مجلس أمة أقوى من السابق

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
في صبيحة اليوم الجمعة الموافق 3 / 2 / 2012 م ، وبعد عملية فرز للأصوات استمرت منذ مساء أمس بعد إغلاق صناديق الإقتراع في الثامنة مساءاً ، ظهر حكم الأمة على ممثليها السابقين ، وأعلنت كلمتها في اختيار ممثليها القادمين بناء على الدعوة السامية من سمو الأمير التي جاءت في مرسوم حل المجلس السابق والذي صدر في يوم الثلاثاء 6 / 12 / 2011 م حيث أعاد فيه سمو الأمير الأعضاء إلى الأمة لتقول كلمتها فيهم ، فكان أن قالتها اليوم . اليوم وضعت حرب الأمة أوزارها ، وأعلنت الأمة اختيارها لممثليها بعد معركة شرسة بين قوى مختلفة وتيارات متنوعة وأفراد مثيرين للجدل والفتنة الطائفية والطبقية .. وفي قراءة سريعة لكلمة الأمة التي قالتها في ممثيلها نجد فيها الكثير مما يستحق الكتابة عنه ، وبعض الظواهر التي تستحق أن يُسمى هذا المجلس بها ، ولكن نستخلص بعض النقاط التالية التي تُمثل وجهة نظر شخصية وتحليل يحتمل الصحة والخطأ : – نتائج الإنتخابات أعطت إشارة واضحة لا لبس فيها للحكومة القادمة بأن الشعب يُريد هؤلاء الأعضاء ممن تُطلق عليهم مؤزمين وهو بذلك ينفي عنهم صفة التأزيم ويُلصقها بالحكومة ، فليس من المعقول أن تتناسب هذه الأرقام الفلكية التي جاؤا بها مع كونهم مؤزمين ! فعلى الحكومة أن تتعامل معهم و ( تُسنّع ) نفسها ! – أثبت الناخبون أن الوعي الشخصي و الإنتخابي قد بلغ مرحلة متقدمة ، وتظهر ذلك في اقصاء من حامت حوله الشبهات ومن كانت مواقفه ضبابية أو انتقائية سواء كانوا أفراداً أو كتلاً ( سقوط مرشحي العوازم في الدائرة الأولى/ فقد التحالف الوطني لبعض أعضائه /إبعاد النساء العضوات ) .. – نتائج الإنتخابات تدل على وضوح الفرز الطائفي والطبقي ، وبروزه على السطح ، حيث عاد الطائفيون المتعصبون من الطرفين وبمعيتهم آخرين جدد كانت لهم مواقف طائفية ، ولكن ولعل أهم نتائج هذا الفرز الطائفي كانت في الجانب الشيعي حيث نجاح دشتي ووصوله للمجلس ، ومعاقبة النائب الوطني المعتدل حسن جوهر من قبل ناخبيه ( لخروجه عن الملّة ) ووقوفه إلى جانب الطرف الآخر في بعض الأحيان ، بإسقاطه وبرقم لا يليق بتاريخه السياسي كعقاب قاسي ودرس له ولغيره ! كما نجح على المستوى الطبقي مثيري جدل وزارعي فتنة طبقية وفئوية بين صفوف المجتمع الكويتي ، أوصلهم إلى المجلس من يعبرون عن رأيه وتمنياته التي لا يجرؤ هو على الإفصاح بها ، ووجد فيهم فرصة سانحة لمحاربة الطرف الآخر ممن يرى أنه أقل منه درجات وينافسه في مقدرات الوطن ، فلابد من محاربته وإقصائه .. – سيكون المجلس القادم من أقوى المجالس التي مرت على الكويت ، من حيث عدد أعضاء المعارضة ( حوالي 30 عضو ) وقوة طرح غالبيتهم ( البراك /المسلم/الوسمي ) وارتفاع سقف حديثهم ، بقيادة زعيم المعارضة السعدون وعودته للرئاسة مرة أخرى أو زميله الصقر ، هذا على مستوى العمل السياسي ، أما على مستوى الأعضاء فيما بينهم فقوته تكمن في وجود أربعة أطراف متناقضة ومتباعدة فكرياً وشخصياً ( سنة/شيعة وحضر/بدو ) يحاول كل منهم تحجيم الآخر والإنتصار عليه .. – على صعيد الفرعيات في الدائرتين الرابعة والخامسة ، نرى أنها واعتباراً من هذه الإنتخابات بدأت تلفض أنفاسها الأخيرة بعد أن أصيبت بالشلل النصفي ، جرّا سقوط مخرجات بعضها ( المطران ) وفشل بعض مخرجاتها ( العجمان/الرشايدة ) ، ونجاح مرشحين رافضين للفرعية ! – في الدائرة الخامسة يمكن للعوازم والعجمان إغلاق الدائرة عليهم بشيء من التنسيق ومن خلال ترشيح خمسة أعضاء لكل منهما ،على قدر عال من الكفاءة العلمية والشرعية ، يمكن أن ينتخبهم الجميع من أبناء الدائرة بعد وضوح وعيهم وتخليهم عن العصبية القبلية وتصويتهم للكفاءة ! – أثبت تحالف الخامسة القبلي ( عتبان/مطران/هواجر/دواسر) فشله وهشاشته وعدم التزامه ، خصوصاً إذا ما كان مرشحيه ليسوا بأقوياء وذوي خبرة ، ولذلك لم يعد هذا التحالف سوى صندوق يأخذ منه المرشح الأقوى في المجموعة أي عدد من الأصوات تدعمه في مجهوده الشخصي خارج التحالف ! – نجح جمعان الحربش في أن يُعيد الحركة الدستورية إلى الساحة السياسية بعد أن حسّن وجهها بمواقفه الوطنية الصلبة في المجلس السابق ، وبذلك نجح مرشحوا الحركة الرسميون في الوصول لهذا المجلس علاوة على غير الرسميين ( الصواغ/شخير) ! – إذا كان مسلم البراك ظاهرة مجلس الأمة منذ نجاحه إلى حد الآن ، فإن هناك ظاهرة بدأت تُسخّن الآن إلى جانبه ، استعداداً لإستلام عصى السباق منه عند الضرورة لتكمل المشوار وهي ظاهرة النائب الدكتور عبيد الوسمي !​
للمزيــد :​
http://www.abdullah-alosaimi.com/
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى