إسلام مسيحي بسبب ...
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين , أما بعد :
قال الله تعالى { فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لايُؤْمِنُونَ } ( الأنعام:125)
(( احتفاء القرآن الكريم بالمسيح يشرح صدر " أنطوني " للإسلام ))
في المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بحي الروضة بالرياض , راح الرجل الهندي " أنتوني " يتحدث بلغة التاميل , عن اللحظة الفاصلة في حياته , التي شهدت تحوله من النصرانية إلى الإسلام . فيقول : كنت أعيش حياة عادية في الهند برفقة زوجتي وأولادي الثلاثة .
وكنت أعمل في ذلك الوقت أمينًا لمستودع تابع لإحدى الكنائس هناك , وقضيت في ذلك العمل أكثر من عشر سنوات , أتاحت لي الاطلاع على الأناجيل , ومعرفة ما تحويه . وكان ذلك سببًا في اعتناقي للنصرانية وإيماني الشديد بها .
وأراد الله لي الهداية . فهيأ لي القدوم إلى دار الإسلام ( المملكة العربية السعودية ) للعمل كسائق لدى عائلة مسلمة بمدينة الرياض .
وقد وجدت من هذه العائلة كل خير , فالجميع يحسن معاملتي ويعطف عليَّ , بل إنني في أحيان كثيرة أشاركهم الطعام , بل ويقدمون لي الهدايا والملابس لأرسلها إلى زوجتي وأبنائي في الهند من حين إلى آخر .
وفي أحد الأيام جلست مع الابن الأكبر لرب الأسرة , وراح يتحدث معي عن الإسلام , وباعتزاز شديد قلت له : إنني نصراني وأعمل بتعاليم المسيح عيسى .
وكانت المفاجأة !! أنه قال : ونحن أيضًا نؤمن بعيسى عليه السلام بل إن إيماننا لا يكتمل دون الإيمان بجميع الرسل والأنبياء والحقيقة أنني لم أصدق كلامه كثيرًا , وقد شعر هو بذلك , فأحضر لي بعض الكتب التي تؤكد صدق كلامه , ومنها ترجمة لمعاني القرآن الكريم , باللغة التاميلية , وأقبلت على هذه الكتب وخاصة فيما يتعلق بالنصرانية , وقد أعجبت كثيرًا بهذا الاحتفاء والتقدير الكبير للمسيح عيسى عليه السلام وأمه مريم العذراء .
قال الله تعالى : { إنما المسيحُ عيسى ابنُ مريم رسولُ اللهِ وكلمتُهُ ألقاها لإلى مريم }( النساء:171 ).
وقالسبحانه : {ما المسيح ابن مريمَ إلا رسولٌ قد خلت من قبلهِ الرسل وأمُّهُ صديقةٌ كانا يأكُلان الطعام }( المائدة:75 )
انظر كيف أثنى الله تعالى على عيسى وأمه عليهما السلام , وأنهما يأكلان الطعام , والإله لا يأكل ولا يشرب ولا ينام فكيف يكون إلهًا ؟! قال الله تعالى : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ( الشورى: 11 ) .
وتلك اللغة الراقية في الحديث عنهما , إلا أنني وقعت في حيرة كبيرة , حيث إن ما تحويه هذه الكتب من معلومات يختلف عما كنت أعرفه في الماضي .
ويضيف " أنتوني " : وحاولت جاهدًا التخلص من هذه الحيرة بالمزيد من القراءة والمعرفة , وقد رحب ابن هذه الأسرة بذلك , وكثيرًا ما كان يأخذني إلى مكتب الجاليات بالروضة , وهناك التقيت بداعية يجيد لغة التاميل , وراح يذكر الآيات التي جاءت في القرآن الكريم عن عيسى عليه السلام وأمه , وأنا أسأل وأناقش وهو يجيب على كل تساؤلاتي بصبر وود , وكانت كلماته الهادئه تنفذ إلى قلبي , وتزيدني قربًا إلى الإسلام .
ورحت أقارن بين ما يقوله ذلك الداعية وما كنت أسمعه من القساوسة قي الهند فوجدت أن أن كلامه أكثر إقناعًا واتفاقًا مع العقل والفهم السليم . ولم أرغب أن أتأخر لحظة واحدة عن دخول الإسلام . فهذا الدين الذي يمجد أنبياء الديانات الأخرى , ويذكرهم بكل الخير . وهو دين الله الحق . وشرف لكل أتباعه أن يكونوا دعاة لله .