الأسلوب الحازم لمواجهة رفع الدعم القادم !

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
في كل يوم تقريبا تطل علينا رؤوس اللصوصية بتهديدات خبيثة مُفادها أن الدعم عن المحروقات سيُرفع وأن أسعارها ستزيد ، ونحن لا نشك بأن هذا الأمر قادم لا محالة في ظل تهاوي أسعار البترول ومع تنامي الفساد في البلاد والإفساد للعباد !

لقد شكل ما فعلتهُ حكومة الإمارات برفع أسعار المحروقات أكثر مما هي مرتفعة عندهم أصلا عاملا مُشجعا لصُناع القرار في بلادنا كي يتخذوا خطوة مماثلة ، ورغم أن فعل حكام الإمارات غير مبرر في ظل عبثهم بثروات شعب الساحل المهادن وتسخير جزء كبير منها في محاربة الربيع العربي إلا أنهم هناك يجادلون بكونهم قد وفروا وسائل المواصلات البديلة والرخيصة من ميترو وباصات نظيفة وما إلى ذلك ؛ علما بأن رفع أسعار المحروقات سيرفع معه سعر كل شيء تنقله الشاحنات وكل مشوار يستقله راكب التكسي ، لكن في الكويت لا وسائل مواصلات رخيصة ونظيفة ولا رقابة على أسعار المواد الاستهلاكية وكل شيء يخضع لمصلحة تحالف التاجر والشيخ ؛ فماذا نحن فاعلون ؟

في ظل انخفاض أسعار النفط ومع تكرار التهديدات لنا برفع الدعم عن المحروقات يتزايد إظهار الكبراء لبطرهم ونشرهم بشكل متعمد لثقافة المظاهر والبذخ رغم تظاهر بعضهم بالبراءة ، إنهم يفعلون ذلك بأنفسهم ومن خلال مرتزقتهم خاصة أبطال السنابجات مثل الفاشنستات ومَن شَاْكَلَهُنَّ من النساء وأشباه الرجال الذين يتنططون من بلد إلى آخر ويعرضون ما لديهم من آخر صيحات الموضى بأسلوب يُثير ضعاف العقول من نسائنا وغلماننا ويشعلون بسلوكهم الخبيث هذا النار في بيوتنا ، وما الضغوط التي نعيشها وما انتشار الرشوة وأمور أخرى لا نحب ذكرها بُغية الحصول على المال من أجل تكرار السفر وشراء آخر الماركات في كل مُنتج إلا نتيجة طبيعية لسلوك الكبراء ومرتزقتهم !

رفع الدعم عن المحروقات سيزيد الأمور تعقيدا ويعرض الأسرة وبالتالي المجتمع للانهيار ، لذلك فيجب علينا اتخاذ خطوات تتناسب مع وضع بلادنا التي لا تناسبها الاحتجاجات والمظاهرات في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة ، والخطوات المطلوبة يجب أن تبدأ من الآن ولا تكون ردة فعل على رفع أسعار المحروقات وهي كالتالي :
أولا – التقليل ما أمكن من التنقل بالسيارات إذ أن كثيرا من مشاويرنا هي في الحقيقة لا هدف لها أو أنها غير ضرورية أو أنها جماعية بحيث يمكن أن يُكتفى بسيارة واحدة لقضائها بدل أن يأتي كل شخص بسيارته الخاصة ، وفي ذلك توفير للمال وحفاظ على البيئة وتخفيف لزحمة المرور إضافة إلى كون هذا الإجراء يعد رسالة إلى السُراق مُفادها أن دخلكم من بانزين سياراتنا سينقص ولن يزيد إن رفعتم الدعم عن المحروقات وارتفعت بالتالي أسعارها .
ثانيا – استعمال الدرجات الهوائية كوسيلة تنقل في المشاوير القريبة مثل زيارة دواوين المنطقة أو المناطق المجاورة أو شراء بعض الحاجيات البسيطة من فرع الجمعية وما إلى ذلك ، وفي هذا السلوك رياضة للجسم ومحاربة للسمنة وخسارة للحرامية .
ثالثا – إطلاق حملة تحث أولياء الأمور على نقل أبنائهم وبناتهم من المدارس الخاصة إلى مدارس الحكومة وتحديدا تلك الواقعة في مناطقهم وتشجيع أبنائهم الذكور على الذهاب إلى مدارسهم سيرا على الأقدام كما كان يحدث في زمن الطيبين ، ونجاح مثل هذه الحملة سيكون إن حدث ضربة قاضية للانتهازيين والانتهازيات من اللصوص ومرتزقتهم .
رابعا – محاربة ثقافة الإدمان على الذهاب إلى المطاعم والكوفيشوبات والتي تُرهق ميزانيات بسطاء الناس وتعزز فيهم سلوكيات التباهي حين يتواجدون يوميا في هذه الأماكن التي يتركز معظمها في المجمعات التجارية ، فبيوتنا قد مُلِئَتْ ثلاجاتها وخزائنها بخيرات ربي وإعداد مأكولاتنا ومشروباتنا التي نشتهي في بيوتنا أصبح سهلا جدا ؛ فقط ضعوا أيديكم في شغل المطبخ بأنفسكم وستجدون الفرق على ضمانتي .
خامسا – محاربة المناسبات المختلقة وخاصة النسائية منها والتي تشكل بابا خطيرا لتشجيع سلوكيات التباهي والبذخ ، وفي هذا الصدد لا يفوتني أن أحيي التحرك الراقي والحضاري الذي قام به شرفاء قبيلة الرشايدة قبل أشهر بمنع عانيات الحريم في العروس ؛ وهذا التحرك يمثل الدور الإيجابي الذي يجب أن تتولاه المنظومات الاجتماعية وأبرزها القبيلة .
سادسا – تشجيع النساء على نبذ ثقافة لبس بدلات المناسبات لمرة واحدة فقط وهو ما يحتاج إلى قيام بعضهن في البداية بهذه الخطوة وتحمل الانتقادات حتى تفرض الثقافة الجديدة نفسها ليتم بذلك توفير المال وتخسر عصابات الحرامية ومرتزقتهم من الفاشنستات ، كما يجب تشجيع النساء على وضع زينتهن بأنفسهن ما أمكن دعما لثقافة التبسط ومحاربة للمظاهر الباذخة والتباهي الكاذب .

تلك خطوات يجب علينا اتخاذها فورا ، ولا يقولن أحد أنها مستحيلة ؛ فقد ذُكر أن الملك فيصل بن عبد العزيز رحمهما الله قال لكيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق حين استقبله في خيمة بأنه مستعد ليعود إلى زمن الخيام في سبيل تحرير القدس ، فإذا كان ذلك هو موقف ملك أكبر بلد مصدر للنفط في العالم فمن باب أَولى أن نكون نحن البسطاء المساكين قادرين على تحمل ما هو أهون بكثير من العودة إلى الخيام .

هذه نصيحتي لكم كي تواجهوا الصعوبات القادمة إليكم لا محالة ، فإلم تفعلوا وأخشى أنكم لن تفعلوا فإنكم تستحقون ما فعله وسيفعله بكم الكبراء الذين سيسحقون الطبقة الوسطى ويدمرون بغرورهم أهم دعامات المجتمع ، ألا هل بلغت ؛ اللهم فاشهد .
 

درويش أفندي

عضو جديد
انا تقريبا مطبق لمعظم ما ذكرت ولكن من الصعب تطبيق هذا الكلام على بقية المجتمع للاسف مجتمع استهلاكي بامتياز

وأصبحت قيمة الانسان تحدد على حجم الكماليات التي يمتلكها ومن صعب مقاومة هذا التيار الذي جرف المجتمع ككل والجميع

مستعد ان يموت من الجوع على الاستغناء عن هذه الكماليات .

غير هذا انا متفق مع كل ما ذكرت ومقال ممتاز ويستحق الثناء .
 

أ سالم

عضو فعال
كلامك منطقي ...
لكن لماذا لانبحث عن حل يكبح جماح وطمع التاجر بدلا من استسلامي ..
اسلوب وطريقه عيشي انا الذي احددها وليس التاجر هو من يتحكم بطريقه عيشي
نحن شعب ليس لدينا ثقافة المقاطعة
لو تثقفنا بتلك الثقافة وفهمناها سنجد حلول سريعة جدا وبدون مشاكل
 

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
شكرا للأكارم المحترمين الذين سجلوا إعجابهم بخاطرتنا المتواضعة ، وما سطرت أنامل العبد الفقير إلا شيئا يسيرا مما عندهم فجزاهم الله خيرا .


مع ذلك أقول بأننا في ظل الظرف الدقيق الذي نعيشه وفي مواجهة التحدي الأكبر والأخطر الذي ينتظرنا يُفترض أن نتعدى مرحلة الإعجاب بما كتبه فلان أو ما قاله علان ؛ فذلك الإعجاب ضروري لتحفيز الكاتب أو المتحدث على بذل المزيد دفاعا عن الفكرة ، أما الدفاع عن الفكرة وتبنيها مِن قِبل المتلقي فهو الأمر الأهم ؛ لذلك فإن تبني الخطوات التي أوردها العبد الفقير فيما كتب بل والزيادة عليها مما قد يكون فاته أو ضاق المقام عن عرضه هو الواجب الذي علينا التحرك للقيام به فورا .


إن نتيجة تساهلنا إزاء التحدي القادم هي بالتأكيد زيادة أعداد مرتزقة وخُدام الكبراء لأن ضعاف العقول لن يمكنهم التعايش مع ثقافة البذخ والاستعراض للمظاهر إلا بالكثير من المال ؛ والكبراء لن يمنحوا هذا الكثير من المال إلا لمَن يتنازل عن كرامته ويقبل الذل مُرتضيا لذاته اللا مصونة أن تصبح مجرد أداء إما لخدمة مصالح الكبراء أو لإمتاعهم !


يكفينا فقط لضرب المثل تلك الطقاقة طايحة الحظ التي أصبحت فجأة من سيدات الأعمال وتركب طائرة خاصة فقط لأنها أطربت سفهاء الكبراء بغنائها الهابط ، هذه الطقاقة عندما تطل بوجهها القبيح على شاشة التلفاز يقول ضعاف العقول من نسائنا وغلماننا عن حالها : " هذي اللي عايشة صح مو إحنا " !!!


فهل يرضيكم أن تصبح بناتكم وأخواتكم مثل تلك الطقاقة أو مثل مرتزقة الفاشنستات ؟


إن قلتم أن ذلك لا يرضيكم فإن قولكم لن تكون له مصداقية إلا بتبني فكرة تغيير ثقافتكم وأسلوب معيشتكم كي تكونوا على استعداد للتكيف مع كل الظروف .


أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .
 
أعلى