الوفاء سر البقاء ( رسالة الى كل مواطن كويتي )

faisal000

عضو جديد
السلام عليكم

بما أنها اول مشاركة لي بهذا المنتدى الكبير والعملاق بشعبيته والذي يضم جميع أطياف المجتمع الكويتي، أحببت ان أبعث رسالة لكل مواطن كويتي وأقدمها على شكل مقالة موجزة عسى ان تضيء طريقا يوصلنا الى تهدئة النفوس وصفائها والترفع عن كل مايثير للفتن والمشاكل وسبيلا الى توحدنا ووقوفنا يدا بيد ضد من يريد بنا السوء وبدولتنا الحبيبة الكويت.




الوفاء سر البقاء


لكل زمان دولة ورجال, يوم لك ويوم عليك, دوام الحال من المحال, مقولات دائما ما نرددها ونعلم يقينا ما تعني بكل حرف فيها. فما بالكم يا أيها الرجال؟ أين الدول السابقة بقوتها؟! أين رجالاتها؟! ماسبب ضعفها او سقوطها واندثارها؟! وهنا أقول ضرب المثل خير من تساؤلٍ وهل؟ ولنا في روسيا واليابان خير مثال يحتذى بأحده عن الأخر. كلنا يعلم سبب انهيار قوتيهما وعودة اليابان بقوة أكبر ولكن ليس عسكريا وانما اقتصاديا اما روسيا حديثا بعدما تفككت ظلت تعيش على بيع الأسلحة رغم العلم والتطور والعقول الجبارة, إن السبب الرئيسي لهذا الهبوط لكلتيهما وعودة اليابان بشروط هو تربص الأعداء والتنافس العلمي لأهداف عسكرية للهيمنة والإستبداد. ولنأخذ من تاريخ دولة الكويت بوابة للعودة الى طبيعتنا التي جُبلت على المحبة والوفاء والاستقرار فيما بيننا تحت راية رجل واحد.

أختصر ما قرأته ودرسته وتعلمته عن تاريخ وسياسة دولة الكويت بكل وضوح وشفافية لأن التاريخ لا يكذب, تشكل المجتمع الكويتي من عدة أطياف وبها عدة طوائف اتحدوا جميعا على اختيار رجل واحد لقيادتهم قبل 300 سنة تقريبا وهو الشيخ صباح الأول رحمه الله, وتدرج حكم دولة الكويت من سلالة هذا الرجل المختار من الشعب الى يومنا هذا, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه, كيف استمر بقاء امارة الكويت الى يومنا هذا رغم المخاطر الخارجية؟ اقولها بصدق هو الوفاء للحاكم ولأسرة الحكم وعدم التدخل في شؤنهم مهما عظمت, والذي يرى اسلوب الحكم في دولة الكويت يعرف ان التركيز الأكبر دائما ما يكون خارجيا وليس داخليا ومن هنا نرى مشاكلنا الداخلية تطفو على السطح.

دائما ما نسمع الحضر وسطوتهم البدو وطموحاتهم السنة وسيادتهم الشيعة وتطلعاتهم, ولكن من هؤلاء؟ هؤلاء هم من يشكل المجتمع الكويتي وهذه مصطلحات لم تُعرف الا حديثا وازدادوا نفوراً والسبب الظروف الخارجية المحيطة بدولة الكويت من جميع الجهات. ومع كل مصطلح لي وقفة وابدأ بالحضر وهم اول من سكن واستوطن الكويت رغم الفقر وهم حتى لا يخفى عن البعض رغم محبتهم لوضع اسم العائلة بدلا من القبيلة ابناء قبائل ايضا وأول من وقع عقد غير مدون (لفظي) مع أسرة الحكم (الحكم المشترك) واول من لبى الدعوة لمساعدة أهل الكويت وغيرهم عندما اصابها الفقر لأن أغلبهم تجار بحر وبر, ولهذا نرى سطوتهم وهيمنتهم لأنهم من أعمدة الدولة الأساسية قديما وحديثا. أما البدو فهم قسمان: قسم تحضر وحتى اللهجة اختلفت وقسم ظل متمسك بعاداته وتقاليده. وهما الركيزة الثانية في الدولة واساس قوتها من منطلق الفزعة البدوية الأصيلة. بإختصار هما العمود الفقري للدولة. لا يختلف اثان على ان السنة والشيعة لا يتفقان في المعتقدات الدينية مهما كان لان لكل منهما اصولة وثوابته, ولكن أمن المعقول ان نسبب الفتنة ونخرق السفينة التي تحتضننا لأننا نختلف في الأصول والثوابت وبالتالى نهدم ما بناه آباؤنا وأجدادنا لرفعة الكويت!! ولا ننسى أن من الكويتيين من هم نصارى وديانات أخرى ولهم الحق مثلما لنا حيث غالبيتنا تخفيهم.

بعد ما ذكرت من تفرعات لأطياف المجتمع الكويتي يبقى اختيار من هو الاصلح او الانفع للبلاد والعباد من اختصاصات الأمير مهما كان اختياره لاننا اخترناه وهو اختار لنا ويجب علينا ان نقول سمعا وطاعه, واذا لم يتماشى اختيار الأمير لرجال دولته مع بعض أطياف المجتمع ليس معناه الخروج عن أمره بالإعتصام والتأزيم بل يجب الدعاء له بالتوفيق في اختياره لهم وان يرزقه الله البطانة الصالحة ولا تنسوا اعدائنا ومن يتربص بنا, وانظروا الى الوزراء بعد ان تم تعيينهم أوليس فيهم الحضري والبدوي والشيعي والسني اذا لماذا الجدل؟! ورجالات دولته من مختلف أطياف المجتمع الكويتي!!

وأخيرا لنستفد ونتعلم من اخطائنا واخطاء الأمم الأخرى وكيف أصبحوا وكيف سنصبح, واعلموا ان مهما بلغنا من قوة اقتصادية كانت ام عسكرية رغم ان الكويت بلد صغير وضعيف عسكريا وهو بين ثلاث دول كبيرة واقوى منه عسكريا وأكثر منه تعددا سكانيا فإن القوة الحقيقية تكمن بالوفاء للحاكم والاخلاص له والإتحاد بيننا ونزع فتيل القتنة ووأدها في مكانها وعدم السماح لأى طرف خارجي التدخل في شؤوننا الداخلية وعدم التدخل في شؤون الغير خارجيا ونبذ الخلافات الشخصية والوقوف يدا بيد لتحقيق الأمن والأمان وتطوير الذات والرقي بالإنسان وحصيلة ذلك هو ازدهار بلدنا الحبيب الكويت ويستمر سر البقاء بدوام الحال من المحال.


فيصل الناصر
كاتب وأكاديمي
 
أعلى