لنأخذ العبرة من الشيخ عبد الله عزام: نصرة الثورة هي "خدمة المجاهدون"

شاهدت فيلما وثائقيا رائعا لقناة الجزيرة مؤخرا حول (الأفغان العرب) وطرح نقاطا مهمة متعلقة بالثورة السورية اليوم.

وصف الشيخ عبد الله عزام رحمه الله مؤسس (مكتب خدمات المجاهدين) في أفغانستان وظيفة المكتب كالتالي: (مكتب الخدمات وظيفته خدمة جميع الأحزاب الجهادية في داخل أفغانستان).

ويقول أبو عبد الله أنس، أحد مؤسسي المكتب، إن المكتب هدفه هو تقديم الخدمات، ولم يكن أنصار المكتب (شركاء في القضية، ولا أصحاب القرار في القضية) بل كانوا خدما لأخوانهم الأفغان.

http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=TuWCagDb_Cw#t=400s

كما يقول عبد الله أنس إن (الدور كان دورا معنويا أكثر مما هو دور حسي وفعلي وواقعي)

http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=TuWCagDb_Cw#t=827s

ويتابع الفيلم في شرح كيف حدث الخلاف بين اليشخ عبد الله العزام وتلميذه أسامة بن لادن رحمه الله، حيث كانت نقطة الخلاف الأساسية بينهم هي طريقة القيام بواجب الجهاد في أفغانستان. توجه أسامة بن لادن إلى العمل العسكري في داخل أفغانستان فقط، استعدادا بذلك لبناء دولة إسلامية فيما بعد، بينما بقي تركيز الشيخ عبد الله عزام أوسع وحافظ على منهج شامل للجهاد بكافة أبعاده في خدمة الشعوب المظلومة، وأهم ما في هذه الخدمة الشاملة هو التمويل والدعوة...

بالمناسبة هذا الانقسام العملي بين أسامة بن لادن وبين شيخه عبد الله عزام هو ما دفع إلى تأسيس تنظيم القاعدة كمنظمة منفصلة عن التيار السلفي. إن هذا التركيز على مواجهة العدو البعيد عن طريق العمل العسكري حصريا، وذلك في خدمة أهداف سياسية (بناء دولة إسلامية)، فهو محور الخلاف بين المنظمات الجهادية المتطرفة وبين التيار السلفي بشكل عام!

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد هو هل نريد أعادة هذا الانقسام بين أنصار الثوار السوريين لمصلحة جماعات؟

إن كانت بعض الجماعات الجهادية (المستقلة) تقاتل في سبيل الله وفي خدمة الثوار السوريين فقط، فلماذا تصر هذه الجماعات على إرسال المهاجرين إلى سوريا رغم اعتراضات قادة الثوار وشيوخهم؟ لماذا هذا الرفض التام من بعض الجماعات الاندماج مع أية كتائب أخرى، بل والإصرار على استقلاليتها و(التعاون) فقط على مستوى العمليات؟ أليس كل ذلك لمصلحة الجماعات وحدها ولخدمة أهدافها الخاصة وليس لخدمة الشعب ككل؟

لو كان الشيخ عبد الله عزام رحمه الله معنا اليوم، فمع من يا ترى سيقاتل؟
 
أعلى