مواصيل ممطره . .

Way one

عضو مخضرم
صفحه 51


كانت الوقت تقريبا" قبل دخول الليل .. أي آخر المساء .. كنت جالسا" في الغرفه أقرأ أحد البروشورات عن المستشفى ( كان البروشور باللغه الإنجليزيه ).فسمعت طرق باب الغرفه . وإذا هي الممرضه مبتسمه .. وبعد السلام اللطيف .. أخبرتني ( الصحيح إنها بشرتني ) بوصول رساله ألكترونيه بموافقة الطبيب على خروجي إجازه مدة يومين .. وجاءت بنسخه ورقيه ( برنت ) من الرساله .لتسلمني إياها ..

فرحت كثيرا" بهذه البشرى الطيبه . التي طالما تمنيتها منذ وقت .. فما أجمل الخروج ..والحريه ..

وكان نومي هانئا" تلك الليله .. أتذكر إني كنت أشعر وكأني شفتاي في وضع الإبتسام أثناء النوم !

ألا يحق لي أن أشعر ؟!!

إستيقظت مبكرا" .. وكان عندي إذن مسبق بالخروج وقتما شئت بعد الإستيقاظ . وأخذ الحقنه والعلاج ..

وبالفعل بعد ماذكرت . إغتسلت .. ولبست ملابسي . وأخذت حقيبه صغيره ( كنت قد جهزتها من البارح ) .. وأخذت كارد الخروج ( هو كارد بلاستيكي ممغنط . يصرف فقط للخروج ..كدلاله على الإستئذان المسبق ) .وتوجهت للبوابه الرئيسيه للمستشفى . وبعد الخروج .. وكان الجو ماطرا" ..والأمطار تهطل بغزاره .ركبت أول تاكسي أمامي . وكان السنتر هو وجهتي ( سنتر فيينا ) . وصلت وكان الجو مايزال ماطرا" .. فتوجهت إلى أحد المقاهي المجاوره ..
كان الحضور داخل المقهى متوسطا" ..شكل المقهى من الخارج عادي جدا" . إنما من الداخل فيه فخامه . يشعرك كأنك في بهو فندق 5 نجوم ..ما أنت جلست على إحدى الطاولات . حتى أتى إلي النادل ..وبإبتسامه معبره .إعتذر لي عن عدم إمكانية جلوسي في هذه الطاوله ( يقصد الطاوله التي جلست عليها ) لأنها محجوزه . وأقترح علي بتهذيب جم .أن أجلس على إحدى الطاولات المجاوره .بالطبع وافقت فورا" ..
كانت أغلب وجوه رواد المقهى . أوروبيه . طلبت شاي.. وقطعة كراوسان . بعدها تقريبا" نصف ساعه . طلبت وجبة باستا ..وكان الغداء الإيطالي .. له جوه الخاص .في فيينا الممطره ..


..
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 52


خرجت من المقهى .. بعد جلسه رائقه طالت لحظاتها الساعتين ( تزيد أو تقل قليلا" ) .. كانت أصوات الشتاء ماتزال تصهل . والأمطار تتدثر بها الشوارع ..
كنت أسير وسط دهاليز فيينا .. بشعور وأنفاس الحريه ..
أسترق النظر .. لرؤية هذه .. أو تلك .. أو أي شئ . .
أشعر دائما" بالتقدير لكل ماهو ممطر . بزخات المطر .. يتولد لدي إحساس .. بأن المطر ينبض . له دقات قلب مثلنا . . يعشق مثلنا .. يحب مثلنا . و . . . يكره مثلنا . والمطر إن كره .. فيضان .. !
حتى للمطر مواصيل .. مواصيل ممطره . رائقه . . . تغشى النفوس . . وتستدرج الأنفاس . . . للإنفاس .. !
أثناء نأملاتي . . وتفاكيري .. وبعد ساعه وقليل من السير .. وجدت محل كافيه عتيق .. وكان هو الهدف اللا معلن لخاطري !
دخلت الكافيه .. أو المقهى ..كان ذا ديكورات خشبيه .. مطلاه بالألوان الغاتمه . عتق السنين تعلنه زواياه .. وكأنها صفحات من التاريخ . .
جلست . وكم كانت سعادتي عندما علمت بوجود قهوه تركيه ..
وكانت " التركيه " الوسط .. !
لذيذه . . طعمها مايزال في فمي . وتضاريس الفم حساسه . إن أحست بتذوق لذه . يصعب عليها نسيانها !
وكانت اللذه . . والقهوه .. والنكهه الوسط .. التركيه !

