المراقب لسياسة العصابة الحاكمة في مصر الآن يستغرب من عدم
استفادة العسكر من دروس التاريخ التي ليست بالبعيدة وكيف أن
السطو على السلطة بالقوة والقتل والتضييق على الناس وسلبهم
كل مظهر من مظاهر الديمقراطية واتهام الطرف صاحب الشرعية
بتهم كاذبة لايصدقونها هم فضلا عن باقي الناس مثل (الارهاب)
وغيره وكيف يكون الضحية هو الجاني في زمن قلب المعادلات العجيب !
اختيار العسكر تهمة ( الارهاب ) للطرف صاحب الشرعية ( الاخوان )
لم يكن اعتباطا ولكن بسبب دنائتهم وعلمهم الشديد بجريمتهم يريدون
من خلال الاتهام ارسال رسالة للمجتمع الدولي وخصوصا الغرب اننا
نحارب عدوكم السابق ( الارهاب الاسلامي ) ولايجدون غضاضة من
استدعاء فكرة ربط التطرف بالاسلام بعد ان خف وهج هذه التهمه في
العالم من اجل تحقيق مصالحهم الضيقة والانانية حتى لو حساب الاسلام !
في كل تصرفاتهم يرسلون رسالة للغرب ولايهمهم اصلا مادعوا كذبا انه
حفاظا على مصر ويكفيك ان تعرف ان تهمة الرئيس د مرسي هي :
( التخابر مع حماس ) !
والمتأمل يعلم ان التهمه هي رسالة موجهة لمن تضع حركة حماس في
قوائمها الارهابية مثل امريكا واوربا مما يجعل التهمه مقنعه لدى تلك
الاطراف فتعطل اي انتقاد يوجه للعسكر رغم ان هذه التهمه
في نظر كل منصف تهمة سخيفة ولاتستحق ان تناقش اصلا وكأن
الرئيس مرسي كان مطلوب منه التواصل مع ارب ايدل وستار اكاديمي !
وكأنهم لايعلمون ان كل جهدهم هو ( هباء ) منثورا لان الظلم والكذب
لايمكن ان تعيش طويلا وفي اي جو صحي تعيشه مصر يتم الاطاحة
بهم ولكنهم بالطبع هم لايقرأون التاريخ فهم يقرأون ارقام ارصدتهم في
البنوك واختلاساتهم من اموال الشعوب !
في ثقافتنا العربية ( لوثة ) ان القوي ومن يملك القوة يستحق ان يقوم
بما يشاء وان الطرف المجني عليه هو مغفل او ساذج والكثير يحلم ان
يمتلك القوة للوصول الى السلطة وكأنهم لايعلمون اننا تعيش في عالم
متحضر وصل الى نتيجة مفادها ان القوة ليست معيار للوصول الى
السلطة بل ان الحقوق ورضا الشعوب هو المهم رغم امتلاك تلك
الدول كل معايير القوة ولكنها لاتستحدمها الا الصالح العام وليس
الصالح الشخصي فاصبحوا بذلك دول ( العالم الاول )
ان ارادة الشعوب هي طوفان يسير متلازما مع التقدم العلمي
والتيكنلوجي في العالم ولن يستطيع كائن من كان ان يبعد او
يخفي ثقافة الحقوق ومبادئ الديمقراطية لدى الشعوب التي
تمثل في جوهرها العدل والشورى والكرامة في الاسلام ولكن
الجهل وثقافة الطاعة العمياء وعادات بالية مالزالت تسيطر
حتى على بعض عقول المتعلمين واصحاب الشهادات ..!
انا لاألوم تلك العصابة الانقلابية في مصر لأن تلك هي
اخلاقهم وفكرهم ولكن ألوم من يختار أن يكون مؤيدا
لأهواء ورغبات تلك العصابة دون وجود مصلحة او
هدف من هذا التأييد سوى فقدان الشعبية والمصداقية
والصدمة لكل من يحسن الظن بهم رغم انهم لو وقفوا
على الحياد كان هو الأمر السهل والطبيعي ولكن التأييد
والدعم هي المصيبة التي تجعلك في حيرة من موقف لايجر
وراءه سوى الخسائر !
اخيرا :
عندما وقف اصحاب المبادئ والدول العظيمة التي تحترم
نفسها وعقول شعوبها كانت ضد الانقلاب العسكري في
فنزويلا لم يكن وقتها الرئيس ( شافيز ) من الاخوان ولم
ينظروا اصلا الى عقيدته وانتمائه ولكن نظروا الى المعادلة
برمتها وبنوا موقفهم لذا اتمنى من الجميع عندما يبدي رأيه
ان يحيد كل تلك الرواسب في فكرة في تقييمه لمسألة بديهية !
سلام