عبدالله الفلسطيني
عضو مخضرم
وحدة الثورة ... ستتبعها ثورة الوحدة .
الخيال عبارة عن حلم ...
والحلم يفرز رغبة والرغبة تتحول لهدف والهدف يلحقه العمل ....
والحلم يفرز رغبة والرغبة تتحول لهدف والهدف يلحقه العمل ....
والعمل سيطرح الثمر .....
ولا حلم أجمل من أن تعود الوحدة لكل الأقطار ، ولقد قيل :
يد الله مع الجماعة ...
و من التاريخ عام الجماعة حيث اجتمعت الأمة بشقيها ...
وانما تأكل الذئب من الغنم القاصية .
عندما صُفع البوعزيزي ما كان ليخطر ببال الشرطية ولا شيطانها أن لطمتها تساوي القشة التي ذكرها المثل عندما قصمت ظهر البعير ، ففي كل يوم يتم الصفع والدفع والسحل والرفع وعلى جميع المستويات من أعلى الهرم إلى أدنى الخازوق .... وما كان ليخطر ببال أن للصفعة توابع زلزال .
أول الغيث نعم ( صفعة ) فحرقة على كرامة وغضبة فحريق في الجسد فنار تلظى لا يصلاها إلا الأشقى ، واستعرت الثورة وقامت الهبة ، ولحقتها الثورات ، واتحدت المنطقة بالهدف وتفرقت الشعوب بالزعامات فاستفردت بها ...
وكان كلما لبى الحاكم مطلبا لشعبه الثائر يجد أن سقف مطالبات شعبه أعلى بكثير مما قدم ... وهل هناك سقف لطموح أو كبح لجموح ؟
واي طموح أعلى من الوحدة والاتحاد ، حتى إذا هبط علينا المستقبل سمعنا ذات الثائرين في تلكم الميادين مرددين قائلين : الشعب يريد الاتحاد .....
انهم يرونه بعيدا ، ونراه قريبا .
وحتى اسابق الزمن سأبدأ من الآن بغسل الدرن ، فكثيرا ما تشدني تلك العبارات التي تحمل في طيها النزعة الوطنية الإقليمية والمناطقية ، ابتسم حين أقرأها ، كان ايجابا أو سلبا في طياتها ... مفتخرة بذاتها أو ترثي حالها لتآمر الناس عليها ..... أستهزئ بقلب كاتبها ...يموت حرقة بكاءا ووجدا على سياج موهومة ، كمن يبكي على فيلم هندي لا واقع له سوى خيال الظل ، كذا الأوطان الحالية رسمت لنا من غيرنا لتخلدنا إلى الأرض .....
ألم تكن أرض الله واسعة ... أم العقول محجورة في حجرات ضيقة ....
وكم سيكون غريبا عليه وصدمه ( أقصد ذو الأفق الضيق ) عندما يكتشف ان بيته أوسع من ركن في حجرته ... حتى إذا خرج من ضيق الغرفة إلى الباحة أو خارج بيته سيرى أقرانا له يتكلمون بذات لسانه أو يعبدون ربه حتى يأتيهم اليقين ....
جاءت الثورات بخيلها معها أنهارا ستغسل بها عفن الأوثان أو الأوطان ....
وسيضحك الناس كثيرا على الأصنام التي إن جاعوا أكلوها وإن شبعوا عبدوها .... حتى الحجر والشجر سيضحك على سالف ( هذه ) الأيام ...
و إن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ...