(( كلمة حق في المحامي خالد الشطي ))
لقد سطر أبناء الكويت إبان الغزو الصدامي الغاشم صفحة مضيئة بأحرف من نور لن تمحوها الدهور، حين تنادوا أن في سبيل الكويت الأرواح تهون، وخطوا مرسوم شموخهم وحريتهم بأقلام من دماء على شواطئ العز والإباء ليرتفع على الكويت خفاقا في أعالي السماء رغما عن أنوف الغاصبين والحاقدين والأعداء، وأثبت الكويتيون للعالم أجمع بأنهم يد واحدة رغم اختلاف عقائدهم ومذاهبهم وانتماءاتهم، يد من حديد تصفع كل معتد يريد النيل من كرامة هذه الأرض الغالية وسلب حريتها ...
إن الوحدة الوطنية مفهوم واسع لا يستطيع إدراك كنهه إلا من ارتوى بكأس الوطنية الحقة، وصارت الكويت همه الأول والأخير، فهي ليست شعارات تطلق ولا كلمات استهلاكية توضع في أجندة وبرامج الأحزاب والتكتلات والتنظيمات والمرشحين، ولا يقتصر مفهومها على نشيد وطني يردده أبناؤنا في المدارس، بل هي احترام الناس في عقائدهم وأفكارهم وتوجهاتهم، والمضي قدما في تحقيق المساواة والعدالة وترسيخ حرية الرأي ومحاربة التزمت الديني بكافة أشكاله وأنواعه ...
نعم لقد برهن الكويتيون على قوة وحدتهم الوطنية منذ أن اجتاح سفاك الدماء الآثم المقبور أراضيها، ولكن للأسف وكل الأسف، فقد جاء من ينخر هذه الوحدة ويبث سمومه وينشر جراثيمه التكفيرية في وسط هذا المجتمع المتلاحم، ليفرق أبناء الشعب الواحد تحت غطاء ثوابت الأمة وتطبيق الشريعة الإسلامية!! فصار الدين علكة يمضغونها، وصاروا يقتاتون على مزابل الإرهاب وقمع الحريات، شوهوا سمعة الإسلام ونقضوا المبادئ والأحكام، واستكبروا في الأرض استكابرا، بل استوردوا الفتاوى المعلبة وقاموا يصدرونها دون رقيب أو حسيب ...
وهنا نهض الشرفاء من أهل الكويت ليتصدوا لتلك الموجة الدكتاتورية العارمة، ويفضحوا أولئك المرتزقة ويعروهم أمام الشعب الكويتي، وكان على رأسهم وفي طليعتهم المحامي خالد حسين الشطي، الذي وقف كالجبل الأشم بوجه من سولت له نفسه اللئيمة بأن يضطهد فئات المجتمع المختلفة سنة وشيعة، بدوا وحضرا، فكان ولا زال صوتا للمضطهدين، وعونا لكل مظلوم، وخصما لكل ظالم، غير مكترث بالإشاعات التي روجت لتشويه مسيرته العادلة، وغير آبه بالألاعيب الإنتخابية الرخيصة التي حيكت ضده في ظلام الليل الدامس، ومتحديا كل الدعايات الساقطة التي أطلقها المفسدون ...
لقد سجل خالد الشطي للتاريخ مواقف يعجز اللسان عن شكرها، لم يقم بها لأجل التكسب الإنتخابي و المصالح الشخصية، بل كانت كل تحركاته ومواقفه خالصة لوجه الله تعالى، لا تشوبها أبدا شائبة النفاق، وتحدث بكل جرأة وصراحة ولم يخش في الله لومة لائم،ولا أحتاج لسرد مواقف هذا البطل الشجاع لأنها واضحة جلية يبصرها حتى الأعمى ...
وهاهو يعود مجددا ليطلق صرخة تزلزل العابثين وترن في أسماعهم ليل نهار بأن ثوابت الوطن خط أحمر وأن أي يد تحاول مسها أو تلطيخها يجب أن تقطع، ومواصلا ذلك الدرب السديد الذي بدأه في الذود عن المكتسبات والحقوق لجميع شرائح الوطن، والتي نصت عليها الشريعة الإسلامية الغراء، وكفلها الدستور الكويتي ...
حقا إن خالد الشطي هو ضمير الشعب الحي في زمن ماتت فيه الضمائر، فإلى الأمام يا أبا علي، نحن معك قلبا وقالبا، ولن نتوانا مطلقا عن الوقوف معك في السراء والضراء، لنحق الحق وتكون كلمته هي العليا، ونزهق الباطل وتكون كلمته هي السفلى
منقول عن كاتب المقال الأخ \ مهدي سردار