مواصيل ممطره . .

Way one

عضو مخضرم
الله يحييك اخي العزيز برنس
و نورت الصفحة بوجودك
وسعيد جدا" بوجودك
وماتفقد عزيز يالغالي . . . .



والله يرحم ابو خالد الفنان الخلوق القدير
ويغفر له ويسكنه فسيح جناته
 

Way one

عضو مخضرم
مابين ترهات المرض ، وتموضعات الألم ،وتشكلات الرهبة من الغد ، وإرهاصات الفكر ، تبدو مناقب ذكرياتي الماضية ماضية في الخاطر ، لايخطئها البال ، و لاتتعداها النفس ، اسرح في ذكرى ، وأضحك مع ذكرى ، وتبكيني ذكرى ، وهذه هي الحياة ، وهذه مآلاتها . .


أفكر كثيرا" في التوقف عن العلاج والعودة لوطن النهار ، و لكني لا املك الصمود أمام مقتضيات البقاء و أهمية أستكمال العلاج ، الذي لا ارى له فائدة ، والحمد لله على كل حال . .


البارح فاجأني تواصل مفاجئ مع احد الذين لم يغيبوا عن الخاطر ، كان التواصل بشكل غير مباشر وعلى طريقة " نحن هنا " ، تفهمت قصد التواصل ، ووفاء المتواصل ، وسعدت بطرق الباب بعد سنوات من الغياب !


تواصل غير مباشر لكنه أثر إيجابيا" على حالة يائسا" طريح الفراش في احد المستشفيات القابعة تحت جبال الألب بقلب اوروبا ، تواصل حرك مشاعر ، ورجع بي سنوات ، يالله ما أجمل الذكرى ، لكني رغم الجمال كنت اعاني من محاولة وقف تدفق الماء من العين ، التأثر صعب مقاومته ، بالنهاية إنسان كتلة شعور !


تفكرت بمتفكرات تفكر في التفكر بافكار تتفكر الفكر المفكر بالفكر ، قل ماشئت اتفلسف ام اتلقف ام أتلاعب بالحروف !

اثناء هذه المشاعر المتدفقة جاءت الممرضة وبإبتسامتها الممتزجة بالجدية ( كعادتها ) ، ويبدو أنها لاحظت ملامح وجهي تبدو عليه قسمات تأثر ، وسألتني : مالذي طرأ عليك ، هل تذكرت شيئا" من الماضي ؟
إبتسمت لها بهدوء ولم ارد ، فلم يكن في بالي رد ، الصمت احيانا" يغني عن الرد . .

وتذكرت أحد ابيات بدر بن عبدالمحسن :

أنا مالي بها الدنيا حبيبٍ عنه تنشـــــــدني
غريب الــــــــدار لا ربــــعٍ و لا خلٍ و لا ديرة . .



. . . . . . .
 

Way one

عضو مخضرم
في ممرات المستشفى كنت أمشي سيرا" متى ماسمح المجال لذلك ، وبالطبع بعد أخذ الإذن من الطاقم الطبي المشرف على حالتي ، من خلال ذلك المشي تعرفت على الكثير ممن يعانون مثلما أعاني ، أكثرهم وجلهم من نفس البلاد ، تقريبا" معي اثنان او ثلاثة بالكثير ممن ينتمون لجنسبات أخرى ، وبالطبع لاتوجد إزدواجية في التعامل او فارقا" في المعاملة والملاحظة الطبية ، حسبما واجهت ورأيت ، على أية حال فالأطباء يقومون بعمل إنساني جليل ، ويستحقون لقب ملائكة الرحمة ..

من أكثر الأمور المسلية لي هي النظر من النافذة ، أرى حركة الهواء ، والناس ، والسيارات ، وكل شئ يمر أظنه لابد أن يسجل عندي مروره !

هناك أمورا" يحتاج الإنسان لفهمها ، وإستيعابها ، والتبصر بها ، من هذه الأمور العلاقات الشخصية مع الناس ، وكيفية التعامل مع مستجدات ظروف العلاقة القائمة -أيا" كان نوع العلاقة - وهل هناك مساحة للعذر ، وتقبله ، وهل هناك مؤائمة لظروف التواصل والإنقطاع ، على أية حال أحيانا" الساعي للعللقة يجد نفسه في كثير الأحيان مجبرا" لتقبل وجهة نظر الجانب الآخر للعلاقة ، كونه بما إنه الساعي هو الطرف الأضعف ، لكن هنا تبقى عزة النفس وصونها ، أهم من أي شئ ، رغم التقدير لكثير من الأعذار التي قد تحوي من الوجاهة الكثير .

على ذكر العلاقات بين الناس ، ومعرفة طباعهم ، أتذكر دائما" بيت للأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن :

ياسيد الناس كل ن لابس ن بزه
صعب ن نفرق مابين الخبل والصاحي . .

. . . . .
 
  • إعجاب
التفاعلات: 2030A

Way one

عضو مخضرم
الأمور ماتزال على نفس الوتيرة ، لا جديد ، مللت و زهقت من الوضع ، طلبت من الطبيب السماح لي للعودة لبلدي وإستكمال العلاج هناك ، أو إنتظار الوفاة المتوقعة هناك ، و قال لايمكن لأحد التنبؤ بالوفاة أو الحياة فأمر ذلك في يد الله ، ولكني اتفهم قلقك وسأنظر بالأمر بجدية وأطلعك على القرار المتخذ لهذا الطلب بأقرب وقت ..

فهمت من كلامه بأنه سيبحث الأمر مع الهيئة الطبية المباشرة لحالتي ، هكذا فهمت ، وأظن هذا هو الفهم الأقرب ..

الحقيقة منذ وقت ليس بالقصير وأنا اعتبر وجودي هنا بأوروبا مجرد مضيعة للوقت ، فالوضع شبه واضح ، كل ماهنالك أني في طريقي للموت ، والرحيل عن هذه الفانية ، وأي كلام غير هذا هو هراء وغير صحيح ، ويقولون العرب : راع العلة أعلم من الطبيب !

من الأمور الجديدة أن وفدا" تطوعيا" يضم مجموعة ممن تهتم بزيارة المرضى في المستشفيات ومواساتهم والتخفيف عليهم قد زار المستشفى ، من ضمن الوفد لفتت نظري إحداهن ، يالله على سواد عينيها ، يالله على برونزية وجهها ، يالله على حلاة إبتسامتها ، ويالله على شبهها لإحدى من تعلقت بهن منذ زمان طويل !


ياشبيه إصويحبي حسبي عليك
كل ماناظرت زولك شفت ذاك ، ،

سبحان الله ماهذا الشبه الغريب ، مالذي اتى ب " الدعية " لأجدها تتخطى في ممرات مستشفى " لينز. " !


. . . . . . . .
 
  • إعجاب
التفاعلات: 2030A

Way one

عضو مخضرم
أن تكون في مستشفى بعيد جدا" ، والأحوال بالغة السوء صحيا" ، ولم يبق في حالك سوى الفكر السليم ، أقصد إنك تشعر وتحس بما يجري لكن أعضاء الجسد حدث ولا حرج ، و تكون آخر أمنياتك العودة للوطن كي تنتظر الإحتضار و تتجهز لنطق الشهادة بإذن الله ، وبعدها يوارى جثمانك الثرى ، هنا تكون موافقة الطبيب على عودتك للوطن من أجمل الأمنيات ، وأغزرها عطرا" على النفس . .

كنت أسير على عكاز بسبب السوء الذي إزداد على حالتي ، فقد فقدت الكثير من المناعة ، والحال أصعب مما أتحدث عنها ، وأتذكر هنا بؤت للشافعي :

كم من صحيح مات من دون علة
وكم من سقيم عاش حينا" من الدهر . .

وكذلك أتذكر قول مصري شائع : عمر الشقي بقي ، ويبدو أنني ممن ينطبق عليه القول هذا ، هنا اصبحت ومن شدة الكآبه أبحث عن اوراقي القديمة ، كالتاجر الذي خسر ولجأ لدفاتره العتيقة لعل وعسى ، وقرأت رسائل متبادلة مع أحبه لهم تقديري والآحترام ، وبسبب ظروف الدنيا توقف التواصل وإن لم تتوقف الذكرى الطيبة ، وجلست بعدها صامت ، والله لا ادري مالذي سأتحدثه ، مالذي سأقوله ، مالذي ابكيه او يجبرني على الإبتسام ، وكان الشعر حاضرا" ، والأبيات تتمخطر على مساحات خاطري ، يبدو أن كل شئ يموت إلا الشعر والكتابة :

بعض الرسايل سيدي إدروس
تزيد بي . . . . فقه الكتابة . .

تحوس بي وسط الحشا حوس
ما كل مكتوب . . . إيتشابه . .

عز الله إن الحال منكوس
والمقبلات إمن . . الرتابه . .

نفسيتي . . والبال معفوس
ياسيدي . . صارت نشابه . .

وش هالسهم لا غابت القوس
يا هالعمر شاللي جرى به . .

أحلامنا تتقطع إب موس
وإن كانت إبخف و ذرابه . .

عزاه صار الحظ معكوس
الذنب مافاد إرتكابه . .

. . . . . . . . . .
 
  • إعجاب
التفاعلات: 2030A

Way one

عضو مخضرم
كنت قد طلبت من الطبيب المباشر السماح لي بالمغادرة إلى بلدي حتى أكون جاهزا" للإحتضار و التجهز لإجراءات الوفاة المتوقعة ، فقد وصل اليأس بي مواصيل لا حد لها ، رغم يقيني بقدرة الله و رحمته سبحانه جل في علاه . .

اليوم جلس معي الطبيب وأطال الجلسة التي كانت أشبه بإجتماعا" يتلو به تقريرا" يختص بحالتي ، و مختصر الإجتماع هو إستحالة الموافقة على مغادرتي لبلدي لإسباب صحية تتعلق بالطائرة و الضغط الجوي ، وأمور ذكرها لي والحقيقة لم افهمها ، لكني تفهمتها وأستوعبت الوضع و أستيقنت نفسي لمآلاته و متوضحاته . .

