مذكرات طفل سابق,!!

متهم

عضو فعال
@@ مازلت طفل القرية الذي ينتظر قدومكم في العطله الصيفية يا أهل المدينة @@


كنت ورع(ن) مدحمساً وش زيني زيناه - على حد زعم - أمي كلي ملح وقُبله!!
حين وطأت قدمي حوش مدرستي مدرسة ( ......) بالقصيم وكانت تلك المدرسة أقرب لتسمين العجول منها لتسمين وتفتيح العقول،!


وبما أني كنت مادري وين الله قاطني والمدرسة تحوي تحفيظ القرآن والمدرسة النظامية كنت أُدير البصر في جدرانها وأمشي في ردهاتها على غير هدى حتى شاهدت ولد خالتي وكان في التحفيظ لحقت به وجلست معهم في حلقة التحفيظ قام المدرس بفتح علبة الماكنتوش وهي الأولى التي أراها في حياتي ودار بها على الطلبة يرافقها صرخاته : أخذ واحدة يا جحش فلما وصلت لي أخذت واحده بكل سكينه وبلعتها والطمأنينة تجللني,!


بعدها جاء كشف الطلبة ونادوا بالأسماء ولم يكن إسمي بينهم فبحثوا وبحثوا حتى اكتشفوا أني بالمدرسة النظامية فأشّر لي المدرس أن تعال فجئته أمشي على الأرض هونا فأشار ناحية الباب أن -أنقلع- وحين هممت بالخروج من الباب كان أحلى شلووت لأحلى طفل,,!!


دخلت فصلي الحقيقي ثم أمرونا بالذهاب للمخزن لاستلام الكُتب كنا نقف بطابور أشبه بطابور الخبز ومدرسان كمنكر ونكير يسألان الطلبة ما إسمك وإسم أبيك و- أصلك- كان السؤال الأخير غريباً علىّ حتى أني كدت أن أكرر أصل الطالب الذي أمامي وكان عنزي بالمناسبة فلما وصل لي الدور وجاء السؤال الغريب قلت لا أدري ليرد على المدرس بكل لطف - لك العمى ضربك فيه أحد ما بيعرف أصله- لم أرد فقط اكتفيت بالنظر لهم بكل بؤس,!


فنظر أحدهم ثم فكر فقرر وقال سجل مطيري،!
لله دره ذلك المدرس أعتقد أنه بطل العالم في التنبؤ,!

********

أتذكر بيتنا الذي صنع مما خُلقنا منه نحن , -والحوش- عن الميمنة والميسرة كان فسيحاً واسعاً ذاك الحين أما اليوم حين أزوره على عجل أجده يبدو كما لو كان أصغر كأنه ضم جناحيه من فرط الفراق
طواه الحنين حتى بات أصغر مما كان عليه ,

وعجوز تحمل إناء حليب الماعز الذي لم يكن سويسراً قط ذلك الحليب الذي يشهد أن قلبها كان منه أنصع ، توصيني أن كن رجلا وإن كنت وحدك كن رجالا مهما كلفك الأمر
كأنها تعلم أن هناك دنيا تثلم الرجولة تتربص بي


أتذكر دكان حارتنا وهو بمثابة -لولو هايبر - إلا أن الجشع لم يخالط بضائعه التافهة ولم تعرف الرأسمالية طريقها لقلب صاحبه الهرم والذي مات ولم يسمع أن الزبون دائماً على حق فكان كثيرًا ما ينزرنا أن
-اخلصوا عليّ - غير أبه بعبارة متعة التسوق تفتح شهية الزبون لشراء , وأي متعه تلك في الرفوف المغبرة ,!!

أتذكر بيت جارنا وهو البيت الوحيد تقريباً الذي يربط القرية بالعالم الخارجي عنده التليفون والتلفزيون والذي كان سبباً في إزعاجه ذلك أن التلفزيون السعودي يستأنف البث في الساعة التاسعة والنصف وطفولتي تجرني إليه في السادسة صباحاً الغريب لا أتذكر ولو لمرة وأحده أنه تأفف أو ابدي انزعاجه مني أنا الذي أضقت ذراعاً بأطفال أخي إذا لعبوا عندي ,

ومسجدنا الذي تعطره رائحة الطين والدعوات المستجابه وعمي الكهل الذي أصطحبه للمسجد
ووقوفه الطويل في صلاة التراويح والذي بدء لي عادياً حتى اكتشفت عند كبري أنه يتطلب وتمارين لنفس لا للجسد , لقد كان إيمانه هو من يقيم صلبه

وأتذكر ماعز أم صالح ينفش في زرع المدرسة وهو اللون الأخضر الوحيد في القرية في حين غفلة من الحارس والأستاذ عصام يكاد. يمتايز من الغيض يصرخ فينا لمين العنزات هدول لنخبره أنها لام صالح وهذا صالح فاقتص منه فأنكرها صالح وقال في ذهول ورعب - مهيب لنا ياستاذ معزانا شتر وهذي صمع - لم يكن الأستاذ يفقه ما يقوله صالح ودفع صالح ثمن لهو عنزات أمه




أتذكر الشمس وهي تتمطى حين الشروق تحيي نشاطنا الذي يسابقها وأتذكر وجهها الناعس عند الغروب توصينا أن كون لطفاء من بعدي، والآن لم اعد أراها إلا عابسة في كبد السماء حال بين شروقها وغروبها الأسمنت



أتذكر جارتنا العراقية التي لاذت بقريتنا هرباً من الحرب الإيرانية العراقية والتي لا نعرف عنها الكثير أتذكر رائحة تنورها يعطر القرية بعبق الخبز
وأحاديثها لعجائز القرية عن العراق ونخيل العراق وأحاديث الشوق ولوعة الفراق يقطع نياط القلب ويستحث الدمع لم أعلم أني بعد هذه السنين سأخاطب الورق بذات الحديث وذات الأشواق للتو عرفت اللوعة التي كانت تتحدث بها تلك العراقية الطيبة وماذا يعني الفراق ,




*******


كانت أجمل هواياتي في القرية هي -تعربش الجدران كأني قطو،!

ذلك لانعدام الأماكن الترفهيه في القرية ،كانت هواية جميله ومفيدة لصحة تعطي الجسد مرونة والعقل فرصه لتأمل قل مثيلها ،!

انتقلت هذه الهواية معي للكويت وأصبحت بطل حارتنا في تلك الهواية الممتعة لأني الوحيد الذي يلعبها ولا منافس ، حصدت جميع الميداليات التشجيعية كانت تلك الميداليات إما عِقّال أبوي أو حذاء جارتنا العجوز أو قرصه أذن من أخي
لكن لم أكن ابرحها كلما هزني الشوق للقرية تجدني على - سندرت الباب- تاركاً لسيقاني الفراغ تطوحان فيه

وذات يوماً مُرّ كنت كـ العادة أمشي فوق الحيط لا جنبه وأداعب أغصان شجرة الكينا ،!

وإذ ببنات الثانوية وقد جئن يمشين الهوينه من أمام شارعنا ويبُثّن أعذب الإلحان في نواحيه

فانبثقت فوق رأسي طيف فيه مصباح منير
كانت الفكرة والتي حياني عليها شيطاني أن أمسك بجذع الشجرة وأقفز بها للأسفل فينشلخ الجذع رويداً حتى أهبط للأرض بحركة بهلوانيه ستثير إعجاب بنات الثانوية وسأمكث في مُخيلتهن حين من الدهر وسيحدثن زميلاتهن عن ذلك الفتى الفاتن الذي يمتاز عن جيله بالشجاعة والإقدام والروح المرحة

لقد أغواني شيطاني قائلاً أقدم ستثير شجونهن قطعاً وستحفز الواااو في دخل تلك الفاتنات
كانت الخطة تقتضي بأن أمسك الجذع بقوه ثم أقفز فينشرخ الجذع ثم الهبوط العجيب

سارت الخطوة الأولي والثانية على مايرام أمسكته جيداً قفزت بالهواء .... لحظة لقد طرأ خطأ ما
نعم لم ينشرخ الجذع بل انكسر فجأة وها أنا أسقط سقوطاً حر إلي حوض الشجرة لأتوسد السماد والتراب وأطلق صرخات الوجع والاستغاثة حتى أني أرعبت بنات الثانوية من سقوطي وصرخاتي وبدل أن أثير إعجابهن أثرت سخرية بعضهن وضحكاته وشفقة البعض الآخر

وكانت تكملة معاناتي سقط جذع الهبوط على رأسي ودفنت تحت أوراق الشجر
لكن الله رأف بي أذا انتبه لي كومار وميري فحملوني كما يحمل الافارقه صيدهم في الغابات وجدعوني في الصالة وقمت عمتي عليّ أسبوعاً – تمرخني- بالفكس وتطببني
وأنا لا أبرح فراش الوجع

واردد تباً لثانوية وبناتها ، وقد أصبح سقوطي مثار الأسئلة الساخرة في بيتنا عن كيفية السقوط ومسبباته ودواعيه

وكذباً كنت أقول زلة قدم وأخفي في صدري أنها كانت زلت قلب وكتمت ذلك السر حتى ساعة هذه الكتابة لقد أخفيت خيبتي دهرًا وحان فك السرية عن أرشيفي الخاص بعد ما فقد أهميته بالتقادم

لقد كُنت تكرارًا لقصة آدم بسبب حواء هبط للأرض
وأنا بسبب حواء هبطت على جبهتي ،!!
 