بعد اللذه التركيه .. أقصد القهوه التركيه ..وكانت طاولتي في مواجهة الشارع .. ظللت أطالع الماره .. أشكال .. وألوان .. " الله وكيلك "
بعد المقهى أو الكافيه .. إستأنفت المشي سيرا" ..وكنت كأني أشاهد في نوافذ التاريخ . أو أقرأ صفحات القرون الماضيه.. في فيينا .. بالذات . كل شئ يكاد ينطق بالتاريخ !
آه .. تذكرت الدرزيه الراحله " أسمهان " . وترنمت شفتاي بأغنيتها الخالده ... " ليالي الأنس في فيينا " !

كنت ولدقائق أشعر بأن روح أسمهان ترافقني . تغني لي .. ترقص لي . بألحان خالده . بالتأكيد ليست كألحان موتسارت !


..
 

ام العيال

عضو مخضرم
اخي مع الله مواصيل ممطرة ومعطرة شذاها وصلني الى ذاك الحنطور وصاحبه ذو الشعر الطويل المعكوف على قفاه مثل ذيل حصان !! وسط فينا كأننا في العصور الوسطى بكل مبانيها العريقة وكنا نردد ليالي الانس في فينا بس هناك فرق انا وعيالي :) وصوت اسمهان !! جميل ماسطرته اخي مع الله هنا تكتب الحدث كسناريو جاهز للتنفيذ بجدارة :وردة:
 

Way one

عضو مخضرم
اخي مع الله مواصيل ممطرة ومعطرة شذاها وصلني الى ذاك الحنطور وصاحبه ذو الشعر الطويل المعكوف على قفاه مثل ذيل حصان !! وسط فينا كأننا في العصور الوسطى بكل مبانيها العريقة وكنا نردد ليالي الانس في فينا بس هناك فرق انا وعيالي :) وصوت اسمهان !! جميل ماسطرته اخي مع الله هنا تكتب الحدث كسناريو جاهز للتنفيذ بجدارة :وردة:

ألف شكرا" على هذا التعليق الرائع ..


فعلا" استمتعت بقراءة تعليقك اختي المتميزه " أم العيال "


الله يحفظك ومن يقرأ .. أختنا العزيزه ..


..
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 53


بعد تقريبا" أربع ساعات . من السير في دهاليز فيينا .. والتوقف في مقهى هنا .. ومقهى هناك .. شعرت برغبه في الراحه . فقررت الذهاب إلى أحد النزل الصغيره ( أثناء وجودي في المستشفى . قرأت نشره فيها ارقام عدد من فنادق فيينا . و دونت بعض الأرقام الهاتفيه في سجل صغير احمله معي )
وصلت النزل . و هو فندق صغير . يقع أحد الطرقات الصغيره . بالقرب من سنتر فيينا . وبعد إجراءات بسيطه للحجز . دخلت الغرفه .وهي صغيرة المساحه . متوسطة الفخامه . بها سرير نفر و نص . و تسريحه مع مرايا ذات برواز بنقوش مذهبة اللون . ومكتب صغير . عليه مفكره . و ورق . و قلم حبر ناشف .. طلاء الغرفه أخضر عشبي . السقف أبيض . الأرضيه خشبيه " باركيه " .. الحمام ( أعزكم الله ) بسيط جدا" به مناشف كافيه . وعدة تنظيف شخصيه متكامله و رائعه ( معجون أسنان . شامبو جسم . شامبو شعر . صابون للغسيل . ) استغربت وجودها بهذه الجوده بهذا الفندق الصغير . فكأني بفندق صغير بمميزات 5 نجوم


كانت النافذه الصغيره .تطل على أحد الطرقات الصغيره .

غرفه تعتبر معتبره . لمن يمر بنفس ظروفي . . كالعاده بدأت بالإستحمام . وتبديل ملابسي . ومن ثم الصلاه .. و بعدها إلى السرير . وللنوم .. و . . . . ناموا .. تصحوا .. فلا فاز إلا النوم !



