مواصيل ممطره . .

Way one

عضو مخضرم
صفحه 28


أشار إلي الطبيب . بتغيير الدواء . حتى يتواكب ذلك مع البرنامج العلاجي المعد مسبقا" . سألته إن كان سيحدث معي تقبل أم لا .. للدواء .. حسب حالات سابقه تشبه حالتي المرضيه . و أجابني بأن تقبل الجسم للعلاج يكون على حسب الوضع الأكلينيكي لحالة المريض . وأن الأمر ليس سواء . إنما في حالتي فهو متفائل .
" سيسير الأمر على مايرام .. لاتقلق " هكذا قال لي . وأنهى حديثه الجاد .بإبتسامه لرفع القلق عن نفسي ..

بدأت تناول الدواء الجديد .. وتقبلته على مضض .وأساسا" ليس لي قرار بشأنه . فالقرار للطبيب .. ولا صوت يعلو فوق صوت قراره .

الجديد في الدواء . إني بدأت أشعر بالإسترخاء أكثر . زادت رغبتي للنوم .

كالعاده .. لجئت إلى النافذه .. وهذا المساء لا ثلوجا" تتساقط على الشارع والمباني . لكنه مطر خفيف . أو ديمه كما نسميه . المباني شاحبه . الشوارع خاليه من الصخب . و ضوضاء المركبات .

ألمح هناك .آخر الشارع . أحد الماره يحتمي بالمظله عن الأمطار ..

آه ياليل المدينه .. كم هو متذبذب ..هادئ .. إلى درجة " المطر " !

أثناء إندماجي مع الأمطار .. والشارع .. دخلت علي الممرضه .. كانت تبتسم .. وكأن إبتسامتها تسألني .. وتستغرب وقوفي المتكرر .. أمام النافذه ..

هي لم تسألني لفظا" .. لكن لغة العيون التي أفهمها جيدا" .. ترجمت لي هذا السؤال من عينيها العسليتين الرائعتين !

نظرت لها بإبتسام .. وأرخيت ذراعي لها .. لتمارس العاده اليوميه . لسقي شراييني بما تحتويه الأبر . من حقن .. و دواء ..

كانت نظراتها لي .. أحيانا" .. ليست نظرات ممرضه لمريض .. !

لكني .. كنت أدعي الغباء .. !

أليس من الذكاء .. إدعاء الغباء " أحيانا" " !


...
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 29

الليله بارده جدا" .. رغم نظام التدفئه المحكم بمباني المستشفى .. إلا أن من يرى عبر النافذه ..سيرى الناس تحتمي باللباس الثقيل .. إنه البرد .. في جبال الألب ..
البرد ليس فقط من يتسلل إلى الجسد . بل حتى المرض . برد
والوحده . برد
آه . . ما أصعب برد القلوب ..
. . .

تأتي الممرضه كالعاده . لزوم الإطمئنان . والحقن والأدويه . والذي منه ..

العجيب .. الممرضه التي تأتي لي .. تتغير بالشهر كذا مره ..

وأشكال .. وألوان .. من هذه الأيقونات البشريه ..

الممرضه التي أتت لي اليوم .. غير شكل !

فراوله تسير على الأرض !

شفتاها .. تم غرس قطعة فراوله فيها .. ثم نثر العسل الصافي فوقها ..

عيناها . . آه ياعيناها . .

أثناء غرزها الأبره في ذراعي .. كنت أناظرها بإهتمام .. بطريقة ( كأني لا أقصد ! ) .. أتجول في تضاريسها السهله الممتنعه . وأراقب قطرات العسل .. حينما تتساقط من الفراوله الطازجه الطريه .. في شفتاها !

آه آه آه ... كنت أحدث نفسي .. !

رمقتني بشكل لماح .. من عينيها الباذختين .. وأبتسمت .. بغنج .. و دلال ..


صددت بعيني عنها . . مدعيا" عدم الإكتراث . .

تمسك يدي .. وتمسح عليها بهدوء .. و حنان !

أشعر بقشعريره جراء ذلك . . .

الجو بااااارد .. قارس . .

وإن كانت أجواءنا ساخنه . . وبإمتياز !

سألتني .. والعسل الصافي مايزال يتساقط بهدوء :

وبلغه إنجليزيه مكسره : كيف حالك ؟

قلت : عسل !




والأجواء بااااااارده .. وأجواءنا تسخن . .



..
 

الدّر

عضو بلاتيني
مريض وعيونه زايغة :)

ذكرتني بشخص من عمر أبوي زوجته أم أولاده سويسرية !!

فقلت مرة منين شايفها ومتعرف عليها !

فقالوا كانت ممرضته !
 

Way one

عضو مخضرم
مريض وعيونه زايغة :)

ذكرتني بشخص من عمر أبوي زوجته أم أولاده سويسرية !!

فقلت مرة منين شايفها ومتعرف عليها !

فقالوا كانت ممرضته !

كل شئ يجوز إستاذه الدر ..

يمكن يتكرر النموذج الذي ذكرتيه مع " ناصر " !

..
 

Way one

عضو مخضرم
السلام عليكم و رحمة الله ..

لأسباب خاصه .. سأطلب من الأخوه الكرام في الإشراف .. إغلاق هذا الموضوع ..

شكرا" لكل من شرفني بوجوده في هذا المتصفح المتواضع . من أعضاء مشاركين في التعليقات . أو قراء متابعين ..

وفق الله الجميع . لما يحبه و يرضاه ..


..
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 30


ينخر الفايروس بي . كما تنخر الحشرات في شجره هرمه ..أشعر بالغثيان .. أحس وكأن عظامي أصبحت لاتقوى على النهوض ..

متمددا" .. وعيني التي يملأها الماء . بين الفينه .. والفينه .. تنظر للأعلى .. للسقف ..

هذا السقف الرمادي الملبس بالخشب . أشعر كأن ألوانه كئيبه .. حزينه .. كحزني على حالتي ..
واقول مايقوله المؤمنون .. الحمد لله على كل حال ..
الأنابيب البلاستيكيه تتمدد في جسدي . وكأني نموذج عمل في درس كهرباء !
أفيق تاره .. وأغفو تاره .. والحاله من يأس إلى يأس !
ولولا إيماني بالله . لحاولت الإنتحار . تخلصا" من آلام مبرحه .. وحاله عفا عنها الزمن .. و طب الزمن ..

أتناول العقاقير .. ولافائده
أستقبل الحقن .. ولافائده ..

وأتذكر المتنبي ...

وزائرتي كأن بها حياء
...............فليس تزور إلا في الظلام ..


أحن إلى مشاهدة الشارع .. و الماره .. والسيارات .. و عربات بيع الورد ..

أحن إلى جلسه في مقهى قديم ..أتناول به قهوه وسط . وأسترق النظر إلى إحدى الحسان ..
أحن .. أحن

والحنين هو الصديق الغريب في حالتي ..

تدخل علي الممرضه النمساويه الشقراء .. وتحدثني بلغه إنجليزيه متكسره تكسيرا" .. مع إبتسامه فيها حنان واضح ..

كيف حالك ؟

رددت : ( غامزا" بعيني .. مع إبتسامه أحاول تحسين شكلها ) هذا هو الحال !


..
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 31


بعد أيام من العلاجات المتواصله . قرر الطبيب . إعطائي فسحه للخروج .. واقترح علي الإكثار من المشي العادي - يقصد ان لا مشي بخطوات سريعه - واقترح أيضا" أن أذهب لأحد المولات المغطاه القريبه من المستشفى ..لأن الأجواء في الخارج تملؤها الثلوج . وبارده جدا" . ولاتتناسب والمشي ..
كانت مدة الفسحه يوميا" كاملا" ..يبدأ من التاسعه صباحا" ..على أن أعود للمستشفى نهاية المساء ..أول الليل ..

لبست ملابسي الثقيله . وتناولت العقاقير الطيبه المقرره . ولففت اللفه الصوف حول رقبتي .. و خرجت من المستشفى . بإتجاه مركز إنتظار القطار . وهو لايزيد بعده عن عشرة دقائق من المشي العادي ..
كانت البرد واضحا" تأثيره .على ملابس المنتظرين مثلي ..وصل القطار . وكانت رحلته بإتجاه إحدى الأحياء القريبه .وفيها مركز تسوق مغطى بالكامل ..

إخترت ذلك السوق . لإن فيه مطعم يقدم المأكولات التركيه .والمخبوزات بأنواعها .كنت قد تناولت به إفطارا" شهيا" قبل مده ليست بالطويله ..
كان القطار شبه فاضي ..يبدو أن الظروف الجويه لها تأثيرها المباغت على حركة السير والقطارات ..

وصلت المول . واتجهت فورا" إلى المطعم التركي . وكان مفتوحا" ..و شبه هادئ ..

جلست . وبإستقبال لائق . ناولتني النادله لائحة طعام اليوم ..

طلبت قهوه وسط . وسلة فطائر سجق وجبن و لبنه . مع طبق صغير . مملوء بالخضار الطازجه ..
كان طعاما" شهيا" .. و رائقا" ..وصالحا" لمثل هذه الأجواء البارده ..

كنت أتناول إفطاري .. ناظرا" للماره .. كلا" منهم يحمل حكايه ..و روايه عن حياته . تذكرت بيت للشاعر بدر عبدالمحسن :

ياسيد الناس كلا" لابس ن .. بزه
....صعب ن نفرق مابين الخبل .. والصاحي ..

إي والله .. صعب نفرق ..


..
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 32


كان يوم أمس رائعا" .. طلعه حره .. ومطعم معتبر .. و فسحه كنت بأمس الحاجه لها ..
الآن أجلس على الكرسي المقابل للنافذه .. الوقت منتصف المساء تقريبا" ( الساعه 8 وقليل ) .. أشاهد تساقط الثلوج وإنهمارها اليومي .. تبدو الشوارع بيضاء .. نظره .. رغم المساء ..

هاتفي النقال لايوجد به رصيد .. حتى أشبكه بالأننرنت .. البارحه نسيت شراء بطاقة تعبئة رصيد .. رغم حرصي الشديد !

الغرفه كالعاده كئيبه .. وأساسا" لايمكن إلا أن تكون كذلك .. فمالذي تتوقعه من غرفة مستشفى في قلب جبال الألب .. بوسط أوروبا ....وثلوجها ..
الإضاءه خافته .. وحتى نفسي خافته . وأحلامي ضعفت . وأصبح أقصى أحلامي .. الشفاء .. والخروج من المصحه !
ياله من بؤس . .

وجدت نفسي أثناء تأملي الجو الخارجي عبر النافذه .. أغني بيني و بين نفسي .. وبصوت خفيض ..

سلام مني عد ماغرد الطير
............على حبيب ن خصني في سلامه ..
أبو ثنايا .. جنهن لولو الهير
...........وإلا إبردي ن هامل ن من غمامه ..

أغني بإحساس جارف . وأخرج بخيالي إلى الكويت .. إلى مناطقها . إلى فرجانها . إلى شوارعها .. إلى كل ماتحبه نفسي . في ديرة العز ..

أثناء ذلك .. تنبهت لمياه تتنثر من عيني ..تجرح وجهي المتعب .. وتبلل منتصف قميصي ..

سلام مني عد ماغرد الطير . . . . !

وأجد نفسي .. أبكي كطفل لم يبلغ الفطام بعد ..

آآه ياكويت .. آآه ياديرة العز ..


..
 

تباشيرالأمل

عضو مخضرم
صفحه 32


كان يوم أمس رائعا" .. طلعه حره .. ومطعم معتبر .. و فسحه كنت بأمس الحاجه لها ..
الآن أجلس على الكرسي المقابل للنافذه .. الوقت منتصف المساء تقريبا" ( الساعه 8 وقليل ) .. أشاهد تساقط الثلوج وإنهمارها اليومي .. تبدو الشوارع بيضاء .. نظره .. رغم المساء ..

هاتفي النقال لايوجد به رصيد .. حتى أشبكه بالأننرنت .. البارحه نسيت شراء بطاقة تعبئة رصيد .. رغم حرصي الشديد !

