النخب الفكرية اللبرالية وأوهام الارتقاء

Anonymous Farmer

عضو مميز

النخب الفكرية اللبرالية وأوهام الارتقاء


نقرأ ما تخطه أقلامهم في الصحف من عبارات تفيض جمالا وإنسانية ، عبارات تتحدث عن أغلى القيم ، العدل والمساواة وقيمة الإنسان ، لكن ما اتضح لي الآن من جراء متابعة الثورات العربية هو ما وجب علي ملاحظته منذ فترة طويلة رغم ملاحظتي لجزء كبير منه ، فعلى الرغم من كتابتي عن مساوئ الطبقة اللبرالية - وبالأخص أقطاب العلمانية - في الكويت ، إلا أن موقفها من أحداث الثورات العربية ساهم في تلاشي ما تبقى لها من احترام في نظري وأي أمل كنت متمسكا به تجاه ما يمكنهم تحقيقه في أوطاننا العربية هذه .


كقاعدة عامة ، وجب أن يكون الطرح العلماني السليم قائم على النظر إلى الإنسان كإنسان قبل أي شيء آخر وهذه نظرة صحية بل وسامية كذلك حرص عليها الشرع والله سبحانه في كتابه الكريم ، غير أن موقف العلمانيون إزاء الثورات العربية اليوم ساهم بتعرية هذه الفئة عن مبادئها السامية بالتمام والكمال ، ففي ذات الوقت الذي تتجلى فيه الثورات العربية كالأساطير أمام أنظرنا وينازع الآلاف من المواطنين أرواحهم في الشوارع تتنحى فيه النخب اللبرالية عن دورها الأساسي في تفعيل مبادئها السامية من خلال الدفع بالرأي العام وبالمواطنين نحو مواتبة الأحداث العربية وإعانة هذه الشعوب بأي شكل من الأشكال من أجل تحقيق الحرية والحد من إزهاق المزيد من أرواح الضحايا الأبرياء ، مضحين بذلك كونهم كتابا واقتنائهم فرصة كبيرة للتحدث إلى العامة .


نجلس لساعات طوال نتلقى الأخبار الدامية ، المهولة في قبحها ، عن شهداء مدن عربية مسلمة ثم نتصفح الأخبار المحلية لقراءة ما تخطه أقلام "الفئة المتنورة" في هذا البلد على أمل أن نجد فيهم ما تطمح النفس إليه من مناشدات إلى العالم تصر وتطالب التدخل الفوري لحماية المواطن العربي ، نتجه اليهم فنقرأ مواضيع تتحدث عن أمور كثيرة سوى مؤازرة الثوار ، لا نقرأ سوى عن انتقاد للفكر الإسلامي ، وعن مصير المرأة المشؤوم في الإسلام ، كتابات عن الحب وأخرى عن مساوة المرأة بالرجل وختام عن اختفاء السياسة والأديان للعيش بسلام ورقي !


والله مشكلة ، أين أنتم يا أصحاب المبادئ عما يحدث من مجازر لم يعد يقوى القلب على مشاهدتها ولا العقل عن نسيانها ؟ أين أنتم عن النهوض بوعي هذه الأمة الإسلامية "المتخلفة" حسب زعمكم ، للتنويه بوجوب مجاراة الأحداث ؟ أين أنتم عن مخاطبة دول العالم الأول وجماعات حقوق الإنسان للمطالبة بالحلول الفورية بدلا من السماح لجيوش السلاطين الجائرة متابعة البطش والاعتقال والتعذيب والتنكيل بالجثث ؟ أين تفعيل مبادئكم الرنانة ؟


أيها "المتنورون" ، لن أنسى أبدا عدم تطرقكم لمجازر سوريا سوى بالمخاوف من استلام الإخوان للسلطة أم عن مصير سوريا بوجود الطائفية ، هذا وإن تطرق القلة القليلة منكم إلى ما يحدث إلى أهل سوريا ، لا تلبث أن تمر دقيقة واحدة دون ورود مقطع كارثي تسيل فيه دماء المدنيين في الشوارع ، وأخبار أخرى مجزعة تتحدث عن بشاعة تعذيب الأسرى المدنيين في السجون ، الذين باتوا يتوسلون الموت إثر التعذيب ، أين مبادئكم عن هذا ؟ أين الدفع بالقضايا المصيرية لتحقيق مبدأ قيمة الإنسان الذي بتم تتشدقون به ؟ لن أنسى أبدا تخاذلكم عن مجازر ثورة ليبيا وتأثركم أشد تأثر بطريقة قتل القذافي على يد الثوار فأصبح ذلك ما تخطه أقلامكم ، لم يحرككم الخمسون ألف قتيل ليبي على يد الطاغية ، لم يحرككم تيتم الأطفال وترمل النساء يا ذوي "حقوق المرأة" ، بل ما هز مبادئكم كان طريقة مقتل القذافي وكأنكم نسورا تنتظر موت الضحية لتسارع بالتهامها .


ولكنكم فعلا نسور ، لأنكم تنتظرون أي زلة قد تنسب بشكل أم آخر للإسلام أم لنا كمسلمين لتنقضوا علينا بغض النظر عن الظروف ودون أي رحمة ، موقفكم اللاإنساني هذا ذكرني بمواقفكم السابقة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، فما تلبث إسرائيل أن تقصف بالمدنيين في القطاع المحتل حتى تسمعونا أنتم جميعكم ذات العبارة "يؤلمني جدا ما يحدث للفلسطينيين بل الألم يعتصر قلبي ولكن حماس هي السبب" ، رغم أنه بعد كل حدث ترتكب فيه إسرائيل جريمة قصف المدنيين الفلسطينيين تتظاهر ألوف مؤلفة من مواطني دول العالم أجمع اعتراضا على المجازر الإسرائيلية ، أكثر من مئة ألف مدني بريطاني تظاهر ضد إسرائيل في آخر حملاتها القاصفة لم نسمع منهم سوى هذه العبارات "أنا خرجت اليوم كمواطنة بريطانية لنصرة الفلسطينيين لأنني أم فقط ولا أقبل بأن يتم قتل الأطفال هكذا" ، "لا يهمني إن كانوا مسلمين فأنا ضد أي اعتداء متعمد على المدنيين بهكذا طريقة وحشية" ، بريطانيين غير مسلمين ولا عرب استطاعوا التفريق بين الخطأ والصواب ، وهذه هي العلمانية الحقة ، وفي ذات الحين لا يصدر منكم سوى عبارة "يؤلمني ما يحدث لكن حماس هي السبب" ، أتعلمون من هو الطرف الوحيد في هذا العالم الذي يردد ذات العبارة وبالحرف الواحد ؟ انها السفارة الخارجية الإسرائيلية .


أنتم لستم علمانيين بل تنتمون إلى حزب الإسلامفوبيا ، وهذا ليس بعيب فكثير منا اليوم للأسف بات لا يطيق الإسلام ولكن ما اعترض عليه هو ادعائكم باللبرلية والعلمانية والمبادئ السامية بينما في الحقيقة أنتم بعيدين كل البعد عنها ، فمن ينظر إلينا دوما بأعين ساخطة متعصبة غير مجردة لا يمكنه مساعدتنا حتى وإن شاء ، وهذا ما دفعكم إلى التمسك بعيوب حماس والتخلي عن شجب إراقة دماء الإنسان الفلسطيني العربي المسلم ، وهذا ما دفعكم إلى التمسك بالدفع بثورة دون أخرى قد تكون أكثر "إسلامية" في نظركم ، وهذا ما دفعكم إلى تسليط الضوء على مقتل القذافي دون مقتل الخمسون ألف ثائر ليبي استشهد على أرض الوطن .


أيتها النخب الفكرية اللبرالية ، كثيرا ما تلجأون للدفاع عن أنفسكم عند هجوم العامة لكم بوصفكم "ملحدين" ، "فاسقين" ، أم "مروجين للفساد" ، عبارات مشينة كاذبة لا أومن البتة بانطباقها عليكم ولو باليسير ، ولهذا السبب أهدي هذا الموضوع لأمتي التي لا تزال لا تعلم بحقيقة عيوبكم ... يا من بات مستأصلا نفسه عنا ، يا من بات لا يتأثر بآلامنا ، ويجردنا عن بشريتنا ، ويبتهل لأخطائنا ليتنحى عن الدفاع عنا ، لستم كفرة أنتم بل أسوأ ... لستم سوى سلطان جائر آخر !



 

أميرة

عضو فعال
نداء .. للنخب الفكرية الليبرالية .. ولكن لا أحد مجيب

مقــــــال في الصميم من شخص حقيقة أعجبني ما خطه القلم مُتحد مع العقل متجاوزا العواطف
 

نسج الورود

عضو مخضرم



لم يكن التيار الليبرالي صاحب مبادئ يوماً من الأيام

الليبراليون

حيثما تكون مصلحتهم يكونون لذا نرى التناقض في فكرهم

لو كانت هذه المجازر وراءها ما يدعونه بالإسلامي لرأيتهم يتباكون على حقوق الإنسان

ويُشنّعون عليهم في وسائل الإعلام

مقالة تستحق القراءة شكرا لك أخي فارمر




 

إنفصام

عضو بلاتيني
لنا في ليبراليتنا أسوة سيئة

لصوص يتوارون خلف الكواليس يلقون بعض الهمسات ويختبؤون بسرعه قبل ان يصل صداها الي المتلقي
رحي المعركه يدور ونصل السيوف تتكسر والضحايا تتساقط وهم مندسين يتابعون من بعيد
ومتي ماوضعت الحرب اوزارها وانتهت الي ما أنتهت عليه
يتسارعون كالقطيع للظفر بالغنائم كالغربان التي تحوم علي الفريسه حتي تموت
طبعا كلامي هنا ( من حيث المبدأ فقط ) !
 

شارلوك هولمز

عضو بلاتيني
الليبرالية حينما أسست كان الهدف منها هو محاربة الكنيسة الظالمة آنذاك

حين كان الدين المسيطر في حياة الشعوب بالكامل حتى داخل غرف نومهم

وكانت تحارب العلم بأسم الدين

فلذلك ظلوا أسرأء للجهل قرون عديدة

وكانت أول الشعوب التي ترسخت بها مبادئ الليبرالية هي فرنسا

وأنشأت الدستور الليبرالي الذي يستخدمه دول عدة في العالم

ولكن ظلم وبطش المراجع الدينية أنتهي وأصبح الدين اليوم يساعد الفقراء ويعمر المساجد والمدارس

فلذلك لا يوجد مبرر لمهاجمة المراجع الدينية في دول العالم

فقد أصبحت الدساتير هي من تحكم العالم وليس أهل الدين مهما كانت ديانتهم

فهؤلاء لا زالوا في فكرهم المتأخر ما يقارب الثلاثمائة سنه وليس لديهم قضية سوى محاربة الدين

أما غير ذلك فيعتمد على المصالح المتبادلة مع الطرف الآخر !
 

Anonymous Farmer

عضو مميز



لم يكن التيار الليبرالي صاحب مبادئ يوماً من الأيام

الليبراليون

حيثما تكون مصلحتهم يكونون لذا نرى التناقض في فكرهم

لو كانت هذه المجازر وراءها ما يدعونه بالإسلامي لرأيتهم يتباكون على حقوق الإنسان

ويُشنّعون عليهم في وسائل الإعلام

مقالة تستحق القراءة شكرا لك أخي فارمر



نسيج الورد ،

- المشكلة لا تنبع من تتبع اللبرالي مصالحه بل التتبع الأعمى لمبادئ الغرب من جهة ، واستنكاره لنا كمسلمين من جهة أخرى ، ومن يستنكر شيئا لن يحافظ عليه أبدا أم يساهم في تنميته .