..
 

prince

عضوبلاتيني
سرد سلس جميل انسجم في قراءته ويصعب الانقطاع إمعانا مني بالتكمله
بارك الله فيك
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 54


نهضت من النوم باكرا" .. وبعد الإغتسال والصلاه . لبست .. و نزلت لأبحث عن مطعم لتناول وجبة الإفطار ( الفندق لايوجد به مطعم ) ..
من حسن الحظ . عثرت على مطعم صغير . قريب من الفندق ( تقريبا" أقل من 30 متر )
كان مطعما" بسيط . كانت وجبة إفطاري مكونه من زيتون . و جبنه . وطماطم بالبيض .إضافه إلى قطعتي رغيف . وشاي . وقنينة ماء صغيره . وكان إفطارا" بسيطا" و شهي ..
بعدها عدت إلى الفندق لأخذ قسطا" من النوم . ساعتين تقريبا" ( كنت أحاول استغلال الوقت بالنوم كلما سنحت فرصه )..
بعدها لبست . ونزلت لبهو الفندق . منها تناول القهوه . وأيضا" تبادل الأحاديث مع أيا" من الموجودين ( بالطبع أقصد موظفي أو موظفات الإستقبال) ..
لم يكن سوى رجل كهل . لا أظن أن عمره أقل من سبعون عاما" .. يبدو نشيطا" .. ومهتما" بهندامه . وكان منهمكا" بالكتابه . أراه يقلب الصفحه تلو الأخرى .. مما طرد عن نفسي فكرة تبادل الحديث معه . وإكتفيت بفنجان ساخن من القهوه . مع قطعة كعك لذيذه ..
بعد القهوه .. ترجلت إلى خارج الفندق . لأخذ جوله سيرا" على الأقدام . في طرقات فيينا العتيقه ..
وبعد جوله إستمرت إلى ماقبل المغرب بقليل . تخللتها وجبة غداء بسيطه . توجهت للفندق . لأخذ حقيبتي الصغيره . وبدء رحلة العوده للمستشفى .. ( اتفقت مع موظف الإستقبال بوضع حقيبتي عند الإستقبال ريثما أعود . و وافق بلباقه ) ..
شكرت موظف الإستقبال بحراره . وأخذت الحقيبه الصغيره . ومن محطة التاكسي . أستقليت أول تاكسي إلى المستشفى ..
وصلت المستشفى . وبعد إجراء سريع وبسيط في ركن الإستقبال . تم أعطائي الأذن للدخول .
وصلت الجناح . وبعد فحص روتيني سريع . توجهت إلى غرفتي . وبدلت ملابسي ..واستلقيت على السرير . بعد إطفاء انوار الغرفه .والإكتفاء بالضوء الخافت ..
ما أن وضعت رأسي على الوساده . شعرت وكأن خدرا" يتسلل بين شراييني . و رغبة بالنوم تداهمني .. فأسلمت عيني للنوم .. في إنتظار الغد ..


..
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 55


كنت أشعر بالضجر . و الملل من إستمرارية وجودي بالمستشغى .. ومما زاد يأسي .. أن نتائج الفحوصات . لم تكن دائما" على مايرام . ليست مشجعه . بل أحيانا" يصل الأمر إلى الرغبه في الخروج النهائي . و ترك الأمور لتقدير رب العالمين ..
لم تكن حالتي في الظاهر . ولمن يشاهدني خطره . حيث كنت أمشي . وآكل و أشرب . ونومي معظمه جيد .. لكن المشكله كما يقول المثل الدارج " يشوفون النخل وايدرون وش الدخل " !
أثناء إحدى فترات وجود الطبيب الإستشاري .سألته : إلى متى سيستمر هذا الحال . . ألا يوجد مجال للشفاء ؟ !

إبتسم بلطف .. وتحدث بحميميه : إنك ماتعانيه من الصعب الشفاء التام منه بسرعه . يتطلب علاجك برامج علاجيه طويلة المدى . إنما بترو . لإن حالتك لم تنتكس . بل تسير برامجك العلاجيه بنجاح . وإن كان ببطء . وكلما سنحت فرصه . سمحنا لك بإجازه خارجيه قصيره كي تتأقلم مع الواقع العام . على أية حال . أحوالك الصحيه رغم مايحدث . لكنها تسرنا لأننا نلاحظ التقدم في العلاج . وإن كانت الرحله ماتزال في المنتصف . لكنه تقدم جيد . وعليك أن تتفائل . فأنت أحسن حالا" من غيرك ممن يعاني مثلك ..
بعد كلام الطبيب . شعرت بضيق يخالطه اليأس . يبدو أن الأمر بعيد .. الله المستعان ..

شعرت بدمعه ذرفت من عيني . لم أكن باكيا" .. ولا أعلم كيف نزلت هذه الدمعه . وبلا إستئذان من خلايا المخ !
بالنهايه .. أنا إنسان .. أفرح . أحزن . أبكي . أضحك . إنسان .. لا أكثر ..
مجرد . . . إنسان !
بعد خروج الطبيب . نهضت . وتوجهت للنافذه لأطل على نهر الدانوب .. وأتأمل زرقته .. و هدوءه .. أفكر . وأتفكر . وابتسم حين أرى عاشقين في وضع حميم . على إحدى المراكب السائره على مياه النهر العتيق ..

يالله .. فعلا" .. القافله تسير .. والزمن يمضي .. وكما قالها بعفويه أحد كبار السن : الدنيا ياولدي ماوقفت على أحد ..
أو كما قال أحد الصعايده : دي دنيا محدش واخد منها حاجه !


..
 

الدّر

عضو بلاتيني
تصويرك للمشاعر عميق ويأخذنا معك حيثما كنت حيث المشفى ورائحة المعقم وأروقته البيضاء الكئيبة وأشكال المرضى :(
أتمنى لناصر الشفاء العاجل :وردة_ذابلة:

حتى أنا يأست :باكي:
 

Way one

عضو مخضرم
تصويرك للمشاعر عميق ويأخذنا معك حيثما كنت حيث المشفى ورائحة المعقم وأروقته البيضاء الكئيبة وأشكال المرضى :(
أتمنى لناصر الشفاء العاجل :وردة_ذابلة:

حتى أنا يأست :باكي:


شكرا" أختنا العزيزه استاذه " الدر " ..على هذا التعليق الرائع ..

الله يجزاك خير ويشفيه .ويشفي مرضى المسلمين .. ( ملاحظه : القصه خياليه )


لايأس مع الحياه .. أستاذتنا الفاضله ..

والله موجود .. ولله الحمد في كل الأحوال ..
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 56


كانت الأيام تسير ببطء .. ولم أكن أشعر بمرورها .. أحيانا" ..لا أ عرف أن اليوم هو الأحد .. أو الخميس !
تساوت عندي الأيام . والتاريخ وكأنه وقف عند إحساسي الشبه ميت !
أتمنى رؤية سحنه عربيه . لايوجد منها أحد . ولا لهجه عربيه . كنت غريب وسط أغراب .. لا دين يجمعني معهم . ولا لغه . و لا عرق . ولا أصل . ولا عادات و تقاليد ..
حدث ذات يوم أن جائتني ممرضه متوسطة العمر . بيضاء .. النمش فيها يغطي على بياضها الممتزج بإحمرار . سمينه . وإن كانت خفيفة الحركه . عيونها ذات نظرات حاده . لو علمت فيما بعد إنها كانت رجلا" ..وغير جنسه إلى إمراه .. لن أستغرب !
لكنها . كانت جاده . و حريصه على عملها . كانت شبه مقيمه بالجناح . لاتبتسم . لكنها أيضا" ليست متجهمة الوجه . أي تتعامل بجديه .علمت فيما بعد إنها ألمانيه . عندها لم أستغرب تلك الجديه التي تميز الشعب الألماني ..
كان تواصلها مع الطبيب أكثر من سابقاتها . كان كلامها معي رسمي جدا" .جديه مبالغ فيها . إنما .. وللأمانه كانت تتعامل بمهنيه عاليه .
المشكله .. كانت فيني أنا . كنت أتعود على رؤية الجميلات من الممرضات . وكنت أتجاذب معهن أطراف الحديث . وأحيانا" كل الحديث !
مرت الأيام .. و في وقت بعد العصر بقليل . أحد الأيام .. أحببت أن أمارس رياضة المشي داخل ممرات مباني المستشفى .وبعد الإستئذان .خرجت للتمشي .. أو قل للتنزه ..كانت الحديقه ولا كأنها موجوده . بسطت على أرضها الثلوج ..القاع أبيض ..
في نهاية أحد الممرات . كانت توجد قاعه أنيقه . صادفت أثناءها وجود عزف على البيانو ..
شاب أنيق . يعزف ألحان مختلفه وسيمفونيات ( حسب مافهمت ) ..وكان لعزفه الرائع .. الدافع لي للجلوس على أحد المقاعد المخمليه في القاعه ..
كان يعزف بإحساس مرهف . و واضح .. كنت أظنه يعزف ألحانا" باكيه . وتدعو من يسمعها للبكاء !
كان يعزف بإحساس وإتقان شديد .. وبين المعزوفه والأخرى . يتم التصفيق له من المتابعين القله في القاعه ..
إحدى معزوفاته . كان لها صدى في خاطري . وشعرت بالإندماج معها ..

حتى إني أثناء إندماجي .. سافرت للكويت !






..
 

prince

عضوبلاتيني
كان يعزف بإحساس مرهف . و واضح .. كنت أظنه يعزف ألحانا" باكيه . وتدعو من يسمعها للبكاء !
كان يعزف بإحساس وإتقان شديد .. وبين المعزوفه والأخرى . يتم التصفيق له من المتابعين القله في القاعه ..
إحدى معزوفاته . كان لها صدى في خاطري . وشعرت بالإندماج معها ..

من خلال سردك للقصه ووصفك لهذه الجزئيه بإتقان تعايشت معها كما لو كنت حاضرا ومشاهدا لها معك ...
لله درك ما اجمل بوحك ....
 

Way one

عضو مخضرم
من خلال سردك للقصه ووصفك لهذه الجزئيه بإتقان تعايشت معها كما لو كنت حاضرا ومشاهدا لها معك ...
لله درك ما اجمل بوحك ....

الحقيقه حاولت قدر الإمكان تصوير الموقف . لأدخل القارئ بواقعية الموقف .

وسعدت والله بتفاعلك .
آمل أن أكون دوما" عند حسن ظن ربي و ظنك و ظن القارئ الكريم ..


اخي العزيز .. برنس


جدا" جدا" اسعدتني مداخلتك ..



شكرا" يالغالي
 

prince

عضوبلاتيني
كانت الأيام تسير ببطء .. ولم أكن أشعر بمرورها .. أحيانا" ..لا أ عرف أن اليوم هو الأحد .. أو الخميس !
تساوت عندي الأيام . والتاريخ وكأنه وقف عند إحساسي الشبه ميت !

تمر لحظات على النفس تتوقف عند نقطة معينه بينما الزمن لايتوقف ويتجاوزها بمراحل فلم تعد تعرف بأي ساعة ولا بأي يوم تكون ...
تلك اللحظات تمر على اي كان لكننا لم ندرك مهيتها ولا عرفنا التحدث عنها حتى ادرجتها لنا وبإسلوبك العذب .. حقا انت مميز
وطرحك يروقني وجدا .. وأقول ذلك بصدق ولست مجبرا على المحاباة ... استمر فنحن على المدرجات نستمع ونصفق ...
:وردة::وردة:
 

Way one

عضو مخضرم
تمر لحظات على النفس تتوقف عند نقطة معينه بينما الزمن لايتوقف ويتجاوزها بمراحل فلم تعد تعرف بأي ساعة ولا بأي يوم تكون ...
تلك اللحظات تمر على اي كان لكننا لم ندرك مهيتها ولا عرفنا التحدث عنها حتى ادرجتها لنا وبإسلوبك العذب .. حقا انت مميز
وطرحك يروقني وجدا .. وأقول ذلك بصدق ولست مجبرا على المحاباة ... استمر فنحن على المدرجات نستمع ونصفق ...
:وردة::وردة:

ألف شكرا" على اطراءك اخي العزيز البرنس

والله يجعلني عند حسن ظن ربي . والطيبين شرواك دوم
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 57


كانت نفسية " ناصر " متعبه (بفتح العين ) ويشعر بما يشبه الإضطراب الذهني . لم يكن يتحسس الراحه التي عايشها إبان وجوده في مصحة " إنسبروك " ،على الأقل كان يريح عينيه بمشاهدة ممرضات حسناوات . و أطباء ذوي نفوس مرحه . و وقت الإجازات كان يتنقل بين عدة مناطق و قرى ريفيه . كانت نفسه التواقه ترتاح بالمجئ إليها ..

