كل شيءٍ ما عدا الجهراء أجمل ..

متشائل

عضو فعال
كل شيءٍ ما عدا الجهراء أجمل ..



984941259.jpg


كانت النهايات وحدها كفيلة بأن تقضم آخر ما تبقى من رحيله, يطفئ المدى أنوار سيارته المبتعدة
شيئاً فشيء بالرغم من رغبتنا بأن نراها لوقتٍ أكبر , لم يترك لنا أي خربشاتٍ على جدران منطقتنا
كما يفعل كل أهلها خوفاً من أن تنساهم الجهراء يوماً ما حتى ولو عرفوا جيداً بأنها تفعل ذلك دائماً من
دون ذنب..


فالجهراء تعرف جيداً أنها كانت ولا تزال بقعة انتظارٍ لا أكثر, فهنا يلتقي أهل الشرق بأهل الغرب,
وأهل الشمال بالجنوب, و روح الأرض بمن تحتها ! , تصهرهم الجهراء حين يصلوا بكل ما أوتيت
من دفء ثم تبعثهم إلى الحياة يحترمون كل شيءٍ حتى الغربة نفسها.


أقول لم يترك لنا خربشاتٍ على جدرانها ربما لأنه تمنى بالفعل أن تنساه كما يود أن يفعل هو ذلك
أيضاً في يومٍ من الأيام.


لم يكترث الكثير هنا بهذا الفقد إلا أنا وتلك الخجولة التي تسكن في آخر الشارع, لا زالت إلى اليوم
تسألني عن صديقي هذا كلما مررت بجانب بيتهم " يجي ولا خلاص ؟ " وبرغم الحنين الذي يتخلل
صوتها أمتنع عن إجابتها ربما لأنني أنا ايضاً كنت أخاف جداً من كلمة " خلاص " هذه.



صديقي هذا كان هنا منذ أول دمعةٍ له في حياته, منذ أن ولدته أمه ..هو من فئة المسميين "بدون"
لذلك كان كثيراً ما يحدثني عن الرحيل إلى بلدٍ آخر لأن الجهراء بحجمها ضاقت كثيراً بأقدامه ,
أحاول أن أثنيه وأصعّبَ عليه الحال, فيرد علي كعادته مبتسماً

" كل شيءٍ ما عدا الجهراء أجمل " ..



أتى صديقي هذا إلى الجهراء باكياً ورحل منها كذلك ..
رحل من بلدٍ لا زال يتناقش في وجوده إلى بلادٍ تعرف جيداً أنه موجود ..
أخطأت مرةً أخرى وصدق صديقي :

كل شيءٍ ما عدا الجهراء أجمل ..
كل شيءٍ ما عدا الجهراء أجمل ..
كل شيءٍ ما عدا الجهراء أجمل ..



----------------------------------------------------------------------------------
لم ينتهي الموضوع هنا .. إلى اللقاء مع مشهدٍ آخر من مشاهد الجهراء.

 

النوف

عضو مخضرم
البدون ليسوا فقط في الجهراء,,,,,

في جميع مناطق الكويت....بدون...

ليش تظلمون الجهراء,,,,:باكي:
 

بَسْمَة ..

عضو مميز
لا اعلم السر وراء تعلّق الفئة البرجوازيـّة " أدبيا ً " ..
بالجهـراء ِ .. !

ولستُ أعلمُ بعد إن كانت مصدر حزنٌ أم فرح .. أو ربما حنين !

على ذكر ِالحنينِ ... في حنيني إلى الأماكن والمنازل والأزقـّة ..

لا أجدُ أبلغ من بيتيّ ابن زُريق البغدادي ..:





[ بالله يامنزل العيش الذي دَرَستْ / آثارهُ وعَفَتْ مُذ بِنْتُ أربعهُ ..!

.. هل الزَمانُ مَعيدٌ فيكَ لذتنا ../ أم الليالي التي أمضتهُ تُرجعهُ..؟؟؟؟؟! ]


..





بانتظـآر البقيـه التي ستأتي .. :وردة::وردة:
 
أعلى