العودة يبرر ويروج ويحور أعمال ( غازي ونجيب والحمد ) الأدبية الإلحادية والشهوانية !
( 1 )
الاسلام اليوم .. .. .. البشير " الأخبار "
د . العودة : روايات القصيبي ونجيب محفوظ وتركي الحمد " مزجت " الواقع بالخيال
الاربعاء 06 رمضان 1433 الموافق 25 يوليو 2012
محمد وائل
اعتبر الدكتور سلمان بن فهد العودة ، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين ، أن كثيرًا من الروايات تضمنت سيرًا ذاتية ، بشكل غير مباشر مثل نجيب محفوظ في رواياته " زقاق المدق " ، وغازي القصيبي ، في كتابه " شقة الحرية " و " الكراديب " أو " شرق الوادي " ، وأعمال أيضًا لتركي الحمد وآخرين .
وأوضح - خلال حلقة أمس الثلاثاء من برنامج " ميلاد " والتي جاءت بعنوان " أنا " - أنَّ هذه الروايات اختلط فيها ما هو ذاتي بما هو اجتماعي وخيالي أيضًا ، ولذلك لا نستطيع القول إنَّ هذه الروايات هي سير ذاتية وإن كان فيها شوط من كبير من هذا المفهوم .
وقال : " سألت الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله - عن " شقة الحرية " وأنه تحدث- خلالها - عن مقابلة ميشيل عفلق وجمال عبد الناصر ونجيب محفوظ ورموز أخرى ..فهل هذا صحيح؟ .. فأجاب : لا هذه أشياء كثير منها متخيل".
ميلاد مع الشيخ سلمان العودة ... الحلقة الخامسة .
تقديم الكاتب والإعلامي الكويتي " علي السند " .
الثلاثاء 5 / رمضان / 1433 هـ ـ 24 / 7 / 2012 م
المقطع : 48 : 45 / 17 : 37
( سلمان العودة : بالمناسبة أيضاً قبل سيرتي يعني في نقطة مهمة إن في ناس كتبوا سيرتهم الذاتية لكن ليس بمسمى سيرة ذاتية ، يعني مثلاً أنا قرأت لنجيب محفوظ تركي الحمد
المذيع : على طريقة روايات
سلمان العودة : غازي القصيبي ، إي ، عنده مثلاً " شقة الحرية " ، مثل " الكراديب " أو " شرق الوادي " ، مثل .
المذيع : طه حسين .
سلمان العودة : طه حسين ، مثل نجيب محفوظ عنده مثلاً " زقاق المداق " وعدد كبير من الروايات .
بعض هذه الروايات أحياناً يعني يختلط فيها ما هو ذاتي بما هو إجتماعي بما هو خيالي ، ولذلك لا نستطيع نقول أن هذه الروايات هي سير ذاتية وإن كان فيها شوف من السيرة الذاتية ، وأنا بالنسبة مرة زارني الدكتور غازي القصيبي قبل ما يموت الله يرحمه .... فالمقصود يعني سألته الله يرحمه .
المذيع : غازي القصيبي .
سلمان العودة : إي ، قلت له " شقة الحرية " أنت تكلمت أنوا قابل ميشيل عفلق ، وقابل أبو زهرة وجمال عبدالناصر ونجيب محفوظ وإلى أخره ، هل هذا صحيح ، فقال : لا ، هذه أشياء كثير منها متخيلة ) إ . هـ .
التعليق :
ســــــنوات مارس مفكرو ومنظرو ومشايخ ودعاة الصحوة المزعومة " البنائية والقطبية السرورية " فنون التضليل ، وتجاوزوا إلى مستويات غير مسبوقة في التضليل !!! لكي يغيروا من الحقائق التي لا يريدون للناس أن يعرفوها عن شخصياتهم المتلونة ولكي يروجوا عن أفكارهم وآرائهم .
أما أخلاقياتهم وسلوكياتهم فهم الذين لا يهمهم سوى الانتصار لوجهات نظرهم الشخصية السقيمة والمريضة بداء الهوى والخيانة والكذب والنفاق ، لا تهمهم الأخلاق الحميدة .. ولا الصدق .. ولا الأمانــة .
فتكشفت العورات يوماً بعد يوم ، وفترة الانبهار بهم قد ولَّت بعد أن كاد يصمنا صراخ دعاتها ونقيق أتباعها : ضفادع في ظلماء ليل تجاوبت !! .
أما الكذب .. .. .. فله جذور عميقة في تاريخ ( الاخوان المســــــــــــلمين " البنائي والقطبي الســروري " ) فقد ظل " الصحويون الكبار " أسارى الأكاذيب التي أطلقوها ، وجذروا الدور الأكبر في صناعة مجتمع الأكاذيب من خلال الأقوال والتصريحات والأفعال المتناقضة خلال ســــــــــــتون سنة الماضية !!! .
أما المبادىء .. .. .. فأصحاب المبادئ لا يتنازلون عن مبادئهم ، ولذلك يقاتلون من أجلها حتى الرمق الأخير .
ومن العجيب أن من الكفار من سجن لأجل مبادئه وأفكاره ما يقرب من الثلاثين عاماً ، فلم يتزحزح ـ على كفره ـ عنها حتى خرج .
وكم هو جميل أن يكون المرء ثابتا على قيمه متمسكا بمبادئه ، فلا يتزحزح عنها مهما تتابعت عليه مغريات التبديل وعروض التغيير ، فهو لا يفكر في التخلي عن شيء منها في ما يعرض له من أزمات أو يحيطه من ابتلاءات .
وفي المقابل فإن الشواهد عند القيادات الحزبية المتســـــترة باسم الدين أن ( لا مبادىء ولا أخلاق ولا قيم ) فسرعان ما تذهب المبادئ التي يدعون لها عند أول مصلحة تحول بينهم وبين أهدافهم .
وتنازلوا عن الأصول ، وتبدلت أحوال الكثير من المشايخ والدعاة من مختلف الجماعات الإسلامية الحزبية مع مرور الزمن ، فتنازل الكثير منهم عن مبادئ إسلامية أصيلة ، وتمسكوا بمفاهيم وأفكار دخيلة .
وانقلبوا مائة وثمانون درجة ، وانقلبت التوجهات وتغيرت اللحى .. .. وأكبر مثال على ذلك توجهات ولحية " سلمان العودة " !
وبعد أن كان لا رأي إلا رأيهم ، ولا فقه إلا فقههم ...... وكانوا يرون بعض الأمور ضلالات كبيرة وعظيمة أصبحوا يرونها من مقومات الحياة ( المجتمع المدني ، الوطنية ، الديمقراطية ، حرية الرأي ) .
وحدث ولا حرج عن عالم الاخوان المســـلمين ( البنائية والقطبية السرورية ) .. .. .. فتاريخهم تاريخ أسـود ، وعالمهم مليء بـ ( الخيانات والازدواجية والتلون والتمييع والتناقضات ) .. .. ..
حتى وصلوا إلى الأمر الخطير ، فبالأمس القريب كانوا يدندنون ويتقاتلون حول :
( الولاء والبراء ) و ( الحاكمية ) و و و و ..........
وملأوا ذاكرتنا وأثقلوا كواهلنا بمحاضراتهم ـ ( منكم وإليكم !! ) ـ وكتاباتهم ، ودعاويهم الواهية بأنهم هم من يحملون :
لـــواء العقيدة .. ويرفعون رايات الدعوة والتوحيد .
ثم بدأت أفكار وآراء ( الذل والاســتسلام ) :
توحيد الكلمة وجمع الصف !!!
ضرورة الحوار مع ( الآخر ) يعني الكفار .
الحوار مع ( الآخر ) من المارقين والعلمانيين الفجار .
وحوارات ( التقارب بين الأديان ) ! .
و ( الحوار الإسلامي المسيحي ) ! .
وحوارات ( التقارب بين السنة والرافضة ) ! .
والحوارات بين ( الإسلاميين والقوميين والليبراليين ) ! .
وتغيرت نغمات الذل والاستسلام والتبعية صراحة .. .. فقد تحولت دعوتهم إلى إرساء الديمقراطية ، والمطالبة بالمؤسسات المدنية " زعموا " .... والإخاء مع الطوائف الباطنية !!! ، و و و و .
وكل هذه الدعوات وهم وسراب .. .. ..
كما قال الشاعر :
حجج تهافت كالزجاج تخالها .. .. .. حقاً : منها كاسر مكسور
فالسراب يزول .. .. ..
وكذلك هذه الدعوات ، التي إذا طلعت عليها شمس الأدلة والحجة والبيان والحقائق .
وكشفت هذه الأفكار والآراء عنهم ما بقي فوق عوراتهم من ستر .. .. وأزال ما نسـج العنكبوت من خيوط على حججهم وأقاويلهم .
كشفت تلك الأفكار والآراء بعدما جلس ( سلمان العودة وربعه ) جنباً إلى جنب مع أناس يحملون أفكار وآراء ، كانت في يوم من الأيام لا تلتقي مع أفكارهم وآرائهم حتى تشيب له مفارق الغربان !!! .
قال صاحب المقالة المعنونة تحت اسم : " الإسلاميون التنويريون قنطرة التغريب في بلادنا "
( ختاماً ... إن خلخلة الثوابت الدينية وتمييع المسلمات العقدية وزعزعة العادات والتقاليد المحافظة في مجتمعنا السعودي سينجح في تحقيقها أولئك المفسدون عبر التنويريين العصرانيين وبمسوح إسلامية وصبغة شرعية إن لم يقف أمام ذلك العلماء الصادقون الثابتون - بتوفيق الله- ببيان الحق والصدع به وكشف مخططاتهم وزيغهم والرد عليهم وتفنيد شبههم وإلا فسيل التغريب جارف ولن يسلم منه أحد والله المستعان ) إ . هـ .
وهذا ما يثبت أن : ( بلغ السيل الزبـــى ) .. .. ..
وها هو " سلمان العودة " ومن على شاكلته يعلنون عن آرائهم :
" المغلفة بأوراق الحداثة الشيطانية ، المصاحبة بفيروس لا أخلاقي بعد أن انزلقوا مع نزوات الخبثاء من صعاليك بني ليبرل " ..
فتسابق مشايخ ودعاة الصحوة المزعومة في السباق المحموم للتلاقي والود والحب والذل المحتوم مع من كانوا بالأمس القريب رؤوس الزندقة والإلحاد .
وقد قالوا عنهم في سابق عهدهم التليد : كلماتهم تأصلت وتجذرت في عقول قاطنيها الفوضوية
أفكارهم هدامة عبث وإلحاد ، يمدون ألسنتم ساخرين مستهزئين من الدين وأهله .
أخلاقهم منحلة ، لا يعرفون الفضيلة بل الرذيلة حياتهم ومبتغاهم ... المومسات يتمايلن طربا على نغمات وإيقاعات كلماتهم وأفكارهم الهدامة القذرة .
ومع الإلحاد والزندقة .. .. ..
يجدر بنا هنا الإشارة إلى أن هناك كانت التزاوج الإباحي بين " الحداثة والطائفية " وإذا بنا في الآوانة الأخيرة وفي خضم أتون الإلحاد والشهوات المسعورة إذ نفاجىء أن دخل طرف ثالث في الزواج اللاشرعي ، إذ تعهدوا بكفالة وحضانة والدعاية لجيل الإلحاد والشهوة وكانوا في حالة إحتضار شديد ، وهم من يسمون بـ ( المستنيرين ) أو ( الدعاة الجدد ) أو ( مشايخ الصحوة المزعومة ) .
فيا لله من مصائب ومحن تحل على أمة الإسلام .
عجباً أن يأتي " سلمان العودة " . .. .. ويدعو إلى إحياء ( قطـط الحضــارة الميـتــة ) التي صنعها الإعلام كرواد للأدب ، وجل إنتاجهم الأدبي الإلحاد الصريح والتطاول على دين المسلمين ومقدساتهم والفراش والسحاق والجنس واللواط وحفلات الشواذ .
عجباً أن يأتي " سلمان العودة " . .. .. ويبرر ويروج للنشر لهؤلاء الثلاثة ، والتي تعد أمراً مرعباً ومخيفاً ، وهذا مما يعني أن ثمة واقع مرير جديد يدور في الكواليس .
فهل ثمن هذه الدعوة التي يرتجى منها " سلمان العودة " :
أهي طمع في الانعام عليه من قبل عتاة الحداثيين في العالم بلقب " المفكر المستنير " !؟ .
أم إنقلاب على أعقابه في خريف عمره !؟ .
أم خطوات على خطى " من الحماس للدعوة الى الإلحاد " كصاحب " هذه الأغلال " ، ومن ســــــــــــــــــــــــــــــــــــار على ركبه كأمثال : تركي الدخيل ومشاري الذايدي ومنصور النقيدان وعبدالله بجاد العتيبي !!؟ .
أم يريد من حيث لا يدري ولا يفهم ولا يعي إحياء لمشـــــروع الخائن المخادع الفرنكفوني " محمد أركون " ، القائل : " آن الأوان لفتح الآفاق أمام فكر يستطيع التمتع عن جدارة بالصفتين معًا : فكر إسلامي وعصري" !!؟ .
عد إلى رشدك يا " سلمان " واتق الله في نفسك واتعظ بما قاله ( وشهد شاهد من أهلها ) فقد أصدر الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي بياناً مفصلا بعد موت الملحد " نجيب محفوظ " والذي كشف كثيراً من جوانب حياة وفكر الروائي نجيب محفوظ ... قائلاً :
( رابعاً : نماذج من التراث الفكري والعقدي والسلوكي لنجيب محفوظ
1 ـــ موقف نجيب محفوظ من قضية وجود الله تعالى
في رواية " الحب تحت المطر " يُجري حواراً بين شخصين وفيه قال أحدهم : ( حدثني أحد الكبار " الشيوخ " فقال : إنه كان يوجد على أيامهم بغاء رسمي .
- زماننا أفضل فالجنس فيه كالهواء والماء
- لا أهمية لذلك ، المهم هل الله موجود ؟
- ولم تريد أن تعرف ؟
- إذا قدر لليهود أن يخرجوا فمن سيخرجهم غيرنا .
- من يقتل كل يوم غيرنا !
- من قتل عام 1956 من قتل في اليمن من قتل في عام 1967 !
- لا أحد يريد أن يجبني أهو موجود ؟
- إذا حكمنا بالفوضى الضارية في كل مكان ، فلايجوز أن يوجد " رواية " الحب تحت المطر " : ص 38 و39.
ويقول في موضع آخر : ( اللعنة . من ذا يزعم أنه عرف الإيمان؟ قد تجلّى الله للأنبياء، ونحن أحوج منهم بذلك التّجلي ، وعندما نتحسّس موضعنا في البيت الكبير المسمى بالعالم فلن يصيبنا إلا الدوار). رواية " ميرامار " .ص33 .
ويسأله ( منصور باهي ) مستنكرًا أن تصيبه الحيرة وهو من جيل الإيمان؟
فيجيب ضاحكًا : (الإيمان .. الشك .. إنهما مثل النهار والليل ، لا ينفصلان ) . رواية " ميرامار " ص 23 .
