مقابلة مع مرشح الدائره الاولى الدكتور عبدالمحسن المدعج

One_Kuw

عضو ذهبي
54184_110.jpg


عبد المحسن المدعج لـ الجريدة: مجلس الأمة المقبل مطالب بترميم الدمار النفسي للمواطنين
أطراف تعمل على تفكيك المؤسسات التي ناضل آباؤنا لتأسيسها

أكد مرشح الدائرة الأولى د. عبدالمحسن المدعج أهمية المرحلة المقبلة، داعياً الجميع إلى تحكيم العقل لخدمة الكويت وقضاياها، ورغم تأكيده أن شراء الأصوات مرض في الجسم الكويتي، فإنه توقع أن يتراجع أمام وعي الكويتيين المتزايد، مؤكداً أن الديموقراطية الكويتية متعثرة.

• د. عبدالمحسن المدعج عُرِف عنكم أنكم من أكثر المطالبين بالتمسك بالدستور واحترامه ومن أكثر المطالبين بوضع المصلحة العليا للبلد فوق المصالح الشخصية... كيف تقرأ ما يحدث الآن؟ وإلى أين نسير في ظل تخندق بعض النخب السياسية خلف متاريس الانتماءات غير الوطنية؟

بداية أود القول ان الديموقراطية تُقتَل عندما يتحول اسهما لتمزيق الوحدة الوطنية، وما نراه خلال الفترة الأخيرة أمر مقلق وربما يهوي بالديموقراطية، وما يحصل هو خدش للديموقراطية وأسلوبها الذي ارتضيناه وتناولناه خلال الخمسة عقود الماضية، وتحولت قبة عبدالله السالم الى «حلبة مهاترات» لا صلة لها بالإصلاح ولا بالتنمية ولا علاقة لها بتوحيد الشعب الكويتي تجاه قضاياه المصيرية وحلها، وتجاوز هذه العقبات التي يعيشها، ومن أبرزها تدني الخدمات، وهي بلا شك أمور تصيب الديموقراطية في مقتل وتؤخرها وترجعها إلى الوراء.

كما أعتقد أن الديموقراطية الكويتية تعثرت ومازالت متعثرة نتيجة لأسباب كثيرة ظهرت في الأفق، ونتمنى من النواب القادمين أن يضبطوا هذه الأمور وأن يدافعوا عن الحق الكويتي وعن الديموقراطية ومؤسساتها ويسعى إلى تطبيق القانون وليس إلى معارضته.

• وهل تعتقد أن تغيراً سيحدث في المجلس المقبل؟

نعم... وأنا متفائل جدا، ويجب علينا جميعا أن نكون متفائلين، وأعتقد ان سبب نجاحنا خلال الـ300 عام الماضية هو تفاؤل أجدادنا وآبائنا. ويجب ان نتفاءل، فنحن دولة غنية ولدينا خيرات وثروات وكفاءات بشرية مشهود لها وموقع استراتيجي متميز، فيجب أن نسخر كل هذا لخدمة الكويت لحاضره ومستقبله، وهي جميعا مؤشرات تدعونا إلى التفاؤل.

• بمناسبة الحديث عن الثروة... هل من المنطقي أن تكون الكويت بلداً نفطياً ويحدث فيها أزمة كهرباء الصيف الماضي؟

بلا شك هذه إشكالية كبرى، فالبلد ومنذ العمل بالدستور في عام 1962 كانت مليئة برجال دولة ضبطوا الإيقاع تماما، وكانت لديهم رؤية ثاقبة للمستقبل، وأسسوا لنا مؤسسات وطنية لا تزال صمام أمان لهذا الشعب، مثل التأمينات الاجتماعية والاستثمارات الخارجية، وعملوا تخطيطا مؤسسيا، لكن هذه الصروح التي بُنِيت قبل 50 سنة بدأت تضعف وتتآكل نتيجة تآكل القانون، وكذلك لوجود جمود في القرار الذي يعد شبه واقف منذ سنوات، مما سيكون له انعكاسات سلبية على المؤسسات الوطنية وعلى التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية.

وفي الواقع انني استغرب هذه الهجمة غير المبررة من البعض على هذه المؤسسات ومحاولة تفكيكها، لكنني أؤكد أننا شعب حي وواعٍ، وإن كنا نعيش في «قفلة» في هذه الفترة.

لكن ما يؤسف له أن هناك أطرافا تعمل بوعي او بدون وعي لتفكيك هذه المؤسسات وتهدم ما بناه الآباء والأجداد، وهذا شيء في غاية الخطورة.

لذلك فإننا نطمح في أن تأتي هذه الانتخابات بمرشحين يؤمنون بإعادة بناء الدولة بشكل سليم حتى نستطيع أن نخطوا خطوات كبيرة نحو التمنية، ونرسخ قيم الأمن والاستقرار لأبنائنا وأحفادنا كما فعل الآباء والأجداد.

• ترى إلى متى تتوقف عجلة التنمية في البلاد... في الوقت الذي نجد فيه دولاً مجاورة منطلقة بسرعة الصاروخ؟

توقف القرار في البلد هو السبب، ونتمنى ان يتحرك القرار لخدمة أغراض التنمية في البلاد، والمستعرض لأوضاع الكويت المالية يشعر بالقلق، فنحن دولة تعتمد على مصدر واحد للدخل، وهو ثروة ناضبة، ويفترض أن نعي هذا جيدا، ونبحث عن بدائل للدخل، وهذا يعني العمل بجد للتنمية سواء البشرية أو الاقتصادية او الاجتماعية، ورغم أننا دولة غنية إلا أن الخدمات التي تقدم للمواطنين خدمات غير جيدة، وهذا تناقض يجب العمل على حله، كذلك علينا ان نغير ترتيب أولوياتنا ونجلس ونفكر جيدا ونستخدم عقولنا بشكل صحيح وننظر الى المستقبل، كي نؤمِّن لأولادنا مستقبلا جيدا.
ترتيب أوضاعنا

• وماذا عن برنامجك الانتخابي والكلمة التي تريد أن توجهها إلى الناخب؟

اعتقد ان المجلس القادم مهم، وتقع عليه مسؤوليات كبيرة، فهو مطالب بترميم الدمار النفسي الذي عاشه المواطن خلال السنوات الأخيرة، وعليه ان يعيد النظر في مؤسساته الموجودة، وأن يعمل على التخطيط السليم للبلد، ففي الستينيات أسس آباؤنا بنية تحتية سليمة، وأعطونا تعليما متميزا، ووفروا لنا خدمات تُشعر الإنسان بكرامته، لذا فعلينا ان نعمل كل هذه الأشياء لأبنائنا كما فعل لنا آباؤنا.

والمرحلة القادمة مهمة ويجب ان نقرأ ما يدور حولنا في العالم والإقليم القريب منا، وان نعي هذه المرحلة التي تعتبر منعطفا خطيرا، وعلينا ان نعيد ترتيب اوضاعنا ونحكِّم عقولنا ونتحاور حوارا راقيا يخدم البلد وأهل الكويت.
شراء الأصوات

• وهل تتوقع تلاشي ظواهر سلبية في ظل العمل بالدوائر الخمس مثل ظاهرة شراء الأصوات؟

أعتقد أنه سيكون هناك شراء للأصوات، لان شراء الاصوات مرض وضع في الجسم الكويت، لكننا نتمنى استئصاله، ولكن أتوقع أن ذلك سيكون في حدود ضيقة جدا، وسيكون صعبا جدا على المرشحين الذين اعتادوا شراء الذمم تحقيق مآربهم، لأن وعي الناس زاد، كما أن الكويت بها صحافة حرة تتحدث عن الفساد بشكل علني، لذا فأنا اعتقد انه ليس من مصلحة أحد أن يجوب على الناس وان يشتري ذممهم لأنه لن يجد من يلبي طلبه.

صحوة حكومية

• ما تعليقكم على الصحوة الحكومية في ما يخص تطبيق القانون في مسألة الفرعيات وهي التي غضت الطرف عنها عقوداً؟

أتمنى ان تكون الصحوة الحكومية هدفها تطبيق القانون، وإذا كانت كذلك فنحن نشجعها ونتمنى ان يستمر الأمر كذلك، وهو أمر طبيعي ان تطبق الدولة القانون، فالدولة التي لا تطبق القانون تتحول من دولة مؤسسات إلى غابة، الكل يخرق فيها القانون، وعلى الدولة تنفيذ وتطبيق القوانين التي صدرت من مجلس الأمة بأغلبية وصدقت بمرسوم من سمو الأمير، لأن هناك التزام على الدولة بمنع اي خدش للقانون، ولكن ما يقلقنا ان هناك تراخيا خصوصا اننا قرأنا اليوم (أمس) أن هناك تراخيا في تطبيق الحكومة لعدد من القوانين، ولكن ما نخشاه هو ان تنفتح شهية من يريدون كسر القوانين وأن تتحول الدولة القانونية الى دولة اللا قانون.

وصول المرأة

• كيف ترى حظوظ المرأة في الانتخابات المقبلة؟

المرأة كشريحة انتخابية تشكل أكثر من %60 من أصوات الناخبين، ووصلت أعداد النساء الناخبات الى 200 ألف ناخبة، بينما يبلغ عدد أصوات الرجال إلى 150 ألف ناخب، وأنا لا استبعد حصول المرأة في هذه الانتخابات على نتائج جيدة لأن المرأة الكويتية مؤهلة ومتعلمة ومثقفة وتكسب احترام الجميع، ونتمنى وصول المرأة الى البرلمان.

تراجع الاهتمام بالمرافق العلمية

قال د. عبدالمحسن المدعج إن عدم الاهتمام الحكومي بالبحث العلمي يأتي ضمن عدم الاهتمام بالتعليم بشكل عام، ففي الفترة الأخيرة نجد انصراف الناس عن الحديث عن التعليم والبحث العلمي مع أننا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كنا نحرص على تنمية المكتبات العامة باستمرار وكنا نؤسس مراكز علمية مثل معهد الأبحاث العلمية، لكن الآن نجد الباحث الكويتي في جامعة الكويت يجد بالكاد من يموِّل أبحاثه، ونجد أن مكتبة جامعة الكويت اليوم من المكتبات الفقيرة على مستوى مكتبات جامعات العالم، ولذلك لا نستغرب أن يقوم البحث العلمي في الكويت على مبادرات فردية واجتهادات الباحثين انفسهم، لذا فمن المؤسف أن يكون التحصيل العلمي والبحث العلمي في مؤخرة أولويات الحكومة.

نعيش في ورشة ملوثة

قال المدعج: إن أحد أهم أسباب تدني العمل البرلماني، عندما يحاول المرشح دغدغة مشاعر العامة، وهو شيء خطير، في الوقت الذي يغفل برنامجه عن قضايا مصيرية مثل الرعاية الصحية والتعليمية والخدمات الأخرى التي تمس كل بيت لحساب قضايا أقل أهمية.

والوضع البيئي في الكويت مهم جدا، فبيئتنا ملوثة وغير مستقيمة باعتراف منظمات دولية مختصة تؤكد ان الكويت من أكثر الأماكن في العالم من حيث الملوثات، واستغرب المدعج عدم وجود من يتحمل الدفاع عن البيئة ويدافع عنها، واستنكر تهميش قضايا الهم البيئى، وقال: «إذا قمت بعمل مسح عام في الكويت فستجد أن حالات الإصابة بمرض الربو قد تضاعفت وكذلك الأمراض الجلدية كثرت، وهذا بسبب تدني الاهتمام بالواقع البيئي الذي لم يُطرح على المستوى الحكومي أو النيابي، وحينما يطرح الموضوع البيئي للمناقشة فسيفاجأ الناس انهم يعيشون في «ورشة» ملوثة مليئة بالأمراض والمشاكل.

المصدر : http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=54184
__________


التعليق :

هذه مقابلة مع الدكتور عبدالمحسن المدعج, من جريدة الجريدة, و طرح برنامجه الانتخابي وتوجهه منذ ال1981 على امل ان يصل الى جميع ابناء الكويت, سائلين المولى عز و جل ان يوفقه هو و غيره بالانتخابات القادمه و العمل لأجل الكويت و شعبها
 
أعلى