النظرة العربية السوداوية الى العالم الغربي
يجب أن يغير كثير من العرب نظراتهم السلبية تجاه الغرب الحضاري لأن الافتراضات العربية السابقة عن الغرب, وإتهام مختلف المجتمعات الغربية بالانحلال الأخلاقي, مثلاً ,لا يستند الى الواقع ولا يدعمه أدلة علمية أو حقيقية. فليس هناك, مثلاً مجتمعا غربيا واحدا يمكن وصفه بالنمطي حتى نبدأ نلقي عليه مختلف الاتهامات بدءا بالامبريالية والتهتك الاخلاقي, وأنتهاء بالتآمر الغربي على المصير العربي. هناك أنواع مختلفة من المجتمعات الغربية كما هي حال المجتمعات العربية, ما ندعو اليه هنا هو أن يغير كثير من العرب "نظراتهم السوداوية الى العالم وأن يتبنوا بدلاً عن تلك السلبية المترسخة والشعور بالقهر والظلم والأحباط من قبل الآخرين بنظرة أنسانية أكثر تسامحاً وديناميكية و تفاؤلاً وإيجابية, حتى يبدأ العرب في المساهمة الايجابية في الحضارة الانسانية.
نعتقد أن ما تداولته الكثير من الذهنيات العربية منذ بداية الثورات العربية عن الغرب وأتهامه بانه "إمبريالي" مسألة سهلة التصديق في أيامنا هذه, فبداية عادة ما تتحول النظم الأمبريالية المزعومة الى إمبراطوريات حقيقية مثل الرومانية أو غيرها, وتمتد على بقاع كبيرة من الأرض ولفترات زمنية طويلة, وهذا السيناريو العربي عن الأمبريالية الغربية المزعومة لم يتحقق على أرض الواقع, بل ما حصل هو إحتلال أنظمة سياسية وعسكرية, ومن أجل مصالح سياسية وأقتصادية لمجتمعات إنسانية أخرى أقل تقدماً , ولفترات محددة, لم تدم طويلاً قياساً بما تخيلته الكثير من الذهنيات العربية, والتي إستبدلت "خطابها العدائي تجاه الغرب" بالقهر الفعلي لمواطنيها! فالامبريالية التي تداولتها الكثير من الذهنيات العربية في تعاملها مع العالم الخارجي , ما هي سوى وليدة بقايا فكر ماركسي خلطته بعض الذهنيات العربية بآمال قومية تعصبية لا تستند الى روابط جغرافية مع جزيرة العرب, ولا مع الأرث العربي القومي الحقيقي بل وفشلت أخيراً في تحقيق الدولة القومية العربية المثالية, ولم تخلف سوى الدمار الحضاري والتيه الثقافي.
وهذا السيناريو العربي المتخيل بشأن الغرب ينطبق على ما يختار البعض هذه الايام وصفه بالانحلال الاخلاقي الغربي, فليس هناك مثلاً مجتمع غربي واحد تطبق فيه المبادئ نفسها الاخلاقية والثقافية المتشابهة بل توجد مجتمعات غربية مختلفة لا تتشارك في أشياء كثيرة, وأما مسألة شيوع الانحلال الاخلاقي الغربي فهي لا تتعدى مؤامرة ضيقة الأفق لتصوير العالم أنه أقل صفاء من الناحية الاخلاقية من المجتمع العربي الواحد والمتخيل, والذي لم يوجد قط! وكيف بمجتمع منحل أخلاقياً أن يصنع حضارة مدنية راسخة وقوة عسكرية جبارة تستطيع وقت ما تشاء السيطرة على شؤون الآخرين الأقل قوة? فالمجتمع الغربي المنحل أخلاقياً هو إفتراض لا تسنده مختلف التطورات الحضارية, والاكتشافات العلمية والابداع الثقافي والفني الذي يحدث كل يوم في الغرب.
والعالم الغربي بمختلف توجهاته الحضارية إذا "تآمر" هذه الايام على شيء فهو يتآمر على مكافحة الفقر والمجاعات في العالم, ويتآمر كذلك من أجل إيجاد حلول لطاعون "الايدز" الذي لا يزال يفتك بالملايين في مجتمعات العالم الثالث, أي أن الغرب لم "يتآمر" قط على مجموعة عرقية واحدة, بل ما كان يحدث في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين هو علاقات, ومناورات سياسية وعسكرية لتحقيق المصالح الخاصة بهذه أو بتلك الدولة الغربية. وبالطبع عندما ندعو أن يغير الكثير من العرب نظرتهم السلبية تجاه العالم الخارجي لأنه إذا كان هناك شيء نمطي وتقليدي تتفق عليه الكثير من الذهنيات العربية هذه الايام فهو "إستمرار إعتناقها خطاباً فوضوياً, ومشوهاً وسلبياً تجاه الغرب الحضاري والمتقدم," فتعميم كل ما هو سلبي عن كل ما هو غير عربي, ليس سوى تدمير ذاتي وتلقائي لفرص المساهمات البناءة والايجابية في عالم اليوم, والذي تحكمه الآن مشاريع إنسانية أممية لمكافحة الفقر والجوع, وإنهاء الازمات هنا وهناك على سطح هذا الكوكب الصغير.
يجب أن يغير كثير من العرب نظراتهم السلبية تجاه الغرب الحضاري لأن الافتراضات العربية السابقة عن الغرب, وإتهام مختلف المجتمعات الغربية بالانحلال الأخلاقي, مثلاً ,لا يستند الى الواقع ولا يدعمه أدلة علمية أو حقيقية. فليس هناك, مثلاً مجتمعا غربيا واحدا يمكن وصفه بالنمطي حتى نبدأ نلقي عليه مختلف الاتهامات بدءا بالامبريالية والتهتك الاخلاقي, وأنتهاء بالتآمر الغربي على المصير العربي. هناك أنواع مختلفة من المجتمعات الغربية كما هي حال المجتمعات العربية, ما ندعو اليه هنا هو أن يغير كثير من العرب "نظراتهم السوداوية الى العالم وأن يتبنوا بدلاً عن تلك السلبية المترسخة والشعور بالقهر والظلم والأحباط من قبل الآخرين بنظرة أنسانية أكثر تسامحاً وديناميكية و تفاؤلاً وإيجابية, حتى يبدأ العرب في المساهمة الايجابية في الحضارة الانسانية.
نعتقد أن ما تداولته الكثير من الذهنيات العربية منذ بداية الثورات العربية عن الغرب وأتهامه بانه "إمبريالي" مسألة سهلة التصديق في أيامنا هذه, فبداية عادة ما تتحول النظم الأمبريالية المزعومة الى إمبراطوريات حقيقية مثل الرومانية أو غيرها, وتمتد على بقاع كبيرة من الأرض ولفترات زمنية طويلة, وهذا السيناريو العربي عن الأمبريالية الغربية المزعومة لم يتحقق على أرض الواقع, بل ما حصل هو إحتلال أنظمة سياسية وعسكرية, ومن أجل مصالح سياسية وأقتصادية لمجتمعات إنسانية أخرى أقل تقدماً , ولفترات محددة, لم تدم طويلاً قياساً بما تخيلته الكثير من الذهنيات العربية, والتي إستبدلت "خطابها العدائي تجاه الغرب" بالقهر الفعلي لمواطنيها! فالامبريالية التي تداولتها الكثير من الذهنيات العربية في تعاملها مع العالم الخارجي , ما هي سوى وليدة بقايا فكر ماركسي خلطته بعض الذهنيات العربية بآمال قومية تعصبية لا تستند الى روابط جغرافية مع جزيرة العرب, ولا مع الأرث العربي القومي الحقيقي بل وفشلت أخيراً في تحقيق الدولة القومية العربية المثالية, ولم تخلف سوى الدمار الحضاري والتيه الثقافي.
وهذا السيناريو العربي المتخيل بشأن الغرب ينطبق على ما يختار البعض هذه الايام وصفه بالانحلال الاخلاقي الغربي, فليس هناك مثلاً مجتمع غربي واحد تطبق فيه المبادئ نفسها الاخلاقية والثقافية المتشابهة بل توجد مجتمعات غربية مختلفة لا تتشارك في أشياء كثيرة, وأما مسألة شيوع الانحلال الاخلاقي الغربي فهي لا تتعدى مؤامرة ضيقة الأفق لتصوير العالم أنه أقل صفاء من الناحية الاخلاقية من المجتمع العربي الواحد والمتخيل, والذي لم يوجد قط! وكيف بمجتمع منحل أخلاقياً أن يصنع حضارة مدنية راسخة وقوة عسكرية جبارة تستطيع وقت ما تشاء السيطرة على شؤون الآخرين الأقل قوة? فالمجتمع الغربي المنحل أخلاقياً هو إفتراض لا تسنده مختلف التطورات الحضارية, والاكتشافات العلمية والابداع الثقافي والفني الذي يحدث كل يوم في الغرب.
والعالم الغربي بمختلف توجهاته الحضارية إذا "تآمر" هذه الايام على شيء فهو يتآمر على مكافحة الفقر والمجاعات في العالم, ويتآمر كذلك من أجل إيجاد حلول لطاعون "الايدز" الذي لا يزال يفتك بالملايين في مجتمعات العالم الثالث, أي أن الغرب لم "يتآمر" قط على مجموعة عرقية واحدة, بل ما كان يحدث في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين هو علاقات, ومناورات سياسية وعسكرية لتحقيق المصالح الخاصة بهذه أو بتلك الدولة الغربية. وبالطبع عندما ندعو أن يغير الكثير من العرب نظرتهم السلبية تجاه العالم الخارجي لأنه إذا كان هناك شيء نمطي وتقليدي تتفق عليه الكثير من الذهنيات العربية هذه الايام فهو "إستمرار إعتناقها خطاباً فوضوياً, ومشوهاً وسلبياً تجاه الغرب الحضاري والمتقدم," فتعميم كل ما هو سلبي عن كل ما هو غير عربي, ليس سوى تدمير ذاتي وتلقائي لفرص المساهمات البناءة والايجابية في عالم اليوم, والذي تحكمه الآن مشاريع إنسانية أممية لمكافحة الفقر والجوع, وإنهاء الازمات هنا وهناك على سطح هذا الكوكب الصغير.