أما ( طلبه مرزوق ) فيعجب منه عامر وجدي ويقول له :
( يخيّل إليّ أحيانًا أنك لا تؤمن بشيء . غير أنّه يدافع عن نفسه ، فيجيب بحنق - وبعبارات تشفّ عن تصوره عن ذات الله تعالى - : " كيف لا أؤمن بالله وأنا أحترق في جحيمه" ) رواية " ميرامار " ص34
وفي رواية " الطريق " هناك شخص اسمه صابر يبحث عن أبيه ( الرحيمي ) لينقذه من الجريمة والضياع ، وهو سيّد ووجيه ولا حدّ لنفوذه ، والدنيا تهتزّ لدى محضره ، وهو" لا عمل له إلا الحبّ ، وفؤاده متعلّق بالعالم الكبير ، ينتقل من بلد إلى بلد ، ويوزّع رسائله من جميع القارات، كما أنّ علاقاته تشمل هذه القارات كلها حيث ينتشر أبناؤه". انظر . رواية " الطريق " . نجيب محفوظ. 166 و 167 .
وصابر، في ذات الوقت ، يتساءل ( أين الله حقًّا؟ هو عرف اسم الله ولكنه لم يشغل باله قطّ. ولم تشدّه إلى الدين علاقة تذكر ) رواية " الطريق " . نجيب محفوظ ص 44
وقال ايضا
ب) ـ كان محفوظ وفدياً ثم تحول إلى اليسار الوفدي ثم بعد الثورة إلى الاشتراكية العلمية ، ليصبح من غلاة التيار الاشتراكي أيام عبدالناصر ، وفي تلك الفترة ( برز بأهم نتاجه في عمل أرضى الزعيم ... وهو عمل إبداعي شيطاني لم يسبق له مثيل في أي عمل أدبي من آداب الأمم قاطبة سواء كانت متدنية أو علمانية ملحدة ، وأطلق عليه “ أولاد حارتنا ” نشر مسلسلاً في أكبر جريدة تنطق بلسان الحكومة هي جريدة الأهرام في نوفمبر وديسمبر سنة 1959 م )
. كتاب أدب نجيب محفوظ ص 48و49 .
جـ ) - بدأ نجيب محفوظ غزله مع اليهود منذ كتب " خان الخليلي " أي منذ عام 1365 هـ 1946 م ومنحوه رضاهم قبل أن يمنح الجائزة ، بدأ الغزل مع اليهود من قبل أن يقوم كيانهم الخبيث في بلاد المسلمين فلسطين ، وفي عهد السادات تحول الغزل إلى صبابة ، فصارح الرئيس بأهمية الصلح مع اليهود . انظر كتاب أدب نجيب محفوظ ص 50-51 .
ومن إعجابه باليهود واهتمامه بهم إيراده لهم في رواياته في صورة جذابة طيبة ذكية وجميلة ، كل ذلك في رواياته من “ خان الخليلي ” حتى “ المرايا ” حتى “ زقاق المدق ” حتى “ الحب تحت المطر ” و “ قلب الليل ”.
انظر : المصدر السابق ص 65 - 69 حيث ذكر المؤلف شواهد من كلامه .
وقال أيضاً :
وضع نجيب محفوظ كل هذه القضايا وغيرها على لسان شخصيات رواياته ، ونطق هو بها ولكن من خلف أقنعة هذه الشخصيات التي تبدو أنها لاتفرض رأيها ، وأنها مجرد صور لبعض حالات موجودة في المجتمع ، ولكن القارئ يخرج منها وقد اشتعلت في ذهنه أسئلة الشك ، والتهب في قلبه جحيم الجنس إلاّ من عصم الله .
لقد حقق نجيب محفوظ الشرط الثاني لنيل الجائزة ، وهو ربط المجتمع والأمة بالقيم والأفكار والعقائد الغربية ، وبذلك رضي عنه اليهود والنصارى .
بيد أن أهم عمل أشارت إليه لجنة جائزة نوبل هو روايته “ أولاد حارتنا ”.
إن الروائي يدس فكره بين شخصيات روايته ، ويوصل رأيه من خلال الحوارات والمواقف العديدة . يقول نجيب محفوظ في هذا الصدد : ( إن الأديب يختار شخصياته لأنه وجدها صالحة للتعبير عن شيء ما في نفسه ، كأن يجدد شخصية تتسم بالضياع ، وكان الأديب وقتها يشعر بالضياع أو شخصية ثائر وكان وقتها يعاني من ثورة مكبوتة ... ، المهم أن الرواية ككل يجب أن تعبر عن وجهة نظري ) مجلة الشباب ، عدد إبريل 1989 م/1409 هـ : ص 22 و 23
نقلاً عن أدب نجيب محفوظ ص 56 .
لقد قرر نجيب في رواية أولاد حارتنا أن يسلك مسلك نيتشه الذي دعا إلى موت الإله حسب رأيه ! فجعل “ الجبلاوي ” كبير الحارة رمزاً عن الله تعالى ، و “ جبل ” أحد الحواة الذين يلعبون بالثعابين “ موسى ” عليه الصلاة والسلام ، وصور رفاعة “ عيسى ” كواحد من المعتوهين ، وجعل قاسم في دور رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجعله مدمن خمر وحشيش وزير نساء وتدور الرواية وأحداثها في دائرة استخفاف وسخرية بالله تعالى وأنبيائه .
فهل بعد هذه الزندقة زندقة .. وهذا الإلحاد إلحاد يا " سلمان العودة " وأنت تدعي قائلاً : (بعض هذه الروايات أحياناً يعني يختلط فيها ما هو ذاتي بما هو إجتماعي بما هو خيالي ) !؟.
( 1 )
الاسلام اليوم .. .. .. البشير " الأخبار "
د . العودة : روايات القصيبي ونجيب محفوظ وتركي الحمد " مزجت " الواقع بالخيال
الاربعاء 06 رمضان 1433 الموافق 25 يوليو 2012
محمد وائل
اعتبر الدكتور سلمان بن فهد العودة ، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين ، أن كثيرًا من الروايات تضمنت سيرًا ذاتية ، بشكل غير مباشر مثل نجيب محفوظ في رواياته " زقاق المدق " ، وغازي القصيبي ، في كتابه " شقة الحرية " و " الكراديب " أو " شرق الوادي " ، وأعمال أيضًا لتركي الحمد وآخرين .
وأوضح - خلال حلقة أمس الثلاثاء من برنامج " ميلاد " والتي جاءت بعنوان " أنا " - أنَّ هذه الروايات اختلط فيها ما هو ذاتي بما هو اجتماعي وخيالي أيضًا ، ولذلك لا نستطيع القول إنَّ هذه الروايات هي سير ذاتية وإن كان فيها شوط من كبير من هذا المفهوم .
وقال : " سألت الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله - عن " شقة الحرية " وأنه تحدث- خلالها - عن مقابلة ميشيل عفلق وجمال عبد الناصر ونجيب محفوظ ورموز أخرى ..فهل هذا صحيح؟ .. فأجاب : لا هذه أشياء كثير منها متخيل".
ميلاد مع الشيخ سلمان العودة ... الحلقة الخامسة .
تقديم الكاتب والإعلامي الكويتي " علي السند " .
الثلاثاء 5 / رمضان / 1433 هـ ـ 24 / 7 / 2012 م
المقطع : 48 : 45 / 17 : 37
( سلمان العودة : بالمناسبة أيضاً قبل سيرتي يعني في نقطة مهمة إن في ناس كتبوا سيرتهم الذاتية لكن ليس بمسمى سيرة ذاتية ، يعني مثلاً أنا قرأت لنجيب محفوظ تركي الحمد
المذيع : على طريقة روايات
سلمان العودة : غازي القصيبي ، إي ، عنده مثلاً " شقة الحرية " ، مثل " الكراديب " أو " شرق الوادي " ، مثل .
المذيع : طه حسين .
سلمان العودة : طه حسين ، مثل نجيب محفوظ عنده مثلاً " زقاق المداق " وعدد كبير من الروايات .
بعض هذه الروايات أحياناً يعني يختلط فيها ما هو ذاتي بما هو إجتماعي بما هو خيالي ، ولذلك لا نستطيع نقول أن هذه الروايات هي سير ذاتية وإن كان فيها شوف من السيرة الذاتية ، وأنا بالنسبة مرة زارني الدكتور غازي القصيبي قبل ما يموت الله يرحمه .... فالمقصود يعني سألته الله يرحمه .
المذيع : غازي القصيبي .
سلمان العودة : إي ، قلت له " شقة الحرية " أنت تكلمت أنوا قابل ميشيل عفلق ، وقابل أبو زهرة وجمال عبدالناصر ونجيب محفوظ وإلى أخره ، هل هذا صحيح ، فقال : لا ، هذه أشياء كثير منها متخيلة ) إ . هـ .
التعليق :
ســــــنوات مارس مفكرو ومنظرو ومشايخ ودعاة الصحوة المزعومة " البنائية والقطبية السرورية " فنون التضليل ، وتجاوزوا إلى مستويات غير مسبوقة في التضليل !!! لكي يغيروا من الحقائق التي لا يريدون للناس أن يعرفوها عن شخصياتهم المتلونة ولكي يروجوا عن أفكارهم وآرائهم .
أما أخلاقياتهم وسلوكياتهم فهم الذين لا يهمهم سوى الانتصار لوجهات نظرهم الشخصية السقيمة والمريضة بداء الهوى والخيانة والكذب والنفاق ، لا تهمهم الأخلاق الحميدة .. ولا الصدق .. ولا الأمانــة .
فتكشفت العورات يوماً بعد يوم ، وفترة الانبهار بهم قد ولَّت بعد أن كاد يصمنا صراخ دعاتها ونقيق أتباعها : ضفادع في ظلماء ليل تجاوبت !! .
أما الكذب .. .. .. فله جذور عميقة في تاريخ ( الاخوان المســــــــــــلمين " البنائي والقطبي الســروري " ) فقد ظل " الصحويون الكبار " أسارى الأكاذيب التي أطلقوها ، وجذروا الدور الأكبر في صناعة مجتمع الأكاذيب من خلال الأقوال والتصريحات والأفعال المتناقضة خلال ســــــــــــتون سنة الماضية !!! .
أما المبادىء .. .. .. فأصحاب المبادئ لا يتنازلون عن مبادئهم ، ولذلك يقاتلون من أجلها حتى الرمق الأخير .
ومن العجيب أن من الكفار من سجن لأجل مبادئه وأفكاره ما يقرب من الثلاثين عاماً ، فلم يتزحزح ـ على كفره ـ عنها حتى خرج .
وكم هو جميل أن يكون المرء ثابتا على قيمه متمسكا بمبادئه ، فلا يتزحزح عنها مهما تتابعت عليه مغريات التبديل وعروض التغيير ، فهو لا يفكر في التخلي عن شيء منها في ما يعرض له من أزمات أو يحيطه من ابتلاءات .
وفي المقابل فإن الشواهد عند القيادات الحزبية المتســـــترة باسم الدين أن ( لا مبادىء ولا أخلاق ولا قيم ) فسرعان ما تذهب المبادئ التي يدعون لها عند أول مصلحة تحول بينهم وبين أهدافهم .
وتنازلوا عن الأصول ، وتبدلت أحوال الكثير من المشايخ والدعاة من مختلف الجماعات الإسلامية الحزبية مع مرور الزمن ، فتنازل الكثير منهم عن مبادئ إسلامية أصيلة ، وتمسكوا بمفاهيم وأفكار دخيلة .
وانقلبوا مائة وثمانون درجة ، وانقلبت التوجهات وتغيرت اللحى .. .. وأكبر مثال على ذلك توجهات ولحية " سلمان العودة " !
وبعد أن كان لا رأي إلا رأيهم ، ولا فقه إلا فقههم ...... وكانوا يرون بعض الأمور ضلالات كبيرة وعظيمة أصبحوا يرونها من مقومات الحياة ( المجتمع المدني ، الوطنية ، الديمقراطية ، حرية الرأي ) .
وحدث ولا حرج عن عالم الاخوان المســـلمين ( البنائية والقطبية السرورية ) .. .. .. فتاريخهم تاريخ أسـود ، وعالمهم مليء بـ ( الخيانات والازدواجية والتلون والتمييع والتناقضات ) .. .. ..
حتى وصلوا إلى الأمر الخطير ، فبالأمس القريب كانوا يدندنون ويتقاتلون حول :
( الولاء والبراء ) و ( الحاكمية ) و و و و ..........
وملأوا ذاكرتنا وأثقلوا كواهلنا بمحاضراتهم ـ ( منكم وإليكم !! ) ـ وكتاباتهم ، ودعاويهم الواهية بأنهم هم من يحملون :
لـــواء العقيدة .. ويرفعون رايات الدعوة والتوحيد .
ثم بدأت أفكار وآراء ( الذل والاســتسلام ) :
توحيد الكلمة وجمع الصف !!!
ضرورة الحوار مع ( الآخر ) يعني الكفار .
الحوار مع ( الآخر ) من المارقين والعلمانيين الفجار .
وحوارات ( التقارب بين الأديان ) ! .
و ( الحوار الإسلامي المسيحي ) ! .
وحوارات ( التقارب بين السنة والرافضة ) ! .
والحوارات بين ( الإسلاميين والقوميين والليبراليين ) ! .
وتغيرت نغمات الذل والاستسلام والتبعية صراحة .. .. فقد تحولت دعوتهم إلى إرساء الديمقراطية ، والمطالبة بالمؤسسات المدنية " زعموا " .... والإخاء مع الطوائف الباطنية !!! ، و و و و .
وكل هذه الدعوات وهم وسراب .. .. ..
كما قال الشاعر :
حجج تهافت كالزجاج تخالها .. .. .. حقاً : منها كاسر مكسور
فالسراب يزول .. .. ..
وكذلك هذه الدعوات ، التي إذا طلعت عليها شمس الأدلة والحجة والبيان والحقائق .
وكشفت هذه الأفكار والآراء عنهم ما بقي فوق عوراتهم من ستر .. .. وأزال ما نسـج العنكبوت من خيوط على حججهم وأقاويلهم .
كشفت تلك الأفكار والآراء بعدما جلس ( سلمان العودة وربعه ) جنباً إلى جنب مع أناس يحملون أفكار وآراء ، كانت في يوم من الأيام لا تلتقي مع أفكارهم وآرائهم حتى تشيب له مفارق الغربان !!! .
قال صاحب المقالة المعنونة تحت اسم : " الإسلاميون التنويريون قنطرة التغريب في بلادنا "
( ختاماً ... إن خلخلة الثوابت الدينية وتمييع المسلمات العقدية وزعزعة العادات والتقاليد المحافظة في مجتمعنا السعودي سينجح في تحقيقها أولئك المفسدون عبر التنويريين العصرانيين وبمسوح إسلامية وصبغة شرعية إن لم يقف أمام ذلك العلماء الصادقون الثابتون - بتوفيق الله- ببيان الحق والصدع به وكشف مخططاتهم وزيغهم والرد عليهم وتفنيد شبههم وإلا فسيل التغريب جارف ولن يسلم منه أحد والله المستعان ) إ . هـ .
وهذا ما يثبت أن : ( بلغ السيل الزبـــى ) .. .. ..
وها هو " سلمان العودة " ومن على شاكلته يعلنون عن آرائهم :
" المغلفة بأوراق الحداثة الشيطانية ، المصاحبة بفيروس لا أخلاقي بعد أن انزلقوا مع نزوات الخبثاء من صعاليك بني ليبرل " ..
فتسابق مشايخ ودعاة الصحوة المزعومة في السباق المحموم للتلاقي والود والحب والذل المحتوم مع من كانوا بالأمس القريب رؤوس الزندقة والإلحاد .
وقد قالوا عنهم في سابق عهدهم التليد : كلماتهم تأصلت وتجذرت في عقول قاطنيها الفوضوية
أفكارهم هدامة عبث وإلحاد ، يمدون ألسنتم ساخرين مستهزئين من الدين وأهله .
أخلاقهم منحلة ، لا يعرفون الفضيلة بل الرذيلة حياتهم ومبتغاهم ... المومسات يتمايلن طربا على نغمات وإيقاعات كلماتهم وأفكارهم الهدامة القذرة .
ومع الإلحاد والزندقة .. .. ..
يجدر بنا هنا الإشارة إلى أن هناك كانت التزاوج الإباحي بين " الحداثة والطائفية " وإذا بنا في الآوانة الأخيرة وفي خضم أتون الإلحاد والشهوات المسعورة إذ نفاجىء أن دخل طرف ثالث في الزواج اللاشرعي ، إذ تعهدوا بكفالة وحضانة والدعاية لجيل الإلحاد والشهوة وكانوا في حالة إحتضار شديد ، وهم من يسمون بـ ( المستنيرين ) أو ( الدعاة الجدد ) أو ( مشايخ الصحوة المزعومة ) .
فيا لله من مصائب ومحن تحل على أمة الإسلام .
عجباً أن يأتي " سلمان العودة " . .. .. ويدعو إلى إحياء ( قطـط الحضــارة الميـتــة ) التي صنعها الإعلام كرواد للأدب ، وجل إنتاجهم الأدبي الإلحاد الصريح والتطاول على دين المسلمين ومقدساتهم والفراش والسحاق والجنس واللواط وحفلات الشواذ .
عجباً أن يأتي " سلمان العودة " . .. .. ويبرر ويروج للنشر لهؤلاء الثلاثة ، والتي تعد أمراً مرعباً ومخيفاً ، وهذا مما يعني أن ثمة واقع مرير جديد يدور في الكواليس .
فهل ثمن هذه الدعوة التي يرتجى منها " سلمان العودة " :
أهي طمع في الانعام عليه من قبل عتاة الحداثيين في العالم بلقب " المفكر المستنير " !؟ .
أم إنقلاب على أعقابه في خريف عمره !؟ .
أم خطوات على خطى " من الحماس للدعوة الى الإلحاد " كصاحب " هذه الأغلال " ، ومن ســــــــــــــــــــــــــــــــــــار على ركبه كأمثال : تركي الدخيل ومشاري الذايدي ومنصور النقيدان وعبدالله بجاد العتيبي !!؟ .
أم يريد من حيث لا يدري ولا يفهم ولا يعي إحياء لمشـــــروع الخائن المخادع الفرنكفوني " محمد أركون " ، القائل : " آن الأوان لفتح الآفاق أمام فكر يستطيع التمتع عن جدارة بالصفتين معًا : فكر إسلامي وعصري" !!؟ .
عد إلى رشدك يا " سلمان " واتق الله في نفسك واتعظ بما قاله ( وشهد شاهد من أهلها ) فقد أصدر الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي بياناً مفصلا بعد موت الملحد " نجيب محفوظ " والذي كشف كثيراً من جوانب حياة وفكر الروائي نجيب محفوظ ... قائلاً :
( رابعاً : نماذج من التراث الفكري والعقدي والسلوكي لنجيب محفوظ
1 ـــ موقف نجيب محفوظ من قضية وجود الله تعالى
في رواية " الحب تحت المطر " يُجري حواراً بين شخصين وفيه قال أحدهم : ( حدثني أحد الكبار " الشيوخ " فقال : إنه كان يوجد على أيامهم بغاء رسمي .
- زماننا أفضل فالجنس فيه كالهواء والماء
- لا أهمية لذلك ، المهم هل الله موجود ؟
- ولم تريد أن تعرف ؟
- إذا قدر لليهود أن يخرجوا فمن سيخرجهم غيرنا .
- من يقتل كل يوم غيرنا !
- من قتل عام 1956 من قتل في اليمن من قتل في عام 1967 !
- لا أحد يريد أن يجبني أهو موجود ؟
- إذا حكمنا بالفوضى الضارية في كل مكان ، فلايجوز أن يوجد " رواية " الحب تحت المطر " : ص 38 و39.
ويقول في موضع آخر : ( اللعنة . من ذا يزعم أنه عرف الإيمان؟ قد تجلّى الله للأنبياء، ونحن أحوج منهم بذلك التّجلي ، وعندما نتحسّس موضعنا في البيت الكبير المسمى بالعالم فلن يصيبنا إلا الدوار). رواية " ميرامار " .ص33 .
ويسأله ( منصور باهي ) مستنكرًا أن تصيبه الحيرة وهو من جيل الإيمان؟
فيجيب ضاحكًا : (الإيمان .. الشك .. إنهما مثل النهار والليل ، لا ينفصلان ) . رواية " ميرامار " ص 23 .
