ابو فهد الكويتي
عضو ذهبي
,
الواوان
رَعى اللَهُ مَنْ لَمْ يَرْعَ لي ما رَعَيْتُهُ ** وإِنْ كانَ في كَفِّ المَنِيَّةِ مُودِعي
فَيا أَسَفي زِدْني عَلَيهِ تأَسُّفاً ** وَيا كَبِدي وَجْداً عَلَيْهِ تَقَطَّعي
وَإِنِّي لَمُشْتاقٌ إِلى مَنْ أُحِبُّهُ ** فَلا مَعَهُ شَوْقي وَلا صَبْرُهُ مَعي
ابن حبيش
رَعى اللَهُ قَلبِي ما أَتَمَّ وَفاءَهُ ** إِذا صَدَّ خِلُّ أَو تَغَيَّرَ صاحِبُ
تَفَرَّدَ بِالإِخلاصِ في مِلّةِ الهَوى ** وَقَد كَثُرَت في العاشِقِين الشَوائِبُ
صفي الدين الحلي
رَعى اللَهُ مَن لَم يَرعَ لي حَقُّ صُحبَةٍ ** وَسَلَّمَ مَن لَم يَسخُ لي بِسَلامِهِ
وَفي ذِمَّةِ الرَحمَنِ مَن ذَمَّ صُحبَتي ** وَلَم أَكُ يَوماً ناقِضاً لِذِمامِهِ
وَإِنّي عَلى صَبري عَلى فَرطِ هَجرِهِ ** وَقُربِ مَغانيهِ وَبُعدِ مَرامِهِ
يُحاوِلُ طَرفي لَحظَةً مِن خَيالِهِ ** وَيَشتاقُ سَمعي لَفظَةً مِن كَلامِهِ
وَيَومَ وَقَفنا لِلوَداعِ وَقَد بَدا ** بِوَجهٍ يُحاكي البَدرَ عِندَ تَمامِهِ
شَكَوتُ الَّذي أَلقى فَظَلَّ مُقابِلاً ** بُكايَ وَشَكوى حالَتي بِاِبتِسامِهِ
بِدَمعٍ يُحاكي لَفظَهُ في اِنتِثارِهِ ** وَعَتبٍ يُحاكي ثَغرَهُ في اِنتِظامِهِ
فَما رَقَّ مِن شَكوايَ غَيرُ خُدودِهِ ** وَلا لانَ مِن نَجوايَ غَيرُ قَوامِهِ
ابن زمرك
رعى الله لَيْلَى لو علمت طريقها ** فرَشتُ لأخفاف المطيِّ بها خَدِّي
وما شاقني والطيف يرهب أدمعي ** ويسبح في بحر من الليل مُرْبدُ
وقد سُلَّ خفَاق الذوائب بارق ** كما سُلَّ لمَّاع الصِّقال من الغمدِ
وهُزَّتْ مُحلاَةً يدُ الشوق في الدُّجى ** فحُلَّ الَّذي أبرمتُ للصبر من عَقدِ
وأَقلق خفّاق الجوانح نسمة ** تَنِمُّ مع الإصباح خافقة البردِ
وهبْ عليلٌ لفَّ طيَّ بُرودِهِ ** أحاديثَ أهداها إلى الغَور من نَجدِ
سوى صَادحٍ في الأيك لَمْ يَدْرِ ما الهوى ** ولكنْ دعا مني الشجون على وعدِ
فهل عند ليلى نعمَّ اللهُ ليلَها ** بأنّ جفوني ما تمَلُّ من السُّهدِ
وليلةًَ إِذْ وافى الحجيجُ على مِنىً ** وَفَتْ لي المُنى منها بما شئتُ من قصدِ
تقضَّيتُ منها فوق ما أحسب المنى ** وبُرد عفافي صانه الله من بُردِ
وليس سوى لحظ خفيِّ نُجيلُه ** وشكوى كما ارفضَّ الجُمانُ من العِقْدِ
غفرت لدهري بعدَها كلَّ ما جنى ** سوى ما جنى فدُ المشيبِ على فَؤدِي
عرفتُ بهذا الشَّيْب فضلَ شبيبتي ** وما زال فضلُ الضّدِّ يُعرفُ بالضِّدِّ
ابن الدهان
رَعى اللَهُ مَن لَم يَرعَ عَهداً رَعيتُهُ ** له وَكَلا طَرفاً بِقَتلي مُوكّلا
تَبَدَّل بي مِن غَير جُرمٍ مَلالةً ** وَيمنعُي حُبيّهِ أَن أَتبدّلا
إِذا اِزدرتُ وَجداً زادَ صداً وَكُلَّما ** تَذلّلتُ مِن فَرط الغَرام تَدلّلا
وَيَقتُلُني عَمداً لأَنّي أُحِبُّهُ ** أَلَيسَ عَجيباً أَنّ أحبَّ فأقتلا
احمد الكيواني
رَعى اللُه مَن لَم يَرعَ عَهديَ إِذ جَفا ** وَأَعرض حَتّى طيفُهُ مُعرض عَني
وَكَيفَ يَزور الطَيف حَيران لَم يَقع ** لِمُقلَتِهِ في الدَهر جفن عَلى جفن
إِذا أَنتَ لا تُحسن فَما ثمَّ محسن ** وَهَل يُوجد الإِحسان إِلّا مَع الحُسن
وَإِن تَبغِ إِتلافي فَفي الدَهر مقنع ** يَسوق الرَدى لِلحَرّ بِالهَم وَالحُزن
وَمَن لَم يَمُت في طاعَة الحُب راضياً ** فَلا جادَ مَثواهُ سَكوب مِن المُزن
ابن قلاقس
رعَى الله من لم يَرْعَ لي حْرْمَةَ الهوى ** فَيَتْرُكَني أَشْدُو رَعَى اللُّه مَنْ رَعَى
غزالٌ وَشَى عنه تَضَوُّعُ نَشْرِهِ ** ومن ذا يصُدُّ المِسْكَ أَن يَتَضَوَّعا
ترعرعَ في بُرْدَيْهِ غُصْنُ أَراكَةٍ ** ذَوَي الغُصْنُ مِنِّي والتوى مذ تَرَعْرَعَا
خَدَعْتُ النَّوَى عنه غَدَاةَ فراقِهِ ** إِلى أَن أَمالَتْ منه لِيتاً وأَخْدَعا
وقضّيتُ بالتَّقبيلِ فَرْضَ وَدَاعِهِ ** فقالَ الهوى لا بُدَّ أَنْ تَتَطَوَّعا
الاخرس
رعى الله من لم يرعَ عهداً لمغرمٍ ** رعيت له الودّ القديم كما رعى
تناءى فشيعت اصطباراً ومهجة ** ولولا النَّوى تنأى به ما تشيَّعا
ولم ترَ من صبٍّ فؤاداً مودَّعاً ** إلى أن ترى يوماً حبيباً مودَّعا
خليليَّ إنْ لم تُسعداني فهاتيا ** ملامَكُما لي في الصَّبابة أو دعا
بعثتُم إلى جسمي الضَّنى يوم بنتم ** وزدتُم إلى قلبي حنيناً مرجَّعا
وفَتَّشْتُ قلبي في هواكم فلم أجدْ ** لغير هواكم في الحشاشة موضعا