مليون ونصف قتيل عراقي فلا امن ولا غذاء ولا دواء وحرمت الأغلبية من كل شيء هذا تقرير2011؟؟؟

hakeem

عضو ذهبي
1.5 مليون قتيل عراقي و4 ملايين مهجر وتدمير البنية التحتية
قاعدة الحدث
الخميس 22-12-2011
إعداد :عزة شتيوي
يذكرنا مشهد خروج قوات الاحتلال الأميركي من العراق وهزيمتها بخروجها في عقد السبعينات من القرن الماضي في فيتنام على يد مقاومة الفيتكونغ والتي تعتبر الهزيمة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة.
14-1.jpg


ويذهب بذاكرتنا حال العراق بعد الانسحاب الأميركي وماخلفه من خراب إلى صورة الفتاة( ثان في تيم) والتي التقطت في حرب الفيتنام والتي تظهر فيها الفتاة ذات السنوات التسع تركض عارية مرعوبة بعد حرق قريتها وسكانها بقنابل النابالم، فالخراب متشابه ولكن الخسائر العراقية أكبر بكثير من أي خسائر تعرضت له دولة من قبل احتلال وغزو العراق كلف تريليونات الدولارات وآلاف الأرواح وكل رقم له علاقة بتلك الحرب هو من الأمور المتنازع عليها وإن كان ليس هنالك من رقم يثار الخلاف بشأن أكبر من الرقم الذي يشير إلى عدد القتلى في العراق.‏

لقد دمر الاحتلال ما دمر في العراق سواء في بنيته البشرية المجتمعية وبنية تحتية وإرث حضاري يمتد لآلاف السنين ناهيك عن نهب الثروات والسيطرة على الثروة النفطية للعراق وتقاسم كعكتها.‏

قد يكون من الصعوبة رصد عدد من سقطوا من بين المدنيين والعسكريين العراقيين وذلك نظراً لغياب الأرقام الرسمية التي يمكن الاعتماد عليها، فهنالك ثمة خلاف شديد بشأن كافة الروايات والتقديرات المتعلقة بعدد الضحايا في العراق وقد دأبت« هيئة إحصاء القتلى العراقيين» خلال الفترة الماضية على جمع وتدقيق ومقاطعة المعلومات الواردة في العديد من التقارير الصادرة عن جهات مثل سجلات المشارح، ووفقاً للهيئة المذكورة فإن عدد القتلى بلغ أكثر من مليون ونصف المليون حتى شهر آذار عام 2009 يضاف إليها(34313) قتيلاً خلال عام 2009 وأكثر من 4500 منذ مطلع عام 2010.‏

14-3.jpg


كما هنالك أكثر من 5500 قتيل ومخطوف وسجين بين عالم ومفكر وأستاذ أكاديمي وباحث وخاصة علماء الذرة والفيزياء والكيمياء.‏

وتشير الإحصائيات أيضاً إلى أن80٪ من عمليات الاغتيال استهدفت العاملين في الجامعات وأكثر من نصف القتلى يحمل لقب أستاذ وأستاذ مساعد و 20٪ من العلماء المغتالين يحملون شهادة الدكتوراه وثلثهم مختص بالعلوم والطب.‏

أما بالنسبة للسجون فقد أصبح العراق بسبب الاحتلال الأميركي في مقدمة الدول من حيث عدد السجون في العالم حيث بلغ عدد السجون بعد الاحتلال 36 سجناً عدا سجن أبو غريب الذي يعد الأرحم بينها رغم فضائحه الفظيعة، وتضم هذه السجون 400 ألف معتقل منهم 6500 حدث و10 آلاف امرأة.‏

أما بالنسبة لأعداد المهجرين فقد بلغ أكثر من مليوني عراقي عدد النازحين داخل العراق و3 ملايين إلى خارجه منهم 20 ألف طبيب ما يشكل حوالي ثلث أطباء العراق هذا يعني أن خمس العراقيين أصبحوا لاجئين داخل بلادهم وخارجها منذ احتلال الجيش الأميركي للبلاد وهو العدد الأعلى في العالم والدليل على ذلك أن العراقيين لا يزالون يمثلون الجنسية الأكبر من حيث عدد طلبات اللجوء في دول العالم حيث وصلت النسبة هذا العام تقريباً إلى 13 ألفاً .‏

ويرتفع حالياً عدد النازحين العراقيين الذين يعيشون في مخيمات في أنحاء العراق عن العام الماضي بنسبة 25٪.‏

كما تشير الإحصاءات أن من إفرازات الاحتلال الخطيرة تحول العراق إلى بلد الأرامل واليتامى حيث يقدر عدد الأرامل ب أكثر من مليونين وهناك ما يقارب خمسة ملايين يتيم.‏

ويعتبر وضع النساء والبنات العراقيات سيئاً نظراً لأن أكثر من من 70٪ منهن أصبحن خارج نطاق التعليم في المدارس والكليات.‏

أما من حيث وضع الأطفال فهناك ما يقارب 500 ألف مشرد و28٪ من أطفال العراق يعانون سوء التغذية و10٪ يعانون من أمراض مزمنة فيما تنجب 30٪ من النساء اولادهن في المدن و40٪ في الأرياف بلا عناية صحية.‏

ولا تتمثل مشكلة العراق اليوم بعد الاحتلال والغزو في الدمار والخراب وتدمير بنيته التحتية وتهجير الملايين بل إن المشكلة الأخطر تأتي من التلوث البيئي الشديد نتيجة استخدام الغزاة أسلحة محرمة دولياً، فضلاً عن تلويث البيئة بالنفايات الخطرة والتي زادت نسبتها في العراق عن الحدود العالمية المسموح بها وهو ما سيؤدي إلى آثار صحية سلبية خطيرة ستستمر على مدى مئات السنين القادمة على أجيال العراق، وهذا الأمر لن يقتصر على العراق بل سيمتد إلى المنطقة والأمراض الفتاكة بدأت تنتشر بين الناس في المدن العراقية.‏

وبالأخص المدن التي نالها قسط أكبر من أسلحة الفتك والدمار كالفلوجة من جراء الأسلحة المحرمة دولياً التي استخدمتها القوات الغازية إضافة إلى رميها الأطنان من الفوسفور الأبيض واليورانيوم المنضب وهذه الأسلحة بدأت تظهر على أجيال من الولادات المشوهة وارتفعت نسبة الإصابة بمرض السرطان بين العراقيين وخاصة الأطفال والنساء، وقد أصدرت المنظمة الدولية للبيئة جملة تقارير تشير إلى أن المدن العراقية أصبحت مكبات للنفايات الخطيرة الناتجة عن الفعاليات الحربية لقوات الاحتلال ونظراً للإهمال فإن هذه النفايات حتى لو تم ترحيلها فإن أثارها السلبية الخطيرة ستبقى ولا يمكن إزالتها وستتسرب إلى مياه الأنهار وتلوثها.‏

وهناك تقرير لصحيفة التايمز يتحدث عن 10 ملايين كيلو غرام من النفايات الخطرة التي خلفتها القواعد العسكرية للاحتلال الأميركي .‏

كما كشفت شبكة «سكاي نيوز» التلفزيونية البريطانية مؤخراً النقاب عن فضيحة جديدة تتعلق بإستخدام القوات الأميركية أسلحة محرمة دولياً ضد المدنيين العراقيين .‏

وأوضح التقرير أن عدد الأطفال الذين يولدون مشوهين جراء تأثيرات هذه الأسلحة في تزايد مستمر ويقوم الصليب الأحمر الدولي حالياً بإجراء التحقيق في تشوهات مواليد العراق إثر الاجراءات القضائية التي بدأتها عائلات عراقية جراء استخدام أسلحة محرمة دولياً.‏

وفيما يتعلق بنهب الثروة النفطية فقد تحدثت عن ذلك معظم الصحف ووسائل الإعلام وخاصة الأجنبية حيث كشفت صحيفة «نيويورك تاميز» الأميركية عن قيام خبراء في وزارة الخارجية الأميركية بإدارة العقود الكبيرة في وزارة النفط العراقية مؤكدة ذلك بقول كبير المستشارين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن فريديريك بارتون (نحن ندعي أن النفط العراقي ليس محور اهتماماتنا لكننا لا ننفك نثبت ذلك).‏

كما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن أربع شركات نفطية غربية عملاقة ستعود إلى العراق للمرة الأولى منذ أربعة عقود لاستغلال مخزون البلاد الذي يحتل المرتبة الثانية في الاحتياطي النفطي بعد السعودية الأمر الذي يؤكد إن إدارة النفط العراقي بيد الشركات الأجنبية ،وهذا يؤكده «بول هربرت» في مقالته حيث يؤكد أن وجوداً عسكرياً دائماً وطويل الأمد في العراق يضمن سيطرة الولايات المتحدة على منطقة الشرق الأوسط الغنية بالاحتياطات النفطية وبحسب تقارير فإن ثلاث شركات أميركية للبترول تحتكر البترول العراقي حاليا وتقوم بنقلة إلى مختلف دول العالم بالإضافة إلى الأراضي الأميركية .‏

وذلك في أكبر عملية نهب منظم لبترول العراق وبحسب التقرير فإن الذي يقود هذه العملية هي شركة هالبيرتون الأميركية والتي تخضع لاشراف ديك تشيني والذي دخل في إطار اتحاد مع شركة جديدة أسسها جورج بوش الأب وأن وزير الدفاع الأسبق رونالد رامسفيلد أوعز لهذا الاتحاد أنه يعطي لشركة البترول تلك والذي يعد أحد المساهمين الكبار فيها عملاِ كبيراً في احتكار البترول وبحسب التقرير أيضاً فإن هذا التحالف للسرقة ونهب البترول العراقي بدأ بالفعل بعد اليوم الثالث من سقوط بغداد وأن ديك تشيني الذي كان أكبر المؤيدين للعمل العسكري في العراق كان قد انهى ترتيباته للسيطرة على البترول حيث نجحت شركة هاليبرتون في تحويل عائدات ضخمة من البترول العراقي إلى خارج الولايات المتحدة وإلى عدد من الدول الأوروبية والآسيوية في أكبر صفقة بترولية قدرت أرباحها بنحو 4 مليارات دولار وأشارت التقارير أن بول بريمر كان يشرف بنفسه على مثل هذه الصفقات بإجراءات سرية لنقل البترول العراقي ولكن بعض التقارير وصلت إلى أعضاء الكونغرس الأميركي والذين بدؤوا في تجميع بعض الوثائق لإثارة ما سموه فضيحة القرن حيث ينتظر أن تشمل أغلب مسؤولي الإدارة الأميركية .‏

وتؤكد هذه الفضيحة أن الأهداف والمصالح البترولية والشخصية لأميركا كانت الأسباب الحقيقية لاتخاذ قرار غزو العراق من قبل إدارة بوش والتي أدت إلى كارثة حقيقية لبلد لم يسلم حتى تاريخه وإرثه الحضاري من الغزو حيث تم نهب المتاحف العراقية وبيع آثار وتاريخ هذا البلد الذي يحتاج إلى عشرات السنين ليصلح ما أفسده جشع أميركا.‏


منقول
 
أعلى