لا طبنا ولا غدى الشر
حينما خرج علينا بعض السياسيين و المسؤولين العراقيين مطالبين بتغيير مكان ميناء (مبارك الكبير) مستعيدين الاسطوانة القديمة من المبررات والشعارات والتهديدات شعرنا بخيبة أمل كبيرة ولسان حالنا يقول " لا طبنا ولا غدى الشر " .
التصريحات العراقية تنم عن شعور متجذر لدى الساسة العراقيين برفض الكويت مصحوبا بالمكابرة الجوفاء التي جرت المنطقة الى ويلات الحروب ، وتنم عن عقلية تشربت اجحاف حق الكويت بالعيش كبلد مستقل له سيادته التي يستطيع أن يمارسها دون تدخل أو وصاية من الاخرين .
وهذه التصريحات تقوم على أرث متوارث تغلغل الى العراقيين على مدى عشرات السنين وهو نكران الكويت و الزعم بأنها جزء مغتصب من العراق أو كما كان يحلو للنظام العراقي السابق تسميتها المحافظة 19 .
ان التهديدات العراقية رد عليها تحالف دولي شكل سابقة على مستوى العلاقات الدولية ، والادعاءات التي أطلقها العراق منذ ستينات القرن الماضي الى يومنا الحالي فندتها قرارات المجتمع الدولي ممثلة بالامم المتحدة التي جسدت اقرارا دوليا لا يقبل اللبس بعدم أحقيتها ومغالطتها للواقع لدوافع سياسية وتوسعية مغرضة .
قد يخرج علينا بعض ممن يقولون أن تلك الاداعاءات لا تشكل الموقف الرسمي للعراق ، ونحن نقول اننا نعي تماما الدرس التي تعلمتموه من الجار الايراني ، ونحن نعي تماما أن العراق ليس بهذه الديمقراطية لكي يطلق المسؤولين ما يحلو لهم من التصريحات .
ان ما تبحثون عنه ليس في الكويت بل هو في الامم المتحدة متمثلة في قرارات يجب تطبيقها دون انتقائية ولا تسقط بالتقادم ، واذا كان هناك رد عراقي يجب أن يقدم الى المنظمة الدولية مدعوما الافعال وليس عبر وساطات تقوم على مبدأ عفى الله عما سلف .
اما للعراقيين فنقول أما آن الاوان لانشغالكم بأنفسكم بدلا من تصدير المشاكل الى الخارج هربا مما تعانونه في الداخل ، أما آن الاوان لتغيروا نمط التفكير البائد و بدء صفحة جديدة ، أما آن الاوان للعمل على بناء عراق المستقبل بدلا من المكابرة الجوفاء واللعب على مواقف جرت الويلات عليكم قبل شعوب المنطقة ككل .
الكل يعلم اننا كنا ومازلنا خير الجار الذي مد يد التعاون و المساعدة على الدوام على الرغم مما واجهه من جحود ونكران وغدر ، والكل يعلم انه حينما ادار الجميع حتى من هم في الجوار ظهره لكم فتحنا يدينا لكم وقدمنا المساعدة دون منة ، ومسكنا بيدكم لنعيدكم الى الحظيرة العربية والدولية ، ان ذلك تطلب منا شجاعة كبيرة وتسامي على الجراح فهل أنتم قادرين على ذلك ؟ .