عبدالله الفلسطيني
عضو مخضرم
"وقدم حسين في الأشهر التي تلت براهين كثيرة على إخلاصه في موقفه فبعث برسائل إلى كبار أتباعه في مصر وفي صفوف قوات الثورة ليخبرهم أنه تلقى تأكيدات من الحكومة البريطانية بأن توطين اليهود في فلسطين لن يتعارض مع استقلال العرب في تلك البلاد، ويحثهم على أن يستمروا على إيمانهم بعهود بريطانيا وبجهود أنفسهم لنيل الحرية وأمر أبناءه أن يعملوا ما في وسعهم لتخفيف المخاوف التي أثارها وعد بلفور بين أتباعهم، وأوفد إلى فيصل في العقبة رسولاً بتعليمات مماثلة، وأوعز بنشر مقالة في الجريدة الرسمية (القبلة) الناطقة بلسانه في مكة في العدد 182 في 23 آذار 1918 يدعو فيها السكان العرب في فلسطين ليتذكروا أن كتبهم المقدسة وتقاليدهم توصيهم بواجبات الضيافة والتسامح، ويحضهم على أن يرحبوا باليهود إخواناً وأن يتعاونوا معهم في سبيل الصالح المشترك”.
يقظة العرب – جورج أنطونيوس ص 377
لعل الاشكالية تقع عند كثير من الناس حول عدم الفرق بين اصطلاح ( وطن ) واصطلاح ( دولة ) أو فلنقل هكذا سوقت بريطانيا مشروعها الصهيوني – وعد بلفور - في محاولة منها لاثبات حسن نواياها اتجاه ثورة الشريف حسين ، مما جعله ليس فقط يثق بالوعود البريطانية بل ويدعوا الفلسطينيين لحسن ضيافة اليهود .
ليس هذا فحسب ، بل عندما نقرأ بنود اتفاقية فيصل ـ وايزمن أي ممثل المملكة العربية الحجازية الملك فيصل بن الشريف حسين والقائم بالعمل نيابة عنها والدكتور حاييم وايزمن ممثل المنطقة الصهيونية والقائم بالعمل نيابةحول توطين اليهود في فلسطين و تشجيع الهجرة اليهودية إليها والتمهيد لم أجد ما يشير حسب الاتفاقية إلى ( الدولة ) اليهودية كمصطلح ( دولة ) بل يدور في فلك وعد بلفور عن وطن قومي لليهود !.
الصورة الشهيرة للملك فيصل على اليمين و حاييم وايزمان على اليسار .
والآن من منا لم يسمع بمصطلح ( الوطن البديل ) ؟
الوطن البديل لا يعني بحال من الأحوال ( الدولة الفلسطينية ) بل هو يتحدث عن توطين الفلسطينيين الذين هجروا ورحلوا من أراضي 1948 والتي أصبحت فيما بعد تعرف باسم اسرائيل دوليا ، وأصبح الاعتراف باسرائيل يعني الاعتراف بالدولة التي أنشأها اليهود على الأراضي التي احتلت عام 1948 ( وما أضيف لها بعد الهدنة من قبل أحدهم ) ولا تشمل الأراضي التي احتلت عام 1967م .
السؤال الذي حيرني : علام الخوف من مشروع الوطن البديل وجعله كفزاعة لتخويف الفلسطينيين و أشقائهم علما أنه فعلا قائم ، نحن لا نتحدث عن ( الدولة البديلة ) بل عن الوطن والمواطنة ... وفي المهجر يعامل الفلسطيني كمواطن أو مقيم حسب صلاحيات مواطنته و إقامته ، وتنزع الجنسية و المواطنة منه أو الإقامة حسب مزاج السياسة والسياسيين ، إذن المسألة لا تعدوا كونها تلاعب بالألفاظ وتضييع وقت ونحن منذ عام 1948م في الوطن البديل أو ( الأوطان البديلة ) .... فسيان حالنا قبلنا المشروع المزعوم أم رفضناه فمن هم بالمهجر هم بالوطن البديل ! ؟.