أمثــــالُ العَــرَب السَّــائــرة

كويتي قديم جداّ

عضو بلاتيني
28- إنَّ السَّلاَمَةَ مِنْهَا تَرْكُ ما فيها

قيل: إن المثل في أمر اللُّقطة توجد،
وقيل: إنه في ذم الدنيا والحثِّ على تركها،
وهذا في بيت أولهُ:
والنفسُ تَكْلَفُ بالدنيا وقد علمت ... أنَّ السلامة منها تَرْكُ ما فيها
 
  • إعجاب
التفاعلات: Greis

كويتي قديم جداّ

عضو بلاتيني
29- إنَّ سِوُادَها قَوَّمَ لِي عِنَادَهَا
السِّواد -بكسر السين-: السِّرار،
وأصله من السواد الذي هو الشخص، وذلك أن السرار لا يحصل إلا بقرب السواد من السواد،
وقيل لابنة الخُس وكانت قد فجرت: ما حملك على ما فعلت؟
قالت: قرب الوساد وطول السواد.


(والمعنى والله أعلم: ان تطويل الملازمة والوصل بالسرِّ روَّضها فصارت لا تمتنع عمَّا يرغبه)
 
  • إعجاب
التفاعلات: Greis

كويتي قديم جداّ

عضو بلاتيني
30- إنَّ الهَوَان لِلَّئيمِ مَرْأمَة
المرأمة: الرئمان، وهما الرأفة والعطف.
يعني// إذا أكرمت اللئيم استخف بك، وإذا أهنته فكأنك أكرمته، كما قال أبو الطيب:


إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

ووضع الندى في موضع السيف بالعلا ... مضر كوضع السيف في موضع الندى

(يضرب // في انتفاع اللئيم عند إهانته)
 

كويتي قديم جداّ

عضو بلاتيني
31- إنَّ بَنِيَّ صِبْيَةٌ صَيْفِيُّونْ ... أفْلَحَ مَنْ كانَ لَهُ رِبْعِيُّونْ

يضرب // في التندم على ما فات.
يقال: أصاف الرجل، إذا ولد له على كبر سنه، وولده صيفيون، وأربَعَ الرجل إذا ولد له في فتاء سنه، وولده ربعيون، وأصلها مستعار من نتاج الإبل، وذلك أن ربعية النتاج أولاه، وصيفيته أخراه، فاستعير لأولاد الرجل.


يقال: أول من قال ذلك سعد بن مالك بن ضبيعة، وذلك أنه ولد له على كبر السن، فنظر إلى أولاد أخويه عمرو وعوف، وهم رجال، فقال البيتين،
وقيل: بل قاله معاوية ابن قشير، ويتقدمهما قوله:
لبث قليلا يلحق الداريون ... أهل الجباب البدن المكفيون
سوف ترى إن لحقوا ما يبلون ... إن بني صبية صيفيون
وكان قد غزا اليمن بولده فقتلوا ونجا وانصرف ولم يبق من أولاده إلا الأصاغر، فبعث أخوه سلمة الخير أولاده إليه، فقال لهم: اجلسوا إلى عمكم وحدثوه ليسلو، فنظر معاوية إليهم وهم كبار وأولاده صغار، فساءه ذلك، وكان عيونا فردهم إلى أبيهم مخافة عينه عليهم وقال هذه الأبيات.


وحكى أبو عبيد // أنه تمثل به سليمان بن عبد الملك عند موته، وكان أراد أن يجعل الخلافة في ولده فلم يكن له يومئذ منهم من يصلح لذلك إلا من كان من أولاد الإماء، وكانوا لا يعقدون إلا لأبناء المهائر.
قال الجاحظ: كان بنو أمية يرون أن ذهاب ملكهم يكون على يد ابن أم ولد، ولذلك قال شاعرهم:
ألم تر للخلافة كيف ضاعت ... بأن جعلت لأبناء الإماء
 

كويتي قديم جداّ

عضو بلاتيني
32- إنَّ الْعَصَا مِنَ الْعُصَيَّةِ
قال أبو عبيد: هكذا قال الأصمعي، وأنا أحسبه: العصية من العصا،
إلا أن يراد أن الشيء الجليل يكون في بدء أمره صغيرا، كما قالوا: إن القرم من الأفيل (القرم - بفتح القاف وسكون الراء - الفحل من الإبل، والأفيل - بوزن الأمير - ابن المخاض فما دونه) ،
فيجوز حينئذ على هذا المعنى أن يقال: العصا من العصية.


قال المفضل: أول من قال ذلك الأفعى الجرهمي، وذلك أن نزاراً لما حضرته الوفاة جمع بنيه: مضر وإيادا وربيعة وأنمارا،
فقال: يا بني، هذه القبة الحمراء - وكانت من أدم - لمضر، وهذا الفرس الأدهم والخباء الأسود لربيعة، وهذه الخادم - وكانت شمطاء - لإياد، وهذه البدرة والمجلس لأنمار يجلس فيه، فإن أشكل عليكم كيف تقتسمون فائتوا الأفعى الجرهمي، ومنزله بنجران.

فتشاجروا في ميراثه، فتوجهوا إلى الأفعى الجرهمي، فبيناهم في مسيرهم إليه إذ رأى مضر أثر كلإ ٍ قد رعى فقال: إن البعير الذي رعى هذا لأعور، قال ربيعة: إنه لأزور، قال إياد: إنه لأبتر (الأزور: الذي اعوج صدره أو أشرف أحد جانبي صدره على الآخر، والأبتر: المقطوع الذنب) قال أنمار: إنه لشرود،
فساروا قليلا فإذا هم برجل ينشد جمله، فسألهم عن البعير ؟؟
فقال مضر: أهو أعور؟
قال: نعم،
قال ربيعة: أهو أزور؟
قال: نعم،
قال إياد: أهو أبتر؟
قال: نعم،
قال أنمار: أهو شرود؟
قال: نعم، وهذه والله صفة بعيري فدلوني عليه،
قالوا: والله ما رأيناه !!!
قال: هذا والله الكذب.
وتعلق بهم وقال: كيف أصدقكم وأنتم تصفون بعيري بصفته؟
فساروا حتى قدموا نجران،
فلما نزلوا ؛ نادى صاحب البعير: هؤلاء أخذوا جملي ووصفوا لي صفته.
ثم قالوا: لم نره، فاختصموا إلى الأفعى، وهو حَكَم العرب.


فقال الأفعى: كيف وصفتموه ولم تروه؟
قال مضر: رأيته رعى جانبا وترك جانبا فعلمت أنه أعور،
وقال ربيعة: رأيت إحدى يديه ثابتة الأثر والأخرى فاسدته،
فعلمتُ أنه أزور، لأنه أفسده بشدة وطئه لازوراره،
وقال إياد: عرفت أنه أبتر باجتماع بعره، ولو كان ذيالا لمصع به،
وقال أنمار: عرفت أنه شرود لأنه كان يرعى في المكان الملفت نبته
ثم يجوزه إلى مكان أرق منه وأخبث نبتا فعلمت أنه شرود،


فقال للرجل: ليسوا بأصحاب بعيرك فاطلبه،

ثم سألهم: من أنتم؟ فأخبروه،
فرحب بهم، ثم أخبروه بما جاء بهم،
فقال: أتحتاجون إلي وأنتم كما أرى؟


ثم أنزلهم فذبح لهم شاة، وأتاهم بخمر:
وجلس لهم الأفعى حيث لا يرى وهو يسمع كلامهم،
فقال ربيعة: لم أر كاليوم لحما أطيب منه لولا أن شاته غذيت بلبن كلبة!
فقال مضر: لم أر كاليوم خمرا أطيب منه لولا أن حبلتها نبتت على قبر،
فقال إياد: لم أر كاليوم رجلا أسرى منه لولا أنه ليس لأبيه الذي يدعى له!
فقال أنمار: لم أر كاليوم كلاماً أنفع في حاجتنا من كلامنا، وكان كلامهم بأذنه،
فقال: ما هؤلاء إلا شياطين !!!


ثم دعا القهرمان (الخادم) فقال: ما هذه الخمر؟ وما أمرها؟
قال: هي من حبلة غرستها على قبر أبيك لم يكن عندنا شراب أطيب من شرابها،
وقال للراعي: ما أمر هذه الشاة؟ قال: هي عَناق أرضعتها بلبن كلبة،
وذلك أن أمها كانت قد ماتت ولم يكن في الغنم شاة ولدت غيرها،
ثم أتى أمه فسألها عن أبيه، فأخبرته أنها كانت تحت مَلِكٍ كثير المال، وكان لا يولد له،
قالت: فخفت أن يموت ولا ولد له فيذهب المُلك، فأمكنت من نفسي ابن عم له كان نازلا عليه !!!
فخرج الأفعى إليهم،
فقص القوم عليه قصتهم وأخبروه بما أوصى به أبوهم،

فقال: ما أشبه القبة الحمراء من مال فهو لمضر، فذهب بالدنانير والإبل الحمر، فسمى "مضر الحمراء" لذلك،
وقال: وأما صاحب الفرس الأدهم والخباء الأسود فله كل شيء أسود، فصارت لربيعة الخيل الدهم، فقيل " ربيعة الفرس"
وما أشبه الخادم الشمطاء فهو لإياد، فصار له الماشية البلق من الحبلق والنقد (الحبلق: غنم صغار لا تكبر، والنقد: جنس من الغنم قبيح الشكل) ، فسمى " إياد الشمطاء"
وقضى لأنمار بالدراهم وبما فضل فسمى " أنمار الفضل" فصدروا من عنده على ذلك،


فقال الأفعى: 1. إن العصا من العصية، و 2. إن خشينا من أخشن، و 3. مساعدة الخاطل تعد من الباطل، فأرسلهن مثلا،
وخشين وأخشن: جبلان أحدهما أصغر من الآخر، والخاطل: الجاهل، والخطل في الكلام: اضطرابه، والعصية: تصغير تكبير مثل " أنا عذيقها المرجب وجذيلها المحكك"


والمراد // أنهم يشبهون أباهم في جودة الرأي،
وقيل: إن العصا اسم فرس، والعصية اسم أمه، يراد أنه يحكي الأم في كرم العرق وشرف العتق.
 

كويتي قديم جداّ

عضو بلاتيني
33- إنَّ الكَذُوبَ قَدْ يَصْدُقُ
قال أبو عبيد:
هذا المثل يضرب// للرجل تكون الإساءة الغالبةَ عليه،
ثم تكون منه الهَنَةُ من الإحسان.
 
  • إعجاب
التفاعلات: Greis

كويتي قديم جداّ

عضو بلاتيني
اختيارات أكثر من رائعة.. أخذت أيام على ما خلصت قراءة جميع الأمثال ...جداً ممتعة ...الله يعطيك العافية.
الله يعافيك ,, ويبارك فيك ,, وهي من اختيارات الميداني وأحاول سد النقص
من المصادر الأخرى ,, كالعسكري أو الأصبهاني ..


وقد حبستنا الأشغال عن ترصيف مبانيها ,,
 

كويتي قديم جداّ

عضو بلاتيني
34- إنَّ تَحْتَ طِرِّيقَتِكَ لَعِنْدَأْوَةً

الطِّرَقُ: الضعف والاسترخاء، ورجل مَطْروق: فيه رخوة وضعف،
مصدره الطريقة بالتشديد.
والعندأوة: من عند يعند عنودا
إذا عدل عن الصواب، أو عند يعند إذا خالف وردَّ الحق.


ومعنى المثل // أن في لينه وانقياده أحيانا بعض العسر.
 

