ويل للنساء من لعنة الموارد..عندما تتحول نعمة المال إلى نقمة!!(4)

في الجزء الرابع من هذا الموضوع سنتناول الحلول الممكنة لمشكلة لعنة الموارد التي تحل على النساء بسبب ثروتهن. وتكمن وتتجلى هذه اللعنة – كما أسلفنا - في أنها إما أن تجلب للمرأة أزواجاً ماديين طامعين في ثروتها، أو تتجلى في أنها تطرد عن المرأة أزواجاً صالحين يرفضون مبدأ الإرتباط بالمرأة من أجل مالها. وبما أن فكرة لعنة الموارد الاجتماعية هذه التي تحل بالمرأة، تشبه إلى حد بعيد فكرة لعنة الموارد الاقتصادية التي تحل بالدول، فإن الحلول للمشكلة أيضاً يمكن أن تتشابه. ويمكن تلخيص الحلول لمشكلة لعنة الموارد الاجتماعية في الآتي:

1-كما أن إحدى الحلول لمشكلة المرض الهولندي تكمن في "تعقيم وتجديب" عائد الإزدهار في المورد الطبيعي. أي لا يجب جلب كل العائدات لداخل الدولة كلها في آن واحد، وإدّخار بعض العائدات في الخارج، كذلك يجب على المرأة الثرية ألّا تجلب كل ثروتها وتضعها تحت تصرف خطيبها دفعة واحدة، حتى لا تثير وتسيل لعابه، وألّا تكشف كل ثروتها وأرصدتها في البنوك للخاطبين من الرجال، حتى لا يحفز ويثير ذلك الأمر الرجال الماديين الطامعين في ثروتها فقط، وليس في شخصيتها.

2-وكما أن من الحلول الأخرى للمرض الهولندي ولعنة الموارد في الاقتصاد هو تنويع الصادرات لتقليل الإعتماد على القطاع المزدهر اقتصادياً(البترول، الغاز،...) وجعلها أقل تعرضاً لخطر الصدمات الخارجية مثل الهبوط المفاجئ في أسعار السلع للقطاع المزدهر(كما هو حصل هذه الأيام، إذ هبط برميل النفط من 140 دولار إلى 30 دولار). كذلك يجب على المرأة الثرية الطالبة للزوج تنويع مؤهلاتها الزوجية (مثل تعلم الطبخ، تعلم طريقة الاهتمام بالزوج، حسن تبعّلها لزوجها بصورة عامة) وعدم الاعتماد على ثروتها فقط في كسب قلب الرجل، لأن الرجل إذا لم يجد في المرأة غير ثروتها فربما سرق تلك الثروة وهرب. وربما تطبّعت عنده الثروة فيملّ منها، ويبحث عن أشياء أخرى في شخصية المرأة، فإذا لم يجدها فربما تخسره، إذا كان زوجاً صالحاً، أو تخسر ثروتها إذا كان زوجاً فاسداً.

3-وكما أن من الحلول الأخرى للمرض الهولندي هو اللجوء إلى "الحمائية"، مثل زيادة التعرفة الجمركية، والتضييق على حصص الواردات. كذلك يجب على الزوجة / المرأة الطالبة للزوج، اللجوء إلى الحمائية، مثل التضييق على الزوج / الخطيب، وعدم اعطائه كل ما يطلب ويريد من ثروتها، حتى لا يفسده التدليل المفرط، فينهب ثروتها.

4- يمكن للمرأة الباحثة عن زوج، أن تبحث عن زوج في نطاق ضيق، نطاق الأسرة والحي مثلاً، ولا بأس في هذه الحالة إذا كان ذلك الخطيب يعلم بمقدار ثروتها، لأنها بدورها ستكون على علم ودراية بأخلاقه وأهله ووضعه المالي، وستكون ملمّة بكل تفاصيل شخصيته. وعندئذ يمكنها أن تحدد إذا كان ذلك الرجل طامعاً في ثروتها أم يريدها لذاتها.

5- يمكن للمرأة الباحثة عن زوج أن تبحث في نطاق واسع، مثل الحالات التي مرّت بنا، لكن في هذه الحالة يجب ألّا تفصح عن حجم الثروة التي تملكها، ولا تستعرضها، ولا تقدم أي عرض مالي للزوج، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. في هذه الحالة يمكن أن يتقدم لخطبتها رجال يريدونها لذاتها وليس من أجل ثروتها.

من الطرق الأخرى التي تجنبك لعنة الموارد، أيتها المرأة الباحثة عن زوج صالح، هي الورع و تقوى الله، دون حتى أن تظهري أي شيء من مؤهلاتك المالية أو الجمالية. يحكى أن شاباً تقياً فقيراً أشتد به الجوع، فمرّ على بستان تفاح، وأكل تفاحة، ولما رجع إلى بيته بدأت نفسه تلومه فذهب يبحث عن صاحب البستان، فوجده وقال له:بالأمس بلغ بي الجوع مبلغاً عظيماً وأكلت تفاحة من بستانك من دون علمك وهذا أنا اليوم استأذنك فيهافقال له صاحب البستان: أسامحك لكن بشرطأن تتزوج ابنتي، وهي عمياء، وصماء، وبكماء، ومقعدة لا تمشي فإن وافقت سامحتك قال له:قبلت ابنتك. فدخل الشاب على زوجته حزين الفؤاد، فإذا بفتاة أجمل من القمر، قامت ومشت إليه وسلمت عليه، وفهمت ما يدور في باله، وقالت :إنني عمياء من النظر إلى الحرام وبكماء من قول الحراموصماء من الإستماع إلى الحرامومقعدة لا تخطو رجلاي خطوة إلى الحرام وأبي يبحث لي عن زوج صالح فلما أتيته تستأذنه في تفاحة وتبكي من أجلها قال أبي أن من يخاف من أكل تفاحة لا تحل له حري به أن يخاف الله في ابنتي فهنيئا لي بك زوجاً وهنيئاً لأبي بنسبك، وأنجبت هذه الفتاة عالماً فقيهاً، هو الإمام أبو حنيفة النعمان.

هناك طريقة فعّالة وناجعة لجذب العرسان، طبقتها امرأة شقية ذكية، فجذبت نحوها العرسان كما تجذب مصيدة الحشرات حشراتها( ونطلب من الرجال المعذرة على هذا التشبيه غير اللائق)، وتهافت وتداعى عليها العرسان كما تتداعى الأكلة على قصعتها، ونزلوا على بيتها كالمطر، وتقدم لخطبتها أكثر من رجل. وسأخبركم بهذه القصة الطريفة الممتعة الناجعة المفيدة (وهل ثمة قصة أكثر فائدة من قصة تجلب الأزواج – كالمطر- للفتيات؟)، سأخبركم بها في الموضوع الممتع الشيق الذي سأتناوله في الحلقات القادمة بإذن الله، عندما نفرغ من موضوع لعنة الموارد.

في الجزء الخامس والأخير من موضوع "لعنة الموارد" سنتناول قصتين عن أسوأ صنفين (وأظرف صنفين، في ذات الوقت) من الرجال يمكن أن ترتبط بهما المرأة، لأنهما لا يسببان المرض الهولندي للمرأة وحسب، بل يمكن أن يسببا لها أيضاً أمراض السكر والقلب وتصلب الشرايين. كما سنتناول أيضاً قصة ارتباط رجل وامرأة، متعلقة بموضوع لعنة الموارد هذا..تلك القصة المدهشة المربكة المحيرة، لأنني لا أدري من منهما الرابح، ومن منهما الخاسر، ومن منهما سيسبب لعنة الموارد للآخر.

تسعدني وتسرني متابعتكم..

الكاتب الصحفي / أنور عبد المتعال سرالختم
 
أعلى