أما ( طلبه مرزوق ) فيعجب منه عامر وجدي ويقول له :
( يخيّل إليّ أحيانًا أنك لا تؤمن بشيء . غير أنّه يدافع عن نفسه ، فيجيب بحنق - وبعبارات تشفّ عن تصوره عن ذات الله تعالى - : " كيف لا أؤمن بالله وأنا أحترق في جحيمه" ) رواية " ميرامار " ص34
وفي رواية " الطريق " هناك شخص اسمه صابر يبحث عن أبيه ( الرحيمي ) لينقذه من الجريمة والضياع ، وهو سيّد ووجيه ولا حدّ لنفوذه ، والدنيا تهتزّ لدى محضره ، وهو" لا عمل له إلا الحبّ ، وفؤاده متعلّق بالعالم الكبير ، ينتقل من بلد إلى بلد ، ويوزّع رسائله من جميع القارات، كما أنّ علاقاته تشمل هذه القارات كلها حيث ينتشر أبناؤه". انظر . رواية " الطريق " . نجيب محفوظ. 166 و 167 .
وصابر، في ذات الوقت ، يتساءل ( أين الله حقًّا؟ هو عرف اسم الله ولكنه لم يشغل باله قطّ. ولم تشدّه إلى الدين علاقة تذكر ) رواية " الطريق " . نجيب محفوظ ص 44
وقال ايضا
ب) ـ كان محفوظ وفدياً ثم تحول إلى اليسار الوفدي ثم بعد الثورة إلى الاشتراكية العلمية ، ليصبح من غلاة التيار الاشتراكي أيام عبدالناصر ، وفي تلك الفترة ( برز بأهم نتاجه في عمل أرضى الزعيم ... وهو عمل إبداعي شيطاني لم يسبق له مثيل في أي عمل أدبي من آداب الأمم قاطبة سواء كانت متدنية أو علمانية ملحدة ، وأطلق عليه “ أولاد حارتنا ” نشر مسلسلاً في أكبر جريدة تنطق بلسان الحكومة هي جريدة الأهرام في نوفمبر وديسمبر سنة 1959 م )
. كتاب أدب نجيب محفوظ ص 48و49 .
جـ ) - بدأ نجيب محفوظ غزله مع اليهود منذ كتب " خان الخليلي " أي منذ عام 1365 هـ 1946 م ومنحوه رضاهم قبل أن يمنح الجائزة ، بدأ الغزل مع اليهود من قبل أن يقوم كيانهم الخبيث في بلاد المسلمين فلسطين ، وفي عهد السادات تحول الغزل إلى صبابة ، فصارح الرئيس بأهمية الصلح مع اليهود . انظر كتاب أدب نجيب محفوظ ص 50-51 .
ومن إعجابه باليهود واهتمامه بهم إيراده لهم في رواياته في صورة جذابة طيبة ذكية وجميلة ، كل ذلك في رواياته من “ خان الخليلي ” حتى “ المرايا ” حتى “ زقاق المدق ” حتى “ الحب تحت المطر ” و “ قلب الليل ”.
انظر : المصدر السابق ص 65 - 69 حيث ذكر المؤلف شواهد من كلامه .
وقال أيضاً :
وضع نجيب محفوظ كل هذه القضايا وغيرها على لسان شخصيات رواياته ، ونطق هو بها ولكن من خلف أقنعة هذه الشخصيات التي تبدو أنها لاتفرض رأيها ، وأنها مجرد صور لبعض حالات موجودة في المجتمع ، ولكن القارئ يخرج منها وقد اشتعلت في ذهنه أسئلة الشك ، والتهب في قلبه جحيم الجنس إلاّ من عصم الله .
لقد حقق نجيب محفوظ الشرط الثاني لنيل الجائزة ، وهو ربط المجتمع والأمة بالقيم والأفكار والعقائد الغربية ، وبذلك رضي عنه اليهود والنصارى .
بيد أن أهم عمل أشارت إليه لجنة جائزة نوبل هو روايته “ أولاد حارتنا ”.
إن الروائي يدس فكره بين شخصيات روايته ، ويوصل رأيه من خلال الحوارات والمواقف العديدة . يقول نجيب محفوظ في هذا الصدد : ( إن الأديب يختار شخصياته لأنه وجدها صالحة للتعبير عن شيء ما في نفسه ، كأن يجدد شخصية تتسم بالضياع ، وكان الأديب وقتها يشعر بالضياع أو شخصية ثائر وكان وقتها يعاني من ثورة مكبوتة ... ، المهم أن الرواية ككل يجب أن تعبر عن وجهة نظري ) مجلة الشباب ، عدد إبريل 1989 م/1409 هـ : ص 22 و 23
نقلاً عن أدب نجيب محفوظ ص 56 .
لقد قرر نجيب في رواية أولاد حارتنا أن يسلك مسلك نيتشه الذي دعا إلى موت الإله حسب رأيه ! فجعل “ الجبلاوي ” كبير الحارة رمزاً عن الله تعالى ، و “ جبل ” أحد الحواة الذين يلعبون بالثعابين “ موسى ” عليه الصلاة والسلام ، وصور رفاعة “ عيسى ” كواحد من المعتوهين ، وجعل قاسم في دور رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجعله مدمن خمر وحشيش وزير نساء وتدور الرواية وأحداثها في دائرة استخفاف وسخرية بالله تعالى وأنبيائه .
فهل بعد هذه الزندقة زندقة .. وهذا الإلحاد إلحاد يا " سلمان العودة " وأنت تدعي قائلاً : (بعض هذه الروايات أحياناً يعني يختلط فيها ما هو ذاتي بما هو إجتماعي بما هو خيالي ) !؟.