قلوبنا مع المعارضة وسيوفنا عليهم

Anonymous Farmer

عضو مميز
قلوبنا مع المعارضة وسيوفنا عليهم


تحدث المظاهرات في جميع الدول لا سيما الآن خلال عهد المظاهرات في شتى بقاع العالم ، ولكل دولة نظامها الخاص في التعامل مع المتظاهرين حسب الدولة وأحوال المظاهرات وظروفها ، فقد يكون نظام الدولة دموي في احتواء المظاهرات كما في النظام السوري أم حضاري كما في بريطانيا عن طريق تفادي إصابة المتظاهرين حتى في حالات إثارة الشغب الشديد ، فبعكس رجال الأمن المدججين بالأسلحة فالمتظاهرين لا يحملون سلاح في المقابل ولذا فالالتزام بالسلمية هو السبيل الأول والأخير لرجال الأمن ، بل ويقع عليهم عبء حماية المتظاهرين فوق ذلك ، هذا هو الحال في الدول المتقدمة ذات الدساتير التي تصون مواطنيها . وبالرغم من كون الكويت من دول العالم الثالث نسبة للتخلف التنموي ، إلا أن لديها دستورا يكفل حقوق جميع المتظاهرين ، أي بعكس ما حدث بالأمس من تعد على بعض الأفراد من الجموع المتظاهرة في ساحة الإرادة ، ففي الدستور العديد من المواد التي تصون حرية المواطن وتكفل حقه في التعبير عن الرأي ، وما حدث اليوم من تعد بالضرب على البعض من المتظاهرين إنما هو تعد على الدستور الكويتي وبذلك هو تعد على كافة المواطنين ، حتى المعارضين لهذه المظاهرات ممن يعيبها لسبب أم لآخر ، لذا وجب أولا وأخيرا شجب الاعتداء على المتظاهرين وعدم الاستمساك بحجج واهية كقيام هذه الفئة "باستفزاز" الأمن بطريقة أم بأخرى أم بعدم الانصياع للأوامر ، فرجال الأمن ينبغي أن يكونوا على علم وتدريب مسبق لكيفية التصرف مع جموع المتظاهرين لتفادي الإصابات لا العكس ، وإن كنا نلتمس هكذا أعذارا لرجال الأمن لضرب المتظاهرين فسنلتمس لهم ألف عذر وعذر في المستقبل في حين وجب علينا الدفع بحماية جميع المواطنين لأننا في كفة واحدة في نهاية المطاف .


وبعد ذكر السابق نأتي للمعارضة التي وصفتها بالعنوان السابق ، فقلوبنا مع المعارضة لأننا مؤيدين بوجوب تغيير الرئيس الحالي لمجلس الأمة للعيوب الوخيمة التي حدثت في عهده ولا تزال ، غير أن سيوفنا باتت عليهم في ذات الوقت عن طريق التخلي عن مساعدة تلك الجموع من خلال إصلاح ما يشوبها من عيوب شديدة ، وهنا أنا لا اتحدث عن الفوضى أم تعمد استفزاز رجال الأمن أم دخول قبة عبدالله السالم ، فهذه في نظري مجرد انعكاس لفكر المعارضة الحالي وهذا الأخير هو ما وجب إصلاحه بالأساس خاصة بأن الهدف المرجو هو إصلاح هذا البلد ، فمن تمكنت الطائفية من نفوسهم لن يتمكنوا من إصلاح البلد ، ومن تمكنت القبلية منهم ومن نوابهم لن يساهموا في تنمية البلد ، ومن بات يسير وراء الطبطبائي وهايف لا يحق لهم التمسك بدواعي المحافظة على الدستور وهم بعيدين كل البعد عن مفاهيم الضمانات الأساسية لحقوق وحريات المواطنين التي ينص عليها واللائحة تطول ، الجميع اليوم بات مستنكرا لما قامت به المعارضة من أخطاء في أفعالها لا بالأمس فقط بل في الكثير من التجمعات السابقة كذلك ، لكني قلت في السابق كما أقول اليوم .. لا تركزوا على أفعال المعارضة الخاطئة فقط فهي وليدة الأفكار الخاطئة وهي ما وجب محاربته ، سواء خرجت تلك الفئات للشارع العام أم جلست في بيوتها ، سواء تمكنت من إقالة ناصر المحمد أم فشلت ، فالفكر القائم على الطائفية والقبلية والمصالح الخاصة والطعن بالآخر لا يولد سوى هكذا أفعال خاطئة ، يجب محاربته من باب أولى للنهوض بالدولة وتحقيق الإصلاح بغض النظر عن مجريات الأحداث في المستقبل ، لأنه فكر لا يساهم سوى بتخلف البلد ، وإعاقة التنمية ، وإضعاف الوحدة الوطنية ، وزيادة الفساد ، والتعدي على الدستور .

 

حـقـوقـي

عضو مميز
الاسف كل الاسف يا عزيزي فارمر ان كلام نابع من العقل والقلب كهذا لا يجد آذان صاغية بينما معارضي سكوب والجاهل اليوم يفتتحون مواضيع تساهم في نشرهم فتجد الردود بالمئات والزيارات بعشرات الآلاف!

من خلال إصلاح ما يشوبها من عيوب شديدة
لماذا لم نجد الحركات السياسية والفعاليات تنتصر للمعارضة الحالية وتصحح أخطائها؟ السبب بسيط .. لأنك في دولة تقتات الحركات السياسية والناشطين والشباب فيها مما تقتات منه السلطة لتضمن بقائها وهو منطق - فرق تسد - فبدلا من ان يلجأ الجميع لمضامين الدستور للإنتصار لدولة القانون والمؤسسات، يرجع الجميع لأعرافهم وتقاليدهم وخلفياتهم ومرجعياتهم وتعصبهم و ارثهم في نصرة هذا الدستور المسكين !!

و الخلل ليس بهذه الحركات فقط بل بالمواطن الكويتي نفسه الذي ساهم في بروزهم وتنمية فكرهم الهادم للدولة بسبب الأزمة الزهايمرية التي يعاني منها سياسيا و بسبب فقدان الثقة في غيره. المواطن الكويتي اليوم انجر خلف الصراع القبلي الفئوي الطائفي فإنقسم لجزئين إما جبان يلتجئ لهذه الأمور لحماية نفسه وإما مريض ومتكسب يقتات بها لنصرة غيّه!

هذا المواطن هو السبب في ضعف الحركة الاصلاحية اليوم. لماذا؟ لقلة وعيه وانجراره خلف استفزازت قوى الفساد و الاعيبها وجريه خلف التعصب والتخلف حتى اصبح متناقضا في تعاطيه مع الاحداث مما تسبب بأزمة ثقة انتجت لنا ناخب يقيم النائب و صلاحيته حسب تصنيفة السني او الشيعي او الحضري و البدوي .. ونائب وناشط يتفقون بالعلن على محاربة الفساد لكنهم بالسر لا يأمنون بعضهم بعضا فلا يصحح احدهم خطأ الآخر، مما اظهر لنا هذه العيوب الشديدة التي تتحدث عنها.

بسبب هذا الناخب واعتماده وإيمانه على مرجعيات أخرى غير الدستور، اصبح القانون ينتهك ودولة المؤسسات تنسف بإسم الدستور نفسه، اصبحت الازدواجية والتناقض في التعاطي مع المبادئ الدستورية هي الأساس!

والنتيجة؟ اصبحنا نجد ان الاعتصام في ساحة الارادة مجرم و في دوار دسمان مكرم عند بعض الشيعة، واصبحنا نجد ان سب نبيل الفضل و الجويهل حرية رأي و رأي عبيد الوسمي في الإمعات من الشعب جريمة لا تغتفر عند بعض الحضر، واصبحنا نرى ان الجاخور والديوانية على املاك الدولة حلال و الشاليه حرام عند بعض البدو! ولاحظ التقوقع الفئوي لكل رأي مما سبق ممن يدعون انتصارهم للدستور وللكويت سواء الحضر او البدو او الشيعة !!

ظهور هذه الفئة وطغيانها في المجتمع الكويتي انتج لنا مجلسا ضعيفا بمواليه ومعارضيه، وإن نظرنا للمعارضة اليوم وهي ما يهمنا، سنجد من سبق ذكرهم اعلاه هم السبب في ظهور نائب في المعارضة لا يؤمن بالدستور كاملا ويتخذه مطية، و غيره كذلك في المعارضة يخشى ان ينتصر للدستور خوفا من اصوات ناخبيه!

ما سبق اعلاه هو الأفكار الخاطئة التي آمن بها الشعب ونسبها زورا وبهتانا للدستور الكويتي بكل أسف، وهو ما وجب محاربته كما ذكرت انت، وهو ما يغفل عنه الكثير من الاخوة المتتبعين للشأن السياسي ويفتقدونه.

