بعد أيام من إبلاغي بقرب النقل إلى مدينة سالزبورغ ، وفي ذات صباح جاء أحد الأطباء ومعه ممرضة وطلبوا مني التجهز للإنتقال بعد أقل من ساعة إلى سالزبورغ في رحلة ليست قصيرة ( تقريبا" ساعتين إلا قليل ) ، و طلبوا مني إستبدال الملابس و ابلغاني بأنهما قد إستلما إشعار الموافقة على الإنتقال قبل دقائق ، وأنه تم إبلاغ سيارة المستشفى للإستعداد . .
كانت الرحلة مريحة ، بذات الوقت ممتعة للنظر سيما ومناظر الشوارع والطبيعة النمساوية الخلابة ، وكان تعامل المرافقين ممتازا" ( الطبيب وممرضة ) وصلنا المستشفى وكان على خلاف توقعي ليس المستشفى السابق الذي مكثت به فترة من الزمن ، مستشفى لأول مرة ازوره ، وبالطبع كالعادة في مثل هذه الظروف : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق ، ثلاث مرات . .
كان الإجراء لدخول المستشفى بعد الوصول سريعا" ومعقولا" كالعادة مثلما تعودت هنا ، وصلت إلى غرفة إطلالتها مريحة جدا" تطل على حديقة صغيرة جميلة ، تم إبلاغي بأنني سأخضع لفحص شامل خلال ساعة ونيف وبعدها سيتم إعادتي للغرفة والسرير الجديد ، في هذه العبغرة بالذات تذكرت عنوان إحدى روايات المبدعة الجزائرية أحلام مستغانمي " عابر سرير " !
وبعد إجراء الفحص وهو في الواقع روتيني فقط للوقوف على الحالة الحالية للمريض ، وبعدها تتم إجراءات البروتوكول العلاجي الذي يعتبر هذا الفحص هو القاعدة الأساسية له ، جلست لوحدي على كرسي بجانب السرير ، كان بإمكاني الجلوس على الكرسي المخملي المريح ، بدلا" من السرير ، وكانت فرصة لفتح الآيباد ، و تجولت في نواحيه الشاسعة ، إلى أن وقعت عيني على أغنية رائعة قديمة جدا" لكوكب الشرق أم كلثوم سمعت انها آخر أغنية غنتها قبل وفاتها رحمها الله . . . .
حكم علينا الهوى نعشق سوا يا عين
واحنا اللي قبل الهوى شوف كنت فين وانا فين
وآه يا ليلي آه ع الوعد والمقسوم
يا ليل يا عيني آه ع الوعد والمقسوم
لا تحوشه لا ولا آه ما بين عيون و قلوب
حكم علينا الهوى نعشق سوا وندوب
صدق اللي قال الهوى فوق الجبين مكتوب
. . . . .