تجسيد الأنبياء عليهم السلام حرام ولا يجوز إطلاقا هذا ما تعلمناه اللهم إن هذا الفعل باطل ولا نرضي به.

hakeem

عضو ذهبي
عمارة: لهذه الأسباب أنتجت إيران فيلم النبي ولم تقرب من «أئمتها المعصومين»
في دراسة نشرتها مجلة الأزهر
عمارة: لهذه الأسباب أنتجت إيران فيلم النبي ولم تقرب من «أئمتها المعصومين»
فتحي مجدي
الخميس, 01 يناير 2015 19:20
فند الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي، ورئيس تحرير مجلة "الأزهر"، حجج المؤيدين لتجسيد الأنبياء والمرسلين، في ظل الجدل الذي جدده إنتاج فيلم إيراني يجسد شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي اعترض عليه الأزهر بشدة، رافضًا عرض الفيلم في مصر، مع فتواه بتحريم تجسيد الأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة من صحابة النبي الكريم.
في دراسة نشرها في العدد الجديد من مجلة الأزهر، قال عمارة: "إن التمثيل هو محاكاة للواقع.. فهل حياة الأنبياء والمرسلين مجرد واقع حتى يمكن محاكاتها بالتمثيل؟، أم أن فيها جوانب وعوالم خارقة للواقع، ومتجاوزة لهذا الواقع، تجعلها مستحيلة المحاكاة والتمثيل؟.. الأمر الذي يجعل تمثيلها تزييفًا وتشويهًا يخرج بتمثيلها عن الصدق وعن المقاصد المبتغاة؟.
وتابع "إن الأنبياء والرسل ـ مع أنهم بشر ـ يلح القرآن الكريم على تأكيد بشريتهم ـ فإن الوحي إليهم، وظهور المعجزات على أيديهم، قد جعل لهم أدوارًا وأحوالاً ومقامات اجتمع فيها الإلهي مع البشري، وامتزج فيها الواقعي مع المعجز المفارق للواقع ولما كان الإلهي وأيضًا الإعجاز والمعجز المفارق للواقع وللمعتاد ـ وفيه تتمثل الجوانب الأعرض والأهم في حياة الأنبياء والمرسلين ـ مستحيلاً وعصيًا على المحاكاة البشرية والتمثيل الإنساني، فإن تمثيل أدوار الرسل والأنبياء مستحيل، ومن ثم ممنوع".
وضرب عمارة مثلاً بمسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قائلاً: "وإذا كانت تجربة مسيلمة الكذاب (12هـ 633م) مع محاولة تمثيل القرآن الكريم ومحاكاته قد ذهبت مثلاً على الهزل والضحك الهزلي، فإن تمثيل الرسل والأنبياء ـ وهم الذين امتزج المعجز والإعجاز ببشريتهم في كثير من مواقفهم وأدوارهم وأحوالهم، قد يقودنا إلى ما هو أخطر وأكثر ضررًا".
وتطرق عمارة إلى تجسيد الأنبياء في الغرب في العديد من الأعمال الفنية، مرجعًا ذلك إلى المرجعية الدينية للحضارة الغربية التي تؤمن بأسفار العهد القديم، "التي قدمت للأنبياء والمرسلين صورة مختلفة كل الاختلاف عن صورتهم في القرآن الكريم وفي الفكر الإسلامي.. صورة خالية من المثالية المعجزة والإعجاز المثالي.. بل وهابطة ـ في كثير من الأحيان ـ حتى عن صورة البشر الأسوياء"!
ودلل على ذلك بأن "أبا النبي إبراهيم عليه السلام يصوره القرآن في صورة أبي الأنبياء .. والأمة والإمام.. والصالح المصطفى في الدنيا والآخرة.. والأواب الحليم المنيب.. والصديق.. والأسوة الحسنة.. والناظر في الملكوت ليقيم الدليل العقلي على التوحيد.. ومحطم الأصنام.. ومطهر البيت ورافع قواعده.. والمتمثل لأمر الله أن يذبح ولده الوحيد والذي عليه سلام الله.. ومن صارت النار بردًا وسلامًا عليه".
في حين أشار إلى أن "أسفار العهد القديم تتهم الخليل إبراهيم بالكذب.. والدياثة حرصًا على الحياة وطمعًا في عرض الدنيا ومتاعها!.. تتهمه بالتواطؤ مع زوجه سارة على الكذب.. وبالدياثة وإسلام زوجه الجميلة لمن يعاشرها في الحرم، وذلك طمعًا في بقائه حيًا، وطمعًا في الغنم والبقر والحمير والجمال والعبيد يعطيها له فرعون مصر مقابل زوجه الجميلة!! (سفر التكوين 12: 1-20).
كما دلل عمارة بنبي الله لوط عليه السلام والذي يصفه القرآن الكريم بالعبد الصالح، صاحب العلم والحكمة والناهي عن الفحشاء والمنكر.. والمتطهر.. الذي نجاه الله، في حين يصفه العهد القديم بالسكر والزنا بتدبير ابنتيه (سفر التكوين: 9: 30-38).
وأشار إلى غيرهما من الأنبياء الذين تصورهم الأسفار القديمة في صورة الفاسق (نبي الله داود)، في حين تصف ابنه سليمان بـ "ابن الزنا"، لينتهي إلى القول بأن تلك هي صور الأنبياء في أسفار العهد القديم ـ المرجعية الدينية للحضارة الغربية ـ وهي صورة "الواقع ـ المزري"، الذي يغرب بالمحاكاة والتمثيل!.
أما عن إجازة الشيعة وسماحهم بالتمثيل الدرامي للأنبياء والمرسلين، فإن عمارة يرجعه "إلى جعلهم النبوة أدنى مرتبة من الإمامة، ولذلك أجازوا تمثيل الأنبياء، بينما لم يقتربوا من تمثيل أئمتهم المعصومين"!
وأضاف لقد قالوا: "إن الإمامة قد امتازت على النبوة لأنها استمرت بأداء الرسالة بعد انتهاء دور النبوة.. فالنبوة لطف خالص، والإمامة لطف عام".
وتابع ناقلاً عنهم قولهم "إن قوة الوحي والإلهام تبلغ الكمال في أعلى درجاته عند الأئمة، فيكون في صفاء نفسه القدسية على استعداد لتلقي المعلومات في كل وقت وفي كل حالة فحتى توجه إلى شيء من الأشياء وأراد معرفته استطاع علمه بتلك القوة القدسية الإلهامية، بلاتوقف ولاترتيب مقدمات، ولاتلقين معلم، وتتجلى في نفسه المعلومات كما تتجلى المرئيات في المرآة الصافية غطش فيها ولا إبهام. ويبدو واضحًا هذا في تاريخ الأئمة، لم يتربوا على أحد، ولم يتعلموا على يد معلم من مبدأ طفولتهم إلى سن الرشد، حتى القراءة والكتابة، ولم يثبت عن أحدهم أنه دخل الكتاتيب أو تتلمذ على يد أستاذ في شيء من الأشياء، مع مالهم من منزلة علمية لاتجارى.. وما سئلوا عن شيء إلا أجابوا عليه في وقته، ولم تمر على ألسنتهم كلمة (لاأدري) ولاتأجيل الجواب إلى المراجعة والتأمل، ونحو ذلك..".
وعلق عمارة: "هكذا إله الشيعة الأئمة ـ ولم يؤلهوا الأنبياء المرسلين ـ ولذلك أجازوا تمثيل الأنبياء والمرسلين، بينما امتنعوا عن تمثيل الأئمة المعصومين، الذين جعلوا لهم مقامًا لايبلغه ملك مقرب ولانبي مرسل".
وانتهت إيران من إنتاج فيلم عن النبي صلى الله عليه وسلم يحمل عنوان "محمد صلى الله عليه وسلم"، يتناول بداية بعثة الرسول الكريم والفترة التي سبقتها، ومن المقرر عرضه ضمن فعاليات مهرجان "فجر" في طهران فبراير المقبل، وسط معارضة من دول عربية.
وكان عدد من علماء وفقهاء السنّة أفتوا بحرمة مشاهدة الفيلم بسبب تجسيده لشخصية خاتم الأنبياء، فيما أباحه بعض مراجع الشيعة في إيران.
ورغم أن "محمد" يعد الفيلم الأضخم في تاريخ السينما الإيرانية، إلا أن عشرات الأفلام الدينية قد سبقته؛ ما جعل صيت السينما الإيرانية يقترن بتجسيد الصحابة والأنبياء.
وأبرز هذه الأفلام "مملكة سليمان" الذى يجسد في جزئين سيرة نبي الله سليمان وعلاقته بملكة سبأ "بلقيس"، ومن أبرز الانتقادات التي واجهها أنه يسب نبي الله سليمان ويظهره كـ"ساحر" وليس نبيا.
وفيلم "إبراهيم خليل الله" الذي قدم قصة إبراهيم عليه السلام وذبح ابنه إسماعيل ونبع زمزم بشكل رآه بعض النقاد العرب جريئًا في تناول التاريخ الإسلامي؛ وهي نفس الاتهامات التي وجهت للأفلام الإيرانية "أيوب البار" و"المسيح" و"النبراس "الذي يجسد حياة الصحابي الجليل علي بن أبي طالب.
ويرى صناع الفيلم أن حياة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أكبر من اختزالها في فيلم واحد، لذا قرر المنتج مهدي هيدريان والسينارست الشهير كامبوزيا باتروفي والمخرج مجيد مجيدي عمل ثلاثية سينمائية ترصد حياة الرسول منذ ولادته وحتى وفاته، على أن يتناول الجزء الأول الذي تم إنتاجه وتصويره مؤخرا، سيرة طفولة الرسول الكريم منذ ولادته في عهد الجاهلية حتى بلوغ سن الثانية عشرة.
وتعرج الأحداث على نشأته وسفره مع عمه أبي طالب إلى الشام، ووصولهما إلى صومعة الراهب المسيحي "بحيرا" الذي بشّر أبي طالب بظهور خاتم الأنبياء بعد المسيح عليه السلام.
تم تصوير مشاهد الفيلم فى منطقة "كرمان" ومدينة "نور" السينمائية الواقعة في جنوب شرق إيران، حيث جرى تصوير المشاهد المتعلقة بهجوم أبرهة الحبشي على الكعبة، وحركة القوافل بين مكة والمدينة قبل البعثة ؛ وفقا لوكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية.
كما تم بناء مجسّم لكعبة صغيرة من الأحجار مغطاة بالقماش تم فيها مراعاة اختلاف أبعاد الكعبة قبل ولادة الرسول الكريم؛ كما تم جلب عدد من أشجار النخيل من منطقة "بم" بشرق إيران وزرعها في أطراف المدينة السينمائية، بجانب إنشاء نحو 60 بيتا لتصبح أجواء الفيلم أكثر واقعية؛ وفقا لذات
نقلا عن المصريون
 
أعلى