تحياتي لك، على أمل تكثيف تواجدك هنا.
 

Anonymous Farmer

عضو مميز
الاسف كل الاسف يا عزيزي فارمر ان كلام نابع من العقل والقلب كهذا لا يجد آذان صاغية بينما معارضي سكوب والجاهل اليوم يفتتحون مواضيع تساهم في نشرهم فتجد الردود بالمئات والزيارات بعشرات الآلاف!

عبارتك السابقة لخصت الكثير ، بل جاءت بأساس المشكلة .

فعلا ، ما لاحظته ومنذ زمن هو قلة الوعي وغياب الأراء العاقلة والحيادية ، فللأسف لا يوجد لهذه الآراء صدى بالمرة ، بل أكثر ما ينتشر وبسرعة البرق هي تلك الآراء المبنية على التحيزات الشخصية وهذا هو السبب الأول والأخير لتراجعنا ، فعند الالتزام بالدستور والقوانين يكون حماية جميع المواطنين على أساس واحد مراعين قيمتهم كبشر وحقوقهم كمواطنين بغض النظر عن الانتماءات بدلا عن الدفع بالبعض على حساب الآخر ، مما يعرقل التنمية ويلهينا عن تدارك الفساد .

منذ فترة طويلة وأنا أقول بأن الأمر لا يخص المعارضة فقط بل هو أكبر من ذلك بكثير ، فبشكل عام الفكر المتفشي في البلد متخلف جدا بل وقد أصاب جميع الفئات من جراء الفساد السلطوي والفشل الكارثي والمتعمد في إدارة الدولة ، خذ مثلا انتشار النزعات الشخصية بيننا كمواطنين وما نتج عنه من إعلاء المصالح الخاصة على حساب الوطن وسيادة القانون وتدارك الفساد ، انتشار القمع واضطهاد المواطنين في البلد من قبل الحكومة والأدهى محاولة نيلنا من بعضنا البعض بسبب الفتنة في ذات الوقت الذي نطالب فيه بزيادة سقف الحريات واحترام المواطن ، مساندة الكثير من رجال الدين للحكام الجائرين سافكي دماء شعوبهم بدلا من مساندة الشعوب المعدومة في تحقيق الكرامة التي أنعم الله عليهم بها وارتداء رجل الدين ذات رداء السلطان الجائر وانعكاس ذلك على ارتقاء الفكر الإسلامي ، تخلي النخب الفكرية اللبرالية عن تأجيج المواطنين لمساندة الثورات بأي شكل من الأشكال والنهوض بالوعي العام مكتفين بالكتابة عن مبادئهم السامية والتي ظلت حتى الآن حبر على ورق دون تفعيلها رغم الحاجة الماسة إليها الآن ، تجلي الثورات العربية امامنا واستشهاد الآلاف من المواطنين العرب دون أن نعي نحن ونتعظ بأن جميع هذه التضحيات لم تقدم سوى لتحقيق كرامة المواطن العربي كإنسان ... كإنسان فقط ونقطة على السطر ، تحقيق كرامة المواطن العربي بغض النظر عن دينه أم جنسه أم عرقه أم انتماءاته الفكرية ، هناك وابل من المشاكل التي نعاني منها بالأمس وسنظل حتى يرتقي الفكر من خلال التمسك بالحياد وهنا يكون التقدم ويقع الإصلاح .

أما المعارضة ، فما أقوله هو حتى وإن نجحت في إقالة ناصر المحمد اليوم فسأظل معارضا لفكرهم - وهنا لا اتحدث عن الشارع العام فنحن لا نمتلك التعميم على كافة المتظاهرين بل اتحدث عن نواب المعارضة بالذات - ففكرهم لن يؤدي إلى تنمية البلد لأنه قائم على الطائفية والقبلية والتطرف الفكري ومحاربة الفاسدين بمساندة أشخاص بذات الفساد ، وهذا ما يمزق الوحدة الوطنية ويحول دون تنمية البلد وتطبيق القوانين ومكافحة الفساد ، وقد شهد لهم تاريخهم في المجلس هذا الأمر مرارا وتكرارا ، وسيعيدون الكرة في المستقبل كذلك وستشهد الأيام على ما أقول ، فمن شاء الحفاظ على هذا الوطن وجب عليه التنحي عن التحيزات والنظر بعين مجردة لا يقيدها سوى الحق لصالح الوطن وكافة المواطنين .


شكرا على المشاركة القيمة


 
أعلى