Maryam

عضو مميز
زميلي .. هاك قلمي وعلقة بجدار تلك القرية ... خذ قلما وطبشور ابيض وروح وماء
وتعال نكتب
على الحائط ( الكتابة ليست ممنوعة في القرية )


بانا تركنا بيتنا وومدرستنا وفرحتنا على فوهة مدفع الحنين

وعلى فوهة مدفع النسيان سوف تخرج طيورا تحمل ارواحنا وتعود لتلك القرية


قد تموت القرية وستموت ماعز ام صالح ( الشتره والصمعة) وستبقى الذكرى زلزال يهز قلبك وجسدك


/
/
/

كم احببت هذه القرية واحببت بقالتها العتيقة وبقالها الذي لايعرف فن الاتكتيت لان فن التكيت والصدق لايجتمعان في قلب انسان





لكـ :وردة:
 

بَسْمَة ..

عضو مميز
أخي الكريم مُتهم ..

أولا .. شُكراً لإنك حقاً رسمت البسمة الصادقه على وجهي وأنا أقرأ ..
ثانياً .. ما أحلى هذهِ التفاصيل العفوية .. والتي لا تكادُ تخلو ذاكرة منهـآ ..
هي ببساطة ذكريات الماضي سواء كانت ذكريات طفولة أم مراهقه او أولُ الشباب !
الماضي بكل تفاصيلهِ .. لذيذ ومُغر ٍ حقاً ..


,

مشهد البقاله .. ومشهد بيت الجار [ صلتكم بالعالم الخارجي ] ..
ومشهد المسجد .. و كذلك .. ماعز أم صالح ..

مشاهد تصلح للوحة نقية صافية للغاية ..
الله يذكرك بالشهادةِ يا أخي مُتهم ..
واللهِ مرّت أمامي مشاهد طفولتي تِباعاً في هذهِ اللحظة ..
والله يطول بعمرك .. لتعيش وترى .!


:وردة:
 

متهم

عضو فعال
أيها الراسخون في القلب مساء يليق بكم تحلقوا حول قلبي الذي يشتعل من نار الفراق وخذوا دفئكم

سأعود بعد أن تتوفر لي شاشه أرحب من شاشة الآيفون
 

متهم

عضو فعال
زميلي .. هاك قلمي وعلقة بجدار تلك القرية ... خذ قلما وطبشور ابيض وروح وماء
وتعال نكتب
على الحائط ( الكتابة ليست ممنوعة في القرية )

بانا تركنا بيتنا وومدرستنا وفرحتنا على فوهة مدفع الحنين

وعلى فوهة مدفع النسيان سوف تخرج طيورا تحمل ارواحنا وتعود لتلك القرية


قد تموت القرية وستموت ماعز ام صالح ( الشتره والصمعة) وستبقى الذكرى زلزال يهز قلبك وجسدك


/
/
/

كم احببت هذه القرية واحببت بقالتها العتيقة وبقالها الذي لايعرف فن الاتكتيت لان فن التكيت والصدق لايجتمعان في قلب انسان





لكـ :وردة:

آه يازميله لم تعد القرية كما كانت فقدت جمالها حين حاولت عبثا التشبه بالمدينه

, لم يترك الإسمنت الجشع لي شيء يقيني برد الحنين


شكرًا علي المرور الرائع
 

متهم

عضو فعال
أخي الكريم مُتهم ..​


أولا .. شُكراً لإنك حقاً رسمت البسمة الصادقه على وجهي وأنا أقرأ ..
ثانياً .. ما أحلى هذهِ التفاصيل العفوية .. والتي لا تكادُ تخلو ذاكرة منهـآ ..
هي ببساطة ذكريات الماضي سواء كانت ذكريات طفولة أم مراهقه او أولُ الشباب !
الماضي بكل تفاصيلهِ .. لذيذ ومُغر ٍ حقاً ..​


,​

مشهد البقاله .. ومشهد بيت الجار [ صلتكم بالعالم الخارجي ] ..
ومشهد المسجد .. و كذلك .. ماعز أم صالح ..​

مشاهد تصلح للوحة نقية صافية للغاية ..
الله يذكرك بالشهادةِ يا أخي مُتهم ..
واللهِ مرّت أمامي مشاهد طفولتي تِباعاً في هذهِ اللحظة ..
والله يطول بعمرك .. لتعيش وترى .!​


:وردة:​


سأحتفي وحق لي ذلك فمرورك مناسبه سعيدة في محطات حياتي الانترنتيه

شكرًا لك
 

متهم

عضو فعال
يال العابرين في الذكريات
وحكايات الحنين
يال بدايات الكتابة والأخطاء الكتابية والإملائية

بحجم السماء شكرًا يا الشبكة الوطنية للحفاظ على أرشيفي، وإن كان لا يستحق سعة التخزين
 
أعلى