البروفيسور البحريني
Banned
الشيعة في المملكة العربية السعودية يبلغ عددهم ما يقارب الثلاثة ملايين نسمة من نسبة الشعب السعودي الذي يبلغ تعداده حوالي سبعة وعشرون مليون نسمة وهم محصورون في الشرقية وخاصة الإحساء والقطيف منها
قبل أيام كنت أستمع لبرنامج نقطة حوار في إذاعة البي بي سي العربية وكان الموضوع المطروح للحوار هو عن الوضع في السعودية بعد تعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليً للعهد وما لفت إنتباهي وأثار إعجابي هو الحوار الذي دار بين اثنين من المتصلين الأول ( خالد ) من الرياض والثاني ( أبو حسين ) من الإحساء والغريب والعحيب هنا أن المتصل خالد كان يقول أن الوضع في السعودية لا يطاق والشعب يعيش فقر وفساد وبطالة وإذا تكلم أحد ليعبر عن رأيه في اليوم التالي يسجنونه ويحكمون عليه بعقوبات خيالية وأموال الشعب تذهب في جيب الأمراء ويدعمون بها الإنقلابات والمشاريع الخارجية ثم يرد ( أبو حسين ) من الإحساء فيقول أنا أخالف الأخ خالد من الرياض الشعب السعودي أفضل الشعوب الخليجية في الرفاهية والخدمات والحكومة فعلت الكثير لتطوير البنية التحتية لكن للأسف هناك من يريد الفتنة واستنساخ الربيع العربي في المملكة وهذا شيء لن يحصل لأني أثق جيدا بحكمة الملك عبدالله ورجاحة تفكيره وأنا أؤيد الإجرائات التي اتخذها الملك ضد الجماعات المتشددة المرتبط بالخارج
لو كان هذا البرنامج يذاع في الثمانيات لكان العكس هو الصحيح يعني كلام خالد من الرياض هو المؤيد للحكومة وكلام أبو حسين من الإحساء هو الذي يكون معارض للحكومة حيث كانت تلك الفترة لا تسمع في هذه الأرض من ينتقد حكومة آل سعود أو بعض من أفراد الأسرة الحاكمة أو يطالب بالعدالة حتى لو تبحث عنه في أعماق الأرض لن تسمعه إلا في الشرقية وبالتحديد في الإحساء والقطيف ومن المستحيل أن تجد غير الشيعة من ينتقد الملك والحكومة السعودية أو يطالب بتحقيق العدالة وفي تلك الفترة أيضا عندما تقرأ الصحف السعودية ومقالات الكتاب كلها توجه الأصابع على الشيعة في الشرقية وتشكك في ولائهم للوطن والملك حيث يعتبر الشيعة في السعودية في الثمانينات من القرن الماضي متمردون على الدولة ومشكوك في ولائهم
ولكن الآن وبعد الربيع العربي تغيرت أمور كثيرة وأصبح الشعوب تصدح بصوت الحرية والعدالة ورفع الظلم ومحاسبة الفاسدين وتطالب بالمشارك الشعبية في الحكم وإدارة البلاد ومع أن كثير من المحللين والسياسيين استبعدوا السعودية من طوفان الربيع العربي إلا أن الشعب السعودي تأثر بما يجري في الدول العربية وخاصة ما جرى في مصر مؤخرا من انقلاب عسكري على الشرعية وتورط الحكومة السعودية في دعم الإنقلاب جعل الكثير من رجال الدين ينتقدون الحكومة في دعمها للإنقلاب العسكري في مصر وكما يبدو أن الإخوان المسلمين يتمتعون بشعبية كبيرة في السعودية استطاعوا أن ياثروا على الرأي العام وأن يكسروا ثقة السعوديين بحكومتهم الأمر الذي جعل الملك عبدالله بن عبدالعزيز يخرج عن صمته ويعلن بإن الإخوان المسلمين وبعض المنظمات الجهادية منظمات ارهابية ومن يتعامل ويتعاطف معهم سيخضع للمساءلة والعقاب وهذا ما زاد الطين بلة حيث زادت الآن الأصوات المطالبة بالتغيير
وهنا نتساءل لماذا أصبح الشيعة في الشرقية الآن أكثر ولاءً وتمسكاً بالملك وآل سعود عندما ارتفعت أصوات في الجانب الآخر تنادي بالحرية والكرامة هل بسبب خوف الشيعة في السعودية من سقوط النظام وسيطرة الإخوان المسلمين على الحكم في السعودية كما حدث في مصر ولكن هذا الإعتقاد قد يكون غير صحيح من خلال ما نسمعه على لسان أعداء الإخوان المسلمين حيث يعتبرون أن الإخوان المسلمين عملاء لإيران ويريدون التقرب للشيعة فلماذا يخشى الشيعة إذا من الإخوان ؟؟
وأخيراً فإن الإعتقاد الذي أعتقده أنا أنه أقرب للصواب هو أن الشيعة في السعودية لا يطمحون للوصول للحكم لأن هذا مستحيل عليهم كونهم أقلية ولكنهم يرون أن بقائهم تحت ظل نظام متماسك وقوي يعمل على حمايتهم ومنحهم بعض الحقوق التي كانوا يطالبون بها منذ سنين هو أفضل لهم من سقوط النظام ووصول الإسلاميين إلى الحكم وهم قد وجدوا أن هذه الأيام هي فرصتهم لأظهار الولاء والتأييد للحكومة والملك حيث بدأت الثقة تنعدم بين الحكومة السعودية والإسلاميين الذين أصبحت الآن تدار نحوهم بوصلة الإتهام والتشكيك في ولاء للوطن وللملك والحكومة وبإختصار كما يقول المثل ( مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد )
قبل أيام كنت أستمع لبرنامج نقطة حوار في إذاعة البي بي سي العربية وكان الموضوع المطروح للحوار هو عن الوضع في السعودية بعد تعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليً للعهد وما لفت إنتباهي وأثار إعجابي هو الحوار الذي دار بين اثنين من المتصلين الأول ( خالد ) من الرياض والثاني ( أبو حسين ) من الإحساء والغريب والعحيب هنا أن المتصل خالد كان يقول أن الوضع في السعودية لا يطاق والشعب يعيش فقر وفساد وبطالة وإذا تكلم أحد ليعبر عن رأيه في اليوم التالي يسجنونه ويحكمون عليه بعقوبات خيالية وأموال الشعب تذهب في جيب الأمراء ويدعمون بها الإنقلابات والمشاريع الخارجية ثم يرد ( أبو حسين ) من الإحساء فيقول أنا أخالف الأخ خالد من الرياض الشعب السعودي أفضل الشعوب الخليجية في الرفاهية والخدمات والحكومة فعلت الكثير لتطوير البنية التحتية لكن للأسف هناك من يريد الفتنة واستنساخ الربيع العربي في المملكة وهذا شيء لن يحصل لأني أثق جيدا بحكمة الملك عبدالله ورجاحة تفكيره وأنا أؤيد الإجرائات التي اتخذها الملك ضد الجماعات المتشددة المرتبط بالخارج
لو كان هذا البرنامج يذاع في الثمانيات لكان العكس هو الصحيح يعني كلام خالد من الرياض هو المؤيد للحكومة وكلام أبو حسين من الإحساء هو الذي يكون معارض للحكومة حيث كانت تلك الفترة لا تسمع في هذه الأرض من ينتقد حكومة آل سعود أو بعض من أفراد الأسرة الحاكمة أو يطالب بالعدالة حتى لو تبحث عنه في أعماق الأرض لن تسمعه إلا في الشرقية وبالتحديد في الإحساء والقطيف ومن المستحيل أن تجد غير الشيعة من ينتقد الملك والحكومة السعودية أو يطالب بتحقيق العدالة وفي تلك الفترة أيضا عندما تقرأ الصحف السعودية ومقالات الكتاب كلها توجه الأصابع على الشيعة في الشرقية وتشكك في ولائهم للوطن والملك حيث يعتبر الشيعة في السعودية في الثمانينات من القرن الماضي متمردون على الدولة ومشكوك في ولائهم
ولكن الآن وبعد الربيع العربي تغيرت أمور كثيرة وأصبح الشعوب تصدح بصوت الحرية والعدالة ورفع الظلم ومحاسبة الفاسدين وتطالب بالمشارك الشعبية في الحكم وإدارة البلاد ومع أن كثير من المحللين والسياسيين استبعدوا السعودية من طوفان الربيع العربي إلا أن الشعب السعودي تأثر بما يجري في الدول العربية وخاصة ما جرى في مصر مؤخرا من انقلاب عسكري على الشرعية وتورط الحكومة السعودية في دعم الإنقلاب جعل الكثير من رجال الدين ينتقدون الحكومة في دعمها للإنقلاب العسكري في مصر وكما يبدو أن الإخوان المسلمين يتمتعون بشعبية كبيرة في السعودية استطاعوا أن ياثروا على الرأي العام وأن يكسروا ثقة السعوديين بحكومتهم الأمر الذي جعل الملك عبدالله بن عبدالعزيز يخرج عن صمته ويعلن بإن الإخوان المسلمين وبعض المنظمات الجهادية منظمات ارهابية ومن يتعامل ويتعاطف معهم سيخضع للمساءلة والعقاب وهذا ما زاد الطين بلة حيث زادت الآن الأصوات المطالبة بالتغيير
وهنا نتساءل لماذا أصبح الشيعة في الشرقية الآن أكثر ولاءً وتمسكاً بالملك وآل سعود عندما ارتفعت أصوات في الجانب الآخر تنادي بالحرية والكرامة هل بسبب خوف الشيعة في السعودية من سقوط النظام وسيطرة الإخوان المسلمين على الحكم في السعودية كما حدث في مصر ولكن هذا الإعتقاد قد يكون غير صحيح من خلال ما نسمعه على لسان أعداء الإخوان المسلمين حيث يعتبرون أن الإخوان المسلمين عملاء لإيران ويريدون التقرب للشيعة فلماذا يخشى الشيعة إذا من الإخوان ؟؟
وأخيراً فإن الإعتقاد الذي أعتقده أنا أنه أقرب للصواب هو أن الشيعة في السعودية لا يطمحون للوصول للحكم لأن هذا مستحيل عليهم كونهم أقلية ولكنهم يرون أن بقائهم تحت ظل نظام متماسك وقوي يعمل على حمايتهم ومنحهم بعض الحقوق التي كانوا يطالبون بها منذ سنين هو أفضل لهم من سقوط النظام ووصول الإسلاميين إلى الحكم وهم قد وجدوا أن هذه الأيام هي فرصتهم لأظهار الولاء والتأييد للحكومة والملك حيث بدأت الثقة تنعدم بين الحكومة السعودية والإسلاميين الذين أصبحت الآن تدار نحوهم بوصلة الإتهام والتشكيك في ولاء للوطن وللملك والحكومة وبإختصار كما يقول المثل ( مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد )