الزمن مبيرجعش لورا - قصة قصيرة

Disclaimer

This story is a work of fiction. Names, characters, places and incidents are products of the author's imagination or are used fictitiously.

Any resemblence to actual events or locales or persons, living, injured, or dead, is entirely coincidental



هذه قصة خيالية, ومن بنات افكار من يحلو ان تُطلق على نفسها لقب كاتبة!! 0 :)

المكان: مقهى صغير, لم يعد يرتاده أحد إلا القلة

الزمان: فترة مهرجان الحنفية والجلابية بارتي


هناك, وعلى طاولة صغيرة بركن المقهى, جلست امرأتان عجوزتان, كانتا بالسابق, وبأيام مجدهما وشبابهما الذي ولّى, من بائعات الهوى, واللاتي كان لهما الكثير الكثير من الزبائن, وكان يُشار إليهما بالبنان !! , ولكن, ولفعل الزمن الذي ليرحم, فلم يعد لهما أي ذكر, وتوقف سيل المترددين عليهما, جلستا هتين السيدتين يندبان حظهما العاثر.... 0

ما رأيكِ بما يحصل الآن بالساحة؟

لا ادري, ما رايكِ أنتِ؟

هل هناك أي أمل, ولو صغير, بأن نسترجع عصرنا الذهبي ومجدنا ؟

لا أعتقد ذلك

لنحاول ان نتحرك, أنتِ تعلمين بان الآن هي فترة المهرجانات, وهي فرصة جيدة لكي نعرض بضاعتنا

عن أية بضاعة تتحدثين؟ ألا تنظرين لوجهكِ وجسدكِ بالمرآة؟ و ياعزيزتي لم يعد لدينا أي شيئ نبيعه, الزمن قد تغير, وتغيرت معه الاذواق, فمن سيرغب فينا نحن العجوزتان؟

بل لدينا ما نبيعه

وما هو, بالله عليكِ اخبريني

دعيني افكر قليلاً, وساخبركِ, ولكن دعينا نطلب من النادل ان يأتينا بزجاجة خمر جديدة. 0


تبدأ بالصياح على النادل .........



To be continued.
 
يأتي النادل بالزجاجة ويضعها على الطاولة, وينصرف, وتكمل الإمرأتان حديثهما


بل لدينا ما نبيعه, أنتي تعلمين باني قد توقفت عن العمل منذ زمن بعيد بحكم السن وترهل جسمي, ولكنك نسيتي باني أدير عملاً صغيراً خاصا بي, وهو مصدر رزقي الآن, صحيح إنه ليس بحجم الكرسي الذي كنت اتربع عليه بالسابق بايام مجدي, ولكنه يوفي بالغرض, ولدي بعض الفتيات اللاتي يعملن لأجلي, وهم ساعدي الايمن

وحتي بإفتراض قدرتكِ أنتِ, ماهو دوري أنا ؟ أنا لا أملك شيئاً إلا بعض الذكريات, ومنبراً متهالكاً

بل تملكين ما هو اكثر من ذلك, دعيني أذكرك, انسيتي "البلطجي" الذي حاول الإعتداء عليكِ بالسابق, حينما رش "مية النار" على وجهك الجميل حينذاك, فتحولتي إلى مسخ ومخلوق لايمت للبشر بصلة, هذه الحادثة من الممكن إستثمارها مرة أخرى الآن, ولصالحك, فأنتِ بنظر الكثيرين تعتبرين "بطلة" , وأشبه بجان دارك !! 0

كيف ؟

لنحاول أن نبرز انفسنا بوسط المهرجانات القائمة الآن, فهي فرصة لنا لكي نظهر بالصورة مجدداً, ولكي نستقطب إعجاب الجيل الجديد من الشباب

ولكن هذا الجيل الجديد يُعتبر صغيراً نوعاً ما, مقارنة بنا, لن يكون هناك أي تفاهم بيننا وبينهم, لايوجد أي تقارب عمري أو حتى فكري, لا لا, لا أعتقد بأن هذا الأمر سينجح

بل سينجح, هيا إملئي كاسكِ, لكي اخبركِ بالمزيد


Stay tuned
 
بل على العكس, نحن مهمون جداً بالنسبة للجيل الجديد من الفتيات, فنحن نشكل بالنسبة لهم قاعدة جماهيرية ثابتة, ومصداقية, فهم لن يستطيعوا الصمود إلا بوجودنا كرموز لهم, قاعدتهم هشة وسهلة الكسر, وتنقصهم الخبرة الكافية بمجال إجتذاب الزبائن وطالبي المتعة, ولا تنسي بان العملية برمتها ستكون لكلا الطرفين كنوع من تبادل المنفعة, كما في عالم الحيوان, هذا بالإضافة إلى أن الكثير من المغفلين السذج لديهم إستعداد فطري لتصديق شعاراتنا وكلماتنا البراقة

ولكن ياعزيزتي هناك الكثير ممن يعرفنا حق المعرفة, ولن تنطلي عليه حيلنا وألاعيبنا هذه, فزبائننا السابقين ومن عاصرنا بالسابق يعلمون جيداً مدى الترهل الذي أصابنا

أعلم ذلك جيداً, ولكن دعينا نحاول على الاقل, لاضرر من المحاولة, فلن نخسر شيئاً أكثر مما خسرناه

حسناً

هناك أمر أخر تذكرته للتو, هل تذكرين زميلتنا بالكفاح, والتي إختارت أن تنفي نفسها طواعية من البلاد؟

لا أعتقد بانكِ تقصدين زميلتنا السابقة, ذات الصوت الجميل

نعم, هي بعينها, فالزمن لم يتوقف عندها ايضاً, تبدلت وترهلت مثلنا, ولكنها ماتزال تمتلك ذلك الصوت الجميل إلى الآن, وها هي بمنفاها الإختياري تمارس مهنة الغناء, الغناء فقط, وأصبحت متخصصة بالأغنيات الحزينة التي يغلب عليها طابع التباكي على الأمجاد الزائلة. هل تعلمين بأنها تحلم بالعودة, وبالكفاح والنضال مرة أخرى؟

لا أصدق ذلك, وحتى لو كان الأمر صحيحاً, فلا أعتقد بأنها ستكون بذي نفع لنا, فتوجهاتها مغايرة تماماً لتوجهاتنا

تماماً, هذه النقطة تعتبر نقطة لصالحنا, ويجب ان نستغلها أحسن استغلال, فهي لن تمانع من الإنضمام إلى معركتنا النزيهة ضد الظلم والفساد !! (تضحك بصوت عال) , والنقطة المهمة, والتي تُحتسب لصالحها هو وجود عدد لا بأس به من الأبواق (المدونات) والتي تسَوِق لبضاعتها الكاسدة, حتى وإن كانت هي بعيدة بالمنفى

إذن لنتحرك سريعاً

هذا ما أنوي ان افعله, فعامل الوقت هو امر مهم, بالمناسبة, هل لديكِ فستان سهرة؟

أعتقد بأني املك واحداُ, ولكني لم ارتديه منذ زمن بعيد, ولكن لماذا؟

لكي ترتديه خلال المهرجان, وأرجو أن يكون برتقالي اللون !!! 0


.
.
.

The End
 

المشرف العام

مراقب
طاقم الإدارة
محاولة جيدة من الأخت لمياء الحالمة لعمل إسقاط على حدث سياسي محلي ... رغم إختلافي الشديد جدا ً مع النقاط التي تحاول الكاتبة أن توصلها من خلال هذه القصة القصيرة ... إلا أن محاولتها للنظر إلى الحدث البرتقالي من وجهة نظر معاكسة هي في حد ذاتها جديرة بالتقدير.

تحياتي للأخت لمياء ... و أتمنى أن لا تغيب إسقاطاتها "السياأدبية" عن أحداثنا المهمه.
 
اعزائي يشرفني، في اول مداخلة لي في هذا المنتدى الطيب، ان ابدي اعجابي بالموضوع والاسلوب الراقي للكاتبة،وبالاسقاطات الوارده،التي لاتخفى على كل ذي عقل رشيد،ومثل هذه المواضيع هي مادفعنا(بعد اذنكم طبعا)للانضمام لهذا لمنتدى لطيب.
 

المشرف العام

مراقب
طاقم الإدارة
الأخ م/الملا ...

حياك الله أخي الكريم في منتداك ... و أهلا ً و سهلا ً بك ...

إن شاء الله تجدنا و نجدك من المشاركين بإيجابية دائما ً ...

تحياتي لك.
 
الزميل الحساوي

هي مجرد محاولة سابقة لي لكتابة قصة قصيرة بنفس الفترة التي أقيمت بها المهرجانات!, وهي تعبر (ومازالت) عن وجهة نظري الشخصية تجاه بعض الأمور والاحداث التي مضت, أو التي ستحدث بالمستقبل.

إختلافنا بوجهات النظر هي ظاهرة صحية.

شكراً


م\الملا

شكرا لك, واهلا بك كزميل لنا بالمنتدى.
 
أعلى