إن جميع أحداث التاريخ هي تكرار لنفس الظواهر والقوالب الاجتماعية، والانتباه إلى هذه الظواهر يجعل خبراتنا في الحياة تتجاوز أعمارنا القصيرة، وتمتد آلاف السنين إلى الوراء، والأهم أنها تجعل بصيرتنا نافذة تمتد سنوات أخرى إلى الأمام.
ولعل الجميع يعرف الدور الذي لعبه رجال الدين في أوربا في العصور الوسطى، إن هذا الدور مثلاً هو خانة متكررة وموجودة في جميع المجتمعات والأديان، حتى أن شبحهم يراود مخيلة كل من يفكر في مسألة الحريات الدينية إلى يومنا هذا.
ويخطئ في نظري من يظن أن ظاهرة الأحبار والرهبان هي وليدة الثقافة المسيحية الأوروبية وحبيسة تلك الثقافة، وأنها ظاهرة لا تتكرر أبداً، وأن الأديان الأخرى براء منها، لقد كان ذلك التحالف المخيف بين الملوك والرهبان في العصور الوسطى علامة فارقة في التاريخ الأوربي، ذاق الشعب منه سوء العذاب، فذبحوا أبناءهم واستحيوا نساءهم! وقادوا أوربا إلى الخراب وقاع الانحطاط.
في الوقت الذي جاء به نبينا الكريم (ص) فكسر أصنام الحجارة وأصنام الطبيعة والحيوانات وأصنام الإنسان، وألغى كل أشكال الوساطة بين الإنسان وربه "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"، وساوى بين الناس جميعا كأسنان المشط.
إلا أن خانة الأحبار والرهبان إذا لم تتعاهدها يد العلماء والمفكرين، سريعاً ما تنمو فيها الأشواك مرة أخرى "قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة"! إن هذه الظاهرة مطردة متكررة حتى في التاريخ الإسلامي، وهذه الخانة محجوزة مشغولة منذ أول مَلكيّة في الإسلام قال (ص): "ثم يكون فيكم ملكاً عاضاً ما شاء الله له أن يكون"، إلا أنها لم تتفشى في الإسلام كما تفشت في المسيحية، لعدة عوامل يضيق المجال هنا لذكرها.
إن هذه السدنة تلعب نفس الدور الذي تلعبه في تاريخ أوربا، تختلف أسماءهم أو ثيابهم وتتشابه أفعالهم وصفاتهم، والدليل أنه إلى اليوم لا تكاد تجد في بلاد المسلمين اليوم حاكما إلا وله سدنة من الأحبار والرهبان يتكئ عليهم ويهش بهم على غنمه وله فيهم مآرب أخرى!
إن من أهم صفات هؤلاء السدنة المتكررة على مدى الزمان احتكارهم لتفسير الكتاب المقدس، فوكالة فهم الدين حصرية لهم، لا ينازعهم فيها أحد "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون"، بل ويذهبون إلا أبعد من هذا، فترى محاكم التفتيش منصوبة وأحبال المشانق معقودة تنتظر فقط من يخالف في فرع من فروع المسائل، كما كانت في عصور أوربا المظلمة، ومن الذي سينطق بالحكم؟ "وقال (فرعون) ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد"!
إن الفرق بين العلماء الحقيقيين وبين الأحبار والرهبان، أن العلماء يحبون أن ينتشر العلم بين الناس، والقرآن الكريم يقرر "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"، أما الأحبار والرهبان فيتشهّون التعمية ، ووضع الحجب والحواجز والأسوار بين كتاب الله عزوجل وبين الناس، فتراهم ينسجون الكهنوتية حول الكتاب المقدس كأنه طلاسم! "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره".
إن هذه الخانة أو المجموعة تقتات على جهل الناس، فالعلم يقضي على سلطة هؤلاء كما تقضي أشعة الشمس على الجراثيم، لذلك ليس مستغربا أن الذي قتل جاليليو العالم الذي أثبت أن الأرض ليست مركز الكون هم رهبان الكنيسة أنفسهم، والمضحك أنه قبل شهور قليلة كان أحد أعضاء أحد هيئات العلماء المعتبرة يناقش قضية هل الأرض كروية أم مبسوطة مسطحة! ولكن الله ستر! فلم يصب أحد بأذى!
ولعل الجميع يعرف الدور الذي لعبه رجال الدين في أوربا في العصور الوسطى، إن هذا الدور مثلاً هو خانة متكررة وموجودة في جميع المجتمعات والأديان، حتى أن شبحهم يراود مخيلة كل من يفكر في مسألة الحريات الدينية إلى يومنا هذا.
ويخطئ في نظري من يظن أن ظاهرة الأحبار والرهبان هي وليدة الثقافة المسيحية الأوروبية وحبيسة تلك الثقافة، وأنها ظاهرة لا تتكرر أبداً، وأن الأديان الأخرى براء منها، لقد كان ذلك التحالف المخيف بين الملوك والرهبان في العصور الوسطى علامة فارقة في التاريخ الأوربي، ذاق الشعب منه سوء العذاب، فذبحوا أبناءهم واستحيوا نساءهم! وقادوا أوربا إلى الخراب وقاع الانحطاط.
في الوقت الذي جاء به نبينا الكريم (ص) فكسر أصنام الحجارة وأصنام الطبيعة والحيوانات وأصنام الإنسان، وألغى كل أشكال الوساطة بين الإنسان وربه "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"، وساوى بين الناس جميعا كأسنان المشط.
إلا أن خانة الأحبار والرهبان إذا لم تتعاهدها يد العلماء والمفكرين، سريعاً ما تنمو فيها الأشواك مرة أخرى "قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة"! إن هذه الظاهرة مطردة متكررة حتى في التاريخ الإسلامي، وهذه الخانة محجوزة مشغولة منذ أول مَلكيّة في الإسلام قال (ص): "ثم يكون فيكم ملكاً عاضاً ما شاء الله له أن يكون"، إلا أنها لم تتفشى في الإسلام كما تفشت في المسيحية، لعدة عوامل يضيق المجال هنا لذكرها.
إن هذه السدنة تلعب نفس الدور الذي تلعبه في تاريخ أوربا، تختلف أسماءهم أو ثيابهم وتتشابه أفعالهم وصفاتهم، والدليل أنه إلى اليوم لا تكاد تجد في بلاد المسلمين اليوم حاكما إلا وله سدنة من الأحبار والرهبان يتكئ عليهم ويهش بهم على غنمه وله فيهم مآرب أخرى!
إن من أهم صفات هؤلاء السدنة المتكررة على مدى الزمان احتكارهم لتفسير الكتاب المقدس، فوكالة فهم الدين حصرية لهم، لا ينازعهم فيها أحد "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون"، بل ويذهبون إلا أبعد من هذا، فترى محاكم التفتيش منصوبة وأحبال المشانق معقودة تنتظر فقط من يخالف في فرع من فروع المسائل، كما كانت في عصور أوربا المظلمة، ومن الذي سينطق بالحكم؟ "وقال (فرعون) ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد"!
إن الفرق بين العلماء الحقيقيين وبين الأحبار والرهبان، أن العلماء يحبون أن ينتشر العلم بين الناس، والقرآن الكريم يقرر "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"، أما الأحبار والرهبان فيتشهّون التعمية ، ووضع الحجب والحواجز والأسوار بين كتاب الله عزوجل وبين الناس، فتراهم ينسجون الكهنوتية حول الكتاب المقدس كأنه طلاسم! "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره".
إن هذه الخانة أو المجموعة تقتات على جهل الناس، فالعلم يقضي على سلطة هؤلاء كما تقضي أشعة الشمس على الجراثيم، لذلك ليس مستغربا أن الذي قتل جاليليو العالم الذي أثبت أن الأرض ليست مركز الكون هم رهبان الكنيسة أنفسهم، والمضحك أنه قبل شهور قليلة كان أحد أعضاء أحد هيئات العلماء المعتبرة يناقش قضية هل الأرض كروية أم مبسوطة مسطحة! ولكن الله ستر! فلم يصب أحد بأذى!