المسلمون وعام 2011...عجائب واحزان. مقالي في جريدة الراي الكويتية.

ها هو عام 2011 قد انصرم وآذن الناس بالرحيل، فمنهم من بكى لفراقه ومنهم من تنفس الصعداء بانقضائه، وأبى هذا العام العجيب ان يرحل دون أن يجعل له آثارا تبقي ذكره وتجعل حاله كحال ابي الطيب الذي نام ملء جفونه عن شواردها وترك الناس سهرانة تناقش آثاره وتختصم!
من أعجب آثار هذا العام الغريب أنه اظهر معجزة النبي صلى الله عليه وسلم في أمته التي قال عنها «ستتبعون سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه» قيل «يا رسول الله اليهود والنصارى؟» قال «نعم» وهذا اخبار بأمر كوني قدريا وليس اقرارا منه عليه الصلاة والسلام.
ما حدث من ابتهاج وفرح من بعض المسلمين في الاحتفال برأس السنة الميلادية امر محزن ونذير شر بأن هذه الامة أمامها طريق طويل كي ترجع الى دينها الصحيح الصافي، فضلا عن ان تدعو اليه.
من عجائب هذا العام كذلك أنه عام زلزلت فيه عروش السلاطين ودكت فيه حصون الطغاة وزعزعت فيه ممالك العملاء الخونة. والحقيقة أن نهاية هؤلاء كانت متوقعة ولكن الغرابة كانت في سرعة تتابعهم، فنحن على يقين بأن الله جل وعلا غير غافل عما يعمل الظالمون وأنه سبحانه يمهل الظالم فاذا اخذه لا يفلته كيف لا وهو القائل سبحانه في محكم التنزيل: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير).
كم لنا ولغيرنا من عبر في هؤلاء الذين أمسوا وهم يملكون رقاب العباد وزمام البلاد واصبحوا وهم أذل خلق الله يتسولون العطف والرحمة من شعوب كانت تتمنى الموت حتى تقاضيهم عند ديان السماء ومالك الملك سبحانه ولكن هيهات هيهات لما تتسولون!
الواجب علينا في مثل هذه الاحداث ان نتعظ ولا تغيب عقولنا نشوة الفرح ونكون كما كان ابو الدرداء رضي الله عنه عندما اخذ العبرة في فتح قبرص واخذ يبكي والمسلمون فرحون، فقيل له ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الاسلام واهله؟ فقال: «ويحكم، ما أهون الخلق على الله إذا هم تركوا أمره، بينما هم أمة ظاهرة قاهرة تركوا أمر الله، فصاروا إلى ما ترون».

عبدالكريم دوخي المنيعي.

تويتر:a_do5y


http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=320514&date=09012012
 
أعلى