في " فيينا " الصاخبه . و مستشفاها الكبير . و أطباءه ممن يحملون صفة الجديه . وكأنهم رضعوا الجديه منذ ولادتهم ( هكذا يحدث نفسه ناصر ) ..أما الممرضه الألمانيه .. فتلك حكايه لوحدها ! ، عجز عن فك لغزها . وأخذ يتململ من رؤيتها .. ( كان يتمنى تبديلها . لكنها " نشبت في الحلج " كما يتصور )

ذات يوم . وبعد مكوث تجاوز الثلاث أشهر في المستشفى . أبلغته الممرضه بأنه سيكون يوم غد . موعدا" لعرضه على لجنه متخصصه . للوقوف على آخر تطورات حالته . وبينت لناصر بأن اللجنه تضم أربعة أطباء أستشاريين بدرجة بروفيسور . برفقة متخصصين . وبأن اللجنه استملت ملف ناصر قبل يومين . و ذلك للبحث المسبق . قبل مقابلته شخصيا" ..و فوجئ ناصر . عندما أبلغته الممرضه . بوجود شريط تسجيل مرئي له أثناء نومه . حيث وضع له جهاز صغير بقربه دون علمه . لرصد كل أنفاسه و وحالته أثناء النوم . إحتج ناصر على هذا التصرف الغير مألوف .إلا أن الممرضه وبإبتسامه نادره . أوضحت ان الهدف طبي . لاغير . فالجهاز يترصد الشهيق والشخير والأنفاس . كمتابعه .وممارسه طبيه تحتاجها حاله مريضه . كحالة ناصر .

بل وبينت له . بأنه يستطيع بأي وقت طلب الشريط ومشاهدته . " ليس لدينا مانخفيه " هكذا قالت لناصر !

وفي اليوم التالي . تجهز ناصر في الصباح . و ذهب برفقة الطبيب المناوب والممرضه إلى مقر اللجنه . في جناح قريب من الجناح الذي يعالج به .

دخل اللجنه . كانت وجوه الأطباء تحمل قدرا" من الجديه .وبعد فحوصات واختبارات وحوارات معه . استمرت أربع ساعات .. تم السماح له بالعوده للجناح . على أن يبلغ بتقرير اللجنه بعد اسبوع .


..
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 58


وبعد " محاتاه " ( أي : ترقب ) أسبوع كامل . كان ناصرا" يترقب . النتيجه .. ومالذي ستفرزه من نتائج قد تغير حاله إلى حال آخر ..

حسب تعليمات اللجنه الفاحصه . فقد توقف عنه العلاج الإعتيادي . فقد إستخدام بعض العقاقير الضروريه . كمسكنات للألم وغيرها .. ريثما يتم إصدار القرار الطبي بشأن حالته .. ( هنا يتم التعامل مع المريض بجديه . وتشدد أحيانا" ..ولايوجد تساهل في أي من متشعبات العلاج ) ..

بعد اسبوع : و وقتها كنت أجري مكالمه مع الكويت . جائتني الممرضه . وبطريقتها الجاده . طلبت مني الإستعداد . للإنتقال إلى جناح الأطباء الإستشاريين بالمستشفى .. حيث تم أرسال طلب بإستدعائك . " هكذا قالت لي الممرضه " ..

لبست . و برفقة الممرضه .وطبيب الجناح المناوب . ذهبنا إلى جناح الإستشاريين . وعندما وصلنا . تم إدخالنا فورا" غرفة البروفيسور الذي يتسلم ملف حالتي .. وبعد السلام .. وكانت ملامحه جاده . رغم إبتساماته بين لحظه وأخرى ..

أخرج لي ورقه مكونه من أربعة أوراق A4 ..مدبسه ببعضها .. وتحدث معي و هو يقرأ منها بعض الأمور .. وأبلغني بأن حالتي لم يحصل بها سوى تقدم طفيف . لايذكر . وبأني وإن تجاوزت مرحلة الخطر . إنما كأني من تعدى الأسوء إلى السيئ !
وبأنني مازلت في حاجه للمكوث بالمستشفى . وسيتم عمل تغيير خفيف على العلاج .. تماشيا" مع التطور الضئيل الذي حدث .

أيضا" أبلغني بأن الحال مطمئن نوعا" ما . وأن التقدم ببطء . أفضل من الإنتكاسه .


شكرته على ماقاله . و وافقت على ماطلب . وسأستمر بالمكوث .. والله المستعان ..


الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .. شعرت براحه نفسيه . رغم بعض الضيق . لكنها نتيجه تعتبر أفضل الممكن ..

وهذا أنا عايش ..

وكما قيل . . . " عمر الشقي بقي " !


..
 
أعلى