؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
في كل عام من شهر محرم.. يتجمعون داخل معابدهم المسماة "الحسينيات"، حيث يمارسون البكاء الجماعي على الحسين إبن علي إبن أبي طالب، وهم يضربون صدورهم بالسلاسل الحديدية، ويفتحون شوارع في وجوههم بالسكاكين الحادة ويمشون على الجمر ويزحفون على بطونهم نحو قبر الحسين، مدعين بأن الله هو من أمرهم بذلك..
وعلى نحو مبالغ فيه ومتعمد، أخذوا يتصايحون بأن الخليفة الأموي يزيد ابن معاوية، وقائد جيشه عبيد الله ابن زياد هما من قتل الحسين، فصبوا لعناتهم عليهما، وأعدوا لهما مكانا خاصا داخل جهنمهم التي كانوا قد صنعوها خصيصا لصحابة وأزواج رسول الله، وكل من كفر بدينهم.. قاصدين من ذلك صرف أنظار العالم عن حقيقة رهيبة، حاولوا جهدهم طمس معالمها.. ولكن الله أبى إلا أن يجعل علمائهم ومؤرخيهم أنفسهم يفتحون الملفات التاريخية التي تثبت بأن الرافضـة كانوا هم الشريك الرئيسي في جريمة مقتل الحسين..
فلنستعرض الآن شيء من هذه الملفات التاريخية التي تكشف عن الدور التآمري للرافضة في جريمة مقتل الحسين..
(لقد نصح محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية أخاه الحسين رضي الله عنهم قائلا له: يا أخي إن أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك. وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى..) (1)
وقال الشاعر المعروف الفرزدق للحسين رضي الله عنه عندما سأله عن شيعته الذين هو بصدد القدوم إليهم :
"قلوبهم معك وأسيافهم عليك والأمر ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء. فقال الحسين: صدقت لله الأمر، وكل يوم هو في شأن، فإن نزل القضاء بما نحب ونرضى فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد من كان الحق نيته والتقوى سريرته"(2).
والإمام الحسين رضي الله عنه عندما خاطبهم أشار إلى سابقتهم وفعلتهم مع أبيه وأخيه في خطاب منه: "وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم، وخلعتم بيعتي من أعناقكم، فلعمري مما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم، والمغرور من اغتر بكم … "(3) وسبق للإمام الحسين رضي الله عنه أن ارتاب من كتبهم وقال: "إن هؤلاء أخافوني وهذه كتب أهل الكوفة وهم قاتلي"(4).
وقال رضي الله عنه في مناسبة أخرى: "اللهم أحكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا"(5).
قال كبيرهم حسين كوراني: "أهل الكوفة لم يكتفوا بالتفرق عن الإمام الحسين، بل انتقلوا نتيجة تلون مواقفهم إلى موقف ثالث، وهو أنهم بدأوا يسارعون بالخروج إلى كربلاء، وحرب الإمام الحسين عليه السلام، وفي كربلاء كانوا يتسابقون إلى تسجيل المواقف التي ترضي الشيطان، وتغضب الرحمن، مثلا نجد أن عمرو بن الحجاج الذي برز بالأمس في الكوفة وكأنه حامي حمى أهل البيت، والمدافع عنهم، والذي يقود جيشاً لإنقاذ العظيم هانئ بن عروة، يبتلع كل موقفه الظاهري هذا ليتهم الإمام الحسين بالخروج عن الدين، لنتأمل النص التالي: وكان عمرو بن الحجاج يقول لأصحابه: "قاتلوا من مرق عن الدين وفارق الجماعة…"(6).
وقال حسين كوراني أيضا: "ونجد موقفا آخر يدل على نفاق أهل الكوفة، يأتي عبد الله بن حوزة التميمي يقف أمام الإمام الحسين عليه السلام ويصيح: أفيكم حسين؟ وهذا من أهل الكوفة، وكان بالأمس من شيعة علي عليه السلام، ومن الممكن أن يكون من الذين كتبوا للإمام أو من جماعة شبث وغيره الذين كتبوا … ثم يقول: يا حسين أبشر بالنار …"(7).
ويتساءل مرتضى مطهري: "كيف خرج أهل الكوفة لقتال الحسين عليه السلام بالرغم من حبهم وعلاقتهم العاطفية به؟ ثم يجيب قائلا:
"والجواب هو الرعب والخوف الذي كان قد هيمن على أهل الكوفة. عموما منذ زمن زياد ومعاوية والذي ازداد وتفاقم مع قدوم عبيد الله الذي قام على الفور بقتل ميثم التمار ورشيد ومسلم وهانئ … هذا بالإضافة إلى تغلب عامل الطمع والحرص على الثروة والمال وجاه الدنيا، كما كان الحال مع عمر بن سعد نفسه… وأما وجهاء القوم ورؤساؤهم فقد أرعبهم ابن زياد، وأغراهم بالمال منذ اليوم الأول الذي دخل فيه إلى الكوفة، حيث ناداهم جميعاً وقال لهم من كان منكم في صفوف المعارضة فإني قاطع عنه العطاء. نعم وهذا عامر بن مجمع العبيدي أو مجمع بن عامر يقول: أما رؤساؤهم فقد أعظمت رشوتهم وملئت غرائزهم"(8).
ويقول الشيعي كاظم الإحسائي النجفي: "إن الجيش الذي خرج لحرب الإمام الحسين عليه السلام ثلاثمائة ألف، كلهم من أهل الكوفة، ليس فيهم شامي ولا حجازي ولا هندي ولا باكستاني ولا سوداني ولا مصري ولا أفريقي بل كلهم من أهل الكوفة، قد تجمعوا من قبائل شتى"(9).
--------------
(1) اللهوف لابن طاووس ص 39، عاشوراء للإحسائي ص 115، المجالس الفاخرة لعبد الحسين ص 75، منتهى الآمال 1/454، على خطى الحسين ص 96.
(2) المجالس الفاخرة ص 79، على خطى الحسين ص 100، لواعج الأشجان للأمين ص 60، معالم المدرستين 3/62.
(3) معالم المدرستين 3/71 – 72، معالي السبطين 1/ 275، بحر العلوم 194، نفس المهموم 172، خير الأصحاب 39، تظلم الزهراء ص 170.
(4) مقتل الحسين للمقرم ص 175.
(5) منتهى الآمال 1/535.
(6) في رحاب كربلاء ص 60 – 61.
(7) في رحاب كربلاء ص 61.
(8) الملحمة الحسينية 3/47 – 48.
(9) عاشوراء ص 89.
-يتبع-
.
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
في كل عام من شهر محرم.. يتجمعون داخل معابدهم المسماة "الحسينيات"، حيث يمارسون البكاء الجماعي على الحسين إبن علي إبن أبي طالب، وهم يضربون صدورهم بالسلاسل الحديدية، ويفتحون شوارع في وجوههم بالسكاكين الحادة ويمشون على الجمر ويزحفون على بطونهم نحو قبر الحسين، مدعين بأن الله هو من أمرهم بذلك..
وعلى نحو مبالغ فيه ومتعمد، أخذوا يتصايحون بأن الخليفة الأموي يزيد ابن معاوية، وقائد جيشه عبيد الله ابن زياد هما من قتل الحسين، فصبوا لعناتهم عليهما، وأعدوا لهما مكانا خاصا داخل جهنمهم التي كانوا قد صنعوها خصيصا لصحابة وأزواج رسول الله، وكل من كفر بدينهم.. قاصدين من ذلك صرف أنظار العالم عن حقيقة رهيبة، حاولوا جهدهم طمس معالمها.. ولكن الله أبى إلا أن يجعل علمائهم ومؤرخيهم أنفسهم يفتحون الملفات التاريخية التي تثبت بأن الرافضـة كانوا هم الشريك الرئيسي في جريمة مقتل الحسين..
فلنستعرض الآن شيء من هذه الملفات التاريخية التي تكشف عن الدور التآمري للرافضة في جريمة مقتل الحسين..
(لقد نصح محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية أخاه الحسين رضي الله عنهم قائلا له: يا أخي إن أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك. وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى..) (1)
وقال الشاعر المعروف الفرزدق للحسين رضي الله عنه عندما سأله عن شيعته الذين هو بصدد القدوم إليهم :
"قلوبهم معك وأسيافهم عليك والأمر ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء. فقال الحسين: صدقت لله الأمر، وكل يوم هو في شأن، فإن نزل القضاء بما نحب ونرضى فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد من كان الحق نيته والتقوى سريرته"(2).
والإمام الحسين رضي الله عنه عندما خاطبهم أشار إلى سابقتهم وفعلتهم مع أبيه وأخيه في خطاب منه: "وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم، وخلعتم بيعتي من أعناقكم، فلعمري مما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم، والمغرور من اغتر بكم … "(3) وسبق للإمام الحسين رضي الله عنه أن ارتاب من كتبهم وقال: "إن هؤلاء أخافوني وهذه كتب أهل الكوفة وهم قاتلي"(4).
وقال رضي الله عنه في مناسبة أخرى: "اللهم أحكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا"(5).
قال كبيرهم حسين كوراني: "أهل الكوفة لم يكتفوا بالتفرق عن الإمام الحسين، بل انتقلوا نتيجة تلون مواقفهم إلى موقف ثالث، وهو أنهم بدأوا يسارعون بالخروج إلى كربلاء، وحرب الإمام الحسين عليه السلام، وفي كربلاء كانوا يتسابقون إلى تسجيل المواقف التي ترضي الشيطان، وتغضب الرحمن، مثلا نجد أن عمرو بن الحجاج الذي برز بالأمس في الكوفة وكأنه حامي حمى أهل البيت، والمدافع عنهم، والذي يقود جيشاً لإنقاذ العظيم هانئ بن عروة، يبتلع كل موقفه الظاهري هذا ليتهم الإمام الحسين بالخروج عن الدين، لنتأمل النص التالي: وكان عمرو بن الحجاج يقول لأصحابه: "قاتلوا من مرق عن الدين وفارق الجماعة…"(6).
وقال حسين كوراني أيضا: "ونجد موقفا آخر يدل على نفاق أهل الكوفة، يأتي عبد الله بن حوزة التميمي يقف أمام الإمام الحسين عليه السلام ويصيح: أفيكم حسين؟ وهذا من أهل الكوفة، وكان بالأمس من شيعة علي عليه السلام، ومن الممكن أن يكون من الذين كتبوا للإمام أو من جماعة شبث وغيره الذين كتبوا … ثم يقول: يا حسين أبشر بالنار …"(7).
ويتساءل مرتضى مطهري: "كيف خرج أهل الكوفة لقتال الحسين عليه السلام بالرغم من حبهم وعلاقتهم العاطفية به؟ ثم يجيب قائلا:
"والجواب هو الرعب والخوف الذي كان قد هيمن على أهل الكوفة. عموما منذ زمن زياد ومعاوية والذي ازداد وتفاقم مع قدوم عبيد الله الذي قام على الفور بقتل ميثم التمار ورشيد ومسلم وهانئ … هذا بالإضافة إلى تغلب عامل الطمع والحرص على الثروة والمال وجاه الدنيا، كما كان الحال مع عمر بن سعد نفسه… وأما وجهاء القوم ورؤساؤهم فقد أرعبهم ابن زياد، وأغراهم بالمال منذ اليوم الأول الذي دخل فيه إلى الكوفة، حيث ناداهم جميعاً وقال لهم من كان منكم في صفوف المعارضة فإني قاطع عنه العطاء. نعم وهذا عامر بن مجمع العبيدي أو مجمع بن عامر يقول: أما رؤساؤهم فقد أعظمت رشوتهم وملئت غرائزهم"(8).
ويقول الشيعي كاظم الإحسائي النجفي: "إن الجيش الذي خرج لحرب الإمام الحسين عليه السلام ثلاثمائة ألف، كلهم من أهل الكوفة، ليس فيهم شامي ولا حجازي ولا هندي ولا باكستاني ولا سوداني ولا مصري ولا أفريقي بل كلهم من أهل الكوفة، قد تجمعوا من قبائل شتى"(9).
--------------
(1) اللهوف لابن طاووس ص 39، عاشوراء للإحسائي ص 115، المجالس الفاخرة لعبد الحسين ص 75، منتهى الآمال 1/454، على خطى الحسين ص 96.
(2) المجالس الفاخرة ص 79، على خطى الحسين ص 100، لواعج الأشجان للأمين ص 60، معالم المدرستين 3/62.
(3) معالم المدرستين 3/71 – 72، معالي السبطين 1/ 275، بحر العلوم 194، نفس المهموم 172، خير الأصحاب 39، تظلم الزهراء ص 170.
(4) مقتل الحسين للمقرم ص 175.
(5) منتهى الآمال 1/535.
(6) في رحاب كربلاء ص 60 – 61.
(7) في رحاب كربلاء ص 61.
(8) الملحمة الحسينية 3/47 – 48.
(9) عاشوراء ص 89.
-يتبع-
.