المرأة الكويتية وحشمة بين رذيلتين!! مقالي في جريدة الراي.


الفضائل كما عرفها بعض اهل العلم ومنهم الماوردي في كتابه تسهيل النظر وتعجيل الظفر:(توسط محمود بين رذيلتين مذموتين، من نقصان يكون تقصيرا، أو زيادة تكون سرفا).
ومن الفضائل المحمودة (الحشمة) التي توسطت رذيلتين إحداهما تميل إلى التقصير وهي التهتك والانحلال، والأخرى تميل إلى الزيادة وهي التعنت والمبالغة في الستر!
وانا لن أتحدث عن جانب الزيادة وهو التعنت والمبالغة في الستر لأنه شبه معدوم عندنا والله المستعان!!.
ولكن أريد الكلام عن جانب التقصير وهو التهتك والانحلال لتفشيه وانتشاره في مجتمعاتنا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الحقيقة أن الناظر في حال كثير من المسلمات الحرائر يبكي دما ويتقطع ألما وحسرة لما يرى من هوانهن عند أنفسهن!
فالمرأة التي رضيت أن تكون متاعا يتمتع به كل من هب ودب من الناظرين لم تكرم نفسها ولم تجعل من نفسها جوهرة صعبة المنال لا يتوصل إليها إلا من أرادها بحقها، إضافة إلى ذلك أن التفسخ والانحلال الظاهري دليل على العري والانحلال الباطني. 
يقول العلامة السعدي في تفسير قوله تعالى «فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا» أي ظهرت عورة كل منهما بعد ما كانت مستورة، فصار للعري الباطن من التقوى في هذه الحال أثر في اللباس الظاهر، حتى انخلع فظهرت عوراتهما، ولما ظهرت عوراتهما خَجِلا وجَعَلا يخصفان على عوراتهما من أوراق شجر الجنة، ليستترا بذلك.
ثم تأمل كيف جعلا يخصفان عليهما من ورق الشجرة دون أن يأمرهما أحد بذلك، وما ذاك إلا لأن التستر هو السلوك الموافق للفطرة، والتعري سلوك يخالف الفطرة السليمة!
ولو نظرت كذلك إلى قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل الذين أباح لهم الشارع الاغتسال أمام بعض عرايا، فكان موسى عليه السلام رجلا حييا ولم يكن يغتسل معهم فاتهمه بعض الجهلة بأن به عيبا خلقيا، فعندما اغتسل موسى بعيدا عنهم ووضع ملابسه فوق الصخرة أمر الله الصخرة فهربت بملابس موسى فأخذ موسى يركض وراءها إلى أن رآه بني إسرائيل فعلموا أنه سليم الخلق والخلق صلى الله عليه وسلم!
فانظر كيف غير الله ظاهرة كونية وهي هروب الصخرة بملابس موسى، ولم يأمر موسى بالاغتسال أمام قومه وهذا أيسر بكثير، كل هذا لكي لا تتغير فطرة موسى التي أشبعته حياء صلى الله عليه وسلم!
ومن يقرأ في كتب التاريخ يعلم بل ويوقن بأن ظاهرة الانحلال طارئة على المجتمع الكويتي، فنساء الكويت سابقا كن رمزا للعفاف والشرف ومازال الخير موجودا في كثير منهن. يقول المؤرخ عبدالرحمن السويدي البغدادي حينما زار الكويت عام 1186هـ :(فخرجت الى الكويت وخرجت معي جماعة،والكويت بلدة على ساحل البحر، وكانت المسافة ستة أيام برا، فدخلتها وأكرمني أهلها إكراما عظيما وهم أهل صلاح وعفة وديانة، وفيها أربعة عشر جامعا، وفيها مسجدان، والكل في أوقات الصلوات الخمس تملأ من المصلين).
أقمت فيها شهرا لم أسال فيها عن بيع أو شراء ونحوهما، بل أسال عن صيام وصلاة وصدقة، وكذلك نساؤها ذوات ديانة في الغاية).
فانظر كيف كان وصف المجتمع الكويتي خصوصا النساء.
وإليك ما قاله الزعيم العراقي محمود بهجت سنان متحدثا عن ذكرياته في الكويت: (إن المرأة الكويتية حتى سنين قلائل كانت ترتدي الجلباب عند خروجها من منزلها، والجلباب رداء طويل الذيل يزحف وراءها على الأرض ما يقارب المتر إمعانا في ستر قدميها أثناء المسير ويستر وجهها نقاب كثيف تشع عيناها من فتحتين صغيرتين فيه تجاه العينين».
وأما الصفات التي تمتاز بها المرأة الكويتية فهي تمسكها بتعاليم دينها وهي لا تعرف الى التبرج سبيلا...الخ). ومن أراد الاستزادة فليراجع كتاب (أمراء وعلماء من الكويت) للدكتور دغش العجمي.
والحاصل أن( الحشمة) فضيلة بين رذيلتي التهتك والتستر، وهي موافقة للفطرة السليمة والمتنكب عن سبيلها منكوس الفطرة ومعكوس التفكير، وقد كان للمرأة الكويتية مكانة في الصفوف الأولى بين النساء اللائي عرفن بالشرف والعفة وهذا بشهادة المؤرخين، والحفاظ على هذا الموروث الجميل واجب على نساء الكويت، حتى لا يأتي يوم وتصبح المرأة الكويتية رمزا للانفتاح اللاأخلاقي!


أبو الجوهرة
عبدالكريم دوخي المنيعي
@a_do5y
 

الراصد !

عضو جديد
((ثم تأمل كيف جعلا يخصفان عليهما من ورق الشجرة دون أن يأمرهما أحد بذلك، وما ذاك إلا لأن التستر هو السلوك الموافق للفطرة، والتعري سلوك يخالف الفطرة السليمة!))

مقالة في غاية الجمال والحُسن أخي الفاضل
جزيت الجنة ولا حرمت أجر ما كتبت.

مودتي
 
أعلى