بســـــــــــــــــم الله الرحمن الرحيم
وما توفيقي إلا بالله
بندر بن سلطان .. و .... شجرة الخلد
الحلقة الأولى
من لوازم الطبع البشري حبه للخلود وطمعه في السيطرة على كل ما حوله , ويمتاز العنصر العربي عن سائر الأجناس بحبه للزعامة والقيادة المطلقة , هذا الجانب النفسي تلحظه كل دوائر التخطيط الغربيه عند معالجتها لأي قضية عربية , بل هو طُعم جذاب لكل فريسة يريدون الإيقاع بها .
وقبل أن ندخل في صلب ما نريد , ننبه على أمور :
1: لا حليف لأمريكا في المنطقة العربية إلا مصلحتها هي فقط.
2: لابد لاستمرار مصلحة أمريكا, السيطرة على المنطقة وصناعة القرار فيها.
3: لا طريق لهذه السيطرة إلا بوجود قوة واحدة مستقرة , ألا وهي اسرئيل
4: لا يمكن تحقيق الاستقرار لهذه القوة إلا بإشغال الأطراف الأخرى , وإدخالها في صراعات مستمرة ومتلونة ومختلقة.
5: إن اقتضت الضرورة وجود شرطي للمنطقة فلا يمكن أن يكون سنيا أو قوميا , بل لا مانع أن يكون علمانيا أو شيعيا على أعلى قدير.
لذا كانت هذه خطوط حمراء التزمت بها السياسة الأمريكية ولم تتجاوزها للحظة , خلال معالجتها لجميع العقبات التي اعترضتها خلال العقود الماضية , وكان أعظم عقبة اعترضتها هي المملكة العربية السعودية .
فالمملكة اجتمع لها من أسباب القوة ما لم يجتمع لغيرها , فقد أجتمع لها :
1: الثقل الديني. فقد صُبغت المملكة , بصبغة اسلامية مقدسة, عند عموم المسلمين .
2: الثقل الاقتصادي. فالعالم كله , يدور اقتصاديا مع المملكة .
3: الثقل العسكري , فالقوات السعودية هي الأحدث بالنظر لنظيراتها العربية , وإن كان النجاح في الحفاظ على الثقل الديني وحسن استغلال الثقل الاقتصادي يغنيان المملكة – قبل الربيع العربي - عن العناية بالثقل العسكري .
هذه العناصر الثلاثة كانت تحتاج إلى أمر واحد , يحسن تطويعها واستغلالها ,وهو :
4: الثقل السياسي ولذلك اختلفت السياسة السعودية من مرحلة إلى أخرى , فمنهم من ركز على الجانب الديني ومنهم ركز على الثقل الاقتصادي ومنهم من حاول الجمع بينها قدر الإمكان . وقد مرت المملكة خلال العقود الأخيرة , بمراحل ثلاث :
1: مرحلة ( صراع الزعماء العرب ) وقادها فيه الملك فيصل رحمه الله , وقد كان يمثل الثقل الديني , ويخلفه الأن الامير خالد بن طلال . وعبدالعزيز بن فهد على تذبذب غريب .
2: مرحلة (حرب الزعماء الباردة ) وقادها فيه الملك فهد , والذي لم يظهر توجه معين للدولة في عهده وإن كان الصوت الأبرز هو للتوجه الديني , لكن بدون صدام معلن مع العرب أو الغرب , ويخلفه الأن الامير سلمان وأبناء أشقائه .
3: مرحلة ( الانعزال الداخلي ) ويقودها الملك عبدالله وهي تعني البعد عن الأمور الخارجية والتركيز على الأمور الداخلية لأمور واضحة للعيان , وفيها غلب التيار العلماني على التيار الديني ويمثله الأمير خالد الفيصل والأمير متعب بن عبدالله.
4: مغامرة (الزعيم الأوحد ) والذي ظهر مؤخرا بعد الربيع العربي والذي رسم خطوطه وأرسى قواعده هو الأمير بندر بن سلطان . هذه المغامرة لا تصنف حاليا على انها مرحلة مستقلة لقصر مدتها وعدم وضوح نهايتها فهي مجرد مقدمة لما بعدها أو عبارة عن جس نبض , واستطلاع سياسي , فإن نجح ابن سلطان فلسان الحال " نحمد الله جت على مانتمنى " وإن فشل فسلمان ومن معه قادرين على إزالة الآثار السلبية لهذه المغامرة التي وضعت بدون اذنهم بل وبدون رأيهم كما يتداول الأن . ومع ذلك سنعتبرها مرحلة رابعة ونصنفها بغض النظر عن نجاحها أو فشلها.
نتائج المراحل السابقة :
الأولى : كانت مرفوضة غربيا حتى لزم الأمر قتل الملك فيصل , وإن كانت مقبولة داخليا وعربيا وإسلاميا .
الثانية : كانت مقبولة من الجميع . على خلاف في بعض الأمور وإن تطور الخلاف بشكل كبير في بعضها , لكن المقصود هو التوجه العام .
الثالثة : مقبولة عالميا . مرفوضة داخليا وعربيا وإسلاميا .
الرابعة : عليها مدار الكلام . وسيأتي في الحلقة الثانية .
هذه المقومات وهذه النتائج كل سياسي يحلم بها , ويتمناها , ومتى ما أحسن استغلالها جميعا , واستفاد منها , مراقبا ومطيعا لله فيها ؛ فلا شك بأنه قد دخل
أما إن حاول الاكتفاء بجانب واحد والسعي لهدفه الشخصي , البعيد كل البعد عن شرع ومراقبة الله ؛ فلا شك أنه
وما توفيقي إلا بالله
بندر بن سلطان .. و .... شجرة الخلد
الحلقة الأولى
من لوازم الطبع البشري حبه للخلود وطمعه في السيطرة على كل ما حوله , ويمتاز العنصر العربي عن سائر الأجناس بحبه للزعامة والقيادة المطلقة , هذا الجانب النفسي تلحظه كل دوائر التخطيط الغربيه عند معالجتها لأي قضية عربية , بل هو طُعم جذاب لكل فريسة يريدون الإيقاع بها .
وقبل أن ندخل في صلب ما نريد , ننبه على أمور :
1: لا حليف لأمريكا في المنطقة العربية إلا مصلحتها هي فقط.
2: لابد لاستمرار مصلحة أمريكا, السيطرة على المنطقة وصناعة القرار فيها.
3: لا طريق لهذه السيطرة إلا بوجود قوة واحدة مستقرة , ألا وهي اسرئيل
4: لا يمكن تحقيق الاستقرار لهذه القوة إلا بإشغال الأطراف الأخرى , وإدخالها في صراعات مستمرة ومتلونة ومختلقة.
5: إن اقتضت الضرورة وجود شرطي للمنطقة فلا يمكن أن يكون سنيا أو قوميا , بل لا مانع أن يكون علمانيا أو شيعيا على أعلى قدير.
لذا كانت هذه خطوط حمراء التزمت بها السياسة الأمريكية ولم تتجاوزها للحظة , خلال معالجتها لجميع العقبات التي اعترضتها خلال العقود الماضية , وكان أعظم عقبة اعترضتها هي المملكة العربية السعودية .
فالمملكة اجتمع لها من أسباب القوة ما لم يجتمع لغيرها , فقد أجتمع لها :
1: الثقل الديني. فقد صُبغت المملكة , بصبغة اسلامية مقدسة, عند عموم المسلمين .
2: الثقل الاقتصادي. فالعالم كله , يدور اقتصاديا مع المملكة .
3: الثقل العسكري , فالقوات السعودية هي الأحدث بالنظر لنظيراتها العربية , وإن كان النجاح في الحفاظ على الثقل الديني وحسن استغلال الثقل الاقتصادي يغنيان المملكة – قبل الربيع العربي - عن العناية بالثقل العسكري .
هذه العناصر الثلاثة كانت تحتاج إلى أمر واحد , يحسن تطويعها واستغلالها ,وهو :
4: الثقل السياسي ولذلك اختلفت السياسة السعودية من مرحلة إلى أخرى , فمنهم من ركز على الجانب الديني ومنهم ركز على الثقل الاقتصادي ومنهم من حاول الجمع بينها قدر الإمكان . وقد مرت المملكة خلال العقود الأخيرة , بمراحل ثلاث :
1: مرحلة ( صراع الزعماء العرب ) وقادها فيه الملك فيصل رحمه الله , وقد كان يمثل الثقل الديني , ويخلفه الأن الامير خالد بن طلال . وعبدالعزيز بن فهد على تذبذب غريب .
2: مرحلة (حرب الزعماء الباردة ) وقادها فيه الملك فهد , والذي لم يظهر توجه معين للدولة في عهده وإن كان الصوت الأبرز هو للتوجه الديني , لكن بدون صدام معلن مع العرب أو الغرب , ويخلفه الأن الامير سلمان وأبناء أشقائه .
3: مرحلة ( الانعزال الداخلي ) ويقودها الملك عبدالله وهي تعني البعد عن الأمور الخارجية والتركيز على الأمور الداخلية لأمور واضحة للعيان , وفيها غلب التيار العلماني على التيار الديني ويمثله الأمير خالد الفيصل والأمير متعب بن عبدالله.
4: مغامرة (الزعيم الأوحد ) والذي ظهر مؤخرا بعد الربيع العربي والذي رسم خطوطه وأرسى قواعده هو الأمير بندر بن سلطان . هذه المغامرة لا تصنف حاليا على انها مرحلة مستقلة لقصر مدتها وعدم وضوح نهايتها فهي مجرد مقدمة لما بعدها أو عبارة عن جس نبض , واستطلاع سياسي , فإن نجح ابن سلطان فلسان الحال " نحمد الله جت على مانتمنى " وإن فشل فسلمان ومن معه قادرين على إزالة الآثار السلبية لهذه المغامرة التي وضعت بدون اذنهم بل وبدون رأيهم كما يتداول الأن . ومع ذلك سنعتبرها مرحلة رابعة ونصنفها بغض النظر عن نجاحها أو فشلها.
نتائج المراحل السابقة :
الأولى : كانت مرفوضة غربيا حتى لزم الأمر قتل الملك فيصل , وإن كانت مقبولة داخليا وعربيا وإسلاميا .
الثانية : كانت مقبولة من الجميع . على خلاف في بعض الأمور وإن تطور الخلاف بشكل كبير في بعضها , لكن المقصود هو التوجه العام .
الثالثة : مقبولة عالميا . مرفوضة داخليا وعربيا وإسلاميا .
الرابعة : عليها مدار الكلام . وسيأتي في الحلقة الثانية .
هذه المقومات وهذه النتائج كل سياسي يحلم بها , ويتمناها , ومتى ما أحسن استغلالها جميعا , واستفاد منها , مراقبا ومطيعا لله فيها ؛ فلا شك بأنه قد دخل
" الجنة السياسيه "
أما إن حاول الاكتفاء بجانب واحد والسعي لهدفه الشخصي , البعيد كل البعد عن شرع ومراقبة الله ؛ فلا شك أنه
" أكل من شجرة الخلد "
فلا هو نال الخلد ولا هو بالذي حافظ على ملك ابائه