أولمبياد لندن.. دورة ألعاب خضراء؟ 11 يوليو 2012:
لابد أن تكون دورة ألعاب أكثر اخضرارا. وضع منظمو دورة لندن 2012 نصب أعينهم هدفا طموحا: الحصول على الميدالية الذهبية في التنمية المستدامة.
عندما يذهب الرياضيون إلى دورة المياه في القرية الأولمبية ويستخدمون الشفاطات ، ستخرج منها مياه معاد تدويرها. الكهرباء والهواء المكيف سيأتيان من محطة تخلط الغاز بحرق بقايا الأخشاب. أما البناء الصلب القائم عليه الاستاد الأولمبي فمصنوعة من مواسير مياه قديمة.
كما تطمح لندن 2012 لأن تكون مثالا عند الحديث عن حماية البيئة. فكل مواد القرية الأولمبية تحترم البيئة وسيارات نقل الرياضيين لا تصدر محركاتها سوى نسبة طفيفة من ثاني أكسيد الكربون.
وقال سيمون رايت ، من هيئة التنمية الأولمبية (أودا) ، المؤسسة الحكومية المسئولة عن البنى التحتية للدورة "لقد قللنا من التأثير الواقع على البيئة بنسبة 60 بالمائة".
ويمكن تفكيك الأجزاء الأكبر من غالبية المنشآت التي ستستضيف المنافسات التي تقام خلال الفترة بين 27 تموز/يوليو و12 آب/أغسطس ، عندما تنتهي الدورة الأولمبية ، كما سيتم فتح بقيتها أمام الجماهير.
فحمام السباحة ، الذي صممته المعمارية زها حديد ، سيفقد مقصورتيه الأكبر وسيبقى كحمام من الأمواج الصناعية أمام سكان لندن.
أما صالة كرة السلة فسيتم تفكيكها كاملة ، وإقامتها في مكان آخر. وسيتم إعادة تشكيل القرية الأولمبية ، حيث يقيم 17 ألف رياضي وإداري خلال الدورة ، كي تستضيف ثلاثة آلاف مسكن.
وقال رايت "علينا فقط وضع المطابخ".
وتوجد القرية الأولمبية في قطعة أرض فضاء بأحد الأحياء الفقيرة والمعدمة بلندن. وفي 2005 كان معدل البطالة في ستراتفورد هو الأكبر ، والتأهيل هو الأسوأ ، والخدمات الطبية هي الأضعف في لندن كلها. وكانت فكرة تحسين المنطقة بمساعدة الدورة أحد مفاتيح تفوق لندن على باريس وموسكو والفوز بشرف تنظيم الدورة قبل سبعة أعوام.
وقام المنظمون بتنظيف طنين اثنين من الطين الملوث عبر عملية خاصة ، مع إعادة استخدام 80 بالمائة منه. ومن 200 مبنى تم هدمها تمت الاستفادة بمواد كثيرة أعيد تدويرها لاحقا ، كما تم التراجع عن فكرة تغطية الاستاد الأولمبي من أجل تقليل كمية الصلب المستخدمة. في المقابل سيكون هناك بناء من النسيج لحمايته من الرياح والأمطار.
وأوجزت وزيرة البيئة كارولين سبيلمان الأمر بقولها "لم يسبق أن حدث شيء كهذا في أي دورة"، مضيفة "نتمنى أن نكون مثالا في المستقبل يتم على أساسه تنظيم الدورات المقبلة".
وتتمثل المشكلة في النظر لما هو أبعد من القرية الأولمبية نظرا لأن لندن ، إحدى أكبر المدن الكبرى في العالم ، لا تمثل نموذجا للاستدامة.
سائقو عربات الاجرة يعتادون على ترك المحرك دائرا وهم يصطفون انتظارا للزبائن ، والمتاجر تبيع أوعية بقدر ما تبيع محتويات لها ، وتوزع أكياس بلاستيكية دون حساب. وفي الشتاء يبدو الأمر أشبه بالثلوج بالنظر إلى كمية الملح المضادة للجليد التي تلقى في الشوارع والطرقات.
وتساهم أكثر من 25 ألف عربة أجرة ونحو تسعة آلاف حافلة في تلويث الهواء ، الذي لا تفي حالته بمعايير منظمة الصحة العالمية. فمحتوى النيتروجين يفوق بمرتين ونصف ما تقره المنظمة وهو الأكثر ارتفاعا في العواصم الأوروبية. وفي عام 2008 توفي 4300 شخص لأسباب مرتبطة بالتلوث.
وفيما يتم جمع واستخدام مياه الأمطار بالقرية الأولمبية ، تهدر يوميا في إنجلترا وويلز 3300 لتر من المياه بسبب سوء حالة المواسير. ويقول سيمون بيركيت ، الذي يدعو لحالة هواء أفضل في لندن من وراء تنظيم الأولمبياد ، عبر الشركة التي يديرها "منظمو الدورة يقومون بما يستطيعون ، لكن الدورة لا تمثل سوى 5 بالمائة من المشكلة. 95 بالمائة لم يحل بعد".