مت بغيظك يا ( نجدت ) فهذا هو تاريخ عز ومجد ( حلم الجزيرة ) الملك ( عبدالعزيز ) .
مت بغيظك يا ( نجدت أنزور ) فهذا هو تاريخ عز ومجد ( حلم الجزيرة ) الملك ( عبدالعزيز آل سعود ) رحمه الله .
نقولات من كتاب " السعوديون والحل الإسلامي مصدر الشرعية للنظام السعودي " ... تأليف محمد جلال كشك ... مع تصرفات يسيرة في بعض المواضع .
( 1 )
بعد تشويه الرافضي المخرج السوري " نجدت أنزور " سيرة وتاريخ الملك عبدالعزيز آل سعود " رحمه الله تعالى " في فيلمه " ملك الرمال " حيث صوره على أنه زير للنساء ، متعطش للدماء ، بلا ضمير ، كقطعة من الشطرنج بيد البريطانيين ، وأظهر في الفيلم مشهداً يقنع فيه ابن سعود جون فيليبي باعتناق الإسلام " حتى لو ظاهريا " .
نقول وبالله التوفيق :
في رقعة واحدة من العالم الإسلامي ، كان يبدو أن التاريخ يسير في الاتجاه المضاد .. وأن شخصية عجيبة ..
شخصية وظفت التاريخ في بلاطها ، فأصبحت كل الأحداث لصالحه ، وكل الوقائع : الانتصارات والهزائم ، التوفيق والفشل ، الوفاق الدولي ، والصراع العالمي . كله يعمل لصالح " حلم الجزيرة " الملك " عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود " رحمه الله تعالى " .
رجل عرف كل القوانين التي تتحكم في موقعه الجغرافي والبشري والتاريخي ، فاستطاع أن يوظف هذه القوانين لمصلحته .
وعى لعبة الأمم والتفوق الساحق لبريطانيا ، وانهيار الدولة العثمانية ، فاستفاد من هذا الواقع ، دون أن يسقط في خطيئة التحول إلى أداة لبريطانيا .. .. .. بل بدأ في أكثر من مرة ، وكأنه يوظف الإمبراطورية البريطانية لخدمة أهدافه .
ذلك لأنه كان يتمتع بصفتين نادرتين وضرورتين في بناة الدول ومحركي التاريخ .
الأول : هي القدرة على فهم حركة التاريخ ، ومن ثم ربط مصلحته بالقوى الصاعدة المنتصرة ، فيصبح شريكها في النصر ، وليس عميلاً ولا أداة ، بل ويفرض على خصومه المحالفات الخاطئة ، مع القوى المنهارة فيسقطون معها ..
والميزة الثانية : هي قدرة عجيبة على إقناع الآخرين بأن مصلحتهم هي في تبني مصلحته هو ، فيعملون على تحقيق أهداف عبدالعزيز ، وهم على قناعة تامة ، بأنهم يحققون أهدافهم هم !
ثم موهبة شخصية ، أجمعت كل المصادر على تأكيدها ، وهي تمتعه بطاقة الشموس الكبيرة ، أعني القدرة على إدخال أي كائن يقترب منه في فلكه ، ليتحول إلى كوكب يدور سعيداً حول ابن سعود .
أو كما قيل : لـم يجتمع أحد بابن سعود ، إلا وخرج مبهوراً ، وبتعبير شيخ القبيلة : ( قالوا عنك سحار يا عبدالعزيز ، والله صح ! سحرتني يا عبدالعزيز ) .
كانت لديه قدرة ساحرة على إحتواء الآخرين ، من شتى الثقافات والانتماءات والخلفيات : أخضع البدو بشهامته وسخائه ورجولته .
قال الريحاني عن الملك عبدالعزيز : ( عربي تجسمت فيه فضائل العرب إلى حد يندر في غير الملوك الذين زينت أثارهم شعرنا وتاريخنا ) .
وكتب الريحاني في تقريره السري للقنصلية الأمريكية : ( عبدالعزيز هو كرومويل العرب والحسين هو الملك شارل المسكين ) .
قال فليبي : ( إن معرفته لا تقدر بثمن ) ..
واستمر فليبي يمدح عبدالعزيز في كل اجتماع بريطاني حتى ضاق " هوجارت " ذرعاً فقال له : ( ولكن مهما يكن فلا بد أن توافقني على أن عبدالعزيز لا يزال بشر ، أليس كذلك ؟! ) .
عقب أول لقاء جمع بين عبدالعزيز والبعثة البريطانية ـ التي ضمت فليبي ـ كتبت البعثة في تقريرها : ( إن ابن سعود لا يكل ولا يمل من عقد الاجتماعات ، وسماع الشكاوى والالتماسات ، والفصل في الخصومات ، ومناقشة زواره ـ لا يتوقف عن العمل إلا لأداء الصلاة ـ من الفجر إلى ساعة متاخرة من الليل ) .
وقالوا إنه : ( متحدث لا يفهم طرق التفكير الغربية ، ولكنه مساوم عنيد ، وخبير في شئون القبائل ابتداء من ما بين النهرين إلى الحجاز ) .
ذكر " محمد أسد " المسلم النمساوي في كتابه " الطريق إلى مكة " أنه جلس مع الملك عبد العزيز فقال : كان كل حديثه في المجلس عن الإسلام واعتزازه بالإسلام ، حتى يقول : فمن يسمعه يظن أن الله كلفه وحده بنصرة الإسلام .
وجاء في تقرير لقسم الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 25 / 10 / 1928 : ( إن كل الذين قابلتهم من الذين أتيحت لهم الفرصة للإتصال بابن سعود عبروا عن تأثرهم البالغ به ) .
وجاء في التقرير الذي أعده نفس القسم بتاريخ 14 / 1 / 1931 م ، أن ابن سعود : ( هو أهم عنصر في العالم العربي اليوم ) .
أما " ميرفن ماكدونل " وهو من رجال كلايتون وعمل في مصر والسودان وتفاوض مع عبدالعزيز ، فقد قال إن : ( شخصيته تنطق بكرامة تفوق كل زعماء العرب ) تقرير المفوضية الأمريكية ـ مصر ـ 30 / 8 / 1930 م .
قال هيكل باشا زعيم الأحرار الدستوريين في مصر والكاتب المؤرخ ، إنه سمع عن ابن سعود من رجال الصحافة الأوروبية والأمريكية ، وسماه هيكل ( نابليون العرب ) .
أما العقاد الذي لمع اسمه لأول مرة ، عندما دخل السجن بتهمة العيب في الذات الملكية المصرية ، تحول بسحر عبدالعزيز إلى مداح الملوك على طريقة شعراء العصر المملوكي ..
قال العقاد :
أسد العرين يخوض غيل الماء ... يا بحر راضك قاهر الصحراء
لم يقترن بالبحـــــــــــر عيد جلوسه ... إلا لعمر زاخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ونـماء
يوم من البشرى يردد ذكـــــــــره ... ركب الســــــــــــــــــــنين وجيرة البيـــداء
حتى أحمد حسين زعيم مصر الفتاة ، جاء المملكة في عام 1948 انقلابيا متطرفا ، وعاد منها اشتراكيا أكثر تطرفا ، لكنه ألف كتابا في الإشادة بعبدالعزيز
هذا الاشتراكي الذي قدم عنقه لحبل المشنقة في ضد ملكية فاروق ، كتب عن عبدالعزيز :
( وهذا هو شأن الملك عبدالعزيز دائماً ، نفاذ إلى القلوب قادر على اصطناع الرجال ) .
وقال : ( بعد ما عرفت من أمر هذا الرجل الفذ ما عرفت ، أصبحت أهيم به كما يهيم الناس بالأبطال ، ولقد كتبت عنه في " مصر الفتاة " صفحات توشك أن تتقد من الحرارة ، حرارة الحب والإعجاب ) .
وهذه المقالات كتبت في عام 1934 ـ 1935 ، وكان حزب الفتاة على علاقة طيبة بالقصر المصري ، ورغم عداء الملك فؤاد للسعودية ، فان ذلك لم يمنع أحمد حسين من التعبير عن إعجابه بعبدالعزيز .
وغنى له " علي محمود طه :
فان تذكر الأوطان والأهل عندنا ... فما مصر إلا موطن لك ثاني
وما هي إلا أمــــــــة عربـية ... موحدة في فكرة ولســــــــــــــــان .
مت بغيظك يا ( نجدت أنزور ) فهذا هو تاريخ عز ومجد ( حلم الجزيرة ) الملك ( عبدالعزيز آل سعود ) رحمه الله .
نقولات من كتاب " السعوديون والحل الإسلامي مصدر الشرعية للنظام السعودي " ... تأليف محمد جلال كشك ... مع تصرفات يسيرة في بعض المواضع .
( 1 )
بعد تشويه الرافضي المخرج السوري " نجدت أنزور " سيرة وتاريخ الملك عبدالعزيز آل سعود " رحمه الله تعالى " في فيلمه " ملك الرمال " حيث صوره على أنه زير للنساء ، متعطش للدماء ، بلا ضمير ، كقطعة من الشطرنج بيد البريطانيين ، وأظهر في الفيلم مشهداً يقنع فيه ابن سعود جون فيليبي باعتناق الإسلام " حتى لو ظاهريا " .
نقول وبالله التوفيق :
في رقعة واحدة من العالم الإسلامي ، كان يبدو أن التاريخ يسير في الاتجاه المضاد .. وأن شخصية عجيبة ..
شخصية وظفت التاريخ في بلاطها ، فأصبحت كل الأحداث لصالحه ، وكل الوقائع : الانتصارات والهزائم ، التوفيق والفشل ، الوفاق الدولي ، والصراع العالمي . كله يعمل لصالح " حلم الجزيرة " الملك " عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود " رحمه الله تعالى " .
رجل عرف كل القوانين التي تتحكم في موقعه الجغرافي والبشري والتاريخي ، فاستطاع أن يوظف هذه القوانين لمصلحته .
وعى لعبة الأمم والتفوق الساحق لبريطانيا ، وانهيار الدولة العثمانية ، فاستفاد من هذا الواقع ، دون أن يسقط في خطيئة التحول إلى أداة لبريطانيا .. .. .. بل بدأ في أكثر من مرة ، وكأنه يوظف الإمبراطورية البريطانية لخدمة أهدافه .
ذلك لأنه كان يتمتع بصفتين نادرتين وضرورتين في بناة الدول ومحركي التاريخ .
الأول : هي القدرة على فهم حركة التاريخ ، ومن ثم ربط مصلحته بالقوى الصاعدة المنتصرة ، فيصبح شريكها في النصر ، وليس عميلاً ولا أداة ، بل ويفرض على خصومه المحالفات الخاطئة ، مع القوى المنهارة فيسقطون معها ..
والميزة الثانية : هي قدرة عجيبة على إقناع الآخرين بأن مصلحتهم هي في تبني مصلحته هو ، فيعملون على تحقيق أهداف عبدالعزيز ، وهم على قناعة تامة ، بأنهم يحققون أهدافهم هم !
ثم موهبة شخصية ، أجمعت كل المصادر على تأكيدها ، وهي تمتعه بطاقة الشموس الكبيرة ، أعني القدرة على إدخال أي كائن يقترب منه في فلكه ، ليتحول إلى كوكب يدور سعيداً حول ابن سعود .
أو كما قيل : لـم يجتمع أحد بابن سعود ، إلا وخرج مبهوراً ، وبتعبير شيخ القبيلة : ( قالوا عنك سحار يا عبدالعزيز ، والله صح ! سحرتني يا عبدالعزيز ) .
كانت لديه قدرة ساحرة على إحتواء الآخرين ، من شتى الثقافات والانتماءات والخلفيات : أخضع البدو بشهامته وسخائه ورجولته .
قال الريحاني عن الملك عبدالعزيز : ( عربي تجسمت فيه فضائل العرب إلى حد يندر في غير الملوك الذين زينت أثارهم شعرنا وتاريخنا ) .
وكتب الريحاني في تقريره السري للقنصلية الأمريكية : ( عبدالعزيز هو كرومويل العرب والحسين هو الملك شارل المسكين ) .
قال فليبي : ( إن معرفته لا تقدر بثمن ) ..
واستمر فليبي يمدح عبدالعزيز في كل اجتماع بريطاني حتى ضاق " هوجارت " ذرعاً فقال له : ( ولكن مهما يكن فلا بد أن توافقني على أن عبدالعزيز لا يزال بشر ، أليس كذلك ؟! ) .