كويتي قديم جداّ

عضو بلاتيني
35- إنَّ الْبَلاَءَ مُوَكَّلٌ بالمَنْطِقِ

يقال: إن أول من قال ذلك أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه.
فيما ذكره ابن عباس، قال: حدثني علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه:
لما أمِرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يَعْرِضَ نفسَه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر، فَدُفِعْنَا إلى مجلسٍ من مجالس العرب،
فتقدم أبو بكر ، وكان نَسَّابة ، فسَلَّم فردُّوا عليه السلام،


فقال: ممن القوم؟
قالوا: من ربيعة،
فقال: أمِنْ هامتها أم من لَهَازمها؟
قالوا: من هامتها العظمى،
قال: فأيُّ هامتها العظمى أنتم؟
قالوا: ذُهْلٌ الأكبر،
قال: أفمنكم عَوْف الذي يقال له: لاَ حُـرَّ بِوَادِي عَوْف؟
قالوا: لا،
قال: أفمنكم بِسْطَام ذُو اللَّواء ومنتهى الأحياء؟
قالوا: لا؟
قال: أفمنكم جَسَّاس بن مُرَّةَ : حامي الذِّمار ومانِعُ الجار؟
قالوا: لا،
قال: أفمنكم الحَوْفَزَان قاتل الملوك وسالبها أنفَسها؟
قالوا: لا،
قال: أفمنكم المزدَلف صاحب العِمَامة الفَرْدة؟
قالوا: لا،
قال: أفأنتم أخوال الملوك من كِنْدَة؟
قالوا: لا،
قال: فلستم ذُهْلا الأكبر، أنتم ذهل الأصغر !!!


فقام إليه غلام قد بَقَلَ وَجْههُ (يعني: شاباً نابت اللحى والشارب لتوِّه) يقال له دغفل،
فقال:
إنَّ عَلَى سِائِلِناَ أنْ نَسْأَلَه ... وَالْعِبْءُ لاَ تَعْرِفُهُ أوْ تَحْمِلَهُ
يا هذا، إنك قد سألتنا فلم نكتمك شيئاً .. فمن الرجل أنت؟
قال: رجل من قريش،
قال: بخ بخ أهل الشرف والرياسة،
فمن أي قرش أنت؟
قال: من تَيْم بن مُرَّة،


قال: أمْكَنْتَ والله الرامي من صفاء الثغرة !!!!
س: أفمنكم قُصَيّ بن كلاب الذي جَمَعَ القبائل من فِهْر وكان يُدْعَى مُجَمِّعاُ؟
قال: لا،
قال: أفمنكم هاشم الذي هَشَم الثريدَ لقومه ورجالُ مكة مُسْنتُونَ عِجَاف؟
قال: لا،
قال: أفمنكم شَيْبَةُ الحمدِ مُطْعم طير السماء الذي كأن في وجهه قمراً يضيء ليل الظلام الداجي؟
قال: لا،
قال: أفمن المُفِيضينَ بالناس أنت؟
قال: لا،
قال: أفمن أهل النَّدْوَة أنت؟
قال: لا،
قال: أفمن أهل الرِّفادة أنت؟
قال: لا،
قال: أفمن أهل الحِجَابة أنت؟
قال: لا،
قال: أفمن أهل السِّقَاية أنت؟
قال: لا،


قال [أي عليٌّ رضي الله عنه]: واجتذبَ أبو بكر زِمام ناقته
فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،


فقال دغفل: صادَفَ دَرأ السيل دَرْأً يصدعُهُ،
أما والله لو نبتَّ لأخبرتك أنك من زَمَعَات قريش أو ما أنا بدغفل،
(زمعات قريش اي: من الملحقين بهم !! لأنما شرف قريش في خدمة البيت والحاج)


قال: فتبسَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم،
قال علي: قلت لأبي بكر: لقد وقَعْتَ من الأعرابي على باقِعَةٍ (اي: داهية ومصيبة)!!


قال: أجَلْ ؛ إن لكل طامة طامة، وإن البلاء مُوَكَّل بالمنطق.
(البلاء كان ذلك الشاب دغفل أن يفحمك أصغر القوم ، وتوكيله بالمنطق؛
أي: بما نطق به أبو بكر رضي الله عنه من أسئلة عن أنسابهم)


وهكذا علوم العــرب ,, :)
 
التعديل الأخير:
  • إعجاب
التفاعلات: Greis

خولة

عضو مخضرم

موضوع رائع .. والله يعطيك العافية اخونا كويتي قديم جدا .. أمثال العرب الشهيرة كثيرة وجدت بعضها هنا وأتمنى اجد البعض الآخر في صفحات قادمة .. شكرا لك .
 
أعلى