- للعلم ، هم لا يستطيعون رؤية ذلك ولو أرادوا لأنهم مقتنعين أشد اقتناع بأنهم - كلبراليون - شعوب الله المختارة ، لكن لو تعرضين موقف من مواقفهم تجاه أهل غزة مثلا ومواقف غيرهم من الأجانب المتعاطفين لبان تخاذلهم بشكل قطعي .

- ومن باب الموضوعية ، كثير منا لا يستطيعون التعرف على مزاياهم كذلك ، فكل فئة لها مزايا مهما كان الاختلاف بيننا ، مزايا مثل .. والله يمكن كغياب الطائفية لديهم ولا أتذكر سوى هذه الخصلة ، ولكن هذا لا يمنع وجوب توفرها لدينا كذلك ، فكثير منا كمسلمين - مثلك انتي ، كثر الله من أمثالك - تغييب عنهم صفة الطائفية التي لا تمت للإسلام ولا للأديان بصلة ، أأسف جدا تمسكنا بالطائفية باسم الدين فهذا ما يقوي شوكة غربيي المهجر هؤلاء ويضعف من حجتنا .




لنا في ليبراليتنا أسوة سيئة

لصوص يتوارون خلف الكواليس يلقون بعض الهمسات ويختبؤون بسرعه قبل ان يصل صداها الي المتلقي
رحي المعركه يدور ونصل السيوف تتكسر والضحايا تتساقط وهم مندسين يتابعون من بعيد
ومتي ماوضعت الحرب اوزارها وانتهت الي ما أنتهت عليه
يتسارعون كالقطيع للظفر بالغنائم كالغربان التي تحوم علي الفريسه حتي تموت
طبعا كلامي هنا ( من حيث المبدأ فقط ) !

انفصام ،

- لا بل هم أفضلنا لحصولهم على المرتبة الأولى في تقليد الغرب ، هكذا يعتقدون .


الليبرالية حينما أسست كان الهدف منها هو محاربة الكنيسة الظالمة آنذاك

حين كان الدين المسيطر في حياة الشعوب بالكامل حتى داخل غرف نومهم

وكانت تحارب العلم بأسم الدين

فلذلك ظلوا أسرأء للجهل قرون عديدة

وكانت أول الشعوب التي ترسخت بها مبادئ الليبرالية هي فرنسا

وأنشأت الدستور الليبرالي الذي يستخدمه دول عدة في العالم

ولكن ظلم وبطش المراجع الدينية أنتهي وأصبح الدين اليوم يساعد الفقراء ويعمر المساجد والمدارس

فلذلك لا يوجد مبرر لمهاجمة المراجع الدينية في دول العالم

فقد أصبحت الدساتير هي من تحكم العالم وليس أهل الدين مهما كانت ديانتهم

فهؤلاء لا زالوا في فكرهم المتأخر ما يقارب الثلاثمائة سنه وليس لديهم قضية سوى محاربة الدين

أما غير ذلك فيعتمد على المصالح المتبادلة مع الطرف الآخر !


شارلوك هولمز ،

- إذا كنت تقصد بأن ليبراليو الغرب أفضل من نخبنا الفكرية لانعدام وجوب محاربة بطش الكنائس لديهم ، ربما تكون عبارتك صحيحة .

- نعم ، أنا مؤمن إيمانا تاما بغياب دور رجال الدين الإيجابي والفعال في عالمنا العربي ، ففي حين وجب عليهم دعم الثورات وشجب السلطات الجائرة لا يزال الكثير من رجال الدين يطبلون للحكام ولا كأنهم يؤمنون بالله سبحانه الذي منح الإنسان الحرية والحق بالعدل والمساواة ، ولا كأنهم يتبعون الإسلام الذي لا يقبل بهكذا إهانة واعتقال وتعذيب وبطش بالشعوب الحرة ، أمر كثيرة أود قولها بشأن رجال الدين حاليا وأثرهم على تطورنا كأمم عربية ، وسأكتب إذا تسنى لي ذلك .




شكرا على المشاركة
 
أعلى