الغرفه كالعاده كئيبه .. وأساسا" لايمكن إلا أن تكون كذلك .. فمالذي تتوقعه من غرفة مستشفى في قلب جبال الألب .. بوسط أوروبا ....وثلوجها ..
الإضاءه خافته .. وحتى نفسي خافته . وأحلامي ضعفت . وأصبح أقصى أحلامي .. الشفاء .. والخروج من المصحه !
ياله من بؤس . .

وجدت نفسي أثناء تأملي الجو الخارجي عبر النافذه .. أغني بيني و بين نفسي .. وبصوت خفيض ..

سلام مني عد ماغرد الطير
............على حبيب ن خصني في سلامه ..
أبو ثنايا .. جنهن لولو الهير
...........وإلا إبردي ن هامل ن من غمامه ..

أغني بإحساس جارف . وأخرج بخيالي إلى الكويت .. إلى مناطقها . إلى فرجانها . إلى شوارعها .. إلى كل ماتحبه نفسي . في ديرة العز ..

أثناء ذلك .. تنبهت لمياه تتنثر من عيني ..تجرح وجهي المتعب .. وتبلل منتصف قميصي ..

سلام مني عد ماغرد الطير . . . . !

وأجد نفسي .. أبكي كطفل لم يبلغ الفطام بعد ..

آآه ياكويت .. آآه ياديرة العز ..


..
موجعة الغربة اذا ماقترنة بالوحده والمرض
تأسرالروح وتعتصرها بشده
متابعه للمواصيل المطر
بنتظارربيع آت
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 33


كنت في سريري خاضعا" كالعاده لأدوات العلاج .. وأدويته ..
دخلت علي ممرضه شقراء .. نحيفه . شذرية العين .. تتبين على وجهها ملامح الجديه . بادرتني بإبتسامه لطيفه .. بادلتها بمثلها .. ثم بدأت في التأكد من عدة أمور في الغرفه . وكأنها في جولة تفتيش مفاجئه.

ثم دنت نحو ملفي العلاجي الواقع مكانه في رف خشبي معلق على الجدار المقابل .. جلست على الكرسي الخشبي ( هنا أغلب الأدوات مصنوعه من الأخشاب ) .. ولبست نظارتها الطبيه المعلق جانبيها حول رقبتها العنقاء ..و وضعت رجلا" فوق أخرى . ثم رمقتني بإبتسامه هادئه . وانشغلت بعدها بقراءة أوراق الملف .. كانت تقرأ بإهتمام ظاهر .. وتدون ملاحظاتها في ورقه خارجيه صغيره ..

وبعد تقريبا" ثلث ساعه .. وكنت أثناءها . أناظرها من بعيد لبعيد .. وبعد إنتهاءها . أرجعت الملف إلى مكانه .بعنايه واضحه ..
أتجهت إلي .. وبإبتسامتها المعهوده . .

. سألتني بلغه إنجليزيه ذات لكنه أمريكيه : كيف حالك ؟
(كانت لغتها سليمه و واضحه النطق )
أنا : الحمد لله .. كما ترين !
هي : أنا جديده في هذا الجناح . وآمل أن يكون قدومي إيجابيا" لكم في الجناح
أنا : أأمل ذلك .. أنتي أمريكيه
هي : ههههه لا من بولندا
أنا : هههههه ظننتك امريكيه . لكنتك أمريكيه في الكلام
هي : نعم .. عشت في أمريكا سنوات عديده . قبل المجئ هنا .. قبل سنتين
أنا : أهااااا .. سعيد لوجودك هنا
هي : وأنا كذلك .. وسأحاول قدر الإمكان تقديم خدمة طبيه مميزه لك
أنا : شكرا" جزيلا" .. ممتن لك جدا"

ثم استأذنت ..بعد أن أخذت جوله أخيره حول سريري .. والتأكد مره أخرى من الأدوات العلاجيه والأدويه ..

إنطباعي عنها كان جيدا" .. وكما يقال الإنطباع الأول . هو الأهم . وهو مايكون الفكره الأولى .. التي غالبا" ماترسخ في الذاكره ..

