عبد الله الهريسي
عضو فعال
ماذا يحدث في الدائرة الرابعة ...؟
بقلم: عبد الله الهريسي
إن انتخابات مجلس الأمة القادمة ستكون تاريخية ومفصلية لما لها من تأثير كبير على مستقبل الحياة السياسية الكويتية. لذا ستسعى اطرافا كثيرة مؤثرة في الحياة السياسية إلى استخدام تكتيكا مدروسا من أجل التأثير في نتائج تلك الانتخابات بما يحقق أجندتها ومصالحها الخاصة، محاولة استغلال حكم المحكمة الدستورية الذي يجرم الانتخابات الفرعية وقصر فترة الحملة الانتخابية من أجل إنجاح هذا التكتيك.
ويرجع سبب ذلك إلى كون هذه الأطراف تعتقد أن الانتخابات الفرعية في ظل الظروف الحالية لم تعد تؤدي الدور المطلوب منها سواء من نجاح المرشحين المواليين لها، او من حيث التأثير على نجاح من لا ترغب بوصوله إلى قاعة عبد الله السالم.
ولن يتم تطبيق هذا التكتيك بنفس المستوى في جميع الدوائر الانتخابية الخمس، بل سيتم التركيز على الأهم ثم المهم من تلك الدوائر، ويتوقف اهمية الدائرة بالنسبة لهذه الاطراف على مدى ملائمة هذه الدائرة مع أجندتها السياسية ومصالحها الخاصة، ومدى أمكانية نجاح هذا التكتيك فيها.
ومن الدوائر التي تحظى بأهمية لدى تلك الأطراف الدائرة الرابعة، فلو طبقنا هذه التكتيك عليها لوجدنا أن صدور حكم المحكمة الدستورية بتجريم الانتخابات الفرعية، دفع عدد من المرشحين إلى الاعلان عن عدم خوضهم الانتخابات الفرعية، ومن هؤلاء كل من حسين مزيد وشعيب المويزري وعلي الدقباسي ومبارك الوعلان ومحمد هايف كما أعلنوا في بيانهم المشترك ... الذي يسترعي الانتباه والاستغراب!!
وستؤدي مقاطعة هؤلاء المرشحين بالإضافة إلى غيرهم من المرشحين كمسلم البراك وبورمية إلى عدم نجاح أي عملية تنظيمية للانتخابات الفرعية لدى قبيلتى مطير والرشايدة، مما يعني منطقيا ارتفاع عدد مرشحين هاتين القبلتين. وسيترتب على هذا قلة عدد الاصوات التي يحتاجها المرشح للنجاح في الدائرة، وهذه النتيجة المتوقعة - وأقصد فيها قلة الأصوات اللازمة لوصول المرشح إلى كرسي النيابية - سيكون المستفيد منها بالدرجة الاولى مرشحي منطقة الجهراء
وسيعتمد مرشحي هاتين القبلتين المنفذين لذلك التكتيك على فكرة بسيط وخطير وهو ايهام ناخبيهم بأن هذا المرشح أو ذاك مضمون النجاح من خلال تصويره بان يملك قبول لدى ناخبي الدائرة، ويضاف إلى ذلك أن مرشحي قبيلة مطير سيسوقون احتمالية نجاح عدد أكبر من مرشحي القبيلة من خلال إقناع ناخبيهم بمبررات منطقية والتي منها تشتت القبائل الأخرى وضعف مرشحيها.
وفي المقابل سيعتمد مرشحي منطقة الجهراء من جميع القبائل والعوائل الخاضعين لذلك التكتيك على تسويق فكرة رفض احتكار قبيلتي مطير والرشايدة للدائرة، ويضاف إلى ذلك تبرير أمكانية نجاح مرشحي منطقة الجهراء بتضخيم احتمالية سقوط أكبر عدد من مرشحي تلك القبيلتين نظرا لعدم وجود فرعية لديهما وأن وجدت فرعية ستكون فاشلة.
كما سيتم عقد تحالفات سرية بين عدد من مرشحي الجهراء لا يجمعهم ظاهريا رابط قبلي أو عائلي واحد ولكن مرجعيتهم السياسية واحدة أو ينتمون إلى مرجعيات سياسية متنوعة ولكن متفقة الاجندات والأهداف.
...... فهل ينجح هذا التكتيك ؟
المحصلة:
يوجد في الدائرة الرابعة تكتيكا سياسيا يعتمد على قانون تجريم الانتخابات الفرعية وقصر فترة الحملة الانتخابية لإنجاح أكبر عدد من مرشحي الموالين من خلال اسقاط أكبر عدد من مرشحي المعارضة..
)
