ثلاثة نماذج لما كان المشركون يفلعونه بمن يريد الهجره

جراح الامة

عضو ذهبي
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الهجرة بعد بيعة العقبة الثانية

(ما اشبه اليوم بالامس )

ولم يكن معنى الهجرة الى الله جل وعلى الا اهدار مصالح الدنيا للاجل مصالح واجر الاخرة اجر عظيم عند الله هاجروا للاجل الرسول عليه الصلاة والسلام هاجروا للاجل نصرة هذا الدين العظيم ضحوا باموالهم وانفسهم جاهدوا في سبيل الله

فلهم بإذن الله جنات نعيم
قال الله

والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون

أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين

والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون

إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم

وغيرها كثير

وماذا وعد الله المؤمنين المجاهدين الصادقين ؟

وَعَدَ الَّلهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ الَّلهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ


اللهم اجعلنا منهم

اعود الى الموضوع من جديد ايها الاخوة والاخوات سوف اذكر لكم ثلاث نماذج من الهجرة

1- كان اول المهاجرين ابوسلمة هاجر قبل العقبة الكبرى بسنة على ما قاله ابن اسحاق- وزوجته واينه فلما اجمع على الخروج قال له اصهاره: هذه نفسك غلبتنا عليها أرايت صاحبتنا هذه؟ علام نتركك تسير بها في البلاد؟ فأخذوا منه زوجته وغضب آل ابي سلمة لرجلهم فقالوا لانترك ابننا معها اذ نزعتموها من صاحبنا وتجاذبوا الغلام بينهم فخلعوا يده وذهبوا به وانطلق ابوسلمة وحده الى المدينة.

وكانت ام سلمة رضي الله عنها بعد ذهاب زوجها وضاع ابنها تخرج كل غداة بالأبطح تبكي حتى تمسي ومضى على ذلك نحو سنة فرق لها احد ذويها وقال : الاتخرجون هذه المسكينة؟ فرقتم بينها وبين زوجها وولدها فقالوا لها: الحقي بزوجط ان شئت فاسترجعت ابنها من عصبته وخرجت تريد المدينة وليس معها احد (رحلة تبلغ حوالى 500 كيلو متر) . حتى اذا كانت بالتنعيم لقيها عثمان بن طلحة بن ابي طلحة وبعد ان عرف حالها شيعها حتى اقدمها الى المدينة فلما نظر الى قباء قال: زوجك في هذه القرية فادخليها على بركة الله ثم انصرف راجعا. (ابن هشام)

2-وهاجر صُهَيْب بن سِنان الرومى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أراد الهجرة قال له كفار قريش‏:‏ أتيتنا صعلوكًا حقيرًا، فكثر مالك عندنا، وبلغت الذي بلغت، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك‏؟‏ والله لا يكون ذلك‏.‏ فقال لهم صهيب‏:‏ أرأيتم إن جعلت لكم مالى أتخلون سبيلى‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم، قال‏:‏ فأني قد جعلت لكم مالى، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏(‏ربح صهيب، ربح صهيب‏)‏‏.‏ (((((--
(ابن هشام)
3 ـ وتواعد عمر بن الخطاب، وعَيَّاش بن أبي ربيعة، وهشام بن العاص بن وائل موضعًا اسمه التَّنَاضُب فوق سَرِف يصبحون عنده، ثم يهاجرون إلى المدينة، فاجتمع عمر وعياش، وحبس عنهما هشام‏.‏

ولما قدما المدينة ونزلا بقباء قدم أبو جهل وأخوه الحارث إلى عياش ـ وأم الثلاثة واحدة، وهي أسماء بنت مُخَرِّبَة ـ فقالا له‏:‏ إن أمك قد نذرت ألا يمس رأسها مشط، ولا تستظل بشمس حتى تراك، فَرَقَّ لها‏.‏ فقال له عمر‏:‏ يا عياش، إنه والله إن يريدك القوم إلا ليفتنوك عن دينك فاحذرهم، فوالله لو آذى أمك القمل لامتشطت، ولو قد اشتد عليها حر مكة لاستظلت، فأبي عياش إلا الخروج معهما ليبر قسم أمه، فقال له عمر‏:‏ أما إذ قد فعلت ما فعلت فخذ ناقتى هذه، فإنها ناقة نجيبة ذلول، فالزم ظهرها، فإن رابك من القوم ريب فانج عليها‏.‏

فخرج عليها معهما، حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال له أبو جهل‏:‏ يابن أمي، والله لقد استغلظت بعيري هذا، أفلا تعقبني على ناقتك هذه‏؟‏ قال‏:‏ بلى، فأناخ وأناخا ليتحول عليها، فلما استووا بالأرض عدوا عليه فأوثقاه وربطاه، ثم دخلا به مكة نهارًا موثقًا، وقالا‏:‏ يا أهل مكة، هكذا فافعلوا بسفهائكم، كما فعلنا بسفيهنا هذا‏.‏

بقي هشام وعياش في قيد الكفار حتى اذا هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما: من لي بعياش وهشام؟ فقال الوليد بن الوليد: انا لك يا رسول الله بهما فقدم الوليد مكة مستخفيا ولقى امراة تحمل اليهما طعاما فتبعها حتى عرف موضعهما وكانا محبوسين في بيت لا سقف له فلما امسى تسور الجدار وقطع قيديهما وحملهما على بعيرة حتى قدم المدينة.

ابن هشام

كتبه اخيكم جراح الأمة
 
أعلى