عقب أول لقاء جمع بين عبدالعزيز والبعثة البريطانية ـ التي ضمت فليبي ـ كتبت البعثة في تقريرها : ( إن ابن سعود لا يكل ولا يمل من عقد الاجتماعات ، وسماع الشكاوى والالتماسات ، والفصل في الخصومات ، ومناقشة زواره ـ لا يتوقف عن العمل إلا لأداء الصلاة ـ من الفجر إلى ساعة متاخرة من الليل ) .
وقالوا إنه : ( متحدث لا يفهم طرق التفكير الغربية ، ولكنه مساوم عنيد ، وخبير في شئون القبائل ابتداء من ما بين النهرين إلى الحجاز ) .
ذكر " محمد أسد " المسلم النمساوي في كتابه " الطريق إلى مكة " أنه جلس مع الملك عبد العزيز فقال : كان كل حديثه في المجلس عن الإسلام واعتزازه بالإسلام ، حتى يقول : فمن يسمعه يظن أن الله كلفه وحده بنصرة الإسلام .
وجاء في تقرير لقسم الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 25 / 10 / 1928 : ( إن كل الذين قابلتهم من الذين أتيحت لهم الفرصة للإتصال بابن سعود عبروا عن تأثرهم البالغ به ) .
وجاء في التقرير الذي أعده نفس القسم بتاريخ 14 / 1 / 1931 م ، أن ابن سعود : ( هو أهم عنصر في العالم العربي اليوم ) .
أما " ميرفن ماكدونل " وهو من رجال كلايتون وعمل في مصر والسودان وتفاوض مع عبدالعزيز ، فقد قال إن : ( شخصيته تنطق بكرامة تفوق كل زعماء العرب ) تقرير المفوضية الأمريكية ـ مصر ـ 30 / 8 / 1930 م .
قال هيكل باشا زعيم الأحرار الدستوريين في مصر والكاتب المؤرخ ، إنه سمع عن ابن سعود من رجال الصحافة الأوروبية والأمريكية ، وسماه هيكل ( نابليون العرب ) .
أما العقاد الذي لمع اسمه لأول مرة ، عندما دخل السجن بتهمة العيب في الذات الملكية المصرية ، تحول بسحر عبدالعزيز إلى مداح الملوك على طريقة شعراء العصر المملوكي ..
قال العقاد :
أسد العرين يخوض غيل الماء ... يا بحر راضك قاهر الصحراء
لم يقترن بالبحـــــــــــر عيد جلوسه ... إلا لعمر زاخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ونـماء
يوم من البشرى يردد ذكـــــــــره ... ركب الســــــــــــــــــــنين وجيرة البيـــداء
حتى أحمد حسين زعيم مصر الفتاة ، جاء المملكة في عام 1948 انقلابيا متطرفا ، وعاد منها اشتراكيا أكثر تطرفا ، لكنه ألف كتابا في الإشادة بعبدالعزيز
هذا الاشتراكي الذي قدم عنقه لحبل المشنقة في ضد ملكية فاروق ، كتب عن عبدالعزيز :
( وهذا هو شأن الملك عبدالعزيز دائماً ، نفاذ إلى القلوب قادر على اصطناع الرجال ) .
وقال : ( بعد ما عرفت من أمر هذا الرجل الفذ ما عرفت ، أصبحت أهيم به كما يهيم الناس بالأبطال ، ولقد كتبت عنه في " مصر الفتاة " صفحات توشك أن تتقد من الحرارة ، حرارة الحب والإعجاب ) .
وهذه المقالات كتبت في عام 1934 ـ 1935 ، وكان حزب الفتاة على علاقة طيبة بالقصر المصري ، ورغم عداء الملك فؤاد للسعودية ، فان ذلك لم يمنع أحمد حسين من التعبير عن إعجابه بعبدالعزيز .
وغنى له " علي محمود طه :
فان تذكر الأوطان والأهل عندنا ... فما مصر إلا موطن لك ثاني
وما هي إلا أمــــــــة عربـية ... موحدة في فكرة ولســــــــــــــــان .