المحطة القادمة

حنفي سرحان

عضو جديد
إنا الله لايغيرمابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم - ١٠سورة الرعد
المحطة القادمة
بقلم حنفي سرحان
صدرت في عام 1998 قصة سبنسرجونسون، كقصة جميلة مكتوبة بأسلوب الحكاية الرمزية. ووصف الكتاب للتغييرالذي يحدث في حياة الناس وفي عملهم بشكل ادق.
الكاتب يصورأربعة ردود فعل معتادة تجاه التغييرمن خلال رحلة رجلين من الاقزام وفأران يبحثان عن الجبن.
تتحدث قصة جونسون بعنوان "من الذي حرك قطعة الجبن ؟" عن التغييرفي بيئة العمل وقلق الموظفين والادارات من التغيير بشكل عام.
وتم استخدام اربعة شخصيات في هذه القصة لتعبركل شخصيةعن نوعية من البشر،وكيفية تعاملها مع التغيير.
لن اسرد كل القصةهنا لكن بشكل مختصر الفأر الشجاع من بين الشخصيات الاربعة كان مستعد للتحدي ومقبل عليه، وهناك فأر متردد، والقزمان خائفان تماماً من أي شكل للتغيير، نعم كانوا يرددون مابدر لذهنك للتو.
المهم العبرة كانت ان جميع الشخصيات كانت خائفة من نفاذ الطعام عندها، ولا احد يريد ان يخاطر ليبحث عن مكان بديل للطعام، وبالنهاية وبعد معاناة متعددة استطاع الفأر الشجاع ان يصل لكميات كبيرة من الجبن، واستطاع تأمين حياته ولو لفترة اطول من البقية.
ويختم الكاتب "حتى أنه بدأ بالابتسامة مرةأخرى وأدرك حقيقة أنه: عندما تتجاوز مخاوفك ستشعربالحرية".
بالرغم من ان القصة تتحدث عن بيئة العمل الا ان ارى لها اسقاط جميل على واقعنا بشكل عام. فالكثيرمع التغييراليوم والكثير لايثق لا بالحكومة اوالمجلس، الا ان قد يكون عامل الكسل ورغدالعيش جعل البعض يصمت ويكون سلبي نحوالتغيير.
طبعاُ هناك نقد مقبول للقصة، ولكن بالنسبة لي العبرة بتقبل ان التغيير حتمي وصفات مثل الشجاعة والمثابرة والتحدي هي صفات نفتقدها ونحتاجها اكثر من اي وقت مضى.
وهنا لا اقصد بأن تكون الجبنة رمزاً لنا للتغيير، ولكن هي قصة لتجعلنا نفكر كيف نقلب ثقافة المواطن المستهلك الى المواطن المنتج، او المصنع، المواطن الذي لايرتعب او يهاب التغيير.
اذا استمرينا مع هذا النمط من الحكومات سينتهي النفط قريباً واحتياطي الاجيال كما هو واضح سيتبخر ونحن مكانك راوح، لم نفعل شيء حقيقي لننقذ ما يمكن انقاذه.
المستقبل للشباب والكثير اليوم في الساحةاصبح يتودد للشباب ويريدان يكسب رضاهم.
وانا هنا بالطبع لا اقصد شباب (اسمعني) ولاشباب المؤتمرات وعطونا (صناره) للسمك.
اقصد الشباب الذين هم اذكى من ان يهتموا بالسياسة بشكل كبير واغبى من أن يفكر بمصيرهم بشكل واقعي، نعم لسوء الحالة السياسية في البلد، اصبحوا كذلك، لكن هذا لا يعفيهم من النظر بواقعية لما يدور حولهم، وكمية المشاكل المتراكمة.
بالعامية : وضعوا وزارة لكم وابعدوا انفسهم عنكموجعلوا اولادهم موظفين بلاعمل بالوزارة. ونسوا الشباب، واذا تلاحظون جيداً المعارضة وشباب الحراك هم بالفعل الحاضن الحقيقي للتغيير والعمل الحقيقي. فهناك مشروع الائتلاف الذي بذل جزء كبير منه شباب مثلكم، وهناك الحوارات والنقاشات بينهم لوضع تصور لمستقبلهم.
وهناك حراك وحتى لو لم يكن بالشارع، لكن حتماً سيرجع له.
اكرر ما قلته في المقالات السابقة : "اتركوا الشباب وشأنهما ليحددوا مايريدون حتى لو اخطأوا اتركوهم يتعلموا اتركوهم يخططوا لانفسهم..ليعرفواأين اخطأوا وكيف يصححوا اخطائهم."
في احدى المقالات السابقة كتبت هذه العبارات، واطقلت دعوى لشباب الحراك بان يجتمعوا وبالاحرى المقال كله كان بسبب تلك العبارة الاخيرة، وكنت بالفعل اتمنى لو جلس ابرز شباب الحراك مع بعض وتناقشوا في كل مايريدون لمستقبهم، وكانت هذه الدعوة قبل الاعتقالات العشوائية والحبس الاحتياطي الجائر وسحب الجناسي السياسي، اكرر الدعوة لهم للتجمع واذا كان اللقاء وتجمعكم في مكان واحد صعب او يصعب عليكم، افتحوا لكم قروب في الواتس أب او ماشابه، وتناقشوا مع بعض يومياً...وكما هم يخططون ويهاجمون ردوا لهم الصاع صاعين، العمل الفردي انتهى وقته ويجب التعود على العمل الجماعي.
وهنا دعوة لجميع الشباب سواء في الحراك او لا، ان يفكروا في اي معسكر هم سيتخندقون ؟ الوقت يضيق، واكبر دليل على حرص المعارضة على حفظ سلامة الشعب هو ماحدث في مسيرة كرامة وطن (٢)...فهم تجنبوا المواجهة المباشرة مع قوات الشغب الذين اصبح من الواضح عند اقتراب الموعد انهم متمركزين لضرب الشباب او اعتقالهم وانهاء التظاهر بالقوة، بعدها اعلنت المعارضة او حساب المسيرة عن النقطة البديلة.
مصيبتنا نحن كشعب اننا ننسى واستمرينا نذكر ونضحك ونسخر لشهور او ربما لسنوات كثيرة قادمة على (المقلب) الذي اربك قوات الداخلية بعد اعلان نقطة التجمع في (غرب مشرف)...ونسينا او تناسينا السبب الرئيسي الذي يكمن في أهمية تجنب الصدام ومواجهة سلطة متهورة، وماذا كان سيحدث لو فعلاً تمت المواجهة.
تخيل لو كان هناك قتيل واحد فقط، هل سيكون حالنا اليوم هو نفسه ؟ من سيستطيع ضبط الامور ويضمن الهدوء ؟
نعم اليوم الداخية او السلطة مرتاحة تضحك وتعتقل والقضاء يرسم ويزين التهم لهم، ودخلوا في نفق سحب الجناسي وصكوك الوطنية للموالين فقط، لكن المعركة لم تنتهي بعد، والمعارضة كانت تحمي فعلياً وحرفياً الشباب والشعب وبعد كل هذه الاحداث أثبتت انها الاحرص على الشباب، وهي مازالت احرص على الشعب من السلطة، وعلى الشباب ان يدرك ذلك الان، ويلتف حولهم لانهم بكل بساطة الملاذ الاخير لنا كأمة وكدولة.
وأخيراُ اذا مازلت متردد او خائف من المشاركة على الارض شارك قدر استطاعتك، والمجال مفتوح للجميع وبكل الطرق، نعم هو خذلان لهم ولشباب الحراك ولبلدك، لكن اخف الضررين هو ان تصمت ولاتطبل للمرتزقة.
ثم بالله عليك اذكر لي فئة من جماعتهم او شخصية منهم تستحق التقدير والاحترام والنظر في طرحها، او حتى اعطائها فرصة لتظهر ما لديها، اذكر لي من هم ؟ وماهو طرحهم وانجازهم اليوم ؟ قالوا الاسكان اولوية في الفصل التشريعي الاول لمجلس الخيبة، وانتهوا من كم حالة إسكانية وطرحوا كم اسم لمدينة على الحدود وخلاص، والوزير المعني يتخبط بالاعداد السنوية، ولا احد يجرأ ان يتكلم عن غلاء العقار وإيجاد حل له، واليوم ومع بداية فصل تشريعي جديد يبدو ان الاولوليات تغيرت..الفترة القادمة فترة انجازات! هم على ما اظن يعملون على حسب الجو السائد، شتاء او صيف اقصد، طبعاً بالصيف هم اول من يرحل لقضاء عطلة سعيدة خارج البلاد، (نزاكا)...ولايوجد نظرة حقيقية للمستقبل ماعدا عمل تراخيص للمخيمات وفكرة ادخال الكورن فلكس مع التمويل.

WhoMovedMyCheeseCover.jpg


http://ar.wikipedia.org/wiki/من_الذي_حرك_قطعة_الجبن_الخاصة_بي_؟
 

البوادي

عضو مميز
كلام واجد ماقريته بس بشوف التعليقات وراح اقرى الاقتباسات واعتقد الاقتباسات راح تكون النقاط المهمه

شكرا
 
أعلى