لم يمرني الطبيب اليوم . يبدو إنه إكتفى بقدوم الممرضه الجديده .. " بنت البولنديه " !

..
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 34


صباح اليوم .. كان على غير العاده .. مشمسا" .. والجو هادئ .. والسماء صافيه .. أشعر وكأن المدينه تتنفس الصعداء .. منذ أكثر من ثلاث أسابيع . لم يمرنا مثل هذا التغير في المناخ .. كأنه إنقلاب أجواء .. قد يسمى منخفض جوي .بحسب خبراء الأرصاد . وقد أسميه أنا " مرتفع جوي " !
و كوني لست خبيرا" في الجدي وسهيل . ولا بالرياح الشماليه التي تنشط أحيانا" .. فقد يحق لي العبث بالمسميات أو المصطلحات للأرصاد الجويه .. ولو كتابه .. كأضعف الأحوال ..

الساعه تقريبا" الثامنه صباحا" .. تأتي إلي النادله الأنيقه .. بطعام الإفطار .. والذي لايأتي إلا بعد موافقة الطبيب ..
إفطار اليوم عباره عن خبزه تشبه " الباغيت " الفرنسي .. و قطعة جبن صغيره . وعلبة عسل صغيره . وعلبه صغيره بها قليل من الخس والخيار .. و عصير برتقال طازج .. و قارورة ماء ..
بعد تناول وجبه الإفطار الصباحيه .. كان علي بدء أول حصه بالبرنامج العلاجي .. و هي المشي لنصف ساعه .. قبل الذهاب لصالة التمرينات .. والعلاج الطبيعي ..

بعد إنتهاء حصة المشي .. آثرت أن أرتاح قليلا" في قاعة الإستقبال الخاصه بالجناح .. بعد جلوسي على الأريكه ذات المخمل الناعم ..شعرت برغبه شديده .. لكي أغفو .. ولو دقائق ..
إغماضة العين .. و لو دقائق .. والإسترخاء خلالها .. تشعرني بالراحه .. والصفاء الذهني ..

إستيقظت بعد غفوه . لم تستمر سوى دقائق .. يعلم الله إنها كانت تساوي بالنسبه لي نوم عشر ساعات !

بعد ساعه تقريبا" في صالة التمرينات .. توجهت إلى غرفتي .. لإنتظار " البولنديه " .. و بدء رحلة الحقن والأدويه اليوميه . التي لاتنتهي !

كانت الممرضه اليوم . تتعامل بجديه أكثر . ولم تتبادل الحديث معي ..وكأنها منشغله ذهنيا" بأمر ما ..
" اللي واخد بالك .. يتهنابو " مثل مصري .. أو عباره مصريه .. تقال في مثل هذه المواقف .. كلمتها .. وقلت لها هذا المثل مترجم .. عضت شفتها السفلى . و صارحتني بأنها قلقه على والدتها في بولندا . فقد وصلها إتصال بأنها مريضه .. و طلبت الممرضه من إدارة الجناح الأذن للسفر . حتى تكون بجانب والدتها .. وإلى الآن لم يأتها الإذن ..
أ
آهااااا .. فهمت إذن سبب توترها .. وجديتها الأكثر من الوضع العادي ..

دعوت لها بخالص الأمنيات بشفاء والدتها . وكان واضح عليها الإمتنان ..

خرجت بعد إداء عملها الروتيني معي .. وا أعلم .. هل ستتم الموافقه على طلبها .. أو لا ؟


.....
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 35


كنت قد تحدثت مع الطبيب . بخصوص إعطائي إجازه يومين . إن كانت حالتي الصحيه تسمح .. آخر إجازه كانت قبل عشرين يوما" ..

كنت أريد الذهاب إلى مدينة " سالزبورغ " . لتغيير الروتين . والجو .. وكل شئ ..
أهم أمر بالنسبه لي . الخروج من المصحه أو المستشفى .. مللت .. بت أشعر وكأني أختنق ..
وافق الطبيب . بعد إلحاح شديد مني .. وبشرط أن أوعده بتناول الأدويه في وقتها .. والحقيقه لو أن الحاله لاتسمح بالخروج . فمن المستحيل منحي تلك الإجازه الثمينه !
في اليوم التالي . يوم بدء الإجازه ( كلها يومين فقط ! ).. كنت قد تجهزت بكل مايلزم ..

