محاولة لقول شيء..

البريكي2020

عضو فعال
محاولة لقول شيء..


بقلم: أحمد مبارك البريكي
Twitter: @ahmad_alburaiki
Instagram: @ahmad_alburaiki



جلمودٌ لازورديّ رفيع لامرأة تَكسر قيد الاستبداد، ترفع شعلة وتحتضنُ دستورا، وتلبس تاجاً مسنناً يرمز لبحار الدنيا السبعة، وتقف شاهقة عند عتبة أرض الأحلام.. تنظر إلى مشرق الشمس لتستقبل كل مهاجر ينشد الانعتاق من شراسة العبودية والقهر، تقول جملتها المنقوشة على صدر هيكلها: «أعطوني المنهكين منكم والفقراء وأولئك الذين نالت منهم العواصف».. ليست هذه السيدة إلا كناية «إيڤيليّة» قدمتها على طبقٍ «جرانيتيّ» ثورة تنويريّة قدمت من وراء الأطلسي.. لتعطي في رمزيتها دلالة عميقة لقيمة إنسانية نبيلة، تتعادل فيها أسنان الأعناق تحت مقصلة العَدل وميزان التساوي.
إنه العدل.. أساس الملك، هكذا قالوا، لكنهم قضموا الحكمة فلم يكملوها.. فهو القيمة الأغر في صناعة الحضارة وبنائها، وهو الاستمرارية والمظلة التي يحتمي تحتها كل ذي حق، فإن نخرت شجرته انهدم الصرح، ونعقت الغربان.
في الآونة الأخيرة ظهرت في البلد ثقافة التخوين الدخيلة في كل شيء، في الذمم وفي النوايا وفي الأعمال حتى وصلت في الأخير إلى باحة القضاء، وهذه النقطة بالذات إن كانت بلا أدلة دامغة فهي أقصى درجات الخصومة (إن اعتبرناها ورقة على طاولة سياسية)، ولم تعهدها من قبل كل المعتركات والتجاذبات في ساحة المنافسة السياسية في الكويت، ولم يفطن لخطورتها من يطلقها بسلامة نيّة أو سوئها بغية تحقيق كسب مؤقت ونقطة تفوّق، فهو يبدأ بذلك في سلك طريق لا ينتهي إلا بالخراب في كل شيء، ولا يمكن أن يؤدي إلى الإصلاح على الإطلاق.
هنا لابد من تنحية الشهوات الانتقامية من الخصوم جانبا، وترك الرغبات في تكسير عظام الآخر، والتعقّل قليلا في الطرح بعيدا عن التخبط في زج التهم جزافا، وجرّ الكويت إلى مربع قاتم لا يمكنها الخلاص منه، فالساحة واسعة للتجاذب والرؤى المختلفة، ويبقى للساحة حكم بيده صافرة الفصل، سواء أكان الوصيّ على السلطات الثلاث صاحب السمو، أم مؤسسة القضاء التي نعتقد- بتوفيق من اللـه- بنزاهة أركانها، ولا يعيب إن كانت هناك أخطاء فالخطأ البشري لا ينكره أحد، وإن كان فبوجود رجالات ثقات في ذلك السلك ستمحى أي بقعة خلل.
***
يعيش أهل غزة رمضانهم تحت جحيم آلة عسكرية غاشمة لا ترحم، وسط صمت عربي وإقليمي ودولي مقيت، وحبل الجرّار يحصد الدم، والحسبة في ازدياد.. ومن وراء غزة هناك الشام التي تئن وهي تقطع شريط عامها الدموي الرابع، وحمّالة السلاح كُثُر في أودية حلب وحمص وصحاري حماة، وصولا للعراق واليمن وليبيا.. اللهم ارحم شعوب العرب وهوانهم على العرب.
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
محاولة لقول شيء..


بقلم: أحمد مبارك البريكي
Twitter: @ahmad_alburaiki
Instagram: @ahmad_alburaiki



جلمودٌ لازورديّ رفيع لامرأة تَكسر قيد الاستبداد، ترفع شعلة وتحتضنُ دستورا، وتلبس تاجاً مسنناً يرمز لبحار الدنيا السبعة، وتقف شاهقة عند عتبة أرض الأحلام.. تنظر إلى مشرق الشمس لتستقبل كل مهاجر ينشد الانعتاق من شراسة العبودية والقهر، تقول جملتها المنقوشة على صدر هيكلها: «أعطوني المنهكين منكم والفقراء وأولئك الذين نالت منهم العواصف».. ليست هذه السيدة إلا كناية «إيڤيليّة» قدمتها على طبقٍ «جرانيتيّ» ثورة تنويريّة قدمت من وراء الأطلسي.. لتعطي في رمزيتها دلالة عميقة لقيمة إنسانية نبيلة، تتعادل فيها أسنان الأعناق تحت مقصلة العَدل وميزان التساوي.
إنه العدل.. أساس الملك، هكذا قالوا، لكنهم قضموا الحكمة فلم يكملوها.. فهو القيمة الأغر في صناعة الحضارة وبنائها، وهو الاستمرارية والمظلة التي يحتمي تحتها كل ذي حق، فإن نخرت شجرته انهدم الصرح، ونعقت الغربان.
في الآونة الأخيرة ظهرت في البلد ثقافة التخوين الدخيلة في كل شيء، في الذمم وفي النوايا وفي الأعمال حتى وصلت في الأخير إلى باحة القضاء، وهذه النقطة بالذات إن كانت بلا أدلة دامغة فهي أقصى درجات الخصومة (إن اعتبرناها ورقة على طاولة سياسية)، ولم تعهدها من قبل كل المعتركات والتجاذبات في ساحة المنافسة السياسية في الكويت، ولم يفطن لخطورتها من يطلقها بسلامة نيّة أو سوئها بغية تحقيق كسب مؤقت ونقطة تفوّق، فهو يبدأ بذلك في سلك طريق لا ينتهي إلا بالخراب في كل شيء، ولا يمكن أن يؤدي إلى الإصلاح على الإطلاق.
هنا لابد من تنحية الشهوات الانتقامية من الخصوم جانبا، وترك الرغبات في تكسير عظام الآخر، والتعقّل قليلا في الطرح بعيدا عن التخبط في زج التهم جزافا، وجرّ الكويت إلى مربع قاتم لا يمكنها الخلاص منه، فالساحة واسعة للتجاذب والرؤى المختلفة، ويبقى للساحة حكم بيده صافرة الفصل، سواء أكان الوصيّ على السلطات الثلاث صاحب السمو، أم مؤسسة القضاء التي نعتقد- بتوفيق من اللـه- بنزاهة أركانها، ولا يعيب إن كانت هناك أخطاء فالخطأ البشري لا ينكره أحد، وإن كان فبوجود رجالات ثقات في ذلك السلك ستمحى أي بقعة خلل.
***
يعيش أهل غزة رمضانهم تحت جحيم آلة عسكرية غاشمة لا ترحم، وسط صمت عربي وإقليمي ودولي مقيت، وحبل الجرّار يحصد الدم، والحسبة في ازدياد.. ومن وراء غزة هناك الشام التي تئن وهي تقطع شريط عامها الدموي الرابع، وحمّالة السلاح كُثُر في أودية حلب وحمص وصحاري حماة، وصولا للعراق واليمن وليبيا.. اللهم ارحم شعوب العرب وهوانهم على العرب.
الله يهدي النفوس
 
أعلى