية للالتزام به.

2) كما يجوز الاقتراع في الإسلام لمعرفة الحكم والقرار المناسب ... للقضايا التي يجوز فيها (الاجتهاد)؛ لأنه يردْ فيها نص شرعي (قطعي الورود وقطعي الدلألة)، وتدخل فيما سماه الفقهاء والعلماء (المصلحة المُرسَلَة) من أمور الحياة العامة المتغيرة، من العادات والأعراف والأوضاع الإدارية والآجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها وما في حكمها.

3) والاقتراع يجوز أيضاً ... فيما ورد له نصوص ذات دلالات ظنية، على ألا تخرج القضية المطروحة للاقتراع عن إطار هذه الدلالات، ... أو فيما يخُصُّ باختيار الأنسب من مفاهيم الأدلة المتعلقة بالقضية المطروحة للنقاش ... والله أعلم.،،،

وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسولُه والمؤمنون ".
(سورة التوبة: 105).

[ أن شجرة الإسلام هي: شجرة الحياة الكريمة العزيزة ... شجرة الحضارة الإنسانية السامية ] ... تصديقاً لقول الله (عـز وجـل):

" ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشـجـرةٍ طـيبة، أصـلُـهـا ثـابِـتٌ، وفـرعُـهـا في السماء ". " تـُؤتِـي أكُـلَـهـا كلَّ حـيـنٍ بـإذنِ ربِّـهـا، ويضربُ اللهُ الأمثالَ للناسِ، لعلهم يتذكرون ".
(سورة إبراهيم: 24, 25).

شجرة الإسلام ... شجرة الحياة الكريمة العزيزة:
" يا أيـهـا الـذيـن آمـنـوا اسـتجيـبوا للهِ وللرسولٍ، إذا دعـاكـُمْ لِـمـا يُـحْـييكُمْ ".
(سورة الأنفال: 24).

للمفكر و الباحث عبد الكريم فادن


41389_1107240600_8707_n.jpg
 
صناعة الثقافة الريادية الحضارية
الاختلاف وأوجه الشبه بين الديموقراطية والشورى.

في المجتمعات والأمم غير الإسلامية ـ منذ العصر اليوناني ـ كانت إذا اختلفت في قضاياها العامة والرئيسة ـ سواء على المستوى القومي أو حتى على مستوى المجموعات الصغيرة منهم ـ ... كانت تلجا لاتخاذ القرار بشأن القضية المطروحة إلى الاقتراع . وحينئذ جميع المقترعين يلتزمون بنتيجة الاقتراع سواء وافق رأي وبُغْيَة البعض منهم أم لا. ومن هنا جاء المصطلح الإغريقي (اليوناني) .. مصطلح (الديموقراطية).

وأصل الديموقراطية من كلمة ذات مقطعَيْن: الأول Demo بمعنى (الشعب)، والثاني krate بمعنى حكم. بذلك أصبحت كلمة (الديموقراطية) تعني (حكم الشعب). فمما تقدم ندرك أن الديموقراطية ما هي إلا وسيلة (وليس نظاماً) للاقتراع بهدف الوصول إلى تتيجة تُـعبِّر عن حكم الأغلبية (مجازاً).

ولما كانت هذه الديموقراطية قد صارتْ ـ فيما بعد ـ هي وسيلة الاقتراع السائدة بالغرب؛ للوصول إلى الفصل في القرارات، التي تهم وتخص الشعوب، وتستخدمها في مجالسها الشعبية (البرلمانات) ... أُطْلِقَ عليها (حكم الشعب) منذئذ، على أنه بالإمكان أن تُستخدَم أيضاً في أي اجتماع يهم للمجتمعين أمر الوصول إلى قرار عام حاسم يلتزمون به جميعاً....

وأحيانا يطلق علي الديموقراطية (أسلوب للحكم .. وليس وسيلة للحكم)؛ بعد أن صار للاقتراع وسائل متنوعة ومتعددة لتطبيقه في مجال تداول الحكم، أو للوصول إلى قرار عام نهائي حاسم للقضايا الكبرى للأمة أو الشعب على مستوى الدولة ... بمعنى أن الديموقراطية هي: أسلوب مُتنوِّع ومتعدِّد الوسائل لتداول الحكم، وللوصول للقرارات المصيرية الشعبية.

فهل الديموقراطية هي الشورى الإسلامية ... ؟؟؟ وهل هناك وجْهُ شَـبَهِ بينهما ... ؟؟؟

لا شك أنَّ هناك اختلاف بين الديموقراطية والشورى الإسلامية، كما أن هناك وجه شـبه بينهما .

وجه الاختلاف:

1) أن الديموقراطية في طل النطام العََلْماني أو اللِّيبْرالي الذي يُعْنَى ويتبنّى التحرر المطلق من كل القيود بما فيها القيود والحقوق الدينية والفئؤية ـ بعكس نظام الدولة المدنية الإسلامية الذي يكفل الحقوق الفئوية بما فيها االحقوق الدينية ـ يُعَرِّض الحقوق الفئوية والدينية للأقليات الفئية والدينية للهدر والضياع، إذا طلبت الأغلبية طرح اقتراح بحظر حَقٍّ من الحقوق الفئوية الدينية لأقلية من الأقليات في الدولة، للاقتراع في البرلمان، كما حصل للأقلية المسلمة في فرنسا التي طرحت على البرمان الفرنسي اقتراح بقانون (حظر الحجاب والنقاب على المرأة المسلمة)، فحاز القانون بالأغلبية الليبرالية. وقامت الحكومة الفرنسية بتنفيذ هذا القانون الجديد، ابتداء من 12 أبريل 2011 م الموافق 8 أبريل 2011 م، فاعتقلت امرأتَين مسلمتَيْن فرنسيتَيْ على التحقيق، كما طالعتنا القنوات الفضائية والصحف اليومية في صبيحة ذلك اليوم.

2) لا يجوز في الإسلام الاقتراع في القضايا التي لا يصح فييها الاجتهاد ... أي ما له نص شرعي (قطعي الورود، وقطعي الدلالة) مثل: قضية حجاب المرأة المسلمة.


وجه الشَّـبَه:

1) تستوي الديموقراطية والشورى في اعتبار أيٍّ منهما وسيلة في الاقتراع للوصول إلى رأي الأغلبية في القضية المطروحة للنقاش ومعرفة رأي الأغلبية للالتزام به.

2) كما يجوز الاقتراع في الإسلام لمعرفة الحكم والقرار المناسب ... للقضايا التي يجوز فيها (الاجتهاد)؛ لأنه يردْ فيها نص شرعي (قطعي الورود وقطعي الدلألة)، وتدخل فيما سماه الفقهاء والعلماء (المصلحة المُرسَلَة) من أمور الحياة العامة المتغيرة، من العادات والأعراف والأوضاع الإدارية والآجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها وما في حكمها.

3) والاقتراع يجوز أيضاً ... فيما ورد له نصوص ذات دلالات ظنية، على ألا تخرج القضية المطروحة للاقتراع عن إطار هذه الدلالات، ... أو فيما يخُصُّ باختيار الأنسب من مفاهيم الأدلة المتعلقة بالقضية المطروحة للنقاش ... والله أعلم.،،،

وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسولُه والمؤمنون ".
(سورة التوبة: 105).

[ أن شجرة الإسلام هي: شجرة الحياة الكريمة العزيزة ... شجرة الحضارة الإنسانية السامية ] ... تصديقاً لقول الله (عـز وجـل):

" ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشـجـرةٍ طـيبة، أصـلُـهـا ثـابِـتٌ، وفـرعُـهـا في السماء ". " تـُؤتِـي أكُـلَـهـا كلَّ حـيـنٍ بـإذنِ ربِّـهـا، ويضربُ اللهُ الأمثالَ للناسِ، لعلهم يتذكرون ".
(سورة إبراهيم: 24, 25).

شجرة الإسلام ... شجرة الحياة الكريمة العزيزة:
" يا أيـهـا الـذيـن آمـنـوا اسـتجيـبوا للهِ وللرسولٍ، إذا دعـاكـُمْ لِـمـا يُـحْـييكُمْ ".
(سورة الأنفال: 24).

للمفكر و الباحث عبد الكريم فادن


41389_1107240600_8707_n.jpg





بيان الفروق بين الديمقراطية والشورى:



فالفروق هي:
أن الشورى كلمة عربية قرآنية جاء الأمر بها في القرآن الكريم في أكثر من موضع، تعني هذه الكلمة: تشاور أهل الحل والعقد من أولياء الأمور وأهل الاختصاصات، في أمور خاصة قليلة لم تفصل فيها النصوص، تكون مرجعها إلى اجتهاد أهل الخبرة والمعرفة.
أما الديمقراطية فهي كلمة أعجمية ليس لها مصدر في اللغة ولا أصل صحيح، وقد رجعنا إلى معنى الديمقراطية فوجدناه بمعنى حكم الشعب لنفسه، فظهر لنا من ذلك أن الفروق هي ما يلي:
الفرق الأول:

الأول: تخضع الشورى لأهل الحل والعقد وأهل الاختصاص والخبرة والاجتهاد، بينما الديمقراطية تخضع لجميع طبقات وأصناف الناس الكافر منهم والمؤمن، والجاهل منهم والعالم، والرجل والمرأة والصالح والمنحرف.
الفرق الثاني:

الشورى تكون في مواضع الاجتهاد وفيما لا نص فيه، أما الديمقراطية فإنها تفتح الباب لإبداء الرأي في كل شيء وإن فصلت في المسألة نصوص شرعية متواترة متكاثرة.
الفرق الثالث:

الترجيح يكون في الشورى بالأقرب إلى الحق والأحوط للدين والأنفع للمسلمين والأولى من جهة الشريعة، وأما الديمقراطية فالترجيح يكون عندهم بالأكثرية.
فظهر لنا من هذه المقارنة السريعة أن الشورى حكم الله تعالى، أما الديمقراطية فهي حكم الشعب، فاختلف الحكمان اختلافا كبيرا، لأن الشورى تقرر أن الحاكمية لله تعالى وحده، أما الديمقراطية فتقرر أن الحاكمية للشعب، وما يختاره الشعب.
لم ارى تشابه البته !!!
عموما شكرا لك ...
 
مسلم القلاف

قرأت ردك الكريم أكثر من مرة أقف أحتراماً لأضافتك الكريمة زادت من مفهوم الفرق بين الشورى و الديمقراطية واللبس الذي يقع في الفروقات بين المصطلحين كلغة وكمفهوم عملي في الحياة والمجتمع المدني وتطبيق الشورى في المجتمعات الأسلامية
 
أعلى