اخيرا سقطت ورقة التوت كما يقال، وبيَّن الاستجواب والمستجوبون حقيقتهم. وتأكد ما طرحناه وغيرنا منذ البداية، من ان المطلوب هو منصب «المرأة» نورية الصبيح بوصفها كذلك، اي امرأة، حرمة لا تجوز لها الولاية.
مؤسف ان يصل الانحدار بالعمل السياسي الى هذا المستوى، وان يتسلح الذين يقفون خلف الاستجواب بكل شيء الا الدستور والقانون والتعليم الذي تظاهروا بالانتصار له. لقد كان النائب عادل الصرعاوي اكثر من موفق
وهو يشير الى فقدان الاستجواب للاهتمامات التربوية وخلوه من اي طرح تربوي او انتقاد حقيقي للعملية التربوية ولمسار التعليم في البلد. حتى نذكر من ضيعه
المستجوبون بخرابيطهم، فإن محاور الاستجواب كلها - عدا حادثة العارضية ـ دينية، مبنية على حوادث ليست من اختصاص الوزيرة او حتى التربية، مثل: بيع كتب جنسية في المعهد التطبيقي
ومنع الكتب الصفراء للسلف، والشخبطة المزعومة لطفلة على كتاب القرآن، واخيرا بعض القضايا الادارية المبنية اصلا على ترقية الوزيرة لمن ليس محسوبا على بعض النواب او معاقبتها لمن هو
متخادن معهم، حتى حادثة العارضية ليست تربوية وان كانت المدرسة والوزارة مسؤولتين عنها. لو اطلع احد على الاستجواب ومحاوره بمعزل عن الظرف السياسي وبخلوه من اسم الوزارة او الوزيرة
لظن ان المستجوب هو وزير الاوقاف وليس وزيرة التربية!
لقد أشعل المستجوبون التفرقة بين المواطنين، وقلبوا الامر الى حضر وسنة، او مناطق داخلية ومناطق خارجية، فيما هو لا يتعدى موقفهم المتخلف والمعادي لكل جديد والمناهض لكل تطور او
رقي. مؤسف ان يطعن احد نواب الامة بزملائه، متهما اياهم بتناسي حادثة العارضية لان المجني عليه ليس احد ابناء المتنفذين او من المناطق الداخلية، كما حاول ان يوحي اغلبية المستجوبين
ومؤيديهم. بينما العالم اليوم يتداعى لاي طفل او انسان يضطهد في اي مكان في الارض. قلناها لهم من البداية، اكشفوا عن وجوهكم وعارضوا الوزيرة لانها «مواطنة»، وعارضوا الوزيرة لانها، كما
قالت، «قشرة» لا توقع معاملات من دون فحص او تمحيص. لكن إدخال العنصرية المناطقية كان جريمة وكان استخفافا بأمن الوطن ووحدة ابنائه، ونحمد الله الذي كشفكم على حقيقتكم بهذا
التسابق على فتاوى تحليل وتحريم ولاية المرأة.. وفعلا حبل الكذب قصير.
http://alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperPublic/ArticlePage.aspx?ArticleID=353365
مقال رائع للكاتب عبداللطيف الدعيج...
عموما ً بعد ان لجم المستجوبون شر لجمة..وادركوا بأن الكويتيون "افطن" من ان تنطلي عليهم ألاعيب هذا الاستجواب "المبطن"
والأن وبعد ان انتهت معركة طرح الثقة...وحازت الوزيرة على ثقة النواب..
اصبح لزاما ً علينا ان نطوي هذه الصفحة..لنبدأ يدا ً بيد صفحة جديدة...عنوانها "الوحدة الوطنية"
فالأختلاف من طبيعة البشر...ولا يمكننا ان نلغيه....الا اننا نستطيع ان نتجاوزه.. اذا اتخذنا الموضوعيه واحسان الظن كمنهج للخلاف...
فلا مجال لألغاء الاخر...ولا مجال للتصيد هذا حضري وذاك بدوي هذا شيعي وذاك سني..كلنا في النهاية..تظلنا مظلة واحدة...وهي الكويت,,,