رسالة الشيخ الدكتور يوسف الأحمد لأبناءه بمناسبة قدوم شهر رمضان

محب الصحابه

عضو مخضرم
برق- الرياض: من هناك حيث يقبع في زنزانته؛ بعث فضيلة الشيخ الدكتور يوسف بن عبد الله الأحمد -أستاذ الفقه بجامعة الإمام-
والمعتقل منذ شعبان الماضي برسالةٍ إلى أبناءه بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك والتي ينفرد موقع برق بنشرها.. إدارة التحرير..
..........................................

بسم الله الرحمن الرحيم
تسعُ أسئلة لأولادنا عن رمضان (حول الحِكمة وليس الأحكام)

إذا استوعبْت الإجابة على هذه الأسئلة ستنال خيراً عظيماً بإذن الله تعالى..

[FONT=trebuchet ms,sans-serif]
[FONT=trebuchet ms,sans-serif]س1: هل شُرع الصوم على الأمم السابقة؟[/FONT]


[FONT=trebuchet ms,sans-serif]ج: نعم لكن مع اختلاف الأحكام التفصيلية.[/FONT]

[FONT=trebuchet ms,sans-serif]س2: لماذا شرع الله الصيام؟[/FONT]

[FONT=trebuchet ms,sans-serif]ج: ليكون سبباً في استقامة الناس على أمر الله (التقوى).[/FONT]

[FONT=trebuchet ms,sans-serif]س3: ما معنى التقوى؟[/FONT]

[FONT=trebuchet ms,sans-serif]ج: فعل الطاعة، وترك المعصية، وهي بمعنى الاستقامة على أمر الله تعالى.[/FONT]

[FONT=trebuchet ms,sans-serif]س4: ما الدليل على ما سبق؟[/FONT]

[FONT=trebuchet ms,sans-serif]ج: قول الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " (البقرة 183).[/FONT]

[FONT=trebuchet ms,sans-serif]س5: لماذا جُعل الصوم سبباً للتقوى؟[/FONT]

[FONT=trebuchet ms,sans-serif]ج: لأن الإنسان عُرضةٌ للضعفِ والفتورِ وترك الطاعة خلال السنة وقد يبتعد حينها عن الاستقامة، فهو بحاجة إلى ما يُعينه على نفسه حتى يستقيم، فهيأ اللهُ تعالى رمضانَ ليكونَ سبباً معيناً لنا على الاستقامة، فيسهل علينا حينها التوبة والاستقامة وتغيير حياتنا لتكون كما أمر الله تعالى.[/FONT]

[FONT=trebuchet ms,sans-serif]س6: بماذا هيَّأ الله رمضان ليكون عوناً على الطاعة وسبباً في التقوى؟[/FONT]

[FONT=trebuchet ms,sans-serif]هيأه بأمور كثيرة منها:[/FONT]

[FONT=trebuchet ms,sans-serif]تصفيد الشياطين وسلسلتهم، ولذلك نرى زيادة عدد المصلين إلى الضعف في المساجد من أول ليلة في رمضان، والإقبال على قراءة القرآن وغيره من الطاعات.[/FONT]
[/FONT]
أن "الصومُ جنّة" كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أي وقاية من الشرور والآثام، فالصوم يضيق مجرى الشيطان في الإنسان.

أن المسلم إذا استطاع ترك المباح في الأصل من الأكل والشرب، كان ذلك عوناً له على ترك المحرمات الأصلية الأخرى.

الجماعية تعينُ الإنسان على نفسه بإذن الله، فيسهل على الإنسان الصومُ مع الناس والقيامُ جماعةً مع الناس، فإذا انطلق في الصوم والقيام مع الناس واستمر شهراً سهل عليه أن يستمر عليه وحده بعد ذلك بإذن الله تعالى.

إذا كان صائماً فهو مأمور على ترك الشجار والخصام والسباب مع الناس من أجل تحقيق فائدة الصوم بإذن الله؛ لأن النزاع والخصومة وتبادل الشتائم يُبعد الصائم عن خلق المتقين: " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا "(الفرقان 63). فإن تعدى عليه أحد بالسب والشتم فلا يرد عليه إلا بخير وليقل: "إني صائم". إذا الصوم ليس امتناعاً عن الأكل والشرب فقط، وإنما المراد منه أن يكون سبباً في الإمساك عن جميع المعاصي والإقبال على الطاعة وتغيير حياتك لتكون موافقة لمراد الله تعالى منك.

س7: نشاهد أناساً يصومون ولا يزالون على تقصيرهم ومعاصيهم بالسمع والبصر واللسان وغير ذلك؟

ج: الجواب في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

والمعنى أنك إذا كنت لا تزال مستمراً على قول الحرام وفعله فأنت لم تحقق مقصود الشرع من الصيام، فالله جل وعلا ليس بحاجة إلى تركك الطعام والشراب وإنما الحاجة لك أنت لتستقيم على أمر الله تعال.

س8: قلت إن الشياطين تُسلسل، لكن نرى في رمضان فساداً مضاعفاً في بعض القنوات الفضائية؟

ج: الشياطين التي تسلسل هي شياطين الجن، لكن يبقى شياطين الإنس في غواية وعداوة أهل الإيمان.

س9: هل بين شياطين الجن والإنسان تواصل؟

ج: نعم وأكثر؛ قال الله تعالى:" وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا" (الأنعام 112).

وأخيراً: مرت الأيام والشهور والسنون ونحن في كسل، فرمضان فرصةٌ لنا إلى الخشوع في الصلاة، وقيام الليل، وصيام النافلة، والدعوة إلى الله، وإطعام الطعام، والحض على إطعام المساكين، والمسابقة في الخيرات، والمسارعة في الأعمال الصالحة.

اللهم اجعلنا من عبادك المتقين.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

يوسف العبد الله الأحمد

صبيحة الثلاثاء 13/8/1433هـ
http://www.barqnews.org/container.ph...artview&id=800
 
أعلى