وبالفعل استقليت القطار المتجه إلى سالزيورغ . هذه المره كان القطار بعدد ركاب شبه كامل . وإن تميزت الرحله بالهدوء ..
وصلت سالزبورغ .. وعلى مقربه من جسر السالزاك .. كنت أرتشف القهوه الساخنه . في كافيه عتيق .

بعدها تجولت في الحي القديم .. سيرا" على الأقدام .
ما أجمل المشي في الحارات القديمه .والأزقه .. تشعر بعبق التاريخ .. وتشعر بأصالة المكان .. و عراقته ..
إلتقيت بأحد العرب من شمال أفريقيا .. يبدو إنه تونسي . تبادلت معه الحوار العادي . خلال جلسه على طاولة مقهى ..
إذن هي أيضا" مدينة الكافيات والمقاهي !
كانت الساعه تقترب من الثامنه مساء. آه لقد إقترب موعد الدواء وتناوله ..

أحببت أن أجرب المبيت هذه الليله . في أحد الفنادق الرخيصه . أهم شئ يكون الفندق نظيف . فأنا سأستأجره فقط . ولن أتملكه حتى أبحث عن مميزات !
أهم شئ نظافة الفندق .. هذا لسان حالي ..

وفي أحد الحارات العتيقه .. لاحظت وحود فندق صغير . أشبهه ببنسيون . أي نزل رخيص ..
ذهبت له .. وبالفعل كان فندقا" نظيفا" جدا" .. تبدو العراقه واضحه وتتحدث جدرانه عنها .( لما سألت متى بني الفندق قبل قبل 106 أعوام ! )
كان مكونا" من ثلاث طوابق صغيره .. و قبو فيه كافيه صغير . و رف للمعجنات الطازجه ..

بعد وصولي الغرفه النظيفه جدا" . طرق الباب
وإذا بنادلة الفندق . تحدثني بإنجليزيه مكسره ( ظنا" منها بأني لاتيني ) فلما لاحظت أن سحنتي عربيه . فاجئتني بنطقها العربيه !
فرحت جدا" .. حدثت معها .. كانت لطيفه جدا" معي ..
أرمنيه .. عاشت في لبنان أغلب سني عمرها . ثم هاجرت و زوجها إلى هذه البلاد .زوجها يعمل بأحد المطاعم . وهي نادله في هذا الفندق الصغير ..

تقول لي " كوهار " أنها لأول مره تواجه عربي بالفندق منذ عملت به من ثلاث سنوات !

ضحكت و قلت لها : و ياما راح تشوفين !

لبقه . كيسه . رزينة الحديث . وملامحها شرق أوسطيه . حيث يبرز شعرها الأسود الليلي كعنوان صارخ على شرقيتها .. فمها صغير . يادوب يأكل فراوله صغيره . عيناها واسعتان . هل يحتاج أن أقول إنها بيضاء كالثلج ؟!

جلست معي في الغرفه غضون الساعه . وشاهدتني اتناول الدواء . و كانت معي لطيفه جدا" ..
سررت بها ..وكانت وطنا" لي في تلك المدينه النمساويه البعيده ..

ما أجملها . وإن كانت متزوجه !

..
 

الدّر

عضو بلاتيني
يبدو بأن مشاعر الغربة وألم المرض مخلينك تشوف كل النساء عندهم حسناوات :)

بس جميل أن تختار فندق عتيق تستشعر معه دفء الماضي والذكريات

اختيار موفق وأحداث أجمل :)
 

Way one

عضو مخضرم
موجعة الغربة اذا ماقترنة بالوحده والمرض
تأسرالروح وتعتصرها بشده
متابعه للمواصيل المطر
بنتظارربيع آت

نعم موجعه الغربه .

وبإنتظار الربيع الآتي .. ( بالطبع ليس سيئ الذكر الربيع العربي )

شكرا" إستاذه تباشير الأمل .. على مرورك الجميل
..
 
أعلى