بنفس الإجتماع أبلغني الطبيب بقرب مغادرتي المستشفى إلى مستشفى آخر في مدينة سالزبورغ ليتسلم حالتي طاقم طبي آخر ، سيكون من المفيد إنتقالي هناك ( حسب كلام الطبيب ) والواقع إني سئمت الإنتقال من مستشفى إلى آخر في النمسا حتى أضحيت مرجعا" لمن يريد السؤال عن المستشفيات بتلك البلاد !

الأمر الجديد أن الطبيب أبلغني صراحة بإن الأقتراح لدى اللجنة الطبية المباشرة لحالتي هو نقلي إلى مستشفى بمدينة شتوتغارت بألمانيا حيث يتواجد هناك أحد الأطباء المهمين المتخصصين بمثل حالتي ، وأنه في آخر لحظة تم تغيير المستشفى لمدينة سالزبورغ بسبب إنتقال هذا الطبيب بذاته إلى مستشفى هذه المدينة ، لذلك تم إتخاذ القرار لنقلي إليه في مقره الجديد !

طبعا" كنت قد مكثت لفترة من الزمن في أحد مستشفيات مدينة سالزبورغ ، و لا أعلم هل المستشفى المقصود هو نفس المسنشفى الذي كنت أعالج به أم مستشفا" غيره ؟

الله أعلم . . والله يجعل في امرنا خير . .


. . . . . . . . .
 
  • إعجاب
التفاعلات: 2030A

Way one

عضو مخضرم
بعد أيام من إبلاغي بقرب النقل إلى مدينة سالزبورغ ، وفي ذات صباح جاء أحد الأطباء ومعه ممرضة وطلبوا مني التجهز للإنتقال بعد أقل من ساعة إلى سالزبورغ في رحلة ليست قصيرة ( تقريبا" ساعتين إلا قليل ) ، و طلبوا مني إستبدال الملابس و ابلغاني بأنهما قد إستلما إشعار الموافقة على الإنتقال قبل دقائق ، وأنه تم إبلاغ سيارة المستشفى للإستعداد . .

كانت الرحلة مريحة ، بذات الوقت ممتعة للنظر سيما ومناظر الشوارع والطبيعة النمساوية الخلابة ، وكان تعامل المرافقين ممتازا" ( الطبيب وممرضة ) وصلنا المستشفى وكان على خلاف توقعي ليس المستشفى السابق الذي مكثت به فترة من الزمن ، مستشفى لأول مرة ازوره ، وبالطبع كالعادة في مثل هذه الظروف : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق ، ثلاث مرات . .
كان الإجراء لدخول المستشفى بعد الوصول سريعا" ومعقولا" كالعادة مثلما تعودت هنا ، وصلت إلى غرفة إطلالتها مريحة جدا" تطل على حديقة صغيرة جميلة ، تم إبلاغي بأنني سأخضع لفحص شامل خلال ساعة ونيف وبعدها سيتم إعادتي للغرفة والسرير الجديد ، في هذه العبغرة بالذات تذكرت عنوان إحدى روايات المبدعة الجزائرية أحلام مستغانمي " عابر سرير " !

وبعد إجراء الفحص وهو في الواقع روتيني فقط للوقوف على الحالة الحالية للمريض ، وبعدها تتم إجراءات البروتوكول العلاجي الذي يعتبر هذا الفحص هو القاعدة الأساسية له ، جلست لوحدي على كرسي بجانب السرير ، كان بإمكاني الجلوس على الكرسي المخملي المريح ، بدلا" من السرير ، وكانت فرصة لفتح الآيباد ، و تجولت في نواحيه الشاسعة ، إلى أن وقعت عيني على أغنية رائعة قديمة جدا" لكوكب الشرق أم كلثوم سمعت انها آخر أغنية غنتها قبل وفاتها رحمها الله . . . .


حكم علينا الهوى نعشق سوا يا عين
واحنا اللي قبل الهوى شوف كنت فين وانا فين

وآه يا ليلي آه ع الوعد والمقسوم
يا ليل يا عيني آه ع الوعد والمقسوم

لا تحوشه لا ولا آه ما بين عيون و قلوب
حكم علينا الهوى نعشق سوا وندوب

صدق اللي قال الهوى فوق الجبين مكتوب
. . . . .​
 
  • إعجاب
التفاعلات: 2030A

Way one

عضو مخضرم
أشعر بتعب شديد ، حتى السير مشيا" لم أعد أستطيعه ، لم تظهر نتائج الفحص الأولي في المستشفى الحالي ، وكذلك لم أتناول أي دواء منذ يومين ، بإنتظار نتيجة الفحص الجديدة . .

حاولت في الأطباء يناولوني دواء وأعتذروا بتهذيب لسبب إنتظار وصول نتيجة الفحص لأهميتها حسب قولهم ، الألم يضرب مضجعي ، أشعر بتوهان ذهني شديد ، حتى هذه السطور أكتبها وأعدل الأخطاء الكتابية ، رغم الألم لكن نزعة الكتابة تجرني إليها ، هل الكتابة إدمان ؟

أناظر عبر النافذة بعض الناس ، أشعر بحاجة شديدة للفضفضة الحديث للحوار للكلام مع أي شخص ، ولايوجد هنا من أستطبع التحدث معه . الأجواء هادئة جدا" حتى الملل ، الأنترنت لايخفف العزلة بشكل مقبول ، أحس بأن مشاق العزلة ثقيلة ، جاثمة على النفس ، أسلي نغسي بالشعر ، أتوكأ على بعض الكتابات ، و بعدها و بعد يأس أستطعت التحدث مع الممرض المناوب وهو نمساوي ترجع جذوره إلى مدينة غراتس حسب كلامة ، كان هادئا" متحفظا" في الحديث معي حاولت إستدراجة قدر الإمكان بأي حديث وأي حديث ، هل تصدق أني سالته سؤال لايسألة عاقل ، هل بالإمكان تغيير لون الأسرة من الأبيض إلى ألوان أخرى ؟
طبعا" السؤال خذ وخل ، وأعلم أنه من السخافة سؤال مثل هذة السؤال ، لكني كنت أبحث عن أي شئ لإستفزاز هذا النمساوي الذي بدا لي وكأنه خشب صامت لاحس ، لا شعور !

طبعا" نظر لي بصمت وإبتسامة فيها الكثير من المعنى ، أعتقد انه إنتقدني بشدة بداخله ، لكني كنت أريد الحديث مع اي بشر لو كان هادئا" كهدوء القبور !


. . . . .
 
  • إعجاب
التفاعلات: 2030A

Way one

عضو مخضرم
أحيانا" أتأمل مامضى من سني العمر ، وماجرى وهل كنت على صح أم المخطئ ، أستغرق بمواجهة مع النفس المتفكرة بفكر الأنا النرجسي ، لا أتوقف في مرحلة ولا أتخطى مرحلة و لست ذاك الذي سار و ترك وراءه المراحل ، هل تسميها شتات أفكار ، ممكن لم لا !

في سالزبورغ المستشفى ، والبرد ، وآلام المرض ، لم يتغير شئ من الأشياء ، الأمور هي الأمور ، الأشياء هي ذاتها ، لاتسأل عن جديد ، الجديد هو إستنساخ مامضى ، وعودة إلى نفس الحال بنفس الحال ، في وقت الحال ، هل فهمت شيئا" ؟
ولا أنا !

في وقت الراحة تنتابني مشاعر التفكر بالماضي ، بما مضى ، مدلهمات الوحدة صعبة المراس ، مستجدات الحال عسرة الإحتمال ، متجانس ومتأقلم مع مايحدث ، والسؤال ذاته يتكرر إلى متى ؟
الله أعلم . .

ربما من الصدف الموجعة أن يكون الممرض المباشر رجل نمساوي لم أرتح له ، في الواقع ليس العيب فيه فهو خلوق ومهذب ومؤدب جدا" ، العيب في ظروف النفس التواقة لممرضة وليس لممرض !
لماذا ؟

لأن الممرضة إمرأة ، والمرأة بطبيعتها وفطرتها نبعا" للحنان ، للرأفة ، لكل تتابعات ماذكرت ، غير الوجه الحسن فإن حصل فهذه زيادة خير ، لذلك مهما يكن جهد الممرض ، ومهما بذل ، لن يكون في مستوى القبول الذي تتمتع به المرأة ، يقال بأن المرأة نصف المجتمع ؟
صدقني في مثل حالتي هي كل المجتمع ، أعتقد هذا شعوري كمريض ينتظر مغادرة الفانية بأي لحظة ، هل أنا على صح ، أم مخطئ ، الله أعلم ، لكنه شعور ، وإحساس !

على فكرة لاتذهب بعيدا" ، فلا على المريض حرج !
أليس كذلك ؟


. . . . . . .
 
  • إعجاب
التفاعلات: 2030A

Way one

عضو مخضرم
وتمضي الأيام في مستشفاي في سالزبورغ ، ومعه تمضي أتون حالتي وتضاريسها المتعرجة ، وتفاصيلها المزعجة ، صحيح العلاج يبدو فيه تأثير إيجابي ، صحيح أنني ولأول مرة منذ زمن أستطعت السير مشيا" على قدماي وبدون عكاز مساند ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، لكن المكوث بين جدران المستشفى مرهق نفسيا" ، إشتقت للخروج للشارع ، للنظر في المارة من البشر ، أشعر أنني أشتهيت تناول بيتزا ذات خبز سميك تحتوي على ألذ طعم ، أشتقت و تواق لتناول فنجانا" من القهوة الفرنسية الساخنة ، تأتي من يد جرسونة سمراء ، سوداء العينين ، وقتها لا ادري أتناول القهوة ، أم عينيها !

جلست مع الطبيب المؤدب جدا" الذي يتولى مباشرة علاجي عدة مرات ، وأعجبني فيه هدوءه ، و شفافيته في شرح مجريات الحالة المرضية أولا" بأول ، بأسلوب جاذب يشعرني وكأنني معه شريكا" في مشروعا" ما ، يشرح لي التقارير اليومية عن حالتي عن التحسن والتقهقر ، ويعرض الحلول و يقترح علي ( وأنا المريض الهزيل الحال ! ) عدة حلول للمساعدة في العلاج ، كانت طريقته مشوقة في عرض الحالة و تفصيلها أمامي بكل صراحة ، وأثمر هذا التعاون - إن صحت تسمينه - إلى تحسن ملموس في ثنايا الحالة وتفاصيلها ، خاصة موضوع الأنزيمات المزعج ، لكن الأمور مضت إلى تحسن معقول

مما عرفت عنه إنه يحب قراءة الروايات ، وأنه مغرم بالأدب والتاريخ ، وكم كانت متعتي عندما أتحاور معه عن بعض ما يخص إهتماماته ، كان هو أيضا" سعيدا" بهذه الحوارات ، و ذات مرة أهداني رواية نمساوية منشورة باللغة الألمانية ، فضحكت وقلت له بأني لا أجيد الألمانية ، فرد علي بهدوء تغلفه إبتسامة واثقة : ستكون تطبيقات الترجمة مساعدا" رائعا" لك في القراءة !

إبتسمت ، وتذكرت أننا نعايش عصر التكنولوجيا ، وثورة الإتصالات ، لكني أتساءل كيف ستكون الترجمة ؟
عن نفسي لابأس لو انها أعطت 30% ، لأني أعتقد ان الترجمة الألكترونية لن تنقل كل مايراد . .


. . . .
 

Way one

عضو مخضرم
مازالت الإقامة بين ردهات المستشفى في سالزبورغ هادئة ، والتحسن البطئ هو عنوان المرحلة ، يبدو لي أن هذا التحسن نابعا" من تراكمات العلاج السابقة ، إذ كما لاحظت المرحلة العلاجية تتلوها مرحلة ، الأمور تسير بترتيب واضح ، ولاشك إرادة الله جل في علاه هي المسير الأول لكل شئ ، مما لاحظت أنه تم تخفيف بعض العقاقير التي كنت اتعاطاها ربما بسبب التحسن الذي طرأ ، أو أنه إنتهى دورها العلاجي ، وهو على أية حال أمر إيجابي يبعث على التفاؤل

ذات يوم جاءت ممرضة سمراء البشرة ، يبدو أنها تنحدر من أصول أفريقية ، وإنضمت للمجموعة التي تباشرني ، ولاحظت بها ملاحظتين الأولى الملح الزائد التي تتمتع به ، تتمتع بقبول رائع ، كأنها إطلالة فاخرة في فندق ذو خمسة نجوم ، لا أدري مالذي أصف بها جمال إبتسامتها ، تفاصيلها الملهمة ، وأخيرا" وليس آخرا" أنها تتحدث العربية بلهجة أهل المغرب العربي ، ومن حسن الحظ أنها باشرت عملها معي بالذات ، وكثرت الإطلالات ، وأستمرت الحوارات ، ومن ضمنها أنها تحب الشعر ، و تهوى سماع أغاني فيروز في الصباح وهي على مائدة الإفطار الصباحي ، حكت لي مما حكت تفاصيل عن حياتها ، و أمور غير ذلك ، كانت القطعة الناقصة بها العينين ، آه لو كانت تملم عينين سوداوين !

مالله قسم لي في إمناظر عيونك
من عقب ذاك الوقت يازين وياك . .

يوم إني مع بعض الذي ينطرونك
و أنا معاهم في مقرك نطرناك . .

راحت سنين و ماتقربت دونك
و أنا بعيد و ماحصلي بلقياك . .

حتى عيونك . . يا بخيل إبعيونك
مازالت إف بالي إليا من ذكرناك . .



. .
 
  • إعجاب
التفاعلات: 2030A

Way one

عضو مخضرم
مازلت في سالزبورغ ومازال التحسن البطئ مستمر ، ومازالت الممرضة الأفريقية ذات اللون الليلي متواجدة في أنحاء أحوالي البائسة ، الجو أصبح يميل للبرودة ، وبرودة سالزبورغ باردة كبرودة حالتي ، متشابهات الظروف هي العنوان الأمثل والواقعي ، في الحقيقة منذ أيام كنت أريد الكتابة في هذه اليوميات الكئيبة ، إنما لاجديد ، ولا حتى الحالة تسمح بالكتابة !

قبل يومين كنت أناظر من النافذة في غرفتي بالمستشفى رأيت رجل وأمرأة يسيران بخطى قصيرة ثم يتوقفان ، وألاحظ تحركات أيديهما أثناء الحديث المشترك بينهما ، ثم يكملان السير خطوتين أو أكثر قليلا" وتعود لغة إشارات الأيدي بينهما ، ويسيران أيضا" نفس الخطوات ويتوقفان وتستأنف لغة الأيدي ، بالطبع أقصد حركات الأيدي أثناء الحوار ، لاحظت ثمة موضوعا" مهما" يشغلهما ، ياترى ماهو ؟

المتوقع أنهما محتاران بأمر ما ، ولم يقررا مالذي سيقومان به ، لاتسألني عن ملامحهما فالمسافة لاتسمح برؤية أفضل ، ربما أختلفا في بعض تفاصيل تصرفات معينة ، ممكن غيره وحب ، ممكن غضب و عتب !

كل شئ جائز !



.......
 
  • إعجاب
التفاعلات: 2030A

Way one

عضو مخضرم
مازالت الأيام تسير ببطء ، وماتزال برودة الجو تسبطر على زمان سالزبورغ ، وماتزال أحوالي تزداد برودة ، والحمد لله على أية حال

الغريب في حالتي إنها مذبذبة الأحوال ، في يوم تجدني أصحى واحد في العالم ، وفي يوم تالي تشعر وكأن الأكفان تتجهز لجثتي !

الأكيد أن لكل يومه المحتوم ، و سأتحدث عن حالة لم أألغها من قبل ، ولا أفهم تفسيرها ، خاصة في علاقة الرجل بالمرأة ، هنا أتحدث عن الممرضة الأفريقية ، رغم أني لا أحبذ النساء السود ، إنما ومع اللقاء اليومي معها ، وأساسا" هي الأنثى الوحيدة التي ألتقيها دائما" ،، و رغم المرض إلا أني بدت أشعر بشئ مثل إلتقاء الأرواح بيني وبينها ،، بل أنني أحيانا" أنظر اها كعشيقه !

طيب وأين المرض ، أين ذهبت المعاناة ؟

لاتسأل ، هذا ماحصل ، و صرت أنتظر مرورها اليومي بشوق ثعب وصفه ، هل لأنها الأنثى الوحيدة ، هل هي فعلا" تستحق الشوق كعشيقه ، أم هو الشعور الفطري لأي ذكر نحو الأنثى ؟

الأكيد أنني ألمح لها بنظرات العين عما يجول بالخاطر ، ممكن تكون فهمتني ، وممكن تعتقد بمصادفة هذه النظرات وبرائتها ، وممكن جدا" تعتقد بأن الجنون أصبح مصاحبا" لي بجانب الصحبة المزعجة للمرض العضال الذي يجتاح كياني الجسدي !

الأكيد إني مع أشواق الوله مالي جدا
نبرات العشاق تاهت مع ملمات الظنون . .

أدري إن الوقت لامنه مضى أصبح سدا
إجذبتني لمسة الرحمة على الصدر الحنون . .

في سالزبورغ إلمهمات الهوى مامن مدى
والغنوج الداكنة مسترخيه فوق الشجون . .


. . . . .
 
  • Haha
التفاعلات: 2030A

Way one

عضو مخضرم
توازن الحال صعب خاصة بوجود متلازمات المرض / الغربة / الوحدة ، كذلك مع حالة متعرجة التفاصيل وعلى طريقة يوم حلو و يوم مر !

أحيانا"أشعر بأني زائر ثقيل على المستشفى ، أو أني أنا من أستثقل المستشفى ، وأتساءل : إلى متى والعشرة مستمرة مع المستشفيات ؟
كيف أتأقلم مع الأجواء ؟
وهل فعلا" تأقلمت ؟
رؤية المرضى و الممرضين والأطباء والأدوية ومعدات المستشفيات أصبحت هي النجم رقم واحد في تعداد مشاهدات العين ، لاحول ولاقوة إلا بالله ، والحمد لله على أية حال
حاليا" جالس بجانب النافذة ، والأجواء بالخارج ممطرة والسماء تهطل بغزارة ، وأشاهد الناس والمارة في الشارع كل في حاله ، كل له قصة وحكاية ، من معه مظلة يدوية يتقي بها مياه الأمطار و من يغطي وجهه عن إنهمار الماء ، سبحان الله كل شخص هو في الحقيقة رواية متحركة مكتملة الأركان ، رواية صراع الإنسان والحياة . .

قبل يومين كنت أتجول في ممرات المستشفى ، قابلت أحدهم وهو من بلد أسيوي تعرض لحروب مستمرة ، و هو كما يبدو يعاني من مرض عضال ، لكنه يملك القدرة على الحديث وحتى شرب وتناول القهوة ، بالطبع تناول القهوة لمن هو في حالتي يعتبر إنجاز وربما إعجاز ، جلست معه وهو يتحدث العربية بشكل معقول ، كبير ليس صغيرا" في العمر ، علمت من خلال حديثه إنه كان يعمل بالخليج لمدة قاربت العشرون سنة ، وهنا فهمت سبب إتقانه الحديث بالعربية ، و مكثت معه ساعتين تقريبا" ، كان لبقا" معي ، وأنيق الإستقبال ، واتفقت معه على إستمرار التواصل متى ماسمحت الأحوال الطبية بذلك ، ولا إستغراب فنحن أسرى الأحوال الطبية !

اللي له إبخاطري دستور إنساني
الشوق في مهجتي ينصى مواجيبه . .

تسعى له البوصلة وشعور وجداني
ياكثر شوقي على طاري مكاتيبه .

دبر .. وطول علينا والعمر فاني
البارحة زادت الاشواق ترتيبه . .

عزاه مالله كتب لي منه و هناني
هذا زمان تحرقنا إب لواهيبه . .

إذا الصراحة يبيها أعز خلاني
أنشهد انه بحط القلب في جيبه . .

وأحوالنا يارفيع القدر والشاني
تضغط علينا إب ناباه و مخاليبه . .

. . . .
 
  • إعجاب
التفاعلات: 2030A

Way one

عضو مخضرم
تمضي الأيام ، وكل يوم له قصة وحكاية وموضوع ، ومن الأمور التي أفتقدتها التواصل مع الأحبة ، بسبب منعي من إستخدام الأجهزة الذكية لسبب يخص الحالة الصحية ، حيث رأي الطبيب المشرف على حالتي إنه من المهم وضع أجهزتي الذكية ( جهاز هاتف نقال + تابلت ) جانبا" وعدم إستخدامها لسبب كما أسلفت يخص الحالة الصحية وتشخيصها ، أستأذت الطبيب بأن أسحب كتابان أو ثلاثة من خلال ال PDF وطلبت منه مساعدتي لطباعة الكتب وأنني سأتكفل بصرف تكلفة الطباعة ، فإبتسم وقال بما معناه بأن الأمر لايستحق ذلك ، وبأن في المستشفى مطبعة بإمكانها إيجاد حل لما أرغب ، بل وبين لي وهو مبتسما" بأنه يعرف أحد موظفي المطبعة والموظف لحسن الحظ موظفة تنحدر من أصول عربية ، وسيتواصل معها كي يرى ماهية الوضع وكيفيته .

وبعد وقت قصير ( ساعتان تقريبا" ) أتت إلي في الغرفة إحداهن وكانت عربية وللحقيقة لم تكن جميلة الشكل ، عادية جدا" ، لكن تعاملها الراقي كان هو الأجمل ، بعد السؤال عن حالتي وتمنيات الشفاء سألتني عن الكتب المراد طبعها و ذكرت لها ثلاثة كتب ، وقالت بأنها تستطيع إيجاد هذه الكتب وطبعها و إحضارها لي ، و أن الكتب ستصل جاهزة لي يوم غدا" آخر النهار .

وصلت الكتب وكانت هذه الكتب هي الزاد والمتعة و الراحة النفسية ، وبكل صراحة أغنتني عن إستخدام الهاتف النقال ، فللكتاب قيمة نفسية لاتضاهى .

بين وقت وآخر كانت تمر علي الممرضة السمراء المسئولة عن حالتي و يستمر تبادل الأحاديث ، حول أحوال الحالة الطبية و حتى حول الكتب و صفحاتها ، وفي الحقيقة تمنيت لو أن الممرضة أديبة رائعة أو مؤلفة كتب ولتكن فرجينيا وولف ، وإن لظ يحدث لما لاتكون مي زيادة هي الممرضة ، طبعا" الخيال ذهب بعيدا" ، وهو ليس بالخيال الممكن كما عنوان كتاب الأمير سلطان بن سلمان ( 1 ) ، لكني مريض و من حقي كإنسان قبل ان اكون مريضا" أن أتخيل وأتوقع و أتماهى مع تستدعيه الأحوال النفسية المتأثرة بأختها الطبية ، وياقلب لاتحزن !


مانيب عن عشق الغواني إمنزه
ولا نيب ملهوف ن على كل مافات . .

قد جيت لك والقلب به نصف فزه
والنصف الآخر في عداد الوفيات . .


. . . . . . . . .
 

Way one

عضو مخضرم
تمضي الأيام ، ومعها تظهر وتختفي أحلام ، وأمنيات ، تغيرت الممرضة و أصبحت حالتي في عهدة ممرضة من أهل البلد ، و الدم الجرماني يعنون شكلها و يقدم دمها تعريفا" عنها ، الدماء سبحان الله توضح الكثير ، عمرها كما يبدو في بداية الأربعينات ، جميلة شقراء يميل لون شعرها للأشقر الداكن ، ربما هو مازادها جاذبية ، لطيفة جدا" معي ، من خلال التعارف علمت أنها قضت فترات طويلة من حياتها في بافاريا بألمانيا ، وأنها كانت تعمل بأحد مستشفياتها ..

تحب الأدب وقراءة الروايات ، وتعشق الفن التشكيلي ، وبالطبع أتت معها بلوحة رائعة زينت بها غرفة التمريض ، تحدثت معها و حدثتني عن بيكاسو ، وعن الموناليزا ، و دار حديث ذو شجون حول لوحة العشاء الأخير ، و لا أعلم هل هو الحظ الذي اتى بها ، أم أمورا" لا أعلمها ..

سألتها عن حالتي و بينت لي بأني لن أمكث طويلا" هنا ، وأن المتوقع عودتي إلى فيينا في غضون اسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حسب تقييم الطبيب . .

ياصاحبي ماللهوى عقبك إحساب
النفس ماتاخذ سوى قسم ربها . .

عذرك سمين وماوراء عذرك ابواب
يابعد طبرق عن مشاوير سبها . .

أشغلتني في مدلهمات الأسباب
مانيب عارف ماحصل من سببها . .

حنا مع زرف المسايير ركاب
والرحلة إمن طويق لأطراف أبها . .

أما توردنا على زين ماطاب
وإلا تعثرنا إف ذروة . . نشبها . .

. . . . . .
 
  • إعجاب
التفاعلات: 2030A

Way one

عضو مخضرم
بعد تقريبا" ثلاثة أسابيع وبعد فترة لم تختلف حيثياتها عما سبقها ، ابلغتني الممرضة الألمانية بأن الطبيب المباشر سيأتي بعد عصر اليوم ، وستكون زيارته حاسمة بشأن إستمراري هنا في سالزبورغ أم الذهاب إلى فيينا . .

وبصراحة توقعت الذهاب لفيينا حيث كان واضحا" من قسمات وجه الممرضة عندما أبلغتني بأن خبر فيينا صحيح وليس في الأمر ممكن أو يمكن ، هكذا تتنبأ جوارحي ، والله أعلم على أية حال . .

بعض الناس سبحان الله تتبين أخبارهم من قسمات وملامح وجوههم عند الحديث ، لا أقول أني أتمتع بالفراسة ، لكنه شعور وممكن جدا" يكون صحيحا" ، إضافة إلى أن ملامحها وكأنها تصرخ بأنك ستذهب إلى فيينا !

على ذكر الممرضة قبل أيام وأثناء التعامل اليومي معها ، سألتها عن منصات ألكترونية متخصصة بالفن التشكيلي ، و المفاجأة أنها أسرت لي بأنها احد الشركاء بأحد المنصات الألكترونية المختصة بالفن التشكيلي ، وفتحت لي رابط الموقع من خلال جهازها المحمول ، وأخذت تتحدث بإهتمام وحماس عن التشكيل و فنونه ، بل وقامت تتحدث عن تاريخه وأبرز الفنانين وبحماس لم أشهده من قبل منها ، الطريف أنها وهي تتحدث وتؤشر بيدها الرقيقة على بعض اللوحات ، كانت أجزاء جسدها تتحرك وكأنها ترقص على سيمفونيه هادئة ! ( هل أقول لك أنني كنت منتبها" أكثر لتحركات أجزاء جسدها أكثر من وصفها للوحات ؟! )

دعنا منها ومن لوحاتها ومن سيمفونية جسدها ، في الموعد جاء الطبيب وأبلغني بعد تحضير وتمهيد بإنتقالي إلى فيينا لمواصلة العلاج هناك ، و كانت المفارقة أنه ولأول مرة أبلغني بتحسن ملموس في حالتي ، وبأنه ممكن بعد فترة ليست طويلة قد أكون أجتزت المرحلة الحالية بشكل مريح . .

كان يوما" طويلا" وخاتمته مسك من فضل الله . . .


الفراق أقبل ولكني أتشوق
للشقار اللي في شعره والملامح . .

مرت أيام الألم منه أتذوق
والقراح اللي مضى قد صار مالح . .

يمكن إب ظروفنا حظ تعوق
آه يانفس على الطولات جامح . .

الوكاد إن الشعور ماعاد روق
والأكيد إني على مافات سامح . .

. . . . . .
 
  • إعجاب
التفاعلات: 2030A

Way one

عضو مخضرم
بعد أسبوع تقريبا" كان الموعد في فيينا أو كما سمتها أسمهان عاصمة ليالي الأنس ، كان الطريق سهلا" رغم الشتاء والثلوج ، كنت عبر نافذة لسيارة التي أقلتني إلى العاصمة أناظر وأغني وأقرأ القرآن الكريم ، وأتفكر في ملكوت الله ، النمسا قد تكون إحدى أجمل البلاد في الأرض ، بلد جميلة جدا" ، لكني لم أكن بالحرص الكافي على مناظرة جمالها ، فقد كنت منشغلا" بتفاصيل أحوالي وحالتي البائسة أحوالها ..

بعد الوصول للمستشفى في فيينا وهو مستشفى لم أمر عليه من قبل ، يبدو أنه ذو تخصص دقيق ، لذلك كان غامضا" بالنسبة لي ، وكعادة الإجراءات الدخولية للمستشفى كان الدخول هذه المرة أسرع مما أتوقع ، يبدو أن هناك ترتيبا" مسبقا" بهذا الأمر ، هكذا أتوقع ..

أدخلوني إلى غرفة خاصة قديمة كما هو واضح ، لكنها نظيفة جدا" ، و مرتبة ترتيبا" أنيقا" ، ومزودة بكل مايحتاجه المريض النزيل ، و أعطتني إنطباعا" بجودة الأثاث والمعدات الطبية ..

كنت مرهقا" جدا" وأتوق لإغماض العين وأخذ وصلة نوم تعيد ترتيب وضعي النفسي ، واليوم اول ليلة بهذا المستشفى ، ولا أعلم كيف سيغمض جفني !

فتحت جهاز الهاتف ودخلت عدة مواقع ووسائل تواصل ، فقرأت خبرا" عن أحد الذين حصل لي معهم ذكرى لاتنسى ، وتذكرت بعض الأمور ، وإزدحمت الذكريات ، و توالت مشاهدها أمام عيني ، وجاء على بالي بيت معبر يتحدث عن حالتي وماجرى منذ سنوات !

واليوم ماجاني وأنا صرت ما أجيه

وعقب الغلا يجيـه منِّـي مهابـه. . .



. . . .
 
أعلى