أم فواز
فـزّاعة
طالبة 1 : (( انا استحرم اخذ مرضية وانا مافيني شي .. اهلي ما عودوني اغيب بدون سبب ))
طالبة 2 : (وي ماعندج سالفه .. الله يعافي طبيبنا اللي بالمستوصف .. متى ما بغيت مرضية شخطها لي ))
نعم .. هذا هو ما يحدث الان بين الطلاب .. الموظفين وحتى المدرسّين !
الاجازة المرضية بدأ يتغيّر مسماها الى الاجازة المتمارضة ..
حيث يتمارض بعض من المواطنين والمواطنات ويتفاخرون
بأنهم يعرفون الطبيب الفلاني الذي يوقّع لهم المرضية
طوعاً أو قسراً لا نعلم !
ضاربين بعرض الحائط ثلاث امور أساسية لتحّل البركة عليهم :
@ الاسرة
@ الضمير
@ مصالح المراجعين
تحدثني زميلة بأنها ذهبت قبل عدة أيام الى مستشفى الرازي حيث موعدها كان في الساعه
الثامنة صباحاً .. وفور وصولها شاهدت طابوراً يصطف
فيه العديد من المرضى أمام كاونتراً تعمل فيه موظفة واحدة فقط !!
والكتاب واضح من عنوانه .. زميلاتها أو زملائها الذين يتوجب وجودهم
في الكاونتر ( في اجازة مرضية ) أو ( اجازة دورية ) أو ( اجازة طارئة ) .. !
فكيف لموظفه واحدة فقط أن تنجز كل هذه المعاملات التي ينتظرها المرضى ؟!
لا يتوجب ان نطلب من هذه الموظفه الوحيدة ان تكون ( ماكينه ) ..
تستقبل وتشرح وتختم وتوجّه ومن ثم تستقبل مريضاً اخرا وهكذا دواليك ..
هي ايضا تحتاج لدقائق راحة .. ولا اقول تحتاج الى ساعه لتتناول فطورها ..
بل هي أيضاً بشر ويجب أن تُرحم ..
لا ننكر أن الدولة وفرتّ للموظفين الاجازات المرضية وفي كل جهة عمل
تختلف الضوابط عن غيرها .. ولكنها بالنهاية يفترض انها تصب في مصلحة الموظف والعمل ..
الموظف والمسؤول هما الاثنان مسؤولان عن بعضهما البعض .. كيف ؟
اذا رأى المسؤول تمادي الموظف في أخذ المرضيات فيجب ألا يسمح له وينبهّه الى انه
بذلك يعطّل العمل .. وأيضاً يجب ان يكون المسؤول قدوة لموظفيه ..
فكيف لمسؤول ان يتمارض ويغيب .. ويريد من موظفيه أن يتواجدوا ؟!
أنا أرى ان الضوابط التي تنظم الإجازات المرضية قد تجاوزت الحد المعقول
في العديد من الأجهزة الحكومية .. خاصة وقت الاعياد والمناسبات الوطنية ..
كثيراً نراهم يوصلون الاجازة الممنوحة من الدولة بأخرى مرضيّه ..
وبذلك يصبح اليوم التالي بعد الاجازة كالبيت المهجور ..
مراجعين بلا موظفين ! الى متى هذا الفساد والتسيب الوظيفي ؟
كيف لموظف أن يتسلم راتب شهر وهو لم يحضر منه سوى أياما قليله ؟
اليس هذا هدراً للاموال ؟
اليس من الأولى اعطاء هذه الوظيفه لشاب او شابة متخرجين حديثاً
بدل من جلوسهم سنوات في البيت بلا عمل ؟
المسألة فقط تحتاج الى حزم .. الى قول وفعل ..
واذا ابتدأنا من الموظف والمسؤول
سنستطيع أن نقضي عليها مع الايام ..
الضمير يا جماعه الضمير ..
هو السبب الأول والاخير لحل هذه المعضلة !
التعديل الأخير: