السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
لقد قمت بترجمة قصة إنجليزية إلى اللغة العربية ، الهدف كان زيادة الحصيلة من المفردات و أيضا تطوير مهارة الترجمة ، و اخترت القصة لأنها أفضل أسلوب مشوق يحث على الاستمرار بدافع الفضول ، و اخترت قصة لم تترجم إلى العربية حتى أشعر أن جهدي سيكون له ثمرة في المستقبل و حتى لا أتوقف ...
على كل حال أريد رأيكم بالترجمة ، خصوصا بعد أن عرضتها على الأقارب و الأصدقاء و كانت أكثر تعليقاتهم سلبية جدا جدا ، و رأيتهم انقسموا إلى قسمين :
فريق يؤيد الترجمة الحرفية و يقول هي من باب الأمانة ، و فريق يطالب بأن تنسف الترجمة الحرفية و تقوم بصياغة جمل جديدة باعتبار مراعاة اللغة الأدبية ...
سأضع ترجمة الفصل الأول بين أيديكم و بانتظار آرائكم ، نرجوا ذكر الانتقادات و لو كانت هجومية لاذعة سلبية ( تعودنا ) بس لا تصدقون ونسونا شوية
قبل البدء ليذكر كل شخص منكم هل أضع هامشا أبين فيه أسماء الأماكن و بعض المصطلحات أم لا داعي لذلك ؟ فالقصة مليئة بالمصطلحات التي تحتاج إلى توضيح
و أخاف إن بينتها تتحول إلى مقالة علمية ، و إن لم أبينها فكثرة المجهولات تشعر بالملل ، لذا أرجو ألا تبخلوا علي برأي أبدا
إلى الرواية :
===================================
[FONT="]إنها ليلة مظلمة في البحر ، و لكنها بداية الظلام بالنسبة لزنزانتي .[/FONT][FONT="]السجان قد ذهب و ترك لي ستة شموع ضخمة و وعاء من الحمص الذي يسبح في زيت أصفر . يا لي من رجل محظوظ ، على الأقل هذا ما قاله السجان قبل أن يغلق الباب الحديدي و يتركني وحيدا .[/FONT][FONT="] توقف عند المدخل قائلا في نفسه ( حمص و شرائح من لحم الغنم و أفضل زيت من أوبدا ! هل جاء وقت سمع فيه شخص ما بمثل هذا الطعام الممتع في هذا السجن العظيم ؟ و لا تنس الشموع التي سرقت من كنيسة صغيرة ، التي أستطيع أن أرمى في السجن بسببها ، و ربما أسوء من ذلك )[/FONT][FONT="] تمهل قليلا ليخرج أصبعا طويلا من حنجرته ( تذكر هذا الإحسان )قالها يخاطبني ( عندما ترجع إلى أرض المدن السبعة . دائما تذكرها لأنك إن اعتمدت على الصدفة لن ترجع أبدا ، تذكر يا إستبان دي ساندوفال أنني خاطرت بحياتي نيابة عنك )[/FONT][FONT="] مال باتجاهي و قد ملأ ظله الزنزانة ، ( لدي بعض السنتات ) أجبته ( لأدفعها مقابل شفقتك )[/FONT][FONT="]( شفقة ! ) طحن الكلمة بأسنانه ، في أثناء حياته يجب أن يكون قد فقد الكثير من الكلمات بسبب أسنانه التي اقترب فناؤها . [/FONT][FONT="]( أنا لا أخاطر برقبتي من أجل الشفقة ، إن هذا من ترف الأغنياء ، ولا في مقابل بضعة عملات أيضا ، لنكن صريحين حول هذه المشكلة )[/FONT][FONT="] أغلق الباب الحديدي و أخذ خطوة طويلة باتجاهي قائلا :[/FONT][FONT="]( لقد رأيت الاتهام المقدم ضدك من قبل المحكمة الإسبانية العليا ، علاوة على ذلك فإني أعتقد أنك مذنب بسبب هذا الاتهام ، و لكني لا أهتم أمذنب أنت أم لا ؟ أنا أسألك حصة من الذهب الذي أخفيته في كيبولا ، الملك يطالب بخمسه و أنا أطالب بالخمس كذلك ، لأنني عملت أكثر منه و عرضت نفسي لخطر رهيب )[/FONT][FONT="] لقد أعادتني كلماته للماضي ، ( إن ثبت أني مذنب حقا ) قلتها متهربا ( فإذا يجب ألا أرجع إلى كيبولا ) [/FONT][FONT="]( ليس من الضروري أن ترجع ، فأنت رسام خرائط بارع كما يقال ، و أنت هنا سوف ترسم لي خريطة موثقة بكل تفاصيلها ، بحيث يمكنني من خلالها أن أجد طريقي إلى المخبأ السري )[/FONT][FONT="]بدأ صوته ينخفض لدرجة الهمس ( أخبرني ، كم يبلغ الذهب المخبأ هناك ؟ هل هو كاف ليملأ سفينة اسبانية ضخمة ؟ )[/FONT][FONT="]( لا أدري ) أجبته صادقا و في نفس الوقت غير صادق .[/FONT][FONT="]( كفى ، هل يملأ سفينة اسبانية صغيرة ؟ )[/FONT][FONT="]بقيت صامتا ، و فجأة طعنني بإصبعين كالأفعى و قرص ذراعي .[/FONT][FONT="]( أعتقد أنك قد سمعت باسم كونتين دي كاردوزا ) خاطبني السجان ( سيد مثالي في جميع الأمور ، و بريء كطفل رضيع ، و بالرغم من ذلك فقد قضى أربع سنوات في سان جوان دي ألا في هذه الزنزانة المتهالكة ، و قد مات فيها قبل أن تأتي محاكمته إلى نهايتها ، و أنت كذلك قد تمكث هنا أربع سنوات بل خمس بل ربما أكثر من ذلك ، إن محاكمات المحكمة الإسبانية العليا تستهلك زمنا ، شبيهة بزمن استهلاك قطرات الماء للحجارة ، هذه المحاكمات تتكون من جزأين متساويين ، الجزء الأول منها يتداول في القاعات التي هي في الأعلى ، قبل المقاضاة ، و الجزء الآخر يتداول هنا في الأسفل تحت مراقبة عيني )[/FONT][FONT="] شد قبضته بإحكام على ذراعي و قرب وجهه قريبا مني لدرجة أنني أستطيع أن أرى شعرات صغيرة على ذقنه .[/FONT][FONT="]( تذكر أيها السيد بأن ما فعلته لك ليس مقابل العون في مارافيدس ولا من أجل المال و لا من أجل الشفقة ، فعلت ذلك فقط من أجل خريطة تخط بكل صبر و مهارة ، و التي سوف ترسمها أنت من أجلي )[/FONT][FONT="]( إنها جريمة ) أجبته و مازلت متهربا ( أن أرسم خريطة بلا إذن من مجلس الإنديز )[/FONT][FONT="]أفلت قبضته عن ذراعي قائلا ( المجلس !! إنه يقيم في إسبانيا و يبعد عنا آلاف الفراسخ )[/FONT][FONT="]( إذن و كذلك الملك الذي يتهمني بالسرقة ) أجبته بوقاحة .[/FONT][FONT="]( صحيح ، و لكن لا تنسى أن خادم الملك المخلص دون فليب دي سوتو يي ريوس لا يقيم في إسبانيا ، إنه يقف هنا أمامك ، رجل بعين واحدة لن يستطيع النوم )[/FONT][FONT="]تراجع دون فيليب خطوة إلى الوراء و عدل أكتافه ، إنه شخص طويل القامة رفيع ، نحيف الجبهة و الفك ، يشبه الهراوة ، لم يقل أي شيء زيادة . و برقة ، بكل رقة ، أغلق الباب و زحلق لسان القفل الحديدي . و أصبح صوت خطواته يختفي بعيدا داخل أعماق القلعة .[/FONT][FONT="] دون فليب دي سوتو يي ريوس ، هذا الاسم يثير ذاكرتي ، أهو ذاك الشخص الذي سار قبل سنين مضت مع جوزمان الدموي ، الذي قام بذبح المئات من الترازكانيين ، و قام بجر ملكهم عبر شوارع المدينة مربوطا بذيل حصان ؟![/FONT][FONT="]لا يمكنني أن أقول ذلك جازما ، فهي ليست مشكلة ، فهو أيضا ذاك الشخص الذي فعل الكثير من أجلي أثناء أيامي الستة في سان جوان دي ألا . زنزانتي هي الأوسع في السجن ، ثلاث خطوات واسعة في اتجاه واحد ، أربع خطوات في الاتجاهات الأخرى ، لقد أعطاني المنضدة التي أكتب عليها ، و الشموع و الأوراق و وعاء حبر و ريشتين حادتين .[/FONT][FONT="]أن أعلم الآن لم أعطاني هذه الأشياء ، و لا زلت محتفظا بها ، و في مقابل ذلك لابد أن أرسم له خريطة لكيبولا ، حقيقية في علاماتها ، الصحاري و الجبال ، و أضع تحتها الأنهار ، و كذلك ورود الرياح و الأبراج الليلية ، كل هذا من أجل الكنز الذي يشتهيه ، يا ترى من الذي يعلم أين يقع الكنز ؟ حتى أنا الذي أخفي سره ، هل أستطيع أن أعرف ؟! هل أستطيع أن أجده مرة أخرى ؟[/FONT][FONT="] دون فليب ، أنا لن أتمكن من الرؤية حتى الفجر ، و لكني أستطيع أن أقدم أفكاري للمحاكمة التي ستبدأ خلال يومين ، و من المثير للعجب يكفي أنها في يوم ميلادي السابع عشر . سوف أدون كل شيء كما أتذكره ، و سأكتب بكل عناية من البداية ، في كل ليلة بينما المحاكمة تستمر .[/FONT][FONT="]نعم ، سأدون كل شيء كما أتذكره تماما ، أنا صانع خرائط و لست كاتبا ، و بالرغم من ذلك سوف أبذل ما بوسعي ، و بهذه الوسيلة قد أجد الإجابة لكل ما يحيرني ، بإذن الله سأجد طريقي من خلال المتاهة التي تؤدي إلى عرين المينوتور ، هذا يجب أن يساعدني في المحاكمة التي أواجهها قبل المحكمة الإسبانية العليا ، لأنه إن لم أكن أعلم بوضوح ما الذي عملته أو لماذا وقعت الحادثة فكيف لي أن أسأل الآخرين بأن يعلموا ؟[/FONT][FONT="]أنا الآن مستعد للبداية ، الليل يمتد أمامي ، إنها ليلة هادئة في زنزانتي إلا ما يصدر من صوت قطرات الماء في مكان ما ، أو من صوت ارتطام الأمواج بجدران القلعة ، الشموع تشع نورا حسنا ، يقولون بأنه في الظلام تستطيع شمعة واحدة أن تشرق كالشمس .[/FONT][FONT="]و بعد هذا ، أين هي البداية ؟ ما هي الخطوة الأولى التي يجب أن آخذها داخل متاهة المينوتور ؟ [/FONT][FONT="]هل يجب أن أبدأ من ذلك اليوم من إبريل العاصف ؟ في الصباح عندما هاجت النسور بعيدة في الظلام أسفل المنحدرات الجبارة في رندة ؟ عندما قلت لأبي وداعا مع بعض حاجياتي التي كانت تحت ذراعي متسلقا عربة السفر التي كانت تقلني إلى سيفيل ؟ و لكن هذا كان في سنتين من الماضي و الطفل الذي كنت باهت في ذاكرتي . حتى أنني نسيت صيحة أبي ناصحا بينما كانت العربة تهم بالخروج من الميدان المرصف بالحجارة ، أنا متأكد بأنها كانت نصيحة جيدة كما أنني متأكد أن الحقيقة هي أنني لم أنتبه لها .[/FONT][FONT="]ربما يجب علي أن أبدأ من اليوم الذي حصلت فيه على إجازة في علم رسم الخرائط ، من وكالة بيت التجارة ، و من ضمنه ساعة الإبحار من سيفيل إلى العالم الجديد ، و لكن ذلك باهت في ذاكرتي أيضا ، اختفى تحت الأشياء المقدرة التي حصلت لي منذ تلك اللحظة ، كالإبحار إلى فيرا كروز في إسبانيا الجديدة ، و الرحلة الطويلة إلى جبل قلعة أنصار الملك الميت ، مونتيزوما .[/FONT][FONT="]هل يجب أن أبدأ بيوم و ظروف مقابلتي مع الأدميرال ألارجون ، حيث القسم الذي التزمته بأن أحمل ولاءه ، و عن الليلة التي أبحر فيها أسطولنا البحري شمالا من أكابولكو ؟[/FONT][FONT="]و لكن ؟ ماذا عن زيا ؟ أليست هذه الكتابات تبدأ بحق من عندها ؟ الفتاة النياريتية صاحبة أجراس الفضة و الضحكة الفضية ، التي قادت تصرفات الكابتن مندوزا إلى داخل أرض كيبولا .[/FONT][FONT="]لا ، إني أرى الآن أن القصة تبدأ عندما أبحر الأدميرال ألارجون إلى بحر كورتيز ، إنها تبدأ في الصباح عندما فكر الكابتن مندوزا بالبداية بأن يحتجز سيطرة السفينة الإسبانية سان بيدرو . نعم ، هذا اليوم هو البداية .[/FONT][FONT="]من خلال تلك الصغيرة ، النافذة المغلقة أستطيع أن أرى نجمة ، الشموع تشع نورا جيدا . الآن أستطيع أن أكتب عن خطط الكابتن مندوزا لإثارة العصيان و ما الذي حصل لها و عن الحوادث التي قادتني إلى جيجيلتيكال ، و أرجو من الله أن ينير عقلي و يهدي قلمي .[/FONT]
===================
و الآن أخبرني برأيك بكل صراحة