حال السنة والشيعة بين الانتهازية الإيرانية والتخبط السعودي

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
التنافس الإيراني السعودي الذي أشعل المنطقة وانتهازية الأمريكان والإنجليز الذين يعدون لها خريطة جديدة بعد مرور مئة عام على سايكسبيكو غمرتنا بأحداث خارج دائرة المنطق وجعلتنا حائرين وغير قادرين على ديمومة الاستمرار في الكتابة ، لكن قضية تُثار اليوم بشأن حكم إعدام نمر النمر بين سني مرحب وشيعي غاضب مستنكر نراها فرصة مناسبة لكشف حقيقة الموقف كي لا ينجر السنة والشيعة في المنطقة إلى مزيد من التشرذم خاصة وأننا مقبلون على مرحلة ستكون بإذن الله خالية من السعودية ككيان سياسي كما نعرفه اليوم ومن نظام الملالي في إيران والذي سينهار رغم ما يبدو من انتصارات له بل وستتغير خريطة إيران وسيكون الشيعة أنفسهم هم المعول الرئيسي في تفتيت كيانها !!!

حتى نفهم حقيقة الموقفين الإيراني والسعودي من قضية نمر النمر علينا أن نعود إلى أصل الواقعة والذي كان منذ عام 2007 م ، ففي ذلك العام طالب نمر النمر بانفصال المنطقة الشرقية عن السعودية وهدد بالاستعانة بإيران ضد الحكم السعودي وذلك على خلفية أحداث البقيع الشهيرة ، ورغم ذلك لم تعمد السعودية لاعتقاله !!!

واستمر نمر النمر في تصعيده وتماديه مستندا للتراخي السعودي إزاءه تحت بند الخوف من إيران ، وبعد أحداث البحرين عام 2011 م هاجم النمر النظام السياسي البحريني بقوة واعترض على دخول قوات درع الجزيرة للبحرين ؛ وأيضا لم يُعتقل !!!

اعتقال نمر النمر لم يتم إلا بعد وفاة الأمير نايف بن عبد العزيز حين عبر وهو مُنتشٍ بقوته التي توهمها ومغترا بدعم إيراني تخيله عن فرحته بوفاة الأمير نايف وسبه سبا مُقذعا ، هُنا ثارت ثائرة الأسرة المالكة السعودية وعلى رأسها محمد بن نايف وريث المنظومة الأمنية فتم اعتقال نمر النمر لهذا السبب بمعنى أن المسألة مسألة كرامة شخصية وليست مسألة أمن وطني ، فلو كانت مسألة أمن وطني لتم اعتقال نمر النمر منذ عام 2007 م فانتبهوا أيها السنة ولا تطبلوا لحكم إعدام النمر ؛ فذلك الحكم لن ينفذ وإنما تم إصداره والترويج له تحت بند لعبة شد الحبل بين السعودية وإيران التي أحسنت استغلال الموقف مستندة ومع الأسف لضعف الأصوات الشيعية الشريفة والتي يُفترض فيها أن تستغل الموقف وتكشف حقيقة المزايدات الإيرانية !!!

إيران تعلم علم اليقين بأن السعوديين لن ينفذوا حكم الإعدام بنمر النمر ؛ فمَن خضع للإملاءات وأطلق سراح فتاة القطيف الصايعة لا يمكن أن يتجرأ أبدا على إعدام شخصية بحجم تأثير نمر النمر ، لكن الإيرانيين وأذرعتهم في المنطقة رفعوا أصواتهم بالنصرة المزعومة لنمر النمر كي يبدو إيقاف الملك السعودي لتنفيذ الحكم أمام الملأ على أنه خضوع للتهديدات الإيرانية وكسر أكثر لمكانة السعودية في المنطقة !!!

هُنا يبرز دور الأصوات الشيعية الشريفة والتي يجب عليها كشف حقيقة السياسات الإيرانية من حيث كونها تتاجر بقضايا الشيعة في المنطقة وتدعي مناصرتهم لتحقيق أغراض سياسية وليس خدمة لأتباع مدرسة آل البيت عليهم السلام ، فالنظام الإيراني الذي يدعي اليوم الوقوف مع شيخ شيعي قطيفي هو نفسه الذي انقلب على آية الله حسين علي منتظري ( الذراع الأيمن للخميني ) وقام بوضعه تحت الإقامة الجبرية 13 سنة حتى هده المرض ؛ ولما مات مُنِعَ أتباعه من إقامة جنازة مهيبة له كواحد من أبرز قادة الثورة الإيرانية ، وحسين علي منتظري مكانته كعالم ومرجع تفوق ألف مرة مكانة نمر النمر إضافة إلى أن منتظري إيراني وليس عراقيا ولا بحرانيا ؛ فكيف يمكن لمَن فعل هذا بمنتظري أن يمثل الآن دور الغيور على علماء الشيعة ومراجعهم ؟؟؟

كما أن النظام الإيراني نفسه الذي يمتطي صَهْوَةَ التشيع خدمة لمشروعه السياسي التوسعي قد قمع الشيعة في قلب طهران بعنف لم يحدث لا في العوامية ولا في القطيف ولا في دوار اللؤلؤة ، وهو يحتجز اليوم ودون محاكمة مهدي كروبي وحسين موسوي وهما من الشيعة المقلدين للخميني في زمانه والمؤمنين بثورته ، بل إن حسين موسوي وهو سيد حسب التصنيف الشيعي كان موضع ثقة الخميني ورئيسا لوزراء إيران في أحلك ظروفها إبان فترة العُدوان الإيراني على العراق ، فكيف يمكن لنظام يفعل مثل هذا بشيعة إيران أن يكون غيورا على شيعة قرويين بحارنة كأهل العوامية ؟؟؟

هذه هي حقيقة الصورة في قضية حكم إعدام نمر النمر ، فلا تتنازعوا يا سُنة ويا شيعة واستعدوا بالعقل والحكمة لإرساء سلام بينكم في مرحلة ما بعد الملالي وما بعد آل سعود ...
 

خولة

عضو مخضرم
اهلا بك اخوي صانع التاريخ ..
***
تقول ان السعودية لن تعدمه ؟!! .. وتقول ان ايران تريد اظهار السعودية وكانها خضعت لهم ..!! .. طيب ما دام الامر كذلك وين الاتفاق ؟!! وليش ما تعدمه ؟! .. وليش السعودية تثبت انها خضعت لايران ..؟!!! .. فهمني لاني مو فاهمة حقيقة ..!
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
صانع التاريخ
بالغت و ضخمت الموضوع
نمر النمر معزول عن المجتمع الشيغي في المنطقة الشرقية صحيح هو يطرح بعض المظالم الخاصة لكن اسلوبه فيه نهريج و جنون فلا ايران تدعمه ولا الشيعة يدعمونه
لكن المدافعة عنه محاولة للوقوف معه حسب مبدأ قف مع اخاك ظالم او مظلوم مجنون او عاقل فقط لانه شيعي و للاسف هذه الحقيقة بما اني اعرف كيف يفكر البعض منا
انا اتمنى ان بغاقب على تصرفاته الحمقاء لكن من المستبعد ان تقوم السعودية بأعدامه لانها سوف تفتح باب الانتقادات الدولية خصوصا في الظروف الحساسة التي تعبشها السياسة السعودية المتخبطة
كذلك ممكن ان يكون اعدامه زيادة في جرعة التطرف و التحدي في الشرقية خصوصا من فئة الشباب المتحمس
لذلك لا اتوقع اعدامه
 

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
ليست القصة اتفاق لكن إيران تستغل عجز السعودية عن تنفيذ الحكم فتصيح حتى يبدو إلغاؤه وكأنه نتيجة للتهديد الإيراني!!!
أما عن كون النمر معزولا عند الشيعة فإنه الآن بطل المشهد الحالي وإحنا عيال اليوم ...
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
ليست القصة اتفاق لكن إيران تستغل عجز السعودية عن تنفيذ الحكم فتصيح حتى يبدو إلغاؤه وكأنه نتيجة للتهديد الإيراني!!!
أما عن كون النمر معزولا عند الشيعة فإنه الآن بطل المشهد الحالي وإحنا عيال اليوم ...
الاعلام الايراني يشتغل الامر بالفعل
لكن ان يكون النمر بطل المشهد الحالي ؟؟!! عندن في الكويت المهري يملأ العالم ضجيجا و تصريحات للاثارة الاعلامية لكن الجمهور الشيعي
يعلم انه مجرد مؤدي دور في اللعبة
 

خولة

عضو مخضرم
صانع التاريخ :
ما جاوبتني
ليش من وجهة نظرك. السعودية لا تريد اعدامه ؟! اذا مو خوف من ايران انها تحرك خلاياها النايمة في دول الخليج مما اذا تخاف السعودية ..!!
 

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
لا مقارنة أبدا بين وضع مهري الكويت ونمر القطيف ، فالذي يقود مواجهات ويدخل المعتقلات يمكن ببساطة تصويره كبطل وجعل مشهد بطولته مقدمة لفصل جديد من فصول المسرحية التراجيدية الهزلية في ذات الوقت والتي تعيشها منطقتنا !!!

بل يمكن أيضا للبطل مقتولا أن يكون له تأثير أكثر من تأثيره لو كان مُعتقلا أو حتى طليقا ؛ فقد كانت وفاة المناضل الأيرلندي الشمالي جون أندرسون في 4/5/1981 م في سجون الإنجليز وهو مضرب عن الطعام بداية فصل جديد في القضية الأيرلندية أفضى في النهاية إلى اعتراف بريطانيا بالشينفين وتفاوضه مع جيري آدمز برعاية أمريكية !!!

لذلك فإنني حين أرى النمر بطلا للمشهد الحالي إنما أقرأ الصورة من أحداث شبيهة ...
 

ماجد11

عضو بلاتيني
ياصانع التاريخ السعودية وايران اصحاب دعك من الهرطقات الاعلامية العالم كله وظف من أجل محاربة الفكر السني المقاوم الرافض للهيمنة الغربية والسعودية وايران احد جنوده
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
لا مقارنة أبدا بين وضع مهري الكويت ونمر القطيف ، فالذي يقود مواجهات ويدخل المعتقلات يمكن ببساطة تصويره كبطل وجعل مشهد بطولته مقدمة لفصل جديد من فصول المسرحية التراجيدية الهزلية في ذات الوقت والتي تعيشها منطقتنا !!!

بل يمكن أيضا للبطل مقتولا أن يكون له تأثير أكثر من تأثيره لو كان مُعتقلا أو حتى طليقا ؛ فقد كانت وفاة المناضل الأيرلندي الشمالي جون أندرسون في 4/5/1981 م في سجون الإنجليز وهو مضرب عن الطعام بداية فصل جديد في القضية الأيرلندية أفضى في النهاية إلى اعتراف بريطانيا بالشينفين وتفاوضه مع جيري آدمز برعاية أمريكية !!!

لذلك فإنني حين أرى النمر بطلا للمشهد الحالي إنما أقرأ الصورة من أحداث شبيهة ...
انت كتبتها
النمر جزء من المسرحية الهزلية ولا يمكن ان يكون زعيم او قائد روحي للشيعة في السعودية لان العبط و الجنون غالب على كلامه
و اهل الشرقية اكبر من هذا التهريج
 

ماجد11

عضو بلاتيني
صانع التاريخ يصور لنا أن ايران تحقق الانتصار تلو الانتصار والشيعة بقضهم وقضيضهم بمافيهم ايران استنجدوا بالغرب ودول الخليج حينما كادت تلتهمهم داعش قليلا من العقل ياشيعة ترى لدينا عقول ونتابع مايحدث
 

بسطويسي

عضو مخضرم
صانع التاريخ يصور لنا أن ايران تحقق الانتصار تلو الانتصار والشيعة بقضهم وقضيضهم بمافيهم ايران استنجدوا بالغرب ودول الخليج حينما كادت تلتهمهم داعش قليلا من العقل ياشيعة ترى لدينا عقول ونتابع مايحدث

نعم ايران تحقق انتصارات وموقفة اهل السنة على رجل وحده ليش ننكر هذا الشي!
 

بسطويسي

عضو مخضرم
اخيرا ام سعود رضخت لهذه الحقيقة
وتركت الدفاع عن السعودية بدافع الطائفيه
:)
اذا هي مسألة وقت وراح تقتنعين بقناعة اخرى انا مقتنع فيها
وراح تصيرين رسمي من الخوارج
تكبييييييييييير
18-10-2014 03-10-52 م.png
 

خولة

عضو مخضرم
نعم ايران تحقق انتصارات وموقفة اهل السنة على رجل وحده ليش ننكر هذا الشي!
انتصارات حنا سبب فيها ..! .. الغرب وايران وحتى الحكام العرب يعلمون ان الخطر الحقيقي على وجودهم هم الدين الاسلامي الحق .. كما كان في وجود الرسول عليه الصلاة والسلام .. والخلفاء الراشدين ، . يعلمون علم اليقين لهذا اتفقوا على محاربة اي جماعة سنية حتى لو لم تكن ارهابية .. والا احد ينكر دموية حزب ابليس وفيلق بدر والفظائع التي يرتكبونها هم اسرائيل وما شفنا أحد حاربهم ..!
 

بسطويسي

عضو مخضرم
انتصارات حنا سبب فيها ..! .. الغرب وايران وحتى الحكام العرب يعلمون ان الخطر الحقيقي على وجودهم هم الدين الاسلامي الحق .. كما كان في وجود الرسول عليه الصلاة والسلام .. والخلفاء الراشدين ، . يعلمون علم اليقين لهذا اتفقوا على محاربة اي جماعة سنية حتى لو لم تكن ارهابية .. والا احد ينكر دموية حزب ابليس وفيلق بدر والفظائع التي يرتكبونها هم اسرائيل وما شفنا أحد حاربهم ..!


اللهم اصلح ولاة امورنا وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدلهم على الخير و تعينهم عليه

3da2c7036e.jpg
 

ماجد11

عضو بلاتيني
لا ادري ماهي الانتصارات التي حققتها ايران؟
ولا ادري من هم أهل السنة الذين تتحدث عنهم
إذا تقصد الحكومات فهي تسير مع ايران والعالم الغربي في حرب السنة
 
:D:D:D


تذكرني هذي الحملة على السعودية بالحملة عليها أيام غزو العراق للكويت من القوميين وغيرهم من الحزبيين وبنفس الطريقة وبنفس التحليلات والمصطلحات
بس المضحك هو من كان يستنكر هذي الحملات أيام الغزو هم من صار يكرر هذي الحملة في هذي الأيام :باكي:
 
انا اعتقد ان إيران تريد من المملكة اعدام النمر وإيران تتاجر بخرفان الشيعة وتستغل اي ضربة أمنية تستخدمها حكومة المملكة او حكومة البحرين
للمتاجرة ومحاولة التدخل وايجاد النفوذ
من باب ان المملكة قدمت نفسها انها الحامية لأهل السنة فإيران لها مثل الفيتو في حماية الشيعة

إيران تتاجر بدماء هؤلاء الرعاع وهي تعلم جيدا كيف تستفز السعودية وإيران تريد من وراء إعدام هذا المعمم أمرا
الأيام ستكشف لنا كل ذلك

عندما تدخل درع الجزيرة في مملكة البحرين ورمت المملكة العربية السعودية بعض الجهود في التصدي للثورة الشيعية في البحرين
تلقفت إيران كل ذلك وهي من حركت الزوارق البحرية بشكل متعمد في استفزاز واضح وكان القصد هو التحرك العسكري المقابل

هذا أهدافه على المدى البعيد هو سوريا لأنها ابتدأت الثورة فيها على مشارف انهاء الإحتجاجات في مملكة البحرين بالحوار (قبل ان تستفز ايران المملكة)
فانتهت الاحتجاجات بتدخل عسكري ضمن اتفاقيات مجلس التعاون

الآن ايران تتدخل في سوريا والعراق وطلبا من حكومتي البلدين
ولن يستطع أحد أن يفند شرعية أي تدخل سوى بالحديث عن الطائفية لدى النظام في سوريا والعراق وإنتهاء شرعية النظامين

وهو ما تتحدث عنه ايران بابواقها عن مملكة البحرين

لعبة قذرة !

الموضوع اكبر من أماني الأطفال وأكبر من تبادل الأحقاد
الموضوع هو حرب نفوذ تقوم بها هذه الدول الإقليمية لصالح أقطاب دولية مقابل حماية انظمتها
ولو أخذ في هيئة الحرب المذهبية .. حقيقته أخرى بعيدة عن ما تكتبوه
 
التعديل الأخير:

تويتر الكويت

عضو مخضرم
انظر ايها السني كيف ينظر الشيعة الى السعودية

الجزء الاول من الموضوع

السعودية ... والشيعة في العراق


(مجلة المشاهد السياسي)
حوار مع الشيعي حمزة الحسن
أعطت الحرية التي استعادها الشيعة العراقيون بعد سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، أملاً للشيعة السعوديين بتحسين أوضاعهم داخل المملكة حيث يشكون من التمييز بحقهم، وقال عبد العزيز الخميس السعودي السني، مدير المركز السعودي للدراسات حول حقوق الإنسان في لندن: أن التغيرات التي حصلت في العراق حملت بعضاً من الأمل بأن يمارس الشيعة السعوديون أيضاً نفس الحق الذي يستفيد منه الشيعة العراقيون حالياً. وأوضح أن الشيعة السعوديين يتحركون على أمل الحصول على حقوقهم، مشدداً على أنهم ليسوا دعاة انفصال.
من جهته قال حمزة الحسن المتحدث باسم التحالف الوطني من أجل الديموقراطية وهي مجموعة سعودية أيضا تتخذ من لندن مقراً لها: إن هذه الحرية المستعادة في العراق سيكون لها تاثير نفسي ومعنوي على الشيعة السعوديين الذين لهم نفس المرجعيات مثلهم مثل الشيعة العراقيين.
وحسب حسن وخميس فإن الشيعة السعوديين يمثلون ما بين (15 و20 %) من السكان السعوديين المقدرين بنحو (17) مليون نسمة، وهم يتركزون خصوصاً في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط.
وكان الشيخ حسن الصفار أحد كبار الزعماء الشيعة في المملكة العربية السعودية أعرب عن الأمل بأن ينتهي التمييز الذي يستهدف الشيعة السعوديين بعد التغيرات الكبيرة التي حصلت في العراق المجاور. وقال الشيخ الصفار في منزله في القطيف في المنطقة الشرقية: نحن مستمرون في اتصالاتنا مع المسئولين في بلادنا، كما في السابق، لمعالجة بعض ما يشكو منه المواطنون الشيعة في المملكة من حالة من التمييز المنصبي والطائفي بينهم وبين بقية المواطنين. وأضاف في اتصال معه من دبي: إن هذا التمييز يتمثل في عدم السماح لهم بخدمة وطنهم في المجالين العسكري والأمني، وكذلك في السلك الدبلوماسي، ومن خلال محدودية وجودهم في مجلس الشورى، وفي عدم إتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم في وسائل الإعلام في المملكة، وفي التضييق عليهم في ممارسة شعائرهم الدينية، وفي حظر نشاطهم الديني والثقافي رسميا حيث تمنع طباعة كتب الشيعة في المملكة ودخولها إلى المملكة.
وكان الشيخ الصفار من بين (13) شخصية سعودية شيعية من المنطقة الشرقية أصدرت بياناً في الثامن عشر من نيسان (إبريل) رحب بسقوط الديكتاتور العراقي. وقال الشيخ الصفار: إنه يمكن التعبير عما يشعر به الشيعة بأنه حالة من التهميش. ويسيطر السنة في السعودية على مقاليد الحكم وهم متاثرون بالتيار الوهابي المتشدد.
وأضاف حسن السعودي الشيعي حول تأثير ما حصل في العراق على شيعة السعودية سيتأثرون وسيطالبون بحقوق أكثر، وسوف نرى ربما شيئاً من التحدي للحكومة السعودية، مشيراً إلى احتمال تعرض المملكة لضغوط خارجية.
وكان الصفار يشير بذلك إلى الولايات المتحدة، حيث قال الرئيس الأميركي جورج بوش مراراً بأنه يريد إقامة نظام ديموقراطي في العراق يكون مثالاً يحتذى لبقية دول الشرق الأوسط. وكان الشيعة السعوديون أرسلوا قبل أيام قافلة مساعدات إنسانية إلى الشيعة في كربلاء بالتعاون مع شيعة كويتيين. ويبدو أن الصحافة بدأت تتطرق إلى هذا الموضوع في المملكة بحرية أكثر. وكتب الصحافي قنان الغامدي السني مقالاً في صحيفة الوطن السعودية قال فيه: إن الشيعة في غالبية الدول العربية وبينها العربية السعودية يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة.
وقال حمزة الحسن: بدون إصلاحات حقيقية وإنصاف للشيعة والحجازيين.. السعودية معرضة للتقسيم ولزوال آل سعود هناك عدد من العلامات السعودية المعارضة الفارقة في الخارج التي تتحدث عن الحاجة إلى إصلاح واسع في المملكة العربية السعودية. وبين هذه العلامات التي يشكل د. سعد الفقيه والدكتور محمد المسعري أبرز طرفيها، وهما أكاديميان فضلاً عن كونهما رجلي دين متميزين في فكر وفقه السنة، ويشكل حمزة الحسن وهو كاتب ومفكر شيعي يقيم في لندن أيضاً، أبرز خطوط التماس المتطلعة إلى مستقبل أفضل للمملكة ولكن بقدر مختلف من الإصلاحات والتغيير التي لا تقتصر في حدودها على الجوانب الدينية، وإنما تمتد إلى المواطنة الكاملة والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات.
في أي اتجاه يسير العالم الآن؟
العراق لم يكن أكثر من بوابة، وهو وإن كان بوابة كبيرة دفعت بكل المشاكل المستترة إلى السطح لكن القادم ربما يكون أخطر، فهناك بالتأكيد تبعات أكبرتشمل المنطقة كلها وربما العالم. وقد تابعت ما كتب في الصحافة السعودية حول سقوط تمثال صدام حسين مثلاً فاكتشفت أن أكثر ما أثار السعودية هو موضوع الأصنام والتماثيل.
هل السعودية مدرجة ضمن المشروع الأميركي، وما هو ترتيبها في أولويات هذا المشروع؟
هناك كلام كثير من قبل وهناك الآن ثلاثة أو أربعة تصريحات كلها تشير إلى هذا. مجمل هذه التصريحات الأميركية يفيد بأن دورهم في المنطقة لم ينته بعد، وهذا واضح. وهناك تصريح لرئيس الاستخبارات السابق جيمس ولسلي قال فيه: إن سورية وإيران والسعودية ومصر ودول أخرى تدخل ضمن مخطط التغيير الأميركي في المنطقة، وفي تصريح آخر أدلى به ريتشارد بيرل كبير مستشاري وزارة الدفاع الأميركية قال فيه: إن هناك أهدافا أخرى في المنطقة غير العراق وقال آخرون من كبار المسئولين الأميركيين: إن هناك مهمات أخرى في المنطقة ولعل الحديث المتكرر لوزير الخارجية كولن باول عن الديمقراطية والإصلاحات وسواها تصب في مجملها على السعودية أيضاً.
ماذا تريد أميركا من السعودية بالضبط؟
قرار نقل الوجود العسكري الأميركي في السعودية إلى مناطق ودول أخرى في الخليج يعني بداية أفول المكانة والنجم السعودي، وهذا ما كان متوقعاً، وهذا ما كتبنا عنه وهو يعني أن مرحلة ما بعد العراق قد تكون نهاية الدور السعودي القديم وسقوط الامتيازات والعلاقات الخاصة مع الأميركان، وهذا يعني احتمال حدوث تغيير كبير وغير محدود في المملكة.
السؤال: لكن لماذا تستهدف أميركا السعودية؟ ربما كان للموقف الأميركي من الرئيس العراقي السابق ما يبرره لكن لماذا السعودية؟
الجواب: الأسباب عديدة وكلها جوهرية واستراتيجية من وجهة النظر الأميركية. وأولها: أن المملكة دولة دينية على الأقل في مظهرها. وإن كانت الممارسة السياسية مختلفة. هذا التزاوج السعودي الطويل العمر بين الوهابية وأميركا، الآن المزاوجة صعبة. أن تكون دينياً داخلياً بهذا النمط من الفكر غير المتفتح من الناحية الفعلية وأن يكون لديك علاقات جيدة ومتميزة مع الغرب ليس كافياً في هذا الزمن. كان مثل هذا الأمر يمشي في زمن الحرب مع الشيوعية. لكن الحراب اليوم موجهة ضد أميركا وحراب أميركا والغرب موجهة إلى العدو الجديد وهو الإسلامي. هذه هي وجهة نظري، وأنا لا أحب أن أعطي تحليلات عقائدية. ولا تحليلات تآمرية. لكني أعتقد أنه سبب رئيس. والسعوديون ليست لديهم قدرة اليوم على تلبية كل الطلبات الأميركية.




المصدر
موقع مركز التنوير للدراسات الانسانية
 
التعديل الأخير:

تويتر الكويت

عضو مخضرم
الجزء الثاني من الموضوع

السؤال: ماذا تقصد بهذه الطلبات؟ هل من مثل واضح؟
الجواب: واحد من هذه الطلبات التي لم يستطع الحكم الوفاء بها هو الانفصال عن المؤسسة الدينية الوهابية. وهذا الانفصال في حقيقته أشبه بعملية قضاء على النظام وربما على الوهابية أيضا. فمجرد حدوث الانفصال وهذا هو الشعور السعودي سيعني نهاية النظام والدولة. لارتباط الاثنين بالشرعية الحالية التي أغدقها الواحد على الثاني. وهي قائمة على هذا التحالف. لكن التغيير المطلوب راديكالي وليس مع الزمن كما يريده السعوديون وهو أن يطبق على مدى عشرين أو ثلاثين عاماً. وهو أمر غير مقبول من قبل لا الأميركان ولا من قبل الشعب. وحتى البيان المعارض الذي صدر قبل أيام وبث من خلال قناة (الجزيرة) فهو بيان غير مقبول؛ لأن القائمين عليه وبالذات الأمين العام وهو سفر الحوالي الذي هو أكثر الناس عداء للغرب، وفي الوقت نفسه الأشد عداء للشيعة والأكثر تشدداً في كل شيء من سواه. وهذا لن يخرج من السعودية من دون موافقة حكومية. والحقيقة أن هناك مشكلة كبيرة.
السؤال: ما هي هذه المشكلة؟
الجواب: المشكلة أن السعودية قائمة على عكازين، وهذان العكازان واحد أميركي وواحد ديني متطرف، وهذان العكازان كانا في السابق ولبعض الوقت منسجمين ويسيران مع بعض لكنهما الآن متعارضان ومتناقضان والسعودية لا تريد أن تصبح بين خيارين وإنما تريد الاستمرار في الجمع بينهما. الجمع بين المتناقضات ربما يكون ممكناً ومقبولاً في بعض الأحيان، لكن يأتي وقت يصبح فيه مثل هذا الأمر بحكم المستحيل، وأعتقد أن هذا الوقت قد حل الآن. فهي تريد إرضاء السلفيين بمقدار. وترضي الأميركيين بمقدار. وأن تمشي الأمور على وضعها الطبيعي. لكن المشكلة أن الأميركيين بعد 11 أيلول (سبتمبر) لم يعودوا يقبلون بمثل هذا الجمع. وقالوها صراحة أنهم لا يستطيعون التعايش مع عقلية حذرة مثل هذه.
السؤال: هل يمكن تلخيص الموقف الأميركي من المملكة بهذا الإيجاز؟
الجواب: لا بالطبع، فالمسألة أكبر. والحقيقة أن الجزء الآخر يتمثل في أن الولايات المتحدة تريد تغييراً سياسياً في النظام. بمعنى إصلاحات. هذا أيضاً يتماشى مع الخط الأولي وهو تقليص دور الوهابية في الدولة تحديداً، والسبب أنهم كانوا يعتقدون أن الدكتاتورية حدود ردود فعلها ينحصر ضمن حدود بلدانها لكن الدكتاتورية في البلدان العربية أدت إلى تصفية ومضايقة الحركات المعارضة و(تطفيشها) إلى خارج حدود دولها، وهو ما قاد إلى اصطدام هذه الحركات مع الغرب قبل كل شيء، بسبب نقمة هذه الحركات من أسلوب الحماية والتوافق بالمصالح الذي تمارسه الدول الكبرى للأنظمة العربية المعنية، وذلك على حساب شعوب المنطقة التي لحق بها المزيد من الضرر مع الوقت بعد أن تمادت الأنظمة الدكتاتورية في سلب كل حقوق شعوبها اعتماداً على الحماية الغربية لها.

السؤال: فهل نتج عن هذا شعور بالخيبة أو المرارة لدى الغرب أم إدراك بمسئولية دورها فيما حدث ويحدث؟
الجواب: بإمكانك أن تقول الاثنين وأكثر. الغرب والعالم كله يعرف الآن أن الدكتاتورية هي التي ولدت الإرهاب. دكتاتورية الأنظمة العربية وبالذات السعودية ومصر والبلدان متهمان صراحة بهذا الموضوع، ومثل هذا الأمر ليس سراً. في السابق كانت الولايات المتحدة والغرب عموماً يطلبون من هذه الدول مكافحة الإرهاب وضربه وقمعه بكل الطرق الممكنة خدمة لمصالح الغرب، لكن بعد أن جاءت النتائج كارثية على الأقل بالنسبة للأمريكان وفقاً لما حصل في الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001م تبين أن الديمقراطية أو التحول السياسي بأي قدر يوحي بالإصلاح أو التحول الانفتاحي والتصالحي، قد يردم حفر تفريخ الإرهاب كما يقال. أو يخفف منها. من جهة يضربون المتشددين السلفيين ومن جهة شوية إصلاحات وبالتالي تأمن أميركا. لأنه في السابق لو أن الدكتاتورية كانت تستمر لكانوا هم مع الدكتاتورية لكن الاستمرار فيها انعكاس على من يساعد هذه الدكتاتورية وهي الولايات المتحدة. وهو ما ينعكس أيضاً على عمليات الثأر والانتقام من أميركا والتي ظهر بها السعوديون في عدة أماكن في الشيشان وأفغانستان وفي أفريقيا وفي نيويورك وواشنطن وداخل روسيا والبوسنة والصومال. وبالتالي هم يبغون الإصلاح السياسي حتى المشاكل الداخلية لهذه الدول لا تتفجر على الآخرين البعيدين.
السؤال: ماهو الموقف الرسمي السعودي إزاء هذه المطالب؟
الجواب: السعوديون مترددون. وهم إلى اليوم لا يريدون الاستجابة لمثل هذه المطالب. فلا يريدون إصلاحاً سياسياً، وبالعكس أعطوا قوة إضافية للوهابيين خلال الفترة الماضية، صحيح أنهم أخذوا منهم إدارة التعليم ولكن حصصهم في الإعلام وحصصهم في إدارة الدولة وصوتهم كبير وعالي، وإدارة التلفزيون السعودي كلها بأيديهم. مع أنه سمح بشيء ما من النقد الديني في داخل الصحافة السعودية خلال الأشهر الماضية لكن ليس بالحدود المعقولة لأنها تمت بحدود بسيطة جداً. هذا ما يطلبه الأمريكان، أي أنه في حقيقة الأمر ليس إصلاحاً حقيقياً وليس إصلاحاً يحقق العدالة الاجتماعية ولا إصلاحاً يعالج الفساد وهيمنة الكبار على المال العام وعبثهم به. وخصوصاً أن السعودية لم تعد البطة التي تبيض ذهباً. وهناك بدائل كثيرة.
 

تويتر الكويت

عضو مخضرم
الجزء الثالث من الموضوع

السؤال: وهل أصبح العراق ضمن هذه البدائل؟
الجواب: طبعاً. والعراق واحدة من هذه القصص التي لها علاقة بالتطور السلبي في العلاقات بين السعودية وأميركا. وهذا التطور كان قبل الحرب على العراق. وفي أحدث تصريحاته قال دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي رداً على أسئلة تتعلق بالقواعد العسكرية الأميركية فقال: نحن أصلاً لا نريد أن ننشئ قواعد عسكرية في الدول التي لا ترحب بنا؛ لأن لدينا بدائل كثيرة غيرها وهذا صحيح. يعني السعودية كانت على الدوام تعتبر أن الوجود الأميركي عبئ عليها. الآن الأميركان ليسوا محتاجين من الناحية الفعلية إلى الوجود في السعودية. لديهم كل دول الخليج الأخرى. والحقيقة أن أميركا لم تحتل العراق وحده وإنما أربع دول أخرى في المنطقة وربما البقية تأتي. لكن المشكلة أن لا أحد تلمس الحقيقة والأنظار اتجهت كلها للعراق فقط، والحقيقة أن أكثر الدول ساهمت والوجود الأميركي في المنطقة بات أوسع وأثقل وكثر كفاية من أي وقت مضى. والمهم في المجموع عسكرياً صارت البدائل جداً كافية. اقتصادياً صار فيه نفط بديل هو النفط العراقي. وإذا السعودية هي الدولة الأولى في المخزون العالمي فإن العراق هو الدولة الثانية في العالم. هذا غير نفط روسيا وسواها مثل آسيا الوسطى وغيرها. وحتى الاستثمارات الأميركية التي كانت السعودية موعودة بها مثل الغاز وسواه قد انتهى وسوف لن يكون لها وجود؛ لأن لديهم أماكن أفضل منها.


السؤال: وإذا ما تغير الموقف السعودي إيجابا وتوافقا مع الإرادة الأميركية، هل تغير واشنطن موقفها وتعود للتضامن والصداقة مع المملكة؟
الجواب: أعتقد أنه لم تعد لدى الأميركان نية للاعتماد على النفط السعودي. وحتى لو السعودية غيرت رأيها والسعوديون رحبوا بها، فإن أميركا لم تعد تريد السعودية أبداً. بل إنها تراهن على الدور المقبل للعراق، أما بزيادة الإنتاج أو الخروج من أوبك وتخريب الوضع. وعلى هذا الأساس أنا لا أرى أي أهمية تذكر للسعودية في الأجندة الأميركية. لا للقواعد العسكرية ولا للوضع الاقتصادي. فما بالك بالموقف السعودي. سياسياً ومن الناحية الفعلية فإن العراق سيكون هو الثقل السياسي، وخروج العراق من المعادلة السياسية في الشرق الأوسط هو لصالح السعودية. عمر العراق كان المنافس على الدوام وكان المؤهل للعب الدور الأهم. لأن عدد سكانه كبير وتراثه عالمي وليس ديني فقط، وكان يمكن أن يكون قائداً للسياسة العربية في المشرق العربي وبالتالي فلا يمكن أن تقارن أهمية الدور العراقي بالأردن أو سورية أو السعودية. العراق كان مرشحاً للدور الأهم. والآن قد يستقطب العراق حتى دول الخليج. ولربما تضغط دول الخليج على أن ينضم العراق بوضعه الجديد المدعوم أميركيا إلى مجلس التعاون، هذا إذا قبل العراق ذلك. الجميع سيذهب الآن مع العراق لا مع السعودية خاصة إذا بات العراق مرضي عنه وأصبحت السعودية مغضوب عليها.
السؤال: كيف يمكن ان تغير دول الخليج موقفها من السعودية؟
الجواب: إذا ساءت العلاقات الأميركية السعودية فإن دول الخليج ستحاول أن تحمي نفسها، ثم إن السعودية لم يعد لديها الأموال التي تحشد بها وراءها القوى السياسية العربية، ولهذا بالإمكان ملاحظة أنه حتى التمردات داخل البلدان الخليجية على السياسة السعودية.
السؤال: ماذا تقصد بالتمرد ومن أي نوع؟
الجواب: هناك تمرد واضح وصريح وكل واحد يسوي السياسة التي في باله. ولهذا فإن هناك من يعتقد الآن أن من الأفضل تحويل مجلس التعاون الخليجي إلى تعاون اقتصادي لأنه أفضل لهم، كما أن الجزء السياسي لم يعد له معنى في مجال التعاون بين هذه الدول. السعودية أيضاً لم يعد بإمكانها أن تخدم أميركا من الناحية الفعلية. لم يعد بإمكانها أن تفعل الكثير كما كانت تفعل من قبل.
السؤال: لنعد الى وضع الشيعة في السعودية. ماذا تتوقع وما يمكن ان يقال الآن عما يمكن ان يحدث مستقبلا؟ من أي ناحية؟
هل يمكن أن توضح السؤال؟
السؤال: الماضي والحاضر والمستقبل، هل سينشأ لهم دور حقيقي في الحياة العامة في المملكة؟
الجواب: أعتقد أنه ما لم يحل الموضوع الوهابي فلن يكون هناك أي تغيير حقيقي مجدي، الأزمة الحقيقية هي أزمة الدولة، وأزمة الشيعة فهي جزء من الأزمة الأكبر. وهي أزمة عريضة ناتجة من جملة قضايا. الثنائية الموجودة في السعودية هي ليست ثنائية سنة وشيعة كما هو عليه الحال في العراق. أو ثنائية قومية عربية كردية. وإنما هي ثنائية بين الوهابية وبقية المواطنين. السنة وغير السنة. وبالتالي لن أستطيع القول: إن الشيعة وحدهم المضطهدين في السعودية. هذا ليس صحيحاً. طوال التاريخ ومنذ أن تأسست هذه الدول وجميع المواطنين وعلى رأسهم الحجازيين مضطهدين دينياً أيضاً. السنة الذين في المنطقة الشرقية مضطهدين أيضاً مثل الشيخ عبد الحميد مبارك الذي اعتقل ثانية. آل مبارك وآل عبد القادر وبيوتات عريقة من المذاهب الإسلامية الأخرى، مضطهدة؛ لأن الوهابية لا ترضى عنها. والإسماعليون في الجنوب يعانون من نفس الأزمة. ليس هناك أحد في السعودية لا يعاني من مثل هذه الأزمة، ولهذا فإن السعودية تعاني من أزمة أقلية مسيطرة على الوضع، للسلفية والوهابية يشكلون 20 أو 25 % في أقصى الحدود لكنهم الجزء الذي يضطهد الآخرين ويصادر حقوقهم.
السؤال: فهل تقصد أن الوهابية وآل سعود هم الذين يحكمون المملكة ويتحكمون في كل شيء فيها؟
الجواب: يصعب القول من هو المسيطر أو المسئول. هناك شراكة إلى حد التزاوج بين الاثنين. دعم النظام للسلفيين أو للوهابيين هو دعم للذات. وهم أيضا يرون أن دعم النظام السياسي السعودي هو دعم للمذهب. ومن هنا فإن هذا التحالف التاريخي القديم الذي لا زال مستمراً هو الذي يضطهد كل الآخرين، الآن هذا هو المبدأ الذي يفرض على الناس.
السؤال: بصراحة، هل أنت ضد الوهابية؟
الجواب: لست ضد الوهابية ولم أكن ضدها في أي وقت. والمشكلة الآن أن الجميع يطالب بشيء من حرية التعبير وهذا يجعل من الدولة أو النظام في ظل مثل هذه الأزمة أشبه بالمخطوف على يد الوهابيين. ومنذ أن تأسست الدولة وهذه الحقيقة ماثلة للعيان ولا أحد يستطيع أن يطلب إصلاحات سياسية أو بإجراء تغيير حقيقي، فكل الإصلاحات السياسية والتغيير الممكن هؤلاء له بالمرصاد والنظام بقي معها لأنه يحمي القاعدة النجدية ويشد من تلاحهما. الوهابيون احتلوا كل المناطق وسيطروا عليها وكونوا الدولة. أزمة الشيعة في الحقيقة هي أزمة مع النظام السياسي الذي لا يريد أن يخرج من رحم الوهابية. الذي لا يريد أن يمثل كل البلد التمثيل الصادق والصحيح. وأزمته مع الوهابية سببها أن الوهابية جهة متشددة وأن كان التشدد والاختلاف بين موجود، ولكن الوهابية هي الأسنان التي تقاتل بها والتي تضرب بها الآخرين هي أسنان الدولة. ومؤسسات الدولة. الوهابيون لديهم صحف ومجلات أسبوعية ودورية ولديهم إذاعة والآن لديهم محطة تلفزيون فضائية وعندهم رقابة على الإعلام، ولديهم رقابة على أمور وقضايا وأنشطة كثيرة، ولديهم جهاز أمني وعندهم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعندهم الخطباء وعندهم سيطرة على القضاء وسيطرة على تعليم البنات وسيطرة على التعليبم الديني بشكل عام وسيطرة على المساجد.
 
أعلى