أم فواز
فـزّاعة
رمضان ايام زمان .. اهلاً رمضان
أتذكر اننا كنا نفرح كثيرا قبل وصول شهر رمضان ..
ورغم حداثة أعمارنا إلا اننا كنا نشارك وجدانياً
كل من في البيت .. بالرغم من صعوبة الصوم علينا ..
حيث كنا نذهب للمدارس في ذلك الوقت .. لا فطور
ولا ماء .. ومقصف المدرسة مغلق .. والواجبات والتمارين
الحسابية .. والحفظ والتسميع ..
ومدرسّة التربية البدنية ترشدنا للتمارين الرياضية ..
ناهيك عن انه كان يصدف ان كانت اختبارات اخر السنه في رمضان !
كنا ننتظر سماع جرس آخر حصة .. وفي أذهاننا صور لا يمكن ان ننساها ..
( رائحة مرق التشريبة ، هريس الجيران ، النقصة ، النافلة ، اللقيمات ، دولكة الفيمتو ،
الجيلي الاحمر ، فوازير رمضان ، الشاطر حسن ، الابريق المكسور ) ...
ومن ثم يتناصف الشهر ونحلم بالقرقيعان ..
والصينية النحاس التي نضع عليها كل ما حصلنا عليه
من مكسرات وحلويات .. وفي بعض الاوقات بيزات )
عذراً رمضان .. !
عذراً رمضان .. عذراً لذلك البرود الذي أصاب الناس ..
انشغل الاغلبية في ذلك المسمى بـ تويتر .. و الانستغرام .. واصبح الشاغل الاول لكل اليوم ..
تفاصيل الصائم تراها على هذا البرنامج .. وهو نائم وهو يشاهد التلفاز ..
وهي في المطبخ تحضر الكاميرا لتصوير الاكلات وعرضها في الانستغرام ..
او ارسالها عبر الواتس اب لجارتها .. وكأنها تتفاخر بأنها طباخة ماهرة ..
طيب وين النقصة ؟ وين النافلة ؟ اين جماليات رمضان !
عذراً رمضان .. !
يصّلي أو تصّـلي الفجر ومن ثم ينام ...
ويصحّونه لأذان الظهر ويصحى وهو بنصف عين ..
يعود مجددا للنوم الى صلاة العصر وبعدها
يؤنبه ضميره لانه قضى نصف اليوم في النوم ..
ولكن !
هل بعد صلاة العصر يفكر بأن يقرأ بعضاً مما تيسر من القران ؟
او يذهب لوالدته او زوجته ويسألها ما إذا كانت في حاجة
لبعض متطلبات وحاجات الفطور ؟
أم إنه يقوم ليفتح التلفاز على قناته المفضلة
ليستمتع بمشاهدة مسلسله المفضل !
يتبع :وردة:
التعديل الأخير بواسطة المشرف: