ماحكم الانتظار بعد التبول لظنه أنه خرج منه شيء ؟

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
عن الاستنجاء هل يحتاج الى أن يقوم الرجل ويمشي ويتنحنح يستجمر بالأحجار وغيرها بعد كل قليل في ذهابه ومجيئه لظنه أنه خرج منه شيء ؟ فهل فَعَل هذا السلف رضي الله عنهم أو هو بدعة أو هو مباح ؟
فأجاب :
"الحمد لله ، التنحنح بعد البول ، والمشي ، والصعود في السلم ، والتعلق في الحبل ، وتفتيش الذَّكَر بإسالته ، وغير ذلك : كل ذلك بدعة ، ليس بواجب ، ولا مستحب عند أئمة المسلمين ، بل وكذلك نتْر الذَّكَر بدعة على الصحيح ، لم يشرع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والبول يخرج بطبْعه ، وإذا فرغ : انقطع بطبعه ، وهو كما قيل : كالضرع ، إن تركته : قرَّ ، وإن حلبتَه : درَّ .
وكلما فتح الانسان ذكَره : فقد يخرج منه ، ولو تركه : لم يخرج منه ، وقد يخيل إليه أنه خرج منه ، وهو وسواس ، وقد يحس من يجده برداً لملاقاة رأس الذكر فيظن أنه خرج منه شيء ، ولم يخرج .
والبول يكون واقفاً محبوساً في رأس الذكرلا يقطر ، فاذا عُصر الذكَر أو الفرج أو الثقب بحجر أو أصبع أو غير ذلك : خرجت الرطوبة ، فهذا أيضا بدعة ، وذلك البول الواقف لا يحتاج الى إخراج ، باتفاق العلماء ، لا بحجَر ، ولا أصبع ، ولا غير ذلك ، بل كلما أخرجه جاء غيره ؛ فإنه يرشح دائماً .
والاستجمار بالحجر كافٍ لا يحتاج الى غسل الذكر بالماء ، ويستحب لمن استنجى أن ينضح على فرجه ماء ، فإذا أحس برطوبته قال : هذا من ذلك الماء .
وأما مَن به سلس البول ، وهو أن يجري بغير اختياره لا ينقطع : فهذا يتخذ حفاظاً يمنعه ، فإن كان البول ينقطع مقدار ما يتطهر ويصلي وإلا صلى وإن جرى البول ، كالمستحاضة تتوضأ لكل صلاة ، والله أعلم" انتهى .
" مجموع الفتاوى " ( 21 / 106 ، 107 ) .




========================================================
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله “لقاء الباب المفتوح” (184/15) السؤال الآتي :
إذا انتهيت من الوضوء واتجهت إلى الصلاة أحس بخروج قطرة من البول من الذكر ، فماذا عليَّ ؟
فأجاب :
” الذي ينبغي أن يُتلهَّى عن هذا ويُعرض عنه ، كما أمر بذلك أئمة المسلمين ، ولا يلتفت إليه ، ولا يذهب ينظر في ذكره ، هل خرج أو لا ؟ وهو بإذن الله إذا استعاذ بالله من الشيطان الرجيم وتركه يزول عنه ، أما إذا تيقن يقيناً مثل الشمس فلا بد أن يغسل ما أصابه البول ، وأن يعيد الوضوء ؛ لأن بعض الناس إذا أحس ببرودة على رأس الذكر ظن أنه نزل شيء ، فإذا تأكد فكما قلت لك ، وهذا الذي تقول ليس فيه سلس ؛ لأن هذا ينقطع ، السلس يستمر مع الإنسان ، أما هذا فهو بعد الحركة يخرج نقطة أو نقطتان ، هذا ليس بسلس ؛ لأنه إذا خرجت نقطتان وقف ، فهذا يغسل ويتوضأ مرة ثانية ، وهكذا يفعل دائماً ، وليصبر وليحتسب ” انتهى .


=======================================================
وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
بعدما أنتهي من الوضوء أشعر بأنه يخرج مني نقاط من البول , فهل يجب عليَّ إعادة الوضوء , علماً أنني كلما أعدت الوضوء حصل نفس الشعور , فماذا أفعل ؟ .
فأجاب :
"هذا الشعور عند السائل بعد الوضوء يعتبر من وساوس الشيطان , فلا يلزمه أن يعيد الوضوء , بل المشروع له : أن يُعرض عن ذلك , وأن يعتبر وضوءه صحيحاً لم ينتقض ; لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الرجل يجِد الشيء في الصلاة , قال : ( لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً ) متفق على صحته .
ولأن الشيطان حريص على إفساد عبادات المسلم من الصلاة والوضوء وغيرهما , فتجب محاربته ، وعدم الخضوع لوساوسه , مع التعوذ بالله من نزغاته ومكائده" انتهى.
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 10 / 124 ) .